اعراض مرض البنكرياس

كتابة:
اعراض مرض البنكرياس

البنكرياس

يُعد البنكرياس من أهم الغدد الموجودة في جسم الإنسان، يقع في التجويف البطني خلف المعدة وبالقرب من الأمعاء الدقيقة، وله وظيفتان رئيستان؛ إفراز بعض المواد والإنزيمات الهاضمة لمساعدة الأمعاء الدقيقة على هضم الطعام، خاصّةً الدهون والبروتينات، أما الوظيفة الثانية فهي إفراز بعض الهرمونات، مثل: الأنسولين، والجلوكاجون، وتكمُن وظيفة تلك الهرمونات في التحكم بمستوى السكر في الدم؛ إذ إن وجود أي خلل أو التهاب في غدة البنكرياس سيؤثر على أداء الجهاز الهضمي ونسبة السكر في الدم، وذلك يؤدي إلى اضطرابات في وظائف الجسم بصورة عامة.[١]

 

أعراض مرض البنكرياس

مرض البنكرياس أو ما يُسمى طبيًّا بالتهاب البنكرياس قد يكون حادًّا؛ أي أنه يحدث فجأةً وتتطور أعراضه بسرعة، لكن الشفاء منه لا يحتاج إلى فترة طويلة، وإنما عدة أيام أو أسابيع إذا تم علاجه بطريقة صحيحة، أو أن يكون مزمنًا، ويحدث ذلك عادةً بسبب حالات متكررة من التهاب البنكرياس الحادّ، وفترة العلاج والشفاء منه تكون طويلةً جدًّا تصل إلى عدة أشهر وفي بعض الحالات إلى عدة سنوات.[٢]

قد تختلف أعراض التهاب البنكرياس من شخص إلى آخر حسب نوع الالتهاب، سواء كان حادًّا أم مزمنًا، وقد تتشابه أحيانًا. ومن أعراض التهاب البنكرياس الحاد ما يلي:[٢]

أما في حالة التهاب البنكرياس المزمن فإن المريض يشعر بالأعراض السابقة لكن تكون أقل شدةً ولفترة أطول، إضافةً إلى أعراض أخرى قد يشعر بها، مثل:[٢]

  • فقدان الوزن بصورة ملحوظة؛ لأن الطعام لا يتم امتصاصه من الأمعاء الدقيقة بسبب غياب الإنزيمات الهاضمة.
  • فقدان الشهية.
  • خروج براز دهني برائحة كريهة.


 أسباب التهاب البنكرياس

تظهر أعراض الالتهاب عندما تبدأ الإنزيمات الهاضمة بالعمل أثناء وجودها في البنكرياس مع بقائها داخله وعدم خروجها، مما يؤدي إلى تهيج الخلايا والتهابها، وعند تكرار الحالة يحدث تلف في الخلايا، مما يؤدي إلى التهاب البنكرياس المزمن وظهور الندوب التي تسبب فقدان الخلايا لوظائفها. إن حدوث خلل بسيط في وظائف خلايا البنكرياس يؤدي إلى مشاكل ملحوظة في عملية الهضم ومستوى السكر في الدم.[٢]

ولا يوجد سبب أو تفسير علمي واضح لحدوث التهاب البنكرياس، لكن توجد عوامل تزيد من احتمال الإصابة، منها ما يأتي:[٢]

  • شرب المشروبات الكحولية.
  • تشكُّل الحصوات وانسداد المرارة.
  • إجراء عمليات جراحية في البطن.
  • تناول بعض الأدوية.
  • التدخين.
  • العوامل الوراثية.
  • ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم، مما يؤدي إلى زيادة نشاط الغدة جار الدرقية.
  • ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم.
  • التهابات في الأعضاء المجاورة.
  • سرطان البنكرياس.
  • السمنة.
  • التليف الكيسي.


عوامل خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس

توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس، أهمها ما يلي:[٣]

  • العمر:يزداد خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد مع تقدم العمر، بينما يؤثر المزمن بصورة رئيسة على الأفراد في منتصف العمر.
  • الجنس: على الرغم من أن حالات الإصابة بالالتهاب الحاد لا تختلف باختلاف الجنس، إلا أن المزمن هو أكثر شيوعًا بين الرجال.
  • العِرق: يعد خطر التهاب البنكرياس أكثر بـ 2-3 أضعاف بين السكان السود من البيض.
  • التغذية: ارتبط استهلاك الأطعمة عالية نسبة السكر مع زيادة خطر التهاب البنكرياس الحاد.
  • السمنة: إن دهون البطن تزيد من خطر وشدة الالتهاب الحاد.
  • داء السكري: وُجِدَ أن داء السكري من النوع الثاني يزيد من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد بمقدار يتراوح بين 1.5-3 أضعاف، خاصّةً عند مرضى السكري الأصغر سنًا.


