استئصال الثدي بالكامل

كتابة:
استئصال الثدي بالكامل

استئصال الثدي بالكامل

استئصال الثدي هو إجراء جراحي يُزال فيه أحد الثديين أو كليهما بشكل جزئي أو كلّي، وفي بعض الحالات تُزال الأنسجة التي تحيط بهما، وبعض الغدد اللمفاوية المجاورة الموجودة في منطقة الإبط، ويُجرى غالبًا لإزالة الورم الخبيث الذي أصاب الثدي منعًا لانتشاره إلى باقي أعضاء الجسم، أو لإزالة سرطان القنوات الموضعي، أو سرطان الثدي الالتهابي، أو لعلاج مرض باجيت عند إصابته للثدي، أو في صورة إجراء وقائي من الإصابة بالسرطانات للأشخاص الذين يحملون عوامل خطر الإصابة بنسب مرتفعة، وتجدر الإشارة إلى أنّه إجراء يُنفّذ لكلٍ من النساء والرجال، غير أنّ النسبة لدى النساء أعلى بكثير.[١]


أنواع عمليات استئصال الثدي

توجد خمسة أنواع مختلفة من عمليات استئصال الثدي؛ هي:[٢]

  • استئصال الثدي البسيط أو الكامل؛ إذ يُزال الثدي كله دون العقد اللمفاوية الإبطية والعضلات التي توجد أسفله.
  • استئصال الثدي الجذري المُعدّل؛ هو استئصال تام للثدي كله إلى جانب الغدد الليمفاوية كلها في منطقة الإبط والمتصلة بالثدي.
  • استئصال الثدي الجذري؛ هي النوع الأكثر توغلًا وفيه يستأصل الطبيب أنسجة الثدي كلها والعقد اللمفاوية الإبطية، والعضلات التي توجد أسفل الثدي، ولا يلجأ الطبيب إلى هذا النوع إلّا في حالة انتشار الخلايا السرطانية إلى الصدر.
  • استئصال الثدي الجزئي؛ هو إزالة الأنسجة السرطانية في الثدي وبعض الأنسجة السليمة المحيطة بها، وهي تختلف عن عملية استئصال السرطان فقط.
  • استئصال الثدي مع الإبقاء على الحلمة؛ إذ يُزال الثدي كله مع الاحتفاظ بالحلمة في مكانها.

في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان قد يوصي الطبيب باستئصاله فقط مع الاحتفاظ بالثدي ثم متابعة العلاج الإشعاعي، غير أنّ هذا الخيار غير مفضّل في حال وجود ورمين أو أكثر في أماكن مختلفة في الثدي، أو إذا حصلت المريضة على علاج إشعاعي سابقًا، أو إذا عاود السرطان مرة أخرى، أو المصابة حامل ويمثّل العلاج الإشعاعي خطرًا على الجنين، أو المصابة تحمل الجينات التي تُرجّح عودة السرطان مرة أخرى، أو حجم الورم كبير مقارنة بحجم الثدي بحيث لا يتبقّى نسيج كافٍ بعد استئصال الورم لإعادة بناء الثدي، أو إذا كانت المصابة تعاني في الوقت ذاته من اضطراب في الأنسجة الداعمة ولا تتحمّل الأعراض الجانبية للعلاج الإشعاعي.[١]


خطوات عملية استئصال الثدي

تجتمع المريضة قبل يوم العملية مع الجراح لمناقشة التفاصيل جميعها الخاصة بالعملية، وأخذ تاريخها الطبي، ويحقّ لها الاستفسار عن كل ما يشغلها، ويتأكد الجرّاح من عدم وجود حساسية تجاه أي دواء أو نوع تخدير، ويتحقق من أنواع الأدوية والأعشاب الطبية والفيتامينات التي تتناولها، وقد يطلب منها التوقف عن تناول بعض الأدوية التي تزيد فرص الإصابة بنزيف؛ مثل: الأسبرين، والأدوية المسكّنة للألم، كما يطلب منها الامتناع عن تناول الطعام والشراب قبل الجراحة بعدة ساعات، ويوصي بإجراء بعض الفحوصات المخبرية التي تتضمن وظائف الكلى والكبد، وهيموجلوبين الدم، وفحص البول، كما يُجرى تصوير رئتيها بالأشعة السينية، وعمل تخطيط للقلب لها للتأكد من صحتها العامة.[٣]

ترتدي المصابة الرداء الخاص بالعمليات وتُركّب لها حقنة وريدية للحصول على الأدوية والمحاليل من خلالها، وقد تحصل على دواء مهدئ لجلب بعض الاسترخاء قبل الجراحة، وبعد دخول غرفة العمليات تحصل على التخدير، ثم يفتح الجراح الثدي ويفصل أنسجته عن الجلد والعضلات، ويستأصل المطلوب استئصالها، ويستغرق إجراء الجراحة 2-3 ساعات أو أكثر إذا كان جرّاح التجميل قرّلا إعادة بناء الثدي مرة أخرى في العملية نفسها، وبعد الانتهاء منها تُؤخذ المريضة إلى قسم الإفاقة حتى ينتهي مفعول التخدير لمراقبتها ومراقبة علاماتها الحيوية؛ مثل: ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، وبعد أن تستيقظ تمامًا ويتأكّد الطبيب من عدم وجود أيّ مضاعفات للعملية تُنقَل إلى غرفتها الخاصة.

