اسباب سرطان الدم

سرطان الدم

يمتلك الشخص الطبيعي ما يعادل خمسة لترات من الدم، ويُعرف الدم بأنه مادة سائلة تنتقل باستمرار بين أعضاء الجسم، ويزود الدم خلايا الجسم بالمواد الغذائية والأكسجين، كما يتخلص من الفضلات، ويحتوي الدم على العديد من الخلايا والبروتينات، ويشكل السائل الذي يسمى البلازما نحو نصف حجم الدم.^[١]

يؤثر سرطان الدم على إنتاج خلايا الدم ووظيفتها، وتبدأ معظم أنواع هذا السرطان في النخاع العظمي، الذي يعد مكان إنتاج خلايا الدم، إذ تنضج الخلايا الجذعية في نخاع العظم، ومن ثم تتطور إلى ثلاثة أنواع من خلايا الدم المذكورة مسبقًا، ويتأثر نمو خلايا الدم الطبيعية في معظم أنواع سرطان الدم، وذلك بسبب النمو غير المنتظم للخلايا السرطانية، الأمر الذي يمنع الخلايا الطبيعية من أداء بعض وظائفها، مثل محاربة الالتهابات، أو منع النزيف.^[٢]

ما أسباب سرطان الدم؟

يقسم سرطان الدم بصورة رئيسية إلى ثلاثة أنواع رئيسة وهي؛ سرطان الغدد الليمفاوية، والورم النخاعي المتعدد، وابيضاض الدم -يُشار إليه أيضًا باسم اللوكيميا-، ويمكن ذكر أسباب سرطان الدم كما يأتي:^[٢]

ابيضاض الدم

يمكن أن يحدث ابيضاض الدم نتيجة حدوث خلل في تكون المادة الوراثية (DNA) لخلايا الدم النامية، وبصورة خاصة في خلايا الدم البيضاء، مما يؤدي إلى نمو خلايا الدم وانقسامها بصورة غير طبيعية، وتجدر الإشارة إلى أن خلايا الدم السليمة عند الشخص الطبيعي تموت وتستبدل بخلايا جديدة، ولكن في مرض ابيضاض الدم لا تموت خلايا الدم المصابة عند نقطة معينة من دورة حياتها، بل تستمر في النمو، وعند إنتاج نخاع العظم كمية أكبر من هذه الخلايا تبدأ في التراكم في الدم، الأمر الذي من شأنه أن يمنع خلايا الدم البيضاء السليمة من النمو والعمل بفعالية، ومع تقدم المرض يفوق عدد الخلايا السرطانية الخلايا السليمة في الدم.^[٣]

وتوجد بعض عوامل الخطر للإصابة بابيضاض الدم، وتتضمن ما يأتي:^[٣]

• التعرض للإشعاع الاصطناعي، كتلقي العلاج الإشعاعي لسرطان سابق.
• الإصابة ببعض الفيروسات، إذ يرتبط فيروس تي الليمفاوي البشري من النوع الأول بابيضاض الدم.
• العلاج الكيميائي، يزداد خطر الإصابة بابيضاض الدم عند الأشخاص الذين تلقوا العلاج الكيميائي لسرطان سابق.
• التعرض لمادة البنزين الكيميائية، وهي مادة مذيبة تستخدم في بعض مواد التنظيف الكيميائية، وصبغات الشعر.
• بعض الحالات الوراثية، يمتلك الأطفال المصابون بمتلامة داون نسخة ثالثة من الكروموسوم رقم 21، ويزداد خطر الإصابة بابيضاض الدم النقوي الحاد، الليمفاوي الحاد إلى اثنين إلى ثلاثة بالمائة لديهم، كما يمكن أن يزداد خطر الإصابة بابيضاض الدم للأطفال المصابين بمتلازمة لي-فراوميني.
• التاريخ العائلي، يمكن أن يؤدي وجود أشقاء مصابين بابيضاض الدم إلى زيادة خطر الإصابة بهذا المرض، وإذا كان لدى الشخص توأم متطابق مصاب بابيضاض الدم، فإنه سوف يمتلك فرصة تصل إلى عشرين بالمائة للإصابة بالمرض.
• مشاكل جهاز المناعة الوراثية، تزيد بعض الحالات المناعية الموروثة من خطر الإصابة بالعدوى الشديدة، وابيضاض الدم، وتتضمن هذه الحالات ما يأتي:
  • متلازمة الرنح وتوسع الشعيرات.
  • متلازمة بلوم.
  • متلازمة شواخمان دايموند.
  • متلازمة ويسكوت ألدريتش.
• تثبيط المناعة، يمكن ان يحدث ابيضاض الدم في مرحلة الطفولة نتيجة كبت جهاز المناعة بشكل متعمد، ويمكن أن يحصل ذلك بعد عملية زراعة عضو عندما يأخذ الطفل أدوية لمنع الجسم من رفض العضو.

