محتويات
غيبوبة الكبد
تُعرف غيبوبة الكبد بأنها؛ حالة دماغية تسببها أمراض الكبد مثل؛ تليف الكبد أو تشمع الكبد التي يصاحبها تراكم مادة الأمونيا في الدم؛ وهي مركب تنتجه البكتيريا الموجودة في الأمعاء عند هضم الطعام وخاصةً البروتين، وعادةً يزيل الكبد الأمونيا من الدم ويخرجها من الجسم، لكن عند تضرر الكبد وفشله في التخلص من الأمونيا والمواد السامة الأخرى تتراكم في الدم، ويسهل عبورها إلى الدماغ، كما تعدّ مادة سامة للدماغ، تؤثر في درجة الحموضة والأيض وتوازن الخلايا العصبية، ممّا يؤدي إلى وقوع تغيرات في خلايا الدماغ فتعيق قيامها بوظائفها، ويساعد العلاج والتدخل الطبي السريع في عكس تأثير هذه المواد على الدماغ وللسيطرة على الآثار والأضرار التي وقعت واستعادة وظيفة الدماغ الطبيعية.[١][٢]
أعراض غيبوبة الكبد
تُعدّ المراحل الأولية من غيبوبة الكبد صعبة التشخيص،؛ إذ مع بداية ظهوره أعراضه، يكون النسيان، والتهيج، والقلق، والارتباك الذهني من أول الأعراض ظهورًا لذالك عادةً، يغفل ولا ينتبه لها الطبيب حتى مع المصابين المشخصين بأمراض الكبد بالفعل، ولعلّ أول الأعراض الواضحة هي الاضطرابات في النوم إذ إنّ المصاب ينام نهاراً، ويبقى مستيقظاً طوال الليل، ويتبع ذلك بعض الأعراض الأخرى مثل:[٣]
- الكسل والخمول.
- تغير ملحوظ في السلوك و يصبح المريض غريب الأطوار.
- زيادة التوتر والارتباك الذهني.
- مشكلات في التركيز والقيام ببعض حركات اليد الدقيقة مثل؛ الكتابة.
- رجفة و حركات لا إرادية في اليدين.
- فقدان الذاكرة.
- رد الفعل البلعومي
- رائحة نفس غير طبيعية.[٢]
قد تؤدي الحالات الشديدة من غيبوبة الكبد إلى تفاقم المشكلة، وزيادة تدهور وعي المريض وغالبًا تتطور الحالة إلى الإصابة بتشنجات عنيفة وغيبوبة، قد تسبب غيبوبة الكبد الوفاة بسبب تورم في الدماغ أو ما يعرف بـالوذمة الدماغية.[٣]
مراحل غيبوبة الكبد
يقسم اعتلال الدماغ الذي يصاحب أمراض الكبد إلى عدة مراحل طبقًا لحدة الأعراض التي يعاني منها المريض، فليس كل المرضى يعانون من الغيبوبة كما يلي:[٤]
- المرحلة الأولى البسيطة؛ يعاني فيها المصاب من تلعثم بالكلام، وصعوبة النوم، وصعوبة التركيز.
- المرحلة الثانية المتوسطة؛ يعاني فيها المصاب من فقدان طاقة الجسم، وتغيرات بالشخصية، والارتباك الذهني، والتصرفات الغريبة ونسيان بعض الأشياء.
- المرحلة الثالثة؛ وهي المرحلة الشديدة التي يعاني فيها المصاب من الارتباك الذهني الشديد، وعدم القدرة على التحدث بكلام مترابط، والشعور بالنعاس الشديد، والنوم بسهولة، ولكنه يستيقظ إذا حاول أحد إيقاظه.
- المرحلة الرابعة؛ وهي مرحلة الغيبوبة التي يفقد فيها المريض الوعي ولا يستجيب للألم، ولا يستيقظ إذا حاول أيّ شخص إيقاظه.
أسباب غيبوبة الكبد
السبب المحدد للإصابة بغيبوبة الكبد غير معروف، لكنّها حالة يحفزها تراكم السموم في دم المصاب، لذالك ترتبط غيبوبة الكبد بالفشل الكبدي الحاد وبعوامل أخرى كثيراً منها ليس له شأن بأمراض الكبد أو الدماغ، ولكنّها عوامل محفزة لحدوث النوبة أو زيادة الحالة سوءًا، ومن تلك العوامل ما يأتي:[٥][٤]
- تناول المشروبات الكحولية.
- الفشل الكلوي؛ فالكلية هي المسؤولة عن إخراج هذه السموم من الجسم عبر البول.
- الإمساك.
- الالتهاب الرئوي.
- الجفاف.
- انخفاض مستوى الأوكسجين في الدم.
- إجراء جراحة حديثة أو التعرض لحادث.
- الإكثار من تناول البروتينات.
- نزيف بالجهاز الهضمي مثل؛ نزيف المعدة أو الأمعاء أو المريx>
- اضطرابات الكهرل بالجسم مثل؛ انخفاض مستويات الصوديوم والبوتاسيوم بعد نوبة قيء شديدة أو بعد استخدام مدرات البول.
