اعراض مرض الهستيريا

كتابة:
اعراض مرض الهستيريا

تعريف مرض الهستيريا

يُنسَب أصل كلمة هستيريا إلى التسمية التي أطلقها الطبيب اليونانيّ الشهير أبقراط على حالات وُصفت حينها بأنها المُبالغة بحدٍّ كبير في التعامل مع الآلام، وعدم القدرة على التحكّم بالعواطف والسيطرة على المشاكل الجسديّة، التي رُبِطَت بدايًة بوجودها لدى النساء وحدهن، ظنًّا في ذلك الوقت أنّ هذا الاضطراب نابعٌ من حركة رحم المرأة وتنقّله داخل جسدها؛ لذا فليس غريبًا أنّ الرّحم في اليونانيّة معناه Hystera. وحاليًا حسب التصنيف الجديد في الدليل التشخيصيّ والإحصائي للاضطرابات النفسية في نسخته الخامسة DSM-5، أُدرجت الأعراض المعروفة قديمًا بالهستيريا تحت مُصطلح الاضطراب جسديّ الشكل، أو اضطراب الأعراض الجسديّة، ليُصبح الاسم الحديث المُعتمد طبيًّا بدلًا من الهستيريا،[١] وهو يُعبّر عن اضطراب عقليّ نفسيّ فيه الكثير من المُبالغة في الاهتمام، والخوف من أعراض مرَضيّة بسيطة؛ كالتعب أو قصور التنفّس، مع الظنّ والتفكير المُفرِطين بأنّها علامات أمراض جسديّة خطيرة، مما يستنزف طاقة المريض الصحيّة والعَاطفيّة، ويُعيق في كثير من الأحيان مُمارسة أعماله اليوميّة. وتشخيصه ليس بالأمر السهل؛ نظرًا لقصد أغلب المَرضى للعيادات الطبيّة، وعدم الاعتراف بكونه اضطرابًا نفسيًّا أو استبعاد ذلك.[٢]


أعراض مرض الهستيريا

أكثر ما تمكن مُلاحظته على مَرضى الهستيريا، أو الاضطراب جسديّ الشكل هي ردّة فعلهم المُفرِطة تجاه الآلام الجسديّة البسيطة، والوسواس المُستمرّ، وتفسيرهم هذا بوجود أمراضٍ خطيرة كامنة وراء الشعور بتلك الآلام، رغم عدم جديّة العَرَض أو الأعراض إن قُيّمت عبر الأطبّاء، أمّا أعراضهم الهستيريّة فتشمل مجموعة من الأفكار، والأحاسيس، والتصرّفات التالية:[٣]

  • القلق الدّائم من وجود مرض أو مُشكلة جسديّة خطيرة.
  • تدهور أوضاعهم الصحيّة غير المُلائم والمُفرِط تجاه بعض الأمراض الجسديّة البسيطة، ما يُعيق أداء أعمالهم.
  • الخوف من كون الأعراض الموجودة لديهم خطيرة، حتى إن لم يُثبَت ذلك عبر الأطباء المُختصّين.
  • النظر إلى بعض الأحاسيس الجسديّة التي يشعر بها الأشخاص في وضعهم الطبيعيّ على أنّها مُشكلة مَرضيّة.
  • التفكير المُستمر في أنّ بعض الأحاسيس الجسديّة ذات خطورة كبيرة، وقد تُهدّد حياتهم.
  • الظنّ بأنّ التشخيص الطبيّ ليس كافيًا.
  • الخوف من مُمارسة الأنشطة الجسديّة، ظنًّا أنّها قد تُلحِق الضّرر بهم.
  • مُراجعة العيادات الطبيّة غير اللازمة باستمرار، والتي تزيد من قلقهم عادًة، أو تُشعرهم بالحاجة إلى مزيد من المُراجعة لتشخيص آلامهم.
  • فحص أجسامهم بشكل روتينيّ دائم؛ بحثًا عن أيّة أمراض أو مشاكل جسديّة.
  • عدم الاستجابة للأدوية والعقاقير التي يصرفها الطبيب لعلاج آلامهم، أو استجابتهم المُتفاقمة لأعراض الأدوية الجانبيّة.


