محتويات
مرض شيزوفرينيا
مرض الشيزوفرينيا أو الفصام اضطراب مزمن يُصيب الدماغ ويستمر مدى الحياة، إذ يؤثر في أفكار المصاب ومشاعره وسلوكه، فقد يعاني المصابون من الهلوسة أو الأفكار السلبية أو جنون الارتياب، لكنّ سماع الأصوات نوع من الهلوسات الأكثر انتشارًا بين مرضى الفصام، على سبيل المثال، يسمعون أصواتًا تتحدث إليهم مباشرة عن السلوك أو تأمرهم بفعل الأشياء أو تحذّرهم من الخطر[١]، فقد أشارت نتائج الأبحاث إلى أنّ احتمال ظهور الفصام يحدث في أقلّ من 1%، إذ يعاني 21 مليون شخص منه حول العالم.[٢]
أعراض مرض شيزوفرينيا
تشمل أعراض الفصام الآتي:[٢]
- الأعراض المبكرة: التي تظهر في سنوات البلوغ وأوائل العشرينات، وقد يجرى تجاهل هذه الأعراض المبكرة بسبب السلوكيات المعتادة خلال مرحلة البلوغ، إذ تشتمل هذه الأعراض على:
- الانعزال عن الأصدقاء والعائلة.
- تغيير الأصدقاء أو المجموعات الاجتماعية المعتادة.
- مشكلات في التركيز.
- اضطرابات النوم.
- الهياج النفسي الحركي.
- ضعف الأداء الأكاديمي.
- الأعراض الإيجابية: هو وجود سلوكيات غير طبيعية عند الأشخاص الأصحاء، وقد تتضمن هذه السلوكيات ما يأتي:
- الهلوسة: إنشاء تجارب بواسطة العقل قد تبدو حقيقة، فربما تتضمن رؤية الأشياء أو سماع الأصوات أو شم الأشياء التي لا يستطيع الآخرون تجربتها.
- الأوهام: تصديق شيء معين على الرغم من الأدلة أو الحقائق التي تتعارض مع ذلك.
- اضطرابات التفكير: خلل يسبب التفكير، ومعالجة المعلومات بطريقة غير طبيعية.
- اضطرابات الحركة: خلل في حركات الجسم المختلفة.
- الأعراض السلبية: تُسبب هذه الأعراض مشكلات في مشاعر المصاب وسلوكياته والقدرات النمطية لديهم؛ إذ تشمل هذه الأعراض:
- تغييرات في التفكير؛ مثل: تغيير الشخص الموضوع بسرعة عند التحدث، أو استخدام كلمات أو عبارات مختلقة عند التحدث.
- ردود عاطفية غريبة على المواقف.
- نقص العاطفة أو تعبيرات المشاعر.
- فقد الاهتمام بالحياة.
- الانعزال الاجتماعي.
- مشكلة في الشعور بالمتعة.
- صعوبة البدء بالتخطيط لأمر معين أو إكمال هذا التخطيط.
- صعوبة في إكمال الأنشطة اليومية العادية.
- الأعراض المعرفية: هي من الأعراض التي يَصعب اكتشافها، إذ تؤثر في الذاكرة والتفكير. وتشمل هذه الأعراض:
- صعوبة التركيز.
- صعوبة اتّخاذ القرارات.
- مشكلات في تعلم المعلومات وفهمها وتنفيذها بشكل صحيح.
- عدم إدراك المرضى للأعراض التي تصيبهم.
كيف تُخفّف أعراض مرض شيزوفرينيا؟
قد يتعافى معظم مرضى الفصام تمامًا، لكن ربما يتعرّض مريض السيزرفرينيا لعودة الانتكاسات التي تُخفّف من هذه الانتكاسات من خلال إجراءات الرعاية الذاتية الآتية:[٣]
- الحفاظ على الصحتين البدنية والعقلية.
- المعرفة الجيدة بطريقة التعامل مع الأعراض المصاحبة للفصام، بالإضافة إلى فهمها ومراقبتها؛ مما يساعد بعضهم في كشف الحالة مسبقًا.
- تناول الدواء الموصوف بشكل منتظم لمنع حدوث أي أعراض انتكاس.
- اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفاكهة والخضروات.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إذ يقلل النشاط البدني من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري.
- تجنب الإجهاد واتباع نمط منتظم للنوم.
- التوقف عن التدخين، إذ إنّ الإقلاع عن التدخين له فوائد صحية بدنية، وأُثبت أنّه يسهم في تحسين الصحة العقلية للمصابين بالفصام.
- الإقلاع عن استهلاك المخدرات والكحول، فقد يسبب شرب الكحول الإصابة بالاكتئاب والذهان، أمّا المخدرات غير القانونية قد تزيد من شدة أعراض الفصام، كما تتفاعل الكحول مع الأدوية المضادة للذهان.
أسباب مرض الشيزوفرينيا
تشير مجموعة من الأبحاث إلى أنّ الفصام له العديد من الأسباب، ومن أهمها:[٤]
- العوامل الوراثية: إذ تزيد من احتمال إصابة الشخص بالفصام.
- البيئة: التعرض للفيروسات أو نقص التغذية في الثلثين الأول والثاني من الحمل يزيدان من احتمال الإصابة بالفصام، فقد أشارت الأبحاث الحديثة أيضًا إلى وجود علاقة بين اضطرابات المناعة الذاتية وتطور الاضطرابات النفسية.
