اعراض رفض الكلية المزروعة

كتابة:
اعراض رفض الكلية المزروعة

جراحة زراعة الكلى

يمكن تعريف جراحة زراعة الكلية بأنَّها العملية الجراحيَّة التي تُؤخذ فيها الكلية من المُتبرع وتوضع في جسم الشخص الذي يُعاني فشلًا في الكلى، فتُجنِّبه الاعتماد على جهاز غسل الكلى ونظامه الصارم طويل الأمد. وفي الحقيقة لا تُناسب عمليَّة زراعة الكلى جميع الأفراد، وهذا يتضمَّن الأشخاص الذين يعانون من زيادة كبيرة في الوزن، والأشخاص الذين لديهم عدوى نشِطة في الجسم.[١] ويجب الإشارة إلى أنَّ معدلات نجاح زراعة الكلى مرتفعة نسبيًّا، فنسبة 97% من الحالات تبدأ فيها الكلية المزروعة بالعمل بعد شهر من إجراء العملية،[٢] وتُشير الإحصائيات إلى أنَّ أكثر من 140 ألف شخص يعيش بالكلية المزروعة، وهي فعَّالة وتقوم بوظائفها في الجسم.[٣]

لكنْ يوجد عدد قليل جدًّا من حالات رفض الكلية المزروعة تحدث لأسباب عِدة، أبرزها الاستجابة المناعيَّة للجسم، وهذا يعني أنَّ الجسم المُستقبِل للعضو يتعرَّف على مولدات الضِّد الموجودة على الكلية المزروعة ويتعامل معها على أنَّها جسم غريب فيُهاجمها.[٢]


ما هي أعراض رفض الكلية المزروعة؟

يجب على الشخص إدراك العلامات التي تدل على رفض الجسم للكلية المزروعة بعد خضوعه لجراحة زراعة الكلى؛ وذلك لاتِّخاذ الإجراء الفوري بمراجعة الطبيب المسؤول في أقرب فُرصة مُمكنة، ويمكن الاستدلال على الرفض من خلال ملاحظة العلامات الرئيسة، منها ما يأتي:[٤]

  • ظهور أعراض شبيهة بأعراض الإنفونزا، كالصداع، والقشعريرة، والدوخة، والغثيان، والتقيؤ، والشعور بالألم في الجسم.
  • الإصابة بالحمَّى وتجاوُز درجة حرارة الجسم 38 درجةً مئويّةً.
  • حدوث زيادة مفاجئة في وزن الجسم، فقد تتجاوز زيادة الوزن معدَّل 1-1.3 كيلوغرام خلال 24 ساعةً.
  • حدوث انخفاض شديد في كميَّة البول التي يُنتجها الجسم.
  • احتباس السوائل في الجسم، ويتمثّل ذلك بالانتفاخ.
  • الشعور بألم من نوع جديد حول الكلى، أو زيادة حساسيَّة المنطقة للمس.
  • ارتفاع مستوى الكرياتينين في الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم.[٥]


كيف يمكن تخفيف أعراض رفض الكلية المزروعة؟

بدايةً يجب الإشارة إلى وجود أنواع مختلفة من حالات رفض الكلية المزروعة؛ نوع شديد الحِدَّة، وفيه يحدث رفض الكلية المزروعة بعد الخضوع للعملية فورًا، أمَّا النوع الحادّ فقد يحدث في أيْ وقت خلال الشهور الثلاثة الأولى بعد عمليَّة الزراعة، والنوع الثالث المزمن، وهو أكثر الأنواع شيوعًا، وينطوي على حدوث تلف طويل الأمد في الكلى نتيجة مهاجمتها من قِبَل الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى فشل زراعة الكلى بعد أكثر من عام من العمليَّة.[٢]

ولتخفيف أعراض رفض الكلية المزروعة في الجسم يبدأ العلاج عادةً باستخدام جرعات أعلى من الأدوية المضادَّة لرفض العضو،[٤] ومن أكثر الأدوية المضادة للرفض المُستخدمة تاكروليمس (Tacrolimus)، وبريدنيزون (Prednisone)، وسيكلوسبورين (Cyclosporine)، وآزاثيوبرين (Azathioprine)‏، وجلوبين مكافح الخلية التوتية (Anti-thymocyte globulin)، وميكوفينوليت موفيتيل (Mycophenolate mofetil).[٥]