سرطان الغدد الليمفاوية

يحدث سرطان الغدد الليمفاوية، أو الليمفوما بصورة مشابهة لابيضاض الدم، ولكنه يمتلك عوامل خطر مختلفة، ويقسم سرطان الغدد اليمفاوية إلى الليمفوما اللاهودجكيِنية، والليمفوما الهودجكينية، وتوزع عوامل الخطر كما يأتي:^[٤]

• عوامل خطر الليمفوما اللاهودجكينية، وتتضمن عوامل الخطر لهذا النوع من الليمفوما ما يأتي:
  • نقص المناعة.
  • أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والداء الزلاقي.
  • العمر، يعد سرطان الغدد الليمفاوية أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ستين عامًا، وعلى الرغم من ذلك تصيب بعض الأنواع الأطفال، والرضع.
  • الجنس، تزيد احتمالية إصابة النساء ببعض أنواع معينة من الأورام اللمفاوية، كما تزيد احتمالية إصابة الرجال بأنواع أخرى.
  • الأصل العرقي.
  • العدوى، يمكن أن تزيد بعض الميكروبات من خطر الإصابة بالليمفوما، مثل فيروس تي الليمفاوي البشري من النوع الأول، وبكتيريا ملوية بوابية، وفيروس إبشتاين-بار.
  • التعرض للمواد الكيميائية، والإشعاعية، كالمبيدات الحشرية، والأسمدة، ومبيدات الأعشاب، والإشعاع النووي.
  • الوزن، ترتبط السمنة بالإصابة بورم الغدد الليمفاوية.
• عوامل خطر الإصابة بالليمفوما الهودجكينية:
  • العمر، تزداد نسبة الإصابة عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين، والثلاثين عامًا، وفي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الخامسة والخمسين عامًا.
  • الجنس، يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الأورام الليمفاوية من النساء.
  • التاريخ العائلي.
  • داء كثرة الوحيدات، وينتج عن الإصابة بفيروس إبشتاين-بار.
  • ارتفاع الحالة الاقتصادية والاجتماعية.
  • نقص المناعة، كالإصابة بالإيدز، أو فيروس نقص المناعة البشرية.

الورم النخاعي المتعدد

لم يحدد العلماء السبب الدقيق للورم النخاعي المتعدد، ولكن ما يعرفه الأطباء أن هذا الورم يبدأ بخلية بلازما واحدة غير طبيعية في نخاع العظم، ومن ثم تتكاثر الخلية بطريقة سريعة وغير طبيعية، وتوجد بعض عوامل الخطر لهذا الورم، وتتضمن ما يأتي:^[٥]

• التقدم في السن.
• الجنس، ويعد الذكور أكثر عرضة للمرض من الإناث.
• العرق، إذ يعد أصحاب البشرة السمراء أكثر عرضة للإصابة بالمرض من غيرهم.
• التاريخ العائلي للإصابة بهذا الورم.
• التاريخ الشخصي للاعتلال الجامائي الوحيد النسيلة غير المحدد الأهمية.

كيف يمكن تخفيف تأثيرات سرطان الدم على المصاب؟

يمكن أن تساعد بعض الأساليب في التخفيف عن الشخص المصاب بسرطان الدم، وتتضمن هذه الأساليب ما يأتي:^[٦]

• معرفة كل ما يمكن عن سرطان الدم، يمكن سؤال الطبيب عن سرطان الدم المصاب به الشخص، ومعرفة خيارات العلاج المناسبة.
• الالتفاف حول الأصدقاء والعائلة، ويمكن أن يساعد ذلك على التعامل مع سرطان الدم بقوة، وعزيمة، إذ يمكن للأصدقاء والعائلة تقديم الدعم الذي سيحتاجه الشخص، مثل المساعدة في العناية بالمنزل، إذا كان الشخص في المستشفى، ويمكن للدعم العاطفي أن يكون بمثابة المنقذ للشخص وعزيمته.
• التحدث مع شخص محدد حول المخاوف والصعوبات التي يواجهها المصاب، ويمكن أن يكون هذا الشخص فردًا من العائلة، أو الأصدقاء، أو يمكن التحدث أخصائي اجتماعي، أو يمكن الانضمام إلى مجموعات الدعم.
• العناية بالنفس، وعدم اهمالها، إذ يجب على المصاب الاعتناء بنفسه، على الرغم من انخراطه في الاختبارات، والعلاجات،إذ يمكن تخصيص وقت لليوغا مثلًا، أو الطبخ، أو غيرها من الأنشطة المفضلة.

