محتويات
عدم النوم
يُعدّ الأرق أو قلة النوم أحد اضطرابات النوم الأكثر شيوعًا، وتتجلى هذه الظاهرة في معاناة صعوبة في الدخول في النوم، أو تكرار عدد مرات الاستيقاظ منه مع صعوبة العودة له بعد ذلك، بالإضافة إلى الاستيقاظ مبكرًا جدًا في صباح اليوم التالي، والأشخاص المُصابون به يعانون من واحد أو أكثر من عدة أعراض بسبب قلّة النوم، مما يؤدي إلى ظهور آثار سلبية تتضمّن: الإعياء، والكسل، والقلق، والتقلّبات المزاجيّة التي تؤثر في الأداء اليوميّ.
ويشار إلى أنّ نسبة النساء المصابات بالأرق وعدم النوم أكثر من نسبة الرجال؛ بسبب الاضطرابات الهرمونيّة التي تحدث خلال الحمل، أو الدورة الشّهريّة، أو سنّ اليأس، كما يزيد معدل الإصابة بقلّة النوم مع تقدّم السن ليصل إلى نسب مرتفعة جدًا لدى كبار السن، وقلّة النوم تُسبّب بعض المضاعفات الجسمية، والنفسية، والسّلوكية المختلفة، مما يستلزم علاج المشكلة والسّيطرة عليها، ومراجعة الطبيب في بعض الحالات.[١][٢]
أسباب عدم النوم
يُعدّ الإجهاد والتعب أهمّ الأسباب الرّئيسة لأنماط النوم غير الطّبيعية، وتنجم الإصابة بهما عن المخاوف المرضيّة والاكتئاب والقلق وغيرها؛ ذلك كله بسبب تطوّرات العالم؛ فمثلًا: تطورات التكنولوجيا والأحداث العالمية المتغيّرة، ذلك كله يجعل الشخص في حالة قلق وتوتر ويقظة مستمرّة تمنعه من النوم، والإجهاد بشكل عام يؤثر في القلب، وعندما يضعف تتأثر أنماط النوم الطّبيعية [٣]، وهناك الكثير من العوامل النّفسية والجسمية المؤثرة في وضعية النوم الطّبيعية، ومنها: [٤]
- اضطرابات في الساعة البيولوجية؛ مثل: التغيرات الوظيفية، والضوضاء النّاتجة من البيئة، والحرارة الشّديدة أوالبرودة الشّديدة، حيث جميعها تؤثر في الساعة البيولوجية للشخص.
- سوء العادات اليومية؛ يوجد العديد من العادات التي تسبب عدم النوم في الليل وتؤثر في نوعيته؛ منها: العمل في مناوبات ليلية، وسماع أصوات قوية من البيئة المحيطة والضوضاء الخارجية، أو السّهر لساعات متأخّرة، بالإضافة إلى الرّحلات الجويلة الطّويلة، وغيرها من التغييرات اليومية التي تحدث.
- الحالات المرضية، اصابة الشخص بمرض معيّن تؤثر في وضعية النوم؛ مثل: إصابته بقصور القلب الاحتقاني، أو الذّبحة الصّدرية، أو المعاناة من مرض الانسداد الرئوي المزمن، أو الربو، أو توقف التّنفس أثناء النوم، أو فرط في نشاط الغدة الدرقية، أو التهاب المفاصل، أو المعاناة من الأورام السرطانية، أو التهاب المخ، أو الاصابة بـألزهايمر، أو السّكتة الدّماغية جميعها تحرم الشخص من الحصول على نوم مريح.
- اضطرابات نفسية، إذ تُعدّ أساسًا لمشكلة عدم النوم، وتتنوّع ما بين الاكتئاب، أو القلق، أو التهيّج، أو الضّغوطات النفسية، أو التوتر، التي تتمثّل باضطرابات ثنائي القطب.
- الهرمونات، قد تؤدي اضطراباتها في الجسم -كهرمون الإستروجين، إلى فقد القدرة على النوم، وحدوث الأرق في الليل.
- عوامل أخرى تؤثر في حالة النوم؛ مثل: النوم بجانب الشخير والضوضاء، والطفيليات، والحالات الوراثية، وفرط النشاط الذهني، والحمل.