وبعد اختفاء أعراض الرفض من المُحتمل تخفيف الجرعة الدوائيَّة؛ إذْ يهدف العلاج في هذه الحالة إلى التأكد من عمل العضو المزروع بكفاءة، وتثبيط استجابة الجهاز المناعي في الجسم، ويعتمد تحديد جرعة الأدوية والأنواع المُستخدمة على الحالة الصحية للفرد،[٦] وعلى نوع رفض الكلية المزروعة الذي يُعانيه الفرد، وفي الآتي ذكر لطريقة العلاج وتخفيف أعراض رفض الكلية المزروعة:[٧]

  • الرفض شديد الحِدة: لا يوجد علاج فعَّال لهذه الحالة، ولمنع حدوثها يُدرس توافق الزُّمَر الدَّمَويَّة (ABO) بين المُتبرِّع والشخص المُستقبِل للعضو، أو يُجرى اختبار التوافق السابق لزراعة العضو (Cross-matching)‏.
  • الرفض الحاد بوساطة الأجسام المضادة: يتضمن العلاج في هذه الحالة تبادل البلازما، متبوعًا باستخدام الغلوبيولين المناعي الوريدي واستخدام ريتوكسيماب (Rituximab) أو بورتيزوميب (Bortezomib)، وفي حالات نادرة يُستأصل الطحال.
  • الرفض الحاد بوساطة خلايا التائية: يعتمد العلاج على شِدَّة الحالة، ويستخدم فيه ميثيل بريدنيزولون (Methylprednisolone) الوريدي، وجلوبين مكافح الخلية التوتية (Anti-thymocyte globulin).
  • الرفض المزمن: لأنَّ الرفض المزمن يحدث بوساطة الأجسام المضادَّة بصورة أساسية يُستخدم العلاج نفسه المُستخدم في حالة الرفض بوساطة الأجسام المضادة.


كيف يمكن التخفيف من رفض الجسم للكلية المزروعة؟

تُعطى الأدوية المضادَّة لرفض العضو لبقية عمر المريض لمقاومة رفض الكلية المزروعة وتخفيفه، وتُحدَّد الجرعات وتتغيَّر باستمرار اعتمادًا على استجابة الفرد لها، ولأن هذه الأدوية تتسبَّب بتثبيط المناعة في الجسم يُصبح الشخص أكثر عُرضةً للعدوى، خاصَّةً في الشهور الأولى بعد زراعة الكلى، إذْ تكون فرصة الإصابة بالعدوى كبيرة بسبب استخدام جرعات أعلى من الأدوية المضادَّة لرفض العضو أو الأدوية المُثبطة للمناعة، فتظهر حاجة إلى استخدام الأدوية التي تمنع حدوث العدوى، وهنا تكمن أهميَّة الموازنة بين استخدام الأدوية المُثبِّطة للمناعة لتخفيف رفض الجسم للكلية وفرصة حدوث العدوى بسبب استخدامها، ولتحقيق ذلك يجب التأكد من بقاء هذه الأدوية ضمن معدَّلاتها الطبيعيَّة في الجسم بإجراء تحاليل الدم المُستمرِّة.[٥]


نصائح للتسريع من التعافي بعد العملية

لتسريع التعافي بعد الخضوع لجراحة زراعة الكلية يُنصح باتباع ما يأتي:[١]

