محتويات
التهاب العظام
التهاب العظام هو حالة مرضية نادرة الحدوث لكنها خطيرة نوعًا ما، وقد يحدث الالتهاب بسبب انتشار العدوى من مكانٍ آخر، أو قد يبدأ في العظم نفسه بسبب تعرضه للجراثيم مباشرةً، خاصةً بعد إجراء العمليات جراحية. ويصيب التهاب العظام الأشخاص من مختلف المراحل العمرية، وغالبًا عند الأطفال تكون الإصابة لديهم في عظام الفخذ وعظام الساعد، أما عندما يصيب الكبار فإنَّ الإصابة غالبًا ما تكون في عظام العمود الفقري والوركين والقدمين، وعمومًا كلما كان تشخيص المرض مبكرًا فإنَّ نسبة الشفاء منه تكون مرتفعةً وسريعةً، وفي أغلب الأحيان قد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية لإزالة الأجزاء المتضررة والميتة من العظم، يتبعها تناول مضادات حيوية قوية عبر الوريد قد تصل مدة تناولها إلى ستة أسابيع تقريبًا.[١]
أعراض التهاب العظام
تختلف أعراض التهاب العظام من شخصٍ إلى آخر بناءً على موقع الالتهاب وحدته وسببه وعمر المصاب، وغالبًا ما تظهر وتتطور عند الأطفال بسرعة[٢]، ومن أبرز أعراض التهاب العظام ما يلي:[٣]
- أعراض التهاب العظام عند الأطفال: تظهر الكثير من الأعراض على الطفل المصاب بالتهاب العظام، وأبرزها ما يأتي:
- الشعور بألم شديد في منطقة الإصابة، وزيادة الحساسية للألم حتى عند اللمس الخفيف.
- صعوبة في تحريك المنطقة واستخدامها.
- احمرار وانتفاخ في المنطقة المصابة.
- الحمى، والقشعريرة، وارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- الرعشة.
- عدم القدرة على المشي والتحرك بسبب الألم الشديد في المنطقة.
- أعراض التهاب العظام عند البالغين: قد تختلف أعراض التهاب العظام عند البالغين، كما أنها غالبًا تظهر تدريجيًّا؛ بسبب احتمالية وجود أمراض أخرى قد يعاني منها المريض، وأبرز هذه الأعراض ما يأتي:
- الرعشة، وارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- انتفاخ واحمرار في المنطقة المصابة بالتهاب العظام.
- تصلب وعدم القدرة على تحريك مكان الإصابة.
- إذا كان المريض مصابًا بالسكري أو يعاني من مشاكل وتلف في الأعصاب مثل مرض الاعتلال العصبي الوظيفي فقد لا يشعر بألم، لكنه قد يلاحظ ظهور جروح وتقرحات في المنطقة لا تلتئم بسهولة.
- عند الإصابة بالتهاب العظام في العمود الفقري فقد يكون العَرَض الوحيدة الظاهر هو الشعور بآلام شديدة في الظهر.
تظهر أعراض التهاب العظم الحاد سريعًا، مترافقةً مع الشعور بألمٍ شديد، خاصةً بعد التعرض للجروح أو إصاباتٍ قوية، أو تقرحاتٍ جلدية عميقة، أما بالنسبة لالتهاب العظام المزمن فتظهر أعراضه تدريجيًا، كما أنها غالبًا ما تكون خفيفةً، وغالبًا ما يحدث التهاب العظام المزمن بسبب وجود التهابٍ سابقٍ في الجسم، سواءً كان في العظم أم في أي عضوٍ آخر.
أسباب التهاب العظم
أكثر أنواع البكتيريا المسببة للالتهاب العظام هي المكورات العنقودية الذهبية، والبكتيريا الزائفة الزنجارية، والبكتيريا المعوية، ومن النادر أن تسبب البكتيريا سلبية الجرام هذا الالتهاب، وهناك طرق كثيرة مختلفة يمكن من خلالها أن تصل البكتيريا إلى العظام وتسبب الالتهاب فيها، وأبرز هذه الطرق والأسباب ما يأتي:[٣]
- تسمم الدم: حيث تنتقل البكتيريا الموجودة بسبب تسمم الدم عبر الدم من أماكن الالتهاب وتصل إلى العظام لتسبب العدوى فيه، وغالبًا ما تكون العدوى في الرئة أو في المسالك البولية، وبعدها عبر الدم تنتقل البكتيريا وتصل إلى العظام.
- الجرح العميق المفتوح: يقوم الجلد بتوفير الحماية للأعضاء الداخلية، كما يعمل كعازل عن الوسط الخارجي، وعند وجود جرح عميق يؤدي هذا إلى سهولة وصول البكتيريا إلى الأجزاء الداخلية، وقد تصل إلى العظام وتسبب التهابٍ فيه.
