اسم صحابي ذكر في القرآن

كتابة:
اسم صحابي ذكر في القرآن


زيد بن الحارثة صحابي ذُكر في القرآن

موضع ذكر زيد في القرآن

يُعدُ الصَحابيُّ الجليل زيد بن حارثة الصَّحابي الوحيد الذي تمَّ ذكره في القُرآن الكريم، وقد جاء ذكره في سورة الأحزاب في قوله -تعالى-: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً).[١][٢]


قصة زيد في القرآن

ذكر الله -تعالى- زيد بن حارثة في القُرآن لإبطال عادةٍ من عادات الجاهليَّة ألا وهي عادة التَّبنِّي؛ حيثُ كان النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد تبنَّاه، وزوّجه بابنة عمَّته زينب بنت جحش، وبعدما أبطل الإسلام التَّبنِّي أمر الله -تعالى- زيد أن يقوم بتطليق زوجته زينب، وأن يتزوجها النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-.[٢]


وكان زيد يُنادى بزيدٍ بن مُحمد، وحِبِّ رسول الله، واختار زيد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على أبيه، وكان من السَّابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المُبشَّرين بالجنَّة،[٣] وهو الصَّحابيُّ الوحيد الذي تم ذكر اسمه صراحةً في القُرآن في الآية التي ذكرت قصَّة زواجه من زينب بنتُ جحش، وقد أبهم الله -تعالى- اسمه في بداية الآية؛ لتعظيم شأنه، وتقديراً له.[٤]


التعريف بالصحابي زيد بن حارثة

هو الصَّحابيُّ الجليل زيد بن حارثة شراحيل الكلبيّ، يُكنَّى بأبي أُسامة، حِبُّ النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وهو أوَّل من آمن من الموالي، وآخى النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- بينهُ وبين حمزة بن عبد المُطلب -رضي الله عنه-، توفِّي وعمرهُ خمسةٌ وخمسون عاماً، وبقي الصَّحابة يُنادونه بزيد بن مُحمد إلى أن أنزل الله قوله: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ).[٥][٦]


كما أنَّه كان أوَّل من أسلم من الذُّكور،[٧] وكان زيد عبداً عند خديجة بنتُ خويلد -رضي الله عنها-، فلما رآه النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- أُعجب به فأخذه وأعتقه ثُمَّ تبناه قبل أن يُوحى إليه بتحريم التَّبني، وبكى عليه والداه عندما فقداه، فلمَّا علما بوجوده في مكَّة، حضروا إليه وطلبوه من النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- ليخيَّره النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بينه وبين والداه، فآثر زيد البقاء مع النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وبالفعل بقي عنده حتى بُعث، فصدَّقه وأسلم.[٨][٩]


وقد جاء عن سلمة بن الأكوع أنَّه غزا مع زيد بن حارثة سبع غزواتٍ، وكان النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- يؤمِّره عليهم، وذات يومٍ طَعَن النَّاس في إمارة ابنه أسامة بن زيد، ليدافع عنه النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- قائلاً: (إنْ تَطْعَنُوا في إمَارَتِهِ، فقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ في إمَارَةِ أبِيهِ مِن قَبْلِهِ، وايْمُ اللَّهِ إنْ كانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمْرَةِ، وإنْ كانَ لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وإنَّ هذا لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ بَعْدَهُ)،[١٠] وفي أحد المعارك أُصيب زيد بن حارثة فبكى عليه النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-.[١١]


وأمَّا بالنسبة لسراياه؛ فقد بعثه النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى الجموم، وإلى العيص؛ ليعترض عير قريش في طريق عودتها من الشَّام إلى مكَّة، كما بعثه في سريَّةٍ إلى الطرف، وإلى حسمي في شهر جمادى الآخرة، من السَّنة السَّادسة للهجرة،[١٢] واستشهد زيد في غزوة مؤتة، في شهر جُمادى الأولى من السَّنة الثَّامنة للهجرة، فقد كان أحد القادة الثَّلاث للمعركة الذين عيَّنهم النبيُّ -عليه الصلاةُ والسّلام-،[١٣] وكان زيد قد حافظ على راية المُسلمين حتى اخترق جسده مئات الرِّماح، ومات وهو يسبح في دمائه.[١٤]


فضل زيد بن حارثة

نال زيد بن حارثة الكثير من الفضائل، ومنها ما يأتي:[١٥]

  • كان يُدعى بِحِبِّ النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
  • أوَّل من أسلم وصدَّق من الموالي.
  • شدة حُبِّ النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- له، وقد كان يُنادى بزيد بن مُحمد إلى أن أبطل الإسلام نظام التبنِّي، وكان من أحبِّ النَّاس إليه، لِقول النبيِّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (وايْمُ اللَّهِ إنْ كانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمْرَةِ، وإنْ كانَ لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وإنَّ هذا لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ بَعْدَهُ).[١٦]


المراجع

  1. سورة الأحزاب، آية:37
  2. ^ أ ب لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 251، جزء 8. بتصرّف.
  3. جهاد التُرباني (2010)، مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ (الطبعة 1)، القاهرة:دار التقوى للطبع والنشر والتوزيع، صفحة 381، جزء 1. بتصرّف.
  4. مجموعة من الأساتذة والعلماء المتخصصي (2002)، الموسوعة القرآنية المتخصصة، مصر:المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، صفحة 611، جزء 1. بتصرّف.
  5. سورة الأحزاب، آية:40
  6. شمس الدين الذهبيّ (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة 3)، صفحة 130-131، جزء 1. بتصرّف.
  7. عبد الرحمن السهيلي (2000)، الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 290، جزء 2. بتصرّف.
  8. موسى العازمي (2011)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت:المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 197-199، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد أبو شهبة (1427)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة 8)، دمشق:دار القلم، صفحة 284، جزء 1. بتصرّف.
  10. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:7187 ، صحيح.
  11. شمس الدين الذهبي (2003)، تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام (الطبعة 1)، صفحة 332-333، جزء 1. بتصرّف.
  12. محمود شيت خطاب (1422)، الرسول القائد (الطبعة 6)، بيروت:دار الفكر، صفحة 252-253. بتصرّف.
  13. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، صفحة 256. بتصرّف.
  14. عبد العزيز السلمان (1424)، موارد الظمآن لدروس الزمان، خطب وحكم وأحكام وقواعد ومواعظ وآداب وأخلاق حسان (الطبعة 30)، صفحة 222، جزء 6. بتصرّف.
  15. محمد فؤاد بن عبد الباقي (1986)، اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، صفحة 137، جزء 3. بتصرّف.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:7187، صحيح.
5223 مشاهدة
للأعلى للسفل
×