  • الحرص على تناول الأدوية بناءً على تعليمات الطبيب وتوجيهاته، ويتضمَّن ذلك مثبطات المناعة، والأدوية الإضافيَّة الأخرى التي قد يصِفها الطبيب أيضًا لتقليل خطورة حدوث العدوى.
  • الحرص على الانتظام في المواعيد المُحدَّدة مع فريق الجراحة؛ ليتسنَّى له تقييم كفاءة الكلية الجديدة.
  • المتابعة مع الطبيب بانتظام، خاصَّةً في الشهر الأول والثاني بعد الجراحة، أمَّا التعافي التام فقد يستغرق حوالي 6 شهور.
  • معرفة كيفيَّة قياس كميَّة السوائل التي يتناولها الفرد والكمية التي يخرجها مع البول؛ وذلك بهدف التأكد من كفاءة عمل الكلى، فعلى المريض قياس ذلك لمدة لا تقل عن ستَّة أسابيع بعد عملية زراعة الكلى، إلى جانب تدوين درجة حرارة الجسم وضغط الدم والوزن كل يوم.[٨]
  • إمكانيَّة تناول أنواع من الأدوية مثل الباراسيتامول ودي فين هيدرامين (Diphenhydramine) قبل كل جُرعة من أدوية علاج رفض الزراعة ولكنْ بعد استشارة الطبيب؛ وذلك للمساعدة في تخفيف الأعراض الجانبيَّة لاستخدام أدوية تثبيط المناعة قويَّة المفعول، كالحمَّى والقشعريرة، والضعف، والصداع، وأعراض الإنفلونزا العامَّة، والإسهال، والتقيؤ، والغثيان.[٨]
  • الإقلاع عن التدخين؛ فهو يقلِّل من عمر الكلية الجديدة، ويزيد من خطورة تطوُّر أنواع مُعيَّنة من السرطان.[٩]
  • تجنب الأطعمة التي تزيد من خطورة حدوث تسمم الطعام، خاصَّةً في الفترة الأولى بعد الزراعة، وأثناء الخضوع لجرعات عالية من مثبطات المناعة، ومن هذه الأطعمة المُنتجات الغذائيَّة التي تحتوي على البيض النيء، كالمايونيز، واللحم النيء أو غير المطهي جيدًا، والحليب أو الزبادي غير المُبستَر.[٩]
  • الحرص على تناول الطعام الصحي لتجنُّب مضاعفات الأدوية، فمثلًا يوصَى بتجنُّب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، والتي قد تكون سببًا لحدوث ارتفاع ضغط الدم، الذي يعدّ من المشكلات الخطِرة في حالة زراعة الكلى.[٩]
  • الحرص على ممارسة الرياضة عند البدء بالتعافي من الجراحة، وذلك بالانتظام على ممارسة التمارين متوسطة الشِّدة، كالمشي السريع، والسباحة.[٩]
  • الامتناع عن شرب الكحوليَّات أو تعاطي المخدرات.[٩]
  • التواصل مع مزوِّد الرعاية واستشارته قبل تناول أيْ أدوية أو مستحضرات عشبيَّة خلال مرحلة التعافي.[٩]
  • تجنب الإصابة بالعدوى، ويكون ذلك باتِّباع ما يأتي:[٩]
    • الابتعاد عن الأشخاص المُصابين بالعدوى.
    • تنظيف الجروح التي تُصيب الجلد جيدًا بالماء الدافئ، والتأكد من تجفيف المنطقة وتغطيتها بقماش معقم بعد الانتهاء.
    • الحرص على النظافة الشخصية الجيدة، ويتضمَّن ذلك غسل اليدين جيدًا بالماء الساخن والصابون، خاصَّةً بعد استخدام المرحاض، وقبل إعداد الطعام وتناول الوجبات.
  • التواصل مع الطبيب أو الممرض في حال وجود أيْ استفسارات أو أسئلة، أو في حال ظهور أعراض رفض العضو المزروع.[١٠]


المراجع

  1. ^ أ ب Debra Stang ,Megan McCrea, "Kidney Transplant"، healthline, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت Yolanda Smith, "Kidney Transplant Rejection"، news-medical, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  3. "Kidney Transplant", surgery, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Kidney Transplant Rejection", clevelandclinic, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Kidney Transplant - Rejection", stanfordhealthcare, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  6. "Transplant rejection", medlineplus, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  7. Ruchi H. Naik, Saed H. Shawar, "Renal Transplantation Rejection"، ncbi, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  8. ^ أ ب "Discharge, Planning & Recovery", clevelandclinic, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Living with -Kidney transplant", nhs, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  10. "Kidney Transplant: Recovery Tips", clevelandclinic, Retrieved 23-5-2020. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×