- كيمياء الدماغ: قد تسبب اضطرابات المواد الكيميائية في الدماغ؛ مثل: الناقلات العصبية؛ كالدوبامين والغلوتامات في زيادة خطر الإصابة بالفصام.
- تعاطي المخدرات أو تدخين الماريجوانا: مما يزيد من المعاناة من الحالات الذُهانية المستمرة، وأثبتت بعض الدراسات أنّ تناول الأدوية التي قد تؤثر في الدماغ خلال سن البلوغ والشباب يزيد خطر الإصابة بالفصام.
تشخيص مرض الشيزوفرينيا
لا يوجد تشخيص معين يساعد في كشف الفصام، لكن يُلاحَظ من خلال سلوك الشخص والتاريخ الطبي؛ بما في ذلك الصحتان البدنية والعقلية، لكن قد تُستخدَم بعض الاختبارات التي تساعد في استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى؛ مثل: الورم أو إصابة الدماغ أو مرض نفسي آخر؛ كالاضطراب ثنائي القطب، لذا قد يستخدم الطبيب لتشخيص الفصام معايير من (الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية)، إذ وفقًا للمعايير يجب أن يعاني الشخص لمدة شهر من اثنين على الأقل من الأعراض الآتية:[٥]
- الأوهام.
- الهلوسة.
- الكلام غير المفهوم.
- سلوك غير منظم.
- الأعراض السلبية؛ مثل: قلة الكلام أو الاضطرابات العاطفية أو نقص الدافع.
يعاني الأشخاص المصابون بالفصام ضعفًا كبيرًا في القدرة على العمل أو المدرسة أو التفاعل مع الآخرين أو تنفيذ مهمات الرعاية الذاتية ويجب أن تستمر الأعراض لمدة 6 أشهر أو أكثر، ويجب ألّا تبدو الأعراض ناجمة من مرض آخر، أو استخدام الأدوية، أو تعاطي مواد أُخرى.[٥]
علاج مرضى شيزوفرينيا
في الحقيقة لا يوجد علاج محدد للمصابين بهذا المرض، لكن يُسيطر عليه، ويُخفف من أعراضه عبر اتباع العلاجات الآتية:[٤]
- الأدوية: تساعد في التخفيف من أعراض الذُهان والهلوسة، فمن أهم هذه الأدوية:
- الجيل الأول من المضادات النمطية للذهان: قد تسبب هذه الأدوية آثارًا جانبية قصيرة المدى؛ مثل: خلل التوتر العضلي أو طويلة المدى؛ مثل: خلل الحركة المتأخر وتصلب العضلات. ومن أهم الأدوية: كلوربرومازين وفلوفينازين وهالوبيريدول ولوكسابين وبيرفينازين وثيوثيكسين وترايفلوبيرازين
- الجيل الثاني من المضادات غير النمطية للذهان: تُعرَف بأنّها غير نمطية؛ لأنّها أقلّ تأثيرًا في عمل الدوبامين الذي يسبب اضطرابات الحركة التي ذكرت في السابق، لكنّها تزيد من خطر زيادة الوزن ومرض السكري؛ لذلك تساعد التغييرات في التغذية وممارسة الرياضة في التخفيف من هذه الأعراض الجانبية، ومن هذه الأدوية؛ مثل: أريبيبرازول وأسينابين وكلوزابين وإيلوبيريدون ولورازيدون وأولانزيبين وبالبيريدون وريسبيريدون وكيوتيابين وزيبراسيدون.
- العلاج النفسي: يتضمن العلاج النفسي الآتي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد العلاج النفسي؛ مثل: علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عاطفية، أمّا الحالات الخطيرة -مثل الذُهان- يُضاف علاج إدراكي إضافي إلى العلاج السلوكي المعرفي الأساسي (CBTp) لمساعدة الأشخاص في تطوير استراتيجيات التكيّف مع الأعراض المستمرة التي لا تستجيب للأدوية.
- العلاج النفسي الداعم: الذي يساعد في تأقلم الشخص مع المرض، وهو من العلاجات التي لا يُكشَف فيها عن تجارب الطفولة أو التجارب المؤلمة، إنما يزكّر على حياة الشخص الحاضرة.
- علاج التحسين المعرفي (CET): يسهم في تحسين الأداء المعرفي وزيادة الثقة بالنفس، وقد يتضمن تعزيز تدريب الدماغ القائم على استخدام الكمبيوتر والجلسات الجماعية.
- العلاجات النفسية الاجتماعية: التي تتضمن ما يأتي:
- العلاج التوكيدي المجتمعي (ACT): يساعد في توفير العلاج الكامل للأشخاص الذين يعانون من أمراض عقل خطيرة، إذ يوفّر هذا العلاج خدمات فردية مع اختصاصيين للأشخاص المصابين بالأمراض العقلية -كمرضى الفصام- لمساعدتهم في التقليل من الانتكاسات وتناول الأدوية في أوقاتها والمساعدة في المعاناة من تحديات الحياة اليومية.
- العلاج النفسي الجماعي: الذي يساعد الأشخاص المصابين بالفصام في مشاركة تجاربهم مع الأشخاص الآخرين المصابين بالمرض نفسه، فقد يساعد هذا العلاج في تشجيع المهارات الاجتماعية مع الآخرين.
- علاجات أُخرى: تساعد مناهج علاج ومناهج صحة أخرى في العلاج؛ مثل: الوخز بالإبر