محتويات
الإرشاد النفسي
علم الإرشاد النفسيّ هو أحد فروع علم النفس، ويمكن القول إنّه الجانب التطبيقيّ لعلم النفس، ويمكن تعريف الإرشاد النفسي بشكلٍ مختصر أنّ الإرشاد النفسي هو محاولة شخص لمساعدة شخص آخر في فَهم نفسه والعالم ومساعدته على حلّ مشكلاته وزيادة التكيف لديه، أمّا بالتّعريف المفصّل فإن الإرشاد النفسي هو عمليّة منظمة تعتمد على علاقة مبنيّة على التفاعل والثّقة بين طرفَين، هما المرشد النفسي المؤهّل علميًا للقيام بالإرشاد، والمُسترشِد الذي يعاني من صعوبة نفسية ويحتاج إلى لمساعدة، وتحدث هذه العملية في ظروف مناسبة ومهيئة للوصول إلى أفضل حل مع المسترشد يساعده على فهم نفسه والعالم، يحتاج إعداد المرشد النفسي القادر على إدارة العملية الإرشادية إلى الحصول على درجة البكالوريوس والحصول على الشهادة الجامعية، أما المؤسسات التي يطبق بها الإرشاد النفسي فهي كثيرة منها: المؤسسات التربوية كالمدارس والجامعات والمدارس الخاصة في التربية الخاصة، وأيضًا في مؤسسات الخاصة بالأسرة وفي مؤسّسات العمل فالمؤسسة التي تطمح للتطوير والتّحسين تحتاج إلى مرشد نفسي.[١]
استراتيجيات الإرشاد النفسي
إنّ الاستراتيجيات التي يستخدمها المرشد النفسي في عملية الإرشاد متعدّدة، ويمكن أن يستخدم المرشد لانفسي العديد من الاستراتيجيات في الجلسة نفسها أو في رحلة العلاج كاملة، لذا من المهمّ معرفة استراتيجيات أكثر حتّى يستفيد المسترشد بشكل أكبر، ومن أهم الاستراتيجيات المستخدمة الآتي:
استراتيجية التداعي الحر
إنّ استراتيجية التداعي الحرّ من أهمّ الاستراتيجيات المستخدمة في الإرشاد التفسي، وهي نوع من أنواع التنفيس الانفعالي، وقد اكتشفه العالم فرويد، فوجد فرويد أن التفريغ الانفعالي مفيد للمسترشدين، فلجأ فرويد إلى أن يشجّع المرضى أن يطلقوا العنان لأفكارهم وجعلها تسترسل من تلقاء نفسها فيتلكم المسترشد في أي شيء يخطر في باله من دون اللجوء إلى إخفاء أيّة تفاصيل حتى لو كانت صغيرة أو مؤلمة أو مخزية ومعيبة من دون أيّ قيد أو شرط، وقد اكتشف فرويد مفهوم الكبت من خلال هذه الاستراتيجية فإن الإنسان يميل إلى تجنّب الذكريات المؤلمة وتذكرها يبدو أمرًا شاقًا على الفرد ويميل إلى كبتها، ولكن من المهم في العلاج إخراج تلك الذكريات؛ لأنّها تؤثر على الفرد حتى لو لم يتذكرها فإنها في اللاوعي تؤثر عليه، ولكن من عيوبها أنها تأخذ وقتًا طويلًا بسبب التفاصيل الكثيرة التي يقولها المسترشد.[٢]
استراتيجية الكرسي الخالي
استراتيجية الكرسي الخالي هي إحدى استراتيجيات العلاج الجستالتي، وقد أثبتت هذه الاستراتيجية قدرتها على العلاج، وتقوم هذه الاستراتيجة على وضع كرسيين متقابلين أحدهما يمثل المسترشد والآخر يمثّل الجزء السلبي من شخصيته أو شخص آخر هو سبب المشكلة التي يعاني منها، ويطلب المرشد من المسترشد الحوار مع هذا الكرسي وقد يقترح بعض العبارات التي يمكن أن يوجهها المسترشد له، فيقولها ويكررها حتى تظهر الانفعالات والصراعات لديه، ثم ينتقل المسترشد إلى الكرسي الآخر الذي يمثل الجزء السلبي ويحاور المسترشد نفسه، ثم يعود لمكانه ويرد على ذلك الجزء السلبي، ويراقب الأخصائي النفسي هذا الحوار ويكون دوره هو إدارة ذلك الحوار وزيادة الوعي لدى المسترشد بنفسه وبالآخرين، ولابد من أن يكون المرشد الذي يطبق هذه الاستراتيجية متمرسًا وأن يكون المسترشد يمتلك مُخيّلة خصبة وقادر على الحوار فهي لا تنفع مع المسترشدين الذين لا يستطيعون التخيّل.[٣]
