محتويات
الخثرات الدموية في الدماغ
يعدّ تخثّر الدم واحدًا من العمليات الضروريَّة التي تحدث في أجسامنا، والتي تعمل على منع فقدان كميَّات كبيرة من الدم عند التعرُّض لإصابة أو جرح معين مثلًا، غير أنَّ تكوُّنها في داخل الأوعية الدموية يحمل مخاطر عديدة وربما تهدّد الحياة، ويعتمد ذلك على موقع تكوُّن الخثرة، كأنْ تظهر في أوعية الدم الموجودة في الدماغ، ويُطلق على هذه الحالة السكتة الدماغية،[١] أو جلطة نقص التروية الدماغيَّة (Ischemic stroke) تحديدًا، إذْ يتعرَّض الدماغ لنقص الأكسجين والتروية الدموية لوجود خثرة في الشريان المسؤول عن تزويد الدماغ بالدم، ويُسفر عن ذلك تلف أو موت خلايا الدماغ. فما هي أعراض الخثرات الدموية في الدماغ؟ ولماذا تحدث؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا المقال، بالإضافة إلى معلومات ذات أهمية حول الموضوع.[٢]
لما تتكون الخثرات الدموية في الدماغ؟
تظهر الخثرات الدموية في الدماغ عادةً بسبب انتقالها من أعضاء أخرى في الجسم، لتصل إلى شرايين الدماغ، فتعيق تدفق الأكسجين والدم إلى خلاياه،[٢]
وربما يساهم تجمّع رواسب الكولسترول في الوعاء الدموي عند الإصابة بتصلب الشرايين (Atherosclerosis)، في حدوث إعاقة لانتقال الخثرة الدموية خلالها، وانسداد الشريان ومنع تدفق الدم فيه، ومن جانبٍ آخر، تتكوّن الخثرات أحيانًا في الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ ويزداد حجمها، ويعتمد الضرر الذي تُحدثه على موقع الخثرة تحديدًا.[٣] وتجدر الإشارة إلى وجود مجموعة من العوامل التي قد تساهم في زيادة فرصة تكون الخثرات الدموية في الدماغ، نذكر منها الآتي:[٣]
- الإصابة بمرض السكري.
- الرجفان الأذيني (Atrial fibrillation).
- ارتفاع ضغط الدم.
- التدخين.
- تصلب الشرايين، أو مرض الشريان السباتي (Carotid artery disease).
- ارتفاع مستويات الكولسترول في الدم.
- اتباع نمط حياة يخلو من الحركة والنشاط، والذي قد يكون السَّبب في ارتفاع خطورة الإصابة بالسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول.
- تجاوز عمر ال55.
- تناول الأطعمة غير الصحيَّة، التي تحتوي على نسب عالية من الكولسترول، والدهون المتحولة، والصوديوم، والسكر.
- تناول أنواع معينة من أقراص منع الحمل.[١]
- الإصابة بالسرطان.[١]
- وجود تاريخ عائلي لتكون الخثرات الدموية.[١]
ما الأعراض الرئيسية للخثرات الدموية في الدماغ؟
يتوجب على الأفراد الوعي والانتباه التام لظهور أي من الأعراض والعلامات المُصاحبة لتكون الخثرات الدموية في الدماغ، فالتوقيت في مثل هذه الحالات هامّ، وقد تساهم سرعة التصرف في منع حدوث ضرر دائم في الدماغ، ونذكر في الآتي مجموعة من الأعراض التي قد تُصاحب تكون الخثرات الدموية في الدماغ:[٤]
- حدوث شلل أو تنميل في الوجه أو الذراع أو الساق، والذي قد يحدث بصورة مفاجئة، وغالبًا ما يؤثر في أحد جانبيّ الجسم، كأنْ تلاحظ تدلّي أحد جانبي الفم عند التبسّم، أو عدم القدرة على رفع الذراعين سوية، وملاحظة نزول إحداهما للأسفل عند محاولة ذلك.
- صعوبة التحدث وفهم كلام الآخرين، والمُعاناة من الارتباك.
- صعوبة المشي، فربما يُعاني المُصاب من فقدان التوازن، وربما الشعور بدوخة مفاجئة، أو عدم تناسق الحركة في الجسم.
- وجود مشكلات في النظر في كلتا العينين أو إحداهما، فقد يشكو المُصاب من تعتيم الرؤية، أو تشويشها، أو المعاناة من ازدواج الرؤية.
- المعاناة من الصداع الشديد، والمفاجيء، الذي قد يكون مصحوبًا بأعراض أخرى كالدوخة، وتغير الوعي، والتقيؤ، وغيرها من الأعراض الدالة على تكون خثرة في الدماغ.
