مرارة الفم
يعدّ الذوق حاسّة معقدة قد تتأثر بالعديد من العوامل، مثل تراجع صحة الأسنان، أو جفاف الفم، أو الحمل، وقد تنشأ مرارة الفم أو طعم الفم السيء كرد فعل طبيعي لتناول الأطعمة اللاذعة أو الحامضة، إلا أن هذا المذاق قد يستمر لمدة طويلة أو قد يتكوّن فجأةً، مما يسبب القلق لدى الأشخاص، ويتطلب علاج مرارة الفم المستمرة معالجة الظروف الكامنة المسببة لتشكّل هذا المذاق، وقد يساهم اتّباع بعض العلاجات المنزلية البسيطة في التخفيف من طعم مرارة الفم لدى بعض الأشخاص.[١]
أسباب مرارة الفم
تنشأ مرارة الفم نتيجة عدد من الأسباب، ومنها ما يأتي:[٢]
- متلازمة الفم الحارق: إذ تسبب متلازمة الفم الحارق إحساسًا حارقًا أو حادًا وألمًا شديدًا في الفم، وقد يعاني الأشخاص من هذه الأعراض في منطقة واحدة من الفم أو قد تنتشر إلى جميع أنحاء الفم، وقد يعاني الأشخاص أيضًا من جفاف الفم والمذاق المر، وتصيب هذه المتلازمة كلًا من النساء والرجال، وخاصة النساء في مرحلة سن اليأس وما بعدها، وقد تنشأ متلازمة الفم الحارق نتيجة تلف الأعصاب في الفم، وقد ترتبط ببعض الظروف أو العلاجات، مثل علاج داء السكري، وعلاج السرطان، والتغيرات الهرمونية أثناء انقطاع الطمث.
- الحمل: إذ قد يؤثر تقلب مستويات هرمون الإستروجين الأنثوي أثناء فترة الحمل على براعم التذوق، وتعاني العديد من النساء الحوامل من مرارة الفم أو الطعم المعدني للفم، إلا أنّ هذا الطعم يتلاشى في مراحل لاحقة من الحمل أو بعد الولادة.
- جفاف الفم: وينشأ جفاف الفم نتيجة انخفاض إنتاج اللعاب أو التغيّر في بنية اللعاب، ويتسبب إنتاج اللعاب بكميات غير مناسبة في تغير المذاق لدى الأشخاص، فقد يشعرون بزيادة طعم المرارة أو نقص الملوحة، كما يؤدي نقص اللعاب إلى صعوبةٍ في البلع والكلام، ومن الأسباب المؤدية إلى انخفاض إنتاج اللعاب ما يأتي:
- التقدم في العمر.
- تناول بعض الأدوية.
- الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، مثل متلازمة شوغرن، التي تسبب جفافًا مفرطًا في الفم والعينين.
- تدخين التبغ.
- متلازمة الصّنوبر: إنّ متلازمة الصّنوبر تعرف بالحساسيّة ضد الصّنوبر، التي تؤدّي إلى الشّعور بالطعم المر أو المعدني في الفم بعد تناول المكسّرات من 12 ساعةً حتى 48 ساعةً.
- داء الارتداد المعدي المريئي: وهو اضطراب شائع ترتخي فيه العضلة العاصرة السفلية بالمريء بشكل غيرطبيعي أو فجائي، مما يسمح للحمض بالتدفق والارتجاع من المعدة إلى المريء، وتعد العضلة العاصرة السفلية بالمريء صمامًا أحادي الاتجاه، إلا أنها قد تتعرض إلى الارتخاء لأسباب غير واضحة أحيانًا مسببةً ارتجاع الحمض، وتسبب حالة الارتجاع المعدي المريئي مرارة الفم أو الطعم الحامض فيه، وقد تنشأ هذه الحالة نتيجة التدخين، وشرب الكحول والكافيين، وتناول الأطعمة الدهنية، وغيرها من الأسباب.[٣]
- تناول بعض الأدوية والمكملات الغذائية: إذ يُفرَز بقايا الدواء في اللعاب عند امتصاص الجسم لأنواع معينة من الأدوية، كما قد تتسبب الأدوية المحتوية على عناصر معدنية أو مرة المذاق في مرارة الفم، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
- المضاد الحيوي التتراسيكلين.
- الليثيوم، المستخدم لعلاج بعض الاضطرابات النفسية.
- بعض أدوية القلب.
- الفيتامينات والمكملات الغذائية المحتوية على الزنك والنحاس والكروم.
- بعض الأمراض والالتهابات: مثل الزكام والتهاب الجيوب الأنفية.
- علاجات السرطان: إذ قد يهيج الإشعاع والعلاج الكيميائي براعم التذوق، مما يتسبب في مرارة الفم.
علاج مرارة الفم
تُعالَج مرارة الفم عن طريق معالجة السّبب الكامن وراءها، ويمكن أن تُساهِم بعض العلاجات المنزلية في التّخفيف من طعم المرارة في الفم إلى أن يُكتشَف السّبب الرّئيسي ويُعالَج، ومن هذه العلاجات ما يأتي:[١]
- العناية المنتظمة بالأسنان، مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة، والخيط، واستخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا ومنتجات العناية بالأسنان الأخرى.
- مضغ العلكة الخالية من السّكر لتحريك اللعاب في الفم.
- شرب الكثير من الماء، إذ يعالج جفاف الفم، كما أنّه يزيد من التبوّل الذي يساعد الجسم على التخلّص من بقايا الأدوية، كما يمكن إضافة عصير الليمون إلى الماء للتخلّص من المذاق السّيء.
- تجنّب عوامل الخطر التي قد تزيد من خطر الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي، مثل تناول الأطعمة الدهنية أو الحارة، والتقليل أو الحد من منتجات التبغ والكحول.
- إضافة ملعقة صغيرة من صودا الخبز إلى كوب من الماء ومضمضة الفم بهذا المحلول.
المراجع
- ^ أ ب Jon Johnson (11-3-2018), "Why do I have a bitter taste in my mouth?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-12-2018.
- ↑ Donna Christiano (2-11-2017), "What Causes a Bitter Taste in the Mouth?"، www.healthline.com, Retrieved 21-12-2018.
- ↑ Sharon Gillson (6-11-2018), "Causes of a Sour or Bitter Taste in the Mouth"، www.verywellhealth.com, Retrieved 21-12-2018.