استئصال الطحال

كتابة:
استئصال الطحال

استئصال الطحال

الطحال عضو رقيق بحجم قبضة اليد، ويوجد قرب المعدة أسفل يسار القفص الصدري، وهو عضو حيوي في الجسم، ويُصنّف جزءًا من جهاز المناعة في الجسم، إذ يحتوي الطحال على نوع محدد من كريات الدم البيضاء التي تهاجم العدوى عندما يمرض الشخص، كما ينقّي الطحال الدم، ويزيل كريات الدم الحمراء القديمة والتالفة من مجرى الدم. وعلى الرغم من أهمية الطحال، غير أنّ بعض الحالات تضطَّر الطبيب إلى استصال الطحال كاملًا، وعلى عكس بعض الأعضاء الأخرى، مثل الكبد، لا يستطيع الطحال تجديد نفسه وتكوين خلايا جديدة بعد إستئصاله، لكنّ 30% من البشر لديهم طحال ثانوي صغير الحجم ينمو ويتجدد بعد استئصال الطحال الأساسي ويعوّض وظائفه.[١]


أسباب عملية استئصال الطحال

توجد أسباب عديدة تجبر الطبيب على استئصال الطحال؛ مثل:[٢]

  • تعرض الطحال لإصابة أو ضرر.
  • تضخم الطحال بسبب عدوى فيروسية؛ مثل: داء كثرة الوحيدات أو عدوى بكتيرية؛ كـالزهري تسبب تراكم كميات كبيرة من كريات الدم والصفائح الدموية داخله بما يعرف بفرط نشاط الطحال مما يسبب إنخفاض حاد في تعداد الخلايا السليمة والصحية في الجسم، وينتج عن انسداد الطحال وتداخل كبير في وظائفه اضطرابات عديدة؛ مثل: فقر الدم، والعدوى، والنزيف الشديد، وقد يتطور الوضع ويصاب الطحال بتمزق؛ مما يهدد حياة المصاب.
  • تمزق الطحال بسبب التعرض لحادث سيارة أو أي سبب آخر يتطلب التدخل الفوري لاستئصاله لعلاج النزيف الداخلي الذي يصاحب هذا التمزق.
  • الإصابة بالاضطرابات الدموية الحادة التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية؛ مثل: الإصابة بأنيميا الخلايا المنجلية، أو فقر الدم الانحلالي، أو فرفرية قليلة الصفيحات مجهولة السبب، أو كثرة الحمرة الحقيقية.
  • الإصابة ببعض أنواع السرطان التي تؤثر في الطحال؛ مثل: سرطان الدم الليمفاوي، أو اللمفوما اللاهودجكينية، أو مرض هودجكين؛ مما يسبب تضخم الطحال وأحيانًا تمزقه، أو قد يضطر الطبيب إلى استئصال الطحال بسبب وجود كيس أو ورم في الطحال نفسه.
  • الإصابة بعدوى حادة لا تستجيب للمضادات الحيوية أو العلاجات التقليدية؛ مما قد يؤدي إلى تكوين خراج والتهاب وتجمع القيح داخل الطحال، فيبدو الحل استئصال الطحال للتخلص من هذه العدوى.


التحضير لعملية استئصال الطحال

قبل الخضوع لجراحة استئصال الطحال يُجري الطبيب الكثير من الفحوصات لتقييم حالة المصاب؛ مثل: الفحص الجسدي، وفحوصات الدم والبول، ورسم قلب، وفحوصات لتحديد سبب تضخم الطحال، وفحوصات لتحديد معدل تكسّر كريات الدم الحمراء والصفائح الدموية، وأشعة تشخيصية لفحص البطن والحوض؛ مثل: الأشعة السينية والأشعة المقطعية والموجات فوق الصوتية. كما يراجع الطبيب الأدوية كلها التي يتناولها المصاب، ويوصي بالتوقف عن تناول بعضها قبل الجراحة، وربما ينصح بتناول بعض اللقاحات لدعم جهاز مناعة الجسم بعد الجراحة.[٣]


إجراءات عملية استئصال الطحال

تستمر عملية استئصال الطحال 45-60 دقيقة، ويقضي المصاب في المستشفى من يومين إلى أربعة أيام بعد الجراحة، وربما تطول المدة إذا حدثت أي مضاعفات خلال الجراحة، وتنفّذ عملية الاستئصال إمّا باستخدام المنظار أو الجراحة المفتوحة، وفي كلتا الحاتين يخضع المريض للتخدير الكلي أثناء الجراحة. وتفاصيل العملية تبدو وفق الآتي:[٣]