يقرّر الطبيب المعالج المدة اللازمة لبقاء المريضة في المستشفى، والتي غالبًا تكون يومين أو أطول عند إعادة بناء الثدي، وبعدها تُصرَف المصابة إلى منزلها بعد أن يوضح لها الطبيب النصائح والتعليمات الضرورية لمدة النقاهة.[٤]


إرشادات ما بعد عملية استئصال الثدي

يوصي الطبيب بالالتزام بالإرشادات الآتية للتأكد من مرور مرحلة النقاهة بسلام، وضمان سلامة الجرح:[٤]

  • المحافظة على نظافة وجفاف مكان العملية بعد الخروج من المستشفى.
  • الالتزام التام بالعقاقير الموصوفة من الطبيب المختص.
  • الالتزام بالراحة خلال الأسابيع الأولى بعد الجراحة.
  • الشعور بالألم أكيد بعد العملية؛ لذا يصف الطبيب دواءً مُسكّنًا للألم، لكن تجب مراجعة الطبيب في حال زاد الألم أو استمر مدة أطول من اللازم.
  • الالتزام بأوامر الطبيب في ما يخصّ العلاج بعد مرحلة النقاهة، التي تتضمن العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
  • الانتباه جيدًا لظهور أيٍّ من علامات العدوى أو الوذمة اللمفاوية والتوجه للطبيب فور ظهور أيٍّ منها.
  • ارتداء حمالة الثدي الطبية، أو الثدي الاصطناعي طبقًا لتعليمات الطبيب وبعد المدة التي يحددها.

خلال الجراحة قد يستأصل الطبيب العقد اللمفاوية، مما يتطلب مزيدًا من الاهتمام والاعتناء بالذراع مستقبلًا لتجنب الإصابة بالوذمة اللمفاوية؛ أي تورم الذراع بسبب تراكم السوائل اللمفاوية بسبب استئصال الغدد التي كانت تُصرّف السوائل من الذراع، ويصاحبها ارتفاع فرص الإصابة بالعدوى، وتحدث الجلطات الدموية في أوردة الذراع، لذا يجب اتباع التعليمات الآتية بدقة:[٣]

  • تجنّب الحصول على أيّ إبر أو محاليل وريدية في الذراع المجاور للثدي المستأصَل.
  • تجنب قياس ضغط الدم نهائيًا من هذا الذراع.
  • الالتزام بتعليمات الطبيب بممارسة بعض التمارين البسيطة بعد الجراحة؛ لتجنب التّيبس الذي قد يصيب الذراع.
  • تجنب التعرض لأيّ جرح أو حرق في الذراع، والحرص على ارتداء قفاز سميك عند تنفيذ أي نشاط قد يعرّض اليد للجرح؛ مثل: استعمال منظفات المنزل الكيميائية.
  • رفع الذراع لأعلى قليلًا لتسهيل تصريف السوائل اللمفاوية.
  • تجنب التعرض لحروق أشعة الشمس.
  • الحرص على استخدام شفرة حلاقة نظيفة عند حلق شعر الإبط.
  • تجنب ارتداء أيّ غرض ضيّق على الذراع؛ مثل: الجواهر، أو الساعات، أو الأكمام الضّيقة.
  • استخدام كلتا الذراعين معًا، أو الذراع السليمة فقط في حمل الأغراض الثقيلة.
  • عدم التعرض لقرص البعوض عن طريق استخدام طارد الحشرات، أو ارتداء الأكمام الطويلة.


الآثار الجانبية لعملية استئصال الثدي

استئصال الثدي هي عملية جراحة تتضمن الحصول على تخدير وإزالة أنسجة من الجسم، لذا مثلها كمثل أيّ جراحة قد يصاحبها وقوع بعض المخاطر أو المضاعفات، لكنّ معظمها يختفي سريعًا بعد الجراحة؛ مثل:[٥]

  • مشاكل وحساسية تجاه التخدير.
  • ألم الكتف وتيبّس الذراع بعد الجراحة.
  • آلام ما بعد العملية في الشق الجراحي.
  • الشعور بتنميل مكان الثدي وينتشر إلى أسفل الإبط.
  • الإصابة بالوذمة اللمفاوية.
  • تغييرات واضحة في المظهر العام للثدي والجسم.
  • احتمالات الإصابة بعدوى التهابية في الشق الجراحي، التي تتضمن أعراضها ارتفاع درجة حرارة الجسم، والرعشة، واحمرار وتورم الجرح، وخروج إفرازات كثيفة من الجرح، وزيادة حدة الألم بالجرح، وتورم وتنميل الذراع.
  • الإصابة بنزيف وتجمُّع الدم أسفل الشق الجراحي.
  • تضرر أعصاب الذراع أو الظهر أو جدار الصدر.
  • تكوّن أنسجة ندبية مكان جرح العملية.


المراجع

  1. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (2019-10-8), "Mastectomy"، mayoclinic, Retrieved 2019-11-28. Edited.
  2. "What Is Mastectomy?", www.breastcancer.org,2018-2-21، Retrieved 2019-11-28. Edited.
  3. ^ أ ب "Mastectomy", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 2019-11-30. Edited.
  4. ^ أ ب Laura J. Martin (2019-3-17), "Mastectomy (Breast Removal Surgery)"، www.webmd.com, Retrieved 2019-11-30. Edited.
  5. Tim Newman (2019-7-22), "What is a mastectomy?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2019-11-30. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×