استراتيجية الضبط الذاتي
تهدف هذه الاستراتيجية إلى تغيير سلوك المسترشد بشكلٍ جذريّ باعتماده على نفسه وضبطه لذاته، ويحدث هذا التغيير من خلال تغيير العوامل التي يحدث بها السلوك غير المرغوب، في هذه الاستراتيجيّة يجب فَهم عدة مفاهيم وهي: السلوك المستهدف، وهو السلوك الذي يحتاج إلى التغيير، والمثير الذي يستجر هذا السلوك، وتهدف الاستراتيجة أيضًا إلى زيادة وعي الفرد بنفسه، والعمل على ضَبط المثيرات وتغيير البيئة، وخطوات هذه الاستراتيجية تكون بأن يحدد المسترشد السلوك المراد تغييره مع وضع أسباب حدوث هذا السلوك وكمثال التدخين، والسّبب هو رؤية الدخان أو العصبية فيمكن أن يغير المسترشد المثيرات القبلية كالتخلص من التدخين بشكلٍ تامّ أو التخلص من العصبيّة بالابتعاد عن الأمور التي تُثير غضبه، ثمّ مكافأة الذات عند الالتزام بتغيير السلوك، وتضع هذه الاستراتيجية المسترشد في موقف صراع بين رغباته والسلوك الصحيح، فإن انصاع إلى رغباته فإنّه يحظى بتأنيب الضمير ولوم الذّات، ولكن إن استطاع التغيير فإنه يشعر بالسعادة والثقة بالنفس.[٤]
استراتييجة التشكيل
تعدّ استراتيجية التشكيل استرتيجية مهمّة في الإرشاد النفسي عندما يكون الهدف إكساب المسترشد سلوكات جديدة، ويعرّف تشكيل السلوك بأنه تقسيم السلوك إلى أجزاء صغيرة يسهل تعلمها وإلحاق كلّ جزء منها بتعزيز إيجابيّ منظم فيقترب المسترشد شيئًا فشيئًا من السلوك النهائي، ويهدف التعزيز إلى ضمان حدوث السلوك مرة أخرى وزيادة تكراره، وتسمّى هذه العملية أيضًا بالتقارُب التدريجيّ؛ لأنّ المسترشد يصعد إلى السلوك النهائيّ بالتدريج عن طريق الأجزاء الصغيرة والقريبة للسلوك، وإنّ مفتاح النجاح في هذه الاستراتيجية هو التعزيز فعندما يقوم المسترشد بالسلوك الصحيح يتم تعزيزه ولكن عندما ينحرف عن السّلوك الصحيح لا يتمّ التعزيز.[٥]
وبالإمكان استخدام هذه الاستراتيجية مع كافة الأعمار لتعليم السلوكات الاجتماعية والمهنية والحركية، كمهارات التواصل والسلوك التعاوني والواجبات المدرسية، ويمكن أن تقوم مرشدة أو المرشد بتعليمها للأم حتى تقوم بتعليم أطفالها الأحرف عن طريق تشكيل السلوك، وتستخدم هذه الطريقة أيضًا مع طلاب التربية الخاصة وصعوبات التعلم فهم بحاجة إلى تجزيء السلوك قبل القيام به، ومن الجدير بالذكر أن هذه الاستراتيجية تستخدم بكثرة في النمط التعليمي فإنّه من الممكن أن يعلم المرشد المعلّمين في المدارس هذه الطريقة ليقسّم المعلمون الدرس لأجزاء بدلًا من إعطائه دفعة واحدة ليضمن إتقان كل جزء حى الجزء النهائي ليتشكّل عند الطلاب السلوك المطلوب منهم بشكل مثاليّ.[٥]
المراجع
- ↑ "علم الإرشاد النفسي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-05-2020م. بتصرّف.
- ↑ "طريقة التداعي الحر"، www.uobabylon.edu، اطّلع عليه بتاريخ 27-05-2020م. بتصرّف.
- ↑ حمدي العظيم (2013)، برامج تعديل السلوك (الطبعة 1)، مصر: مكتبة أولاد الشيخ للتراث، صفحة 44. بتصرّف.
- ↑ د. عبد الفتاح خواجة (2010)، أساليب الإرشاد النفسي (الطبعة 1)، عمّان - الأردنّ: دار البداية، صفحة 61. بتصرّف.
- ^ أ ب "استراتيجيات الإرشاد النفسي"، www.uobabylon.edu، اطّلع عليه بتاريخ 27-05-2020م. بتصرّف.