أسباب الإصابة بمرض الهستيريا

يُساهم واحد فأكثر من مجموعة عوامل في الإصابة بمرض الهستيريا، إلا أنّ المُسبّب الرئيس غير مُحدّد بعد، ومن هذه العوامل يُذكر ما يلي:[٤]

  • وجود بعض السّمات الجينيّة المُتوارثة؛ كارتفاع الشعور بالآلام.
  • صعوبة التعامل مع التوتّر والضغوطات أو عدم القدرة على التعامل معها.
  • طبيعة المريض؛ أي أن يكون ذا شخصيّة سلبية وتفاعلات خاطئة تجاه الأمور بشكل عام، ولا يُقدّر ذاته.
  • وجود تصرّفات سلوكيّة مُكتسبة تهدف إلى لفت الانتباه والأنظار، عن طريق الشعور بالمرض، وعدم القدرة على ممارسة الأعمال العاديّة نتيجة الاعتلال.
  • عدم وجود الوعي العاطفي تجاه الأمور أو تَضاؤله، ما يُركّز انتباه المريض على المشاكل الجسديّة بدلًا من العاطفيّة.

كما ترتفع احتماليّة الإصابة بمرض الهستيريا في الحالات التالية:[٤]

  • التشخيص الطبيّ الحالي أو المُسبَق بوجود مُشكلة صحيّة جسديّة ما.
  • مَرضى الاكتئاب، أو مَرضى القَلق.
  • عند ارتفاع احتمالية الإصابة بأمراض جسديّة مُعينة؛ كأن يكون هناك تاريخ عائلي للإصابة بأحد الأمراض.
  • التعرّض لصدمات عاطفيّة أو جسديّة سابقة.


مُضاعفات مرض الهستيريا

تتطوّر أعراض مرض الهستيريا لتشمل ظهور مجموعة من المُضاعفات التي يُمكن تفاديها في حال تقديم العلاج المُناسب للمرضى، وتتمثّل بما يلي:[٣]

  • تراجع في صحّة المريض الجسديّة.
  • تدهور في إنتاج المريض، وقدرته الجسديّة على ممارسة الأعمال اليوميّة.
  • مشاكل في العلاقات الاجتماعيّة، والعاطفيّة، وفي أماكن العمل.
  • ارتفاع احتماليّة ظهور اضطرابات نفسيّة أخرى؛ مثل: القلق، والاكتئاب، واضطرابات الشخصيّة.
  • ارتفاع احتماليّة ورود أفكار انتحاريّة مُرتبطة بإصابة المريض بالاكتئاب.
  • مشاكل ماليّة ناتجة عن كثرة المُراجعات غير الضروريّة للمراكز والعيادات الطبيّة.


علاج مرض الهستيريا

يهدف علاج مرض الهستيريا كغيره من العلاجات النفسيّة، إلى الوصول إلى مرحلة يتحكّم فيها المريض بأعراض المرض، ويزيد من فعاليته في أداء وظائفه اليوميّة؛ بمعنى أن يتأقلم مع الهستيريا ويتعايش معها، ويشمل الخطوات العلاجيّة التالية:[٢]

  • العلاج بالحوار، أو ما يُسمّى بالعلاج السلوكيّ المعرفيّ؛ الذي يتضمّن جلسات علاجيّة مع الطبيب النفسيّ أو المُعالِج، لمناقشة الأعراض المَرضيّة، وإيجاد طُرق التأقلم معها، بتغيير التعامل مع الضغوطات، ومُحاولة السيطرة على ردود الفعل بما يُحسّن من أداء المريض، ويساعده في مُمارسته أعماله اليوميّة، مما يُقلّل المراجعات غير الضروريّة للأطباء، أو استخدام العقاقير والأدوية غير اللازمة.
  • مُضادات الاكتئاب، أو مُضادات القلق التي تُصرَف بأمر الطبيب النفسيّ لمرضى الهستيريا ممن يُعانون من الاكتئاب أو القلق.


المراجع

  1. Kendra Cherry (November 06, 2018), "Understanding Hysteria in the Past and Present"، verywellmind, Retrieved 6/2/2019. Edited.
  2. ^ أ ب Rachel Robitz (November 2018), "What Is Somatic Symptom Disorder?"، psychiatry, Retrieved 6/2/2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Somatic symptom disorder", mayoclinic,May 08, 2018، Retrieved 6/2/2019. Edited.
  4. ^ أ ب Erica Cirino (February 6, 2018), "Somatic Symptom Disorder"، healthline, Retrieved 6/2/2019. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×