 تشخيص التهاب البنكرياس

يوجد عدد من الاختبارات التي تساعد في تشخيص التهاب البنكرياس، أهمها ما يلي:[٤]

  • تحاليل الدم: إذ إنه عادةً ما تكون مستويات الأميليز أو الليباز مرتفعةً في حالات التهاب البنكرياس الحاد، لكن قد لا تكون كذلك في حالات التهاب البنكرياس المزمن، وتعد عادةً الاختبارات الأولى التي يتم إجراؤها لتحديد تشخيص هذا الالتهاب البنكرياس، إذ تظهر النتائج بسرعة، ويمكن إجراء اختبارات أخرى كفحوصات فقر الدم أو فحوصات وظائف الكبد والكلى.
  • التصوير: قد يُطلب إجراء فحص بالأشعة المقطعية المحوسبة للبطن لتصوير البنكرياس وتقييم مدى الالتهاب، وكذلك أي من المضاعفات المحتملة التي يمكن أن تنشأ عن التهاب البنكرياس، مثل النزيف، كما قد يكشف التصوير المقطعي عن حصوات المرارة وغيرها من العيوب في الجهاز الصفراوي.

اعتمادًا على السبب الكامن وراء التهاب البنكرياس وشدة المرض قد يتم إجراء اختبارات إضافية.


علاج التهاب البنكرياس

يعتمد علاج التهاب البنكرياس على شدته ونوعه، فقد تزول هذه الحالة من تلقاء نفسها، وقد تحتاج إلى علاج وتدخل طبي. وأولى خطوات علاج التهاب البنكرياس الحاد تكون بالتخلص من مسبب الالتهاب إذا كان ذلك بالإمكان، مثل إزالة حصوة المرارة، إضافةً إلى إعطاء المريض السوائل ومسكنات الألم عن طريق الوريد في المستشفى.

في بعض الحالات التي يكون الالتهاب فيها شديدًا قد يحتاج المريض إلى البقاء في غرفة العناية المركزة؛ لأن هناك احتمالية أن يسبب الالتهاب الضرر لبعض الأعضاء الأخرى، مثل: الرئتين، والكلى، والقلب، وإذا كان الضرر الناجم عن الالتهاب شديدًا فقد يضطر الطبيب إلى إجراء عملية جراحية لإزالة الأنسجة المتضررة أو المتهيجة من البنكرياس.[٥] ومن أهم خطوات العلاج ما يلي:[٥]

  • الحمية الغذائية: النظام الغذائي الصحي قليل الدسم يساهم بنسبة كبيرة في علاج التهاب البنكرياس، إذ يحتاج الأشخاص المصابون به -خاصّةً المزمن- إلى الحذر بشأن كمية الدهون المستهلكة، وينصح أيضًا بتناول وجبات صغيرة طوال اليوم لتخفيف الضغط على الجهاز الهضمي، وتناول الألبان قليلة الدسم وغيرها من الأطعمة، وشرب الكثير من السوائل لبقاء الجهاز الهضمي رطبًا، وقد يعطي الطبيب بعض مكملات الفيتامينات للتأكد من حصول المريض على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها.
  • الجراحة: إذ إن تحديد السبب الكامن وراء التهاب البنكرياس هو جزء من عملية العلاج، وعند تشخيص حصوات المرارة أو غيرها من انسداد القنوات الصفراوية فقد تحتاج إلى عملية جراحية لتصحيح هذه المشاكل.
  • تغيير نمط الحياة: ذلك بتجنب التدخين وشرب الكحول للمساعدة على الشفاء بسرعة أكبر وبصورة كاملة.
  • تقنيات بديلة للسيطرة على الألم: قد يتم إعطاء دواء مسكن للألم في المستشفى، مع ذلك قد تساعد العلاجات البديلة أيضًا في تقليل آلام التهاب البنكرياس، إذ يُقترح تجربة اليوغا وتمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل إذا لم تقلل العلاجات التقليدية من الألم.

 

 مضاعفات التهاب البنكرياس

يمكن أن يسبب التهاب البنكرياس مضاعفات شديدة، بما في ذلك:[٦]

  • الفشل الكلوي.
  • مشاكل في التنفس عندما تؤثر التغيرات الكيميائية في الجسم على الرئتين.
  • سرطان البنكرياس.
  • مرض السكري إذا كان هناك ضرر على الخلايا التي تنتج الأنسولين.
  • سوء التغذية إذا كان الجسم لا يستطيع الحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية من الطعام الذي يتناوله المريض بسبب نقص الإنزيمات الهاضمة.
  • نخر البنكرياس عندما تموت الأنسجة؛ لأنه لا يحصل على ما يكفي من الدم.
  • الأكياس الكاذبة؛ أي عندما يتجمع السائل في جيوب على البنكرياس يمكن أن تنفجر ويصاب المريض بالعدوى.


المراجع

  1. "THE PANCREAS CENTER", columbiasurgery, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Pancreatitis", mayoclinic, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  3. Eugenia Lauret (4-3-2015), "Etiology of Pancreatitis and Risk Factors"، intechopen, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  4. Jerry R. Balentine, "Acute & Chronic Pancreatitis: Symptoms, Causes, Diet, and Treatment"، medicinenet, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب Erica Roth (31-7-2017), "Pancreatitis"، healthline, Retrieved 3-11-2019. Edited.
  6. "Pancreatitis", webmd, Retrieved 3-11-2019. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×