- إجراء جراحة أو إدخال حقنة داخل العظم: ففي بعض الحالات وبسبب عدم تعقيم أدوات الجراحة أو إدخال حقنة داخل العظم يؤدي ذلك إلى وصول البكتيريا مباشرةً إلى العظام، مما يؤدي إلى التهابٍ فيه.
- تناول الأدوية التي تُضعف جهاز المناعة: فمن عوامل الخطر التي ترفع احتمالية الإصابة بالتهاب العظام تناول الأدوية التي تُضعف جهاز المناعة، أو الإصابة بالأمراض التي تؤثر عليه؛ فانخفاض المناعة يسمح للبكتيريا بالوصول إلى العظام والتسبب بالتهابٍ فيه.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بالتهاب العظام
هناك فئة من الأشخاص هم أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب العظام، وتشمل هذه الفئة ما يلي:[٤]
- مرضى السكري.
- مرضى فقر الدم المنجلي.
- مرضى الإيدز.
- مرضى التهاب المفصل الرومتويدي.
- متعاطو المخدرات عن طريق الإبر في الوريد.
- مرضى غسيل الكلى.
- المصابون حديثًا بالجروح العميقة.
تشخيص التهاب العظم
يبدأ الطبيب في تشخيص الإصابة بأخذ التاريخ المرضي للمصاب والأعراض التي يعاني منها ومنذ متى بدأت، وهل تعرض لجرحٍ عميق أو أجرى عمليةً جراحيةً في الفترة التي سبقت ظهور الأعراض، وبعدها يقوم بالتشخيص كما يلي:[٥]
- الفحص السريري للمريض: يفحص الطبيب منطقة الإصابة للتأكد من وجود أي انتفاخ أو احمرار وألم في المنطقة.
- الفحوصات المخبرية للدم: يطلب الطبيب إجراء الفحوصات المخبرية، مثل فحص الدم الشامل الذي يساعد في التشخيص، وستُظهر نتيجة التحليل ارتفاعًا في عدد خلايا الدم البيضاء، والذي يدل على وجود التهاب في الجسم.
- الفحوصات الإشعاعية: فيتم إجراء مجموعة من الفحوصات الإشعاعية لمنطقة العظام المصابة، مثل: التصوير بالأشعة السينية، والتصوير بالأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، ومن خلال هذه الصور يقيم الطبيب صحة العظام ويشخص أي التهاب فيها.
- خزعة العظم: فيتم أخذ خزعة من منطقة العظام المصابة وفحصها في المختبر؛ لتشخيص نوع البكتيريا المسببة للالتهاب وتحديد المضاد الحيوي المناسب للقضاء عليها.
طرق علاج التهاب العظم
كلما كان تشخيص وعلاج التهاب العظام أسرع كان العلاج أكثر نجاحًا والمضاعفات أقل، وتتضمن طرق العلاج لهذا الالتهاب ما يلي:[٤]
- في معظم الحالات يكون علاج التهاب العظام باستخدام المضادات الحيوية، وقد يحتاج المريض إلى فترة علاج طويلة قد تصل إلى شهرين أو أكثر، وذلك حسب نوع الالتهاب ومدى استجابة جسم المريض للعلاج.
- في بعض الحالات الأكثر تعقيدًا قد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية لإزالة الأجزاء المتضررة والميتة وسحب القيح؛ فهذا يمنع انتشار التهاب العظام إلى منطقة أكبر، ويقلل من المضاعفات التي قد تحدث.
- في حالات التهاب العظم الناتجة عن زراعة مفصل في العظام غالبًا ما يتم إجراء جراحة جديدة لاستبدال المفصل بمفصلٍ جديد.[٢]
يمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب العظم عن طريق تنظيف الجروح جيّدًا، وعدم تجاهل أي جرح لا يلتئم بصورة طبيعية، كما يجب تنظيف وتجفيف أماكن وضع الأطراف الصناعية جيدًا، كما يُنصح باستخدام الأحذية والمعدات الجيدة عند ممارسة أي نشاط، مثل: القفز، أو الركض، أو ممارسة الرياضة بصورة عامة؛ لتجنب الإصابات والجروح.[١]
المراجع
- ^ أ ب "Bone Infection (Osteomyelitis)", www.healthline.com, Retrieved 08-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Osteomyelitis", medlineplus.gov, Retrieved 08-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Osteomyelitis (Bone Infection)", www.medicinenet.com, Retrieved 08-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Osteomyelitis", www.webmd.com, Retrieved 08-11-2019. Edited.
- ↑ "Osteomyelitis", www.mayoclinic.org, Retrieved 08-11-2019. Edited.