علاقة عدم النوم بالتكنولوجيا
تبين أنّ تعرّض الاشخاص سواءً الصغار أو البالغين للضوء والإشعاعات الضوئية الناتجة من أجهزة الهواتف الذكية والتلفاز وغيرهما من الوسائط المتعددة قبل النوم يؤثر سلبًا في مستويات الميلاتونين الطبيعية في الجسم؛ مما يؤدي إلى معاناة صعوبات في النوم، ويستغرق ذلك وقتًا أطول للدخول فيه بشكل عميق، وتبيّن ذلك أنّ تكرار استخدام الهواتف الذكية قبل النوم يجعل من النوم أو الأرق مشكلة مزمنة يصعب التخلّص منها، وتؤدي إلى مزيد من المضاعفات لاحقًا.[٤]
عدم النوم وأسلوب الحياة
إنّ سلوكيات الحياة غير السليمة تؤثر في طبيعة النوم بشكل كبير، وكذلك عادات النوم غير الصحيحة تؤدي إلى الإصابة بالأرق أو عدم النوم بشكل كافٍ، ومن أمثلة أساليب الحياة التي تؤدي إلى عدم النوم ما يأتي: [٥]
- أخد القيلولة، حيث أخذها في وقت الظهيرة مفيد جدًا للكثير من الناس ويجعلهم في حال أفضل للعمل وإنجاز المهمات، وكذلك لا يؤثر في طبيعة نومهم في الليل، لكنّه للأسف قد يؤثر في نوم بعض الأشخاص، وتمنعهم من النوم في وقت مناسب.
- النوم في وقت لاحق لتعويض المفقود، حيث النوم في اليوم التالي لساعات أطول -خاصة في النهار- يؤثر في نوم الليل.
- إذا كان الشخص يعمل في ساعات غير منتظمة، فإنّ ذلك يجعل نومه غير منتظم، خاصّة إذا دفعه عمله للنوم في النهار، بالتالي يؤدي إلى عدم النوم في الليل أحيانًا.
قد تبدأ حالة عدم النوم بمشكلة صغيرة، لكنّها قد تتحوّل إلى مشكلة طويلة الأمد بسبب أنماط الحياة غير الصّحية؛ فاذا بقي الشخص على أسلوب حياة غير صحيح قد تتحوّل مشكلة عدم النوم إلى أمر مزمن لا يُنفّذ علاجه بسهولة؛ لذا من المهم معالجة المشكلة، وتنظيم أوقات النوم قبل أن يتحوّل إلى مشكلة لا حلّ لها.[٦]
أعراض عدم النوم
إنّ الاشخاص الذين لا يحصلون على عدد ساعات نوم كافٍ في الليل ينعكس سلبًا على حياتهم وإنجازهم للعمل والمهمات خلال النهار، وهناك الكثير من أعراض عدم النوم، ومنها ما يلي:[٧]
- الشّعور بالتّعب والاجهاد والنعاس خلال النهار.
- الاكتئاب، والقلق، والتوتر.
- ضعف في التّركيز.
- وقوع الكثير من الأخطاء والحوادث.
- صداع في الرأس.
- صعوبة في التواصل الاجتماعي.
- امراض في الجهاز الهضمي.
- صعوبة في الدخول في النوم.
كما أنّ الحرمان من النوم يسبب ظهور أعراض أخرى؛ فقد يستيقظ المصاب بعدم الشعور باليقظة الكاملة والانتعاش والحيوية خلال النهار، وقد يوجد لديه شعور بالتعب والنعاس والإعياء طوال اليوم، حيث وجود مشاكل في التركيز على المهمات أمر طبيعي لدى الاشخاص الذين لا يحصلون على ساعات نوم كافية.[٧]
المراجع
- ↑ Peter Crosta (Thu 7 December 2017), "Insomnia: Everything you need to know"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 31/10/2019. Edited.
- ↑ "Insomnia", www.mayoclinic.org,Oct. 15, 2016، Retrieved 31/10/2019. Edited.
- ↑ HeartMath (2-8-2014), "Solution for Overcoming Sleeplessness"، www.heartmath.com, Retrieved 9-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Peter Crosta, Daniel Murrell, MD (7-12-2017), "Insomnia: Everything you need to know"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 7-1-2019. Edited.
- ↑ Valencia Higuera (15-7-2019), "What You Should Know About Difficulty Sleeping"، www.healthline.com, Retrieved 9-11-2019. Edited.
- ↑ Nihon Rinsho (7-7-2012), "Insomnia and lifestyle-related diseases"، ncbi.nlm.nih.gov. Edited.
- ^ أ ب Peter Crosta (7-12-2017), "Insomnia: Everything you need to know"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.