كيف يتم علاج سرطان الدم؟

يعتمد علاج سرطان الدم على العديد من العوامل، ويحدد الطبيب العلاج اعتمادًا على صحة الشخص، وعمره، ونوع السرطان لديه، وحالة انتشاره، ويمكن ذكر أبرز خيارات علاج ابيضاض الدم كما يأتي:^[٦]

• العلاج الكيميائي، يعد العلاج الكيميائي الشكل الرئيسي لعلاج ابيضاض الدم، ويستخدم هذا العلاج المواد الكيميائية لقتل الخلايا المصابة.
• العلاج البيولوجي، ويستخدم هذا النوع من العلاج العلاجات التي تساعد جهاز المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
• العلاج الموجه، ويستخدم العلاج الموجه الأدوية التي تهاجم نقاط ضعف معينة داخل خلايا السرطان.
• العلاج الإشعاعي، ويستخدم هذا العلاج الأشعة السينية، أو نوع آخر من الأشعة عالية الطاقة لتدمير خلايا السرطان، ووقف نموها.
• زرع الخلايا الجذعية.

أما علاج سرطان الغدد الليمفاوية فيتضمن ما يأتي:^[٧]

• المراقبة الحذرة، وتنمو بعض أشكال الليمفوما ببطء شديد، لذا يمكن ان يقرر الطبيب الانتظار إلى حين ظهور الأعراض التي تؤثر على حياة المصاب.
• العلاج الكيميائي.
• العلاج الإشعاعي.
• زرع الخلايا الجذعية.
• علاجات أخرى، وتتضمن الأدوية الموجهة التي تركز على تشوهات معينة في خلايا السرطان، وأدوية العلاج المناعي، وغيرها.

أسئلة شائعة حول أسباب سرطان الدم

كيف يصاب الشخص بسرطان الدم؟

إن السبب الدقيق وراء الإصابة بسرطان الدم غير معروف، إلا أنه تم تحديد العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالمرض، بما في ذلك التعرض للإشعاع، والعلاج الكيميائي للسرطان، والتدخين، والتاريخ العائلي لسرطان الدم، والتعرض لبعض المواد الكيميائية، مثل: البنزين.^[٨]

ما هي العلامة الأولى لسرطان الدم؟

غالبًا ما يعد تضخم الغدد الليمفاوية العرض الأول لسرطان الدم الليمفاوي المزمن، والغدد الليمفاوية تتواجد في الرقبة، والإبط، والفخذ.^[٩]

هل يمكن الإصابة فجأة بسرطان الدم؟

يمكن أن يكون ظهور سرطان الدم حادًا أي يظهر بصورة مفاجئة، أو مزمنًا أي يتطور بصورة بطيئة.^[١٠]

المراجع

1. ↑ "Picture of Blood", webmd, Retrieved 25-5-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "Blood Cancers", hematology, Retrieved 25-5-2020. Edited.
3. ^ ^{أ ب} "What to know about leukemia", medicalnewstoday, Retrieved 25-5-2020. Edited.
4. ↑ "Everything You Need to Know About Lymphoma", healthline, Retrieved 25-5-2020. Edited.
5. ↑ "Multiple myeloma", mayoclinic, Retrieved 28-5-2020. Edited.
6. ^ ^{أ ب} "Leukemia", mayoclinic, Retrieved 25-5-2020. Edited.
7. ↑ "Lymphoma", myoclinic, Retrieved 25-5-2020. Edited.
8. ↑ "Leukemia facts", www.medicinenet.com, Retrieved 2-6-2020. Edited.
9. ↑ "Symptoms of Leukemia", www.verywellhealth.com, Retrieved 2-6-2020. Edited.
10. ↑ "Leukemia", www.healthline.com, Retrieved 2-6-2020. Edited.