ما الإسعافات الأولية للمصاب بخثرات دموية دماغية؟
يعتبر الانتباه وسرعة التصرف أساسيًّا وضرورة لا بدّ منها عند تعرّض شخص في محيطك لسكتة دماغية ناجمة عن تكون الخثرات الدموية، وقد يُحدِث ذلك فارقًا كبيرًا في علاج المشكلة، إذْ يتمكن الطبيب من السيطرة على الحالة وعلاجها بفعاليّة أكثر عند ملاحظة السكتة الدماغية وتشخيصها خلال فترة لا تتجاوز ثلاث ساعات منذ بدء ظهور الأعراض، لذا، يجب اتخاذ خطوات سليمة وسريعة عند التعرض لمثل هذه الأمور، إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الملاحظات المتعلقة بالإسعاف الأولي للمصاب بالسكتة الدماغية،[٥] وهي موضّحة في الآتي:
طريقة الإسعاف الأولي للمصاب
في حالة الاعتقاد بأنَّ شخصًا ما يعاني من سكتة دماغيَّة ناجمة عن تكون الخثرات في الدماغ يوصَى بتطبيق اختبار أو طريقة تُختصَر بأحرف كلمة (FAST)؛ وهي:[٥]
- الوجه (F_Face ): يُسأل المُصاب أنْ يتبسَّم، وعندها يُمكن ملاحظة حدوث تدلّى لأحد جانبيّ الفم أو الوجه.
- الذراعين (A-Arms): وهنا يُطلب من المُصاب رفع كلتا ذراعيه، وملاحظة نزول إحداهما للأسفل.
- الكلام (S-Speech): في هذه الخطوة يُطلَب من المُصاب تكرار لفظ جملة بسيطة، ويمكن ملاحظة اضطراب الأحرف أو غرابة اللفظ.
- الوقت (T-Time): عند ملاحظة أيٍّ من الأعراض السابقة، يوصَى بالتواصل مع الإسعاف فورًا.
ملاحظات أثناء الإسعاف الأولي للمصاب
يُنصح باتباع الملاحظات المذكورة في الآتي:[٥]
- الانتباه للوقت الذي بدأت فيه الأعراض بالظهور، فبهذا يمكن مساعدة الطبيب على تحديد العلاج الأفضل بناءً على حالة المُصاب.
- تجنب قيادة المركبة إلى المستشفى، ولكنْ يُمكنك السماح لشخص آخر بالقيادة.
- التواصل مع الإسعاف، إذْ يبدأ الطاقم الطبي بالعلاج أثناء التوجه إلى غرفة الطوارئ، الأمر الذي قد يساهم في إنقاذ حياة المُصاب.
الاستعداد الدائم لخطوات الإسعاف الأولي
عندما تنظر حولك، وتلاحظ تكرار حدوث حالات الجلطة الدماغية والخثرات الدموية في الدماغ، فإنَّ هذا يجعلك تعيد النظر في ضرورة الاستعداد لمثل هذه المواقف والتخطيط للإسعاف السليم، وفي هذا الجانب يجب الأخذ بعين الاعتبار الأمور المذكورة فيما يأتي:[٦]
- ارتداء سوار أو أيْ أداة أخرى تعريفية يُذكر فيها نوع الحالة الصحية التي تعانيها إنْ وجد، والحساسيَّة تجاه أشياء معينة، وأيَّة أدوية تتناولها في الوقت الراهن.
- تعلّم العلامات التحذيرية التي تدل على وجود خثرات دموية في الدماغ، وإعلام العائلة والأصدقاء بطبيعتها، وكيفيّة تمييزها.
- تعليم الأطفال اختبار أو طريقة (FAST) -التي سبق ذكرها-، وكيفية الاتصال بالطوارئ، ووصف العنوان والحدث.
كيف تقلل فرصة تكون الخثرات الدموية في الدماغ؟
قبل كل شيء، يجب على الفرد مراجعة الطبيب لتشخيص المشكلات الصحية التي يعانيها، واتباع تعليماته حول كيفية السيطرة عليها سواءً بالعلاج الدوائي أو النصائح الأخرى وتغيير نمط الحياة. عمومًا، يوجد مجموعة من النصائح التي يُمكن اتباعها لتقليل فرصة تكوّن خثرات الدم في الدماغ، ومنع حدوثها، إلى جانب أهميتها في دعم الصحة الجسدية عامة، ونذكر منها الاتي:[٣]
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فالرياضة والنشاط تقلّل خطورة الإصابة بالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وغيرها من المشكلات التي تزيد فرصة الإصابة بسكتة دماغية ناجمة عن تخثر الدم.
- الحرص على بقاء وزن الجسم ضمن معدلاته الطبيعية، وتجنب السمنة.
- اتباع تعليمات الطبيب حول أهمية تناول قرص يومي من الإسبرين، في الحالات التي ترتفع فيها فرصة الإصابة بنوبة قلبيّة، أو جلطة دماغية.
- السيطرة على التوتر والحصول على القدر الكافي من النوم والراحة.
- تجنب التدخين، أو التعرض للتدخين السلبيّ من المحيط.
- الإكثار من تناول الخضروات والفواكه، والحبوب الكاملة، والدهون النافعة، والبروتينات الصافية الخالية من الدهون (اللحوم منزوعة الدهن)، والحدّ من تناول الدهون الضارة والأملاح.
- الحصول على فحص منتظم ودوري للكولسترول وضغط الدم.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Juliann Schaeffer, "How to Tell If You Have a Blood Clot", healthline, Retrieved 25/12/2020. Edited.
- ^ أ ب "What is ischemic stroke?", healthline, Retrieved 25/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت "What to know about ischemic stroke", medicalnewstoday, 12/7/2019, Retrieved 25/12/2020. Edited.
- ↑ "Stroke", mayoclinic, Retrieved 25/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Stroke", cdc, Retrieved 25/12/2020. Edited.
- ↑ "The Warning Signs of Stroke", webmd, Retrieved 25/12/2020. Edited.