استخدام البلاستيك بالمايكرويف، هل هو خطير؟

كتابة:
استخدام البلاستيك بالمايكرويف، هل هو خطير؟

البلاستيك

لا يخلو أي منزل في العالم من البلاستيك والمواد المصنوعة منه، فهو يدخل في صناعة العديد من المنتجات، أهمها المنتجات المستخدمة في المطبخ، كالأكياس، والأوعية، والأغطية، وحافظات الطعام والتخزين، لكن في السنوات الأخيرة ظهرت تساؤلات كثيرة حول أمان استخدام البلاستيك ومنتجاته، ووجوب الحذر عند استخدامه؛ فقد وُجِدَ أنّ العديد من المواد الكيميائية الموجودة فيه قد تتسرب منه إلى الأطعمة والمشروبات المختلفة، ويُعتقَد أنّ هذه المواد ترتبط بالإصابة بالعديد من الاضطرابات الصحية، كاضطراب الخصوبة واضطرابات التمثيل الغذائي، خاصةً عند تعرضه للحرارة أو أشعة المايكرويف، وفي هذا المقال توضيح لجميع هذه التساءلات، بالإضافة إلى التعرف على أنواع البلاستيك، وكيفية تقليل وجوده في الطعام قدر الإمكان.[١]


ما هي أنواع البلاستيك؟

يتكوّن البلاستيك من وحدات متشابهة متكررة تُعرف باسم البوليمرات (Polymer)، وعند صناعة المواد البلاستيكية تتشكَّل هذه الوحدات بأشكال معينة ثم تتصلَّب للاحتفاظ بالشكل المطلوب، وقد تكون هذه البوليمرات على شكل هيدروكربونات تحتوي فقط على الكربون والهيدروجين، إلا أن بعضها يتكوّن من عناصر أخرى، مثل: الأكسجين، والكلور، والفلور، والنيتروجين، والسيليكون، والفوسفور، والكبريت،[٢] وغالبًا ما يوجد أسفل العبوات البلاستيكية رقم يُشير إلى نوع البلاستيك المصنوع منه، ومن هذه الأنواع ما يأتي:[٣]

  • بولي إيثيلين تريفثاليت (PET)،‏وتُصنع منه عبوات المشروبات الغازية، وعبوات المايونيز، وزويت الطبخ.
  • البولي إثيلين عالي الكثافة (HDPE).
  • كلوريد البولي فينيل (PVC)، المستخدم في المنتجات الجلدية المصنعة، وأنابيب التصريف، والأسلاك الكهربائية.
  • البولي إثيلين منخفض الكثافة (LDPE)، يُستخدَم في صنع الأكياس البلاستيكية ولتغليف الأطعمة.
  • البولي بروبلين (PP) المُستخدَم في صناعة زجاجات الرضاعة، وعبوات الألبان، وغيرهما.
  • البوليسترين (Polystyrene)، المستخدم في صنع الأكواب وعبوات الطعام بهدف استخدامها مرّةً واحدةً فقط.
  • أنواع أخرى، تتضمن بوليمير بولي الكربونات، والأكريليك، والنايلون، وغيرها.


هل يُعد استخدام البلاستيك في المايكرويف آمنًا؟

تعددت الأبحاث والدراسات حول أمان استخدام البلاستيك في المايكرويف أو مصادر الحرارة الأخرى، إذ انتشرت بعض المعلومات التي تدّعي أن ذلك يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية مسببة للسرطان تُعرف باسم مركبات الديوكسين (Dioxins)، لكن لتصويب هذه المعلومة الخاطئة يجب العلم أن البلاستيك لا يحتوي على مركبات الديوكسين، فهذه المركبات تنتج فقط عند حرق القمامة، والمواد البلاستيكة، والمعادن، والخشب، والمواد الأخرى، لذا طالما أن الطعام لم يحترق في المايكرويف فلن يتعرض لهذه المركبات الضارة.

لكن غالبًا ما تُضاف بعض المواد الصناعية إلى البلاستيك للمساعدة في تشكيله، أهمها بيسفينول أ (BPA)، الذي يُستخدم لجعل البلاستيك شفافًا وصلبًا، والفثالات (Phthalates)، المستخدم لجعل البلاستيك لينًا ومرنًا، ويُعتقد أن هذه المواد تحاكي الهرمونات البشرية، وغالبًا يُطلق عليها اسم مسببات اضطرابات الغدد الصماء (Endocrine disrupters)، ويُعتقَد أنّها ترتبط بالإصابة بالسكري، والسمنة، واضطرابات الخصوبة، لذا عندما يُغلّف الطعام بالبلاستيك أو يوضع في وعاء بلاستيكي في المايكرويف قد تتسرب هذه المواد إلى الطعام عند ملامسته، خاصةً الأطعمة الدهنية، مثل اللحوم والأجبان، كما يزداد تسرُّب هذه المكونات من البلاستيك عند تسخينه.

وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الدراسات وجدت أنّ المواد البلاستيكية التي يُشار إليها بأنّها خالية من بيسفينول أ (BPA-free plastic) قد تُسبِّب إطلاق مواد أخرى غير بيسفينول (أ) إلى الأطعمة عند تسخينها بالميكرويف مُسبِّبةً اضطرابات الغدد الصماء، منها: الفثالات، وبيسفينول ب (BPS) والبيسفينول ف (BPF).[٤]

لتسهيل اختيار المواد المناسبة للاستخدام في المايكرويف تطلب مؤسسة الغذاء والدواء (FDA) من الشركات المُصنّعة لمنتجات البلاستيك اختبارات معينة للوصول إلى معايير المؤسسة ومواصفاتها قبل الموافقة على ملصقات السماح باستخدام المنتج في المايكرويف أو الأفران، لكن يجب العلم أن المنتجات التي لا تحمل هذا الملصق ليست بالضرورة غير آمنة، بل لم تحدد بعد مؤسسة الغذاء والدواء إذا ما كانت كذلك أم لا، لكن للبقاء آمنًا يُنصَح بعدم استخدام المواد البلاستيكية في المايكرويف، إلا تلك التي تحتوي على ملصق من مؤسسة الغذاء والدواء بمأمونية استخدامها.[٥][٣]


نصائح لتخفيف وجود المواد البلاستيكية في الطعام

البلاستيك من المواد التي تدخل في صناعة كل شيء حولنا تقريبًا، وكما ذُكر سابقًا يعد التعرض المستمر له ضارًا بالصّحة، لذا يمكن اتباع النصائح الآتية لتخفيف وجود المواد البلاستيكية في الطعام قدر الإمكان:[٦][٧]

  • استخدام الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام عند شراء الأطعمة.
  • استخدام الحافظات القابلة لإعادة الاستخدام عند تخزين الطعام، كتلك المصنوعة من الزجاج، أو الخشب، أو السيراميك، أو الستانليس.
  • استخدام العبوات أو الأكواب القابلة لإعادة الاستخدام للمشروبات، حتى عند الطلب من المقاهي.
  • إحضار حافظة طعام لوضع بقاياه عند الذهاب إلى المطعم؛ لأنّ العديد من المطاعم تستخدم الستايروفوم لذلك.
  • تجنب شراء الأطعمة المجمدة؛ لأن عُبواتها في الغالب من البلاستيك، حتى إذا كانت تبدو من الورق المقوّى؛ لأنها على الأغلب مغلفة بطبقة رقيقة من البلاستيك.
  • تحضير العصير الطازج أو تناول الفاكهة بدلًا من شراء العصائر في العُبوات البلاستيكية.
  • استخدام عبوات المياه الزجاجية أو المصنوعة من الستانليس.
  • استخدام الأطباق المصنوعة من السيراميك أو الزجاج لتسخين الطعام في المايكرويف، وتجنب المنتجات المصنوعة من البلاستيك.
  • ترك الطعام يبرد في جو الغرفة قبل وضعه في الأطباق أو الحافطات المصنوعة من البلاستيك.
  • عدم وضع حافظات الطعام البلاستيكية في غسالة الصحون؛ لتجنب تسريب المواد الكيميائية منها إلى الأطباق الأخرى.
  • التخلُّص من أي عبوات تالفة أو مشقوقة أو قديمة.[٥]
  • تجنُّب استخدام أغلفة الأطعمة البلاستيكية أثناء تسخينها بالمايكرويف؛ فقد تذوب.[٥]
  • التأكّد من فتح أغطية العبوات قبل تسخينها داخل المايكرويف.[٥]


المراجع

  1. "Is plastic a threat to your health?", harvard, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  2. "Science Matters: The Case of Plastics", sciencehistory, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Gavin Van De Walle (4-6-2020), "Can You Microwave Plastic?"، healthline, Retrieved 4-7-2020. Edited.
  4. George D Bittner , Chun Z Yang, Matthew A Stoner (2014), "Estrogenic Chemicals Often Leach From BPA-free Plastic Products That Are Replacements for BPA-containing Polycarbonate Products", Environ Health, Issue 13, Folder 1, Page 41. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Microwaving food in plastic: Dangerous or not?", harvard, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  6. " Tips to Use Less Plastic", greeneducationfoundation, Retrieved 22-6-2020. Edited.
  7. "10 Ways to Avoid Plastic Chemicals in Your Food", plasticpollutioncoalition, Retrieved 22-6-2020. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×