  • الجراحة المفتوحة: خلال هذا النوع يفتح الجراح فتحة في بطن المريض أعلى الطحال، ويزيح الجلد والعضلات التي تغطّيه، ثم يربط الأوعية الدموية المغذّية والخارجة من الطحال، ويضع إسفنجَا معقمَا مكان الطحال لامتصاص معظم السوائل والدم الموجود، ثم يزيل الطحال والإسفنج، ويعيد العضلات والجلد إلى مكانهما، ويغلقهما بالقطب الجراحية، ثم يضع ضمادة جراحية فوق جرح العملية.
  • الجراحة بالمنظار: خلال هذا النوع يفتح الجراح عدة فتحات صغيرة في بطن المصاب يُدخل عبرها أنبوبًا طويلًا رفيعًا ومرنًا مزوّدًا بإضاءة وكاميرا؛ مما يتيح للجراح رؤية ما في داخل البطن بسهولة، ثم يحقن غاز ثاني أكسيد الكربون من خلال أنبوب لتوسعة البطن وإعطاء الطبيب مساحة أكبر للعمل داخل البطن، وعبر الفتحات الأخرى يدخل الطبيب الأدوات الجراحية لربط الأوعية الدموية وقطعها، ثم استئصال الطحال، وعند الانتهاء تغلق الفتحات بالقطب الجراحية، وتُغطّى بالضمادات.


نصائح للتعافي من عملية استصال الطحال

تؤدي أعضاء الجسم الأخرى معظم وظائف الطحال التي نفّذها سابقًا قبل استئصاله؛ لذا يستطيع أيّ شخص أن يعيش دون طحال، ومع ذلك يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من العدوى الخطيرة، وتسهل إصابته بالمرض، كما يستغرق مدة أطول للتعافي من أي مرض، وهذا الخطر أعلى في العامين الأولين بعد الجراحة مباشرة. ولتقليله وضمان التعافي من استئصال الطحال يوصي الطبيب بالآتي[٤]:

  • حصول المريض على بعض اللقاحات قبل الخضوع للجراحة للحماية من الإصابة بالعدوى؛ مثل: لقاح المكورات الرئوية مع الالتزام بجرعة منشطة كل 3-5 سنوات، والحصول على لقاح الإنفلونزا سنويًا، ولقاح المستديمة النزلية، ولقاح للوقاية من التهاب السحايا.
  • تجنب السفر للدول الإستوائية لتجنب الإصابة بالملاريا والأمراض الأخرى التي تنتقل عبر البعوض.
  • التوجه للطبيب فور التعرُّض لعضة كلب؛ لأنّ الشخص دون طحال يصبح أكثر حساسية تجاه العدوى المنقولة خلالها، كما يجب التوجه للطبيب فور ظهور أي طفح بعد قرصة أي بعوضة.
  • تناول مضاد حيوي لمدة عامين للأطفال الذين أُخضِعوا لاستئصال الطحال، ويُفضّل تجنب سفرهم إلى خارج البلاد، وأخذ مضادات حيوية إحتياطية إذا اضطروا إلى ذلك.
  • الحفاظ على النفس قدر الإمكان من التقاط العدوى، وإطلاع أي طبيب أو ممرض أو طبيب أسنان على الحالة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.
  • الإتصال بالطبيب فور ظهور أيٍّ من أعراض العدوى؛ مثل: الحمى، والقشعريرة، واحتقان الحلق، وسعال غير معروف السبب، وظهور احمرار أو أماكن مؤلمة في الجسم، وصداع، ودوار.


المراجع

  1. Jennifer Robinson (2020-1-23), "Splenectomy"، webmd, Retrieved 2020-4-28. Edited.
  2. Mary Ellen Ellis (2017-5-26), "Spleen Removal"، healthline, Retrieved 2020-4-28. Edited.
  3. ^ أ ب Donald W. Buck (2019-10-18), "Splenectomy"، winchesterhospital, Retrieved 2020-4-28. Edited.
  4. "Splenectomy", familydoctor,2017-10-23، Retrieved 2020-4-28. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×