- استخدام الأدوية المهدئة مثل؛ البنزوديازيبينات أو الأدوية التي تثبط مناعة الجسم.
- استخدام المنومات والأدوية النفسية والمسكنة لفترات طويلة.
تشخيص غيبوبة الكبد
لا يوجد اختبار محدد يعتمد عليه الطبيب لتشخيص إصابة المصاب بغيبوبة الكبد، إنّما يراجع الطبيب التاريخ المرضي، والأعراض التي يعاني منها المصاب، ثم يفحصه جسديًا ليكتشف علامات الإصابة بالمرض، ثم يطلب الطبيب بعض الفحوصات والاختبارات لتأكيد التشخيص، ومن أهم هذه الاختبارات هي؛ اختبارات الدم التي تقيس وظائف الكبد والكلى، وتكتشف العدوى والإصابة بنزيف، أو تكتشف الاضطرابات المختلفة التي تشارك في الإصابة بغيبوبة الكبد، وهذه الفحوصات عامة ولا ترتبط فقط بغيبوبة الكبد لكنّها تساعد وتسهل على الطبيب تشخيص الحالة، ويمكن قياس مستوى الأمونيا في الدم؛ إذ يساعد أيضًا في تشخيص الحالة لكن لا يجب الاعتماد عليه دون التحاليل الأخرى.[٦]
تتشابه أعراض غيبوبة الكبد مع العديد من أعراض أمراض الدماغ مثل؛ السكتة الدماغية، وسرطان الدماغ، والنزيف، لذالك يطلب الطبيب تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لاستبعاد هذه الاضطرابات، وقد يطلب الطبيب تخطيط كهربائية الدماغ لفحص التغيرات التي تصيب إشارات الدماغ عند الإصابة بغيبوبة الكبد.[٦]
علاج غيبوبة الكبد
يعتمد علاج غيبوبة الكبد على حدة المرض، والسبب المؤدي إليه، والأعراض التي يعاني منها المصاب، وعمره، وصحته العامة، ومن المهم جداً البدء بالعلاج مبكراً عند ملاحظة الأعراض؛ وذلك لتجنب المخاطر التي قد تصيب المصاب بسبب تراكم الأمونيا، وذلك بواسطة:[٤][٧]
- محلول اللاكتيلوز، لأنّ هذا النوع من السكر، يزيد من التبرز، ممّا يساعد على تخليص الجسم من السموم والأمونيا.
- بعض المضادات الحيوية مثل؛ نيوميسين، وريفاكسيمين؛ غذ إنّها تهاجم البكتيريا التي تصدر السموم عند هضمها للطعام.
كما أنّه يوجد بعض الإرشادات التي يوصي بها الطبيب لضمان عدم تفاقم الحالة مثل:[٤][٢]
- تغيير نوعية الطعام، مثل؛ الابتعاد عن تناول اللحوم والأطعمة الحيوانية الغنية بالبروتين؛ إذ إنّها المصدر الأول للأمونيا مثل؛ اللحوم الحمراء، الدواجن، الفاصولياء و المكسرات. ويفضل استبدالها ببروتين نباتي، ويفضل تناول وجبات صغيرة الحجم متكررة بدلًا من وجبات قليلة كبيرة الحجم.
- الابتعاد عن شرب المشروبات الكحولية؛ إذ إنّ كميات صغيرة منها قد تؤدي إلى تلف في الكبد.
- علاج أيّ عدوى بالجسم قد تؤثر في وظائف الكبد، وعلاج الالتهابات التي قد تؤدي إلى عدم التبول، وذلك لأنّ احتباس البول سيزيد من تراكم الأمونيا في الدم.
- التوقف عن استخدام بعض الأدوية مثل؛ المهدئات والمنومات التي قد تزيد من مشكلة الكبد، والحرص الشديد على عدم تناول أيّ شيء يزيد من إنتاج مادة الأمونيا.
- علاج الإمساك وتحسين حركة الأمعاء حتى يزيد تفريغ الجسم من المواد السامة والأمونيا.
- تجنب تناول أي دواء يُطرح عن طريق الكبد حتى لا نُحمّل الكبد أكثر من طاقته.[٧]
- تناول الأطعمة قليلة الصوديوم.
المراجع
- ↑ "Hepatic Encephalopathy", liver, Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ^ أ ب ت "Hepatic Encephalopathy", drugs,2019-9-24، Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ^ أ ب James Myhre,Dennis Sifris (2019-9-3), "Understanding the Psychiatric Aspects of Liver Disease"، verywellhealth, Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ^ أ ب ت ث Louise Chang (2018-1-15), "Hepatic Encephalopathy"، webmd, Retrieved 2019-11-3.
- ↑ April Kahn (2018-6-14), "Hepatic Encephalopathy"، healthline, Retrieved 2019-11-2. Edited.
- ^ أ ب "Diagnosing Hepatic Encephalopathy", liverfoundation, Retrieved 2019-11-3. Edited.
- ^ أ ب Michael M. Phillips (2017-7-11), "Loss of brain function - liver disease"، medlineplus, Retrieved 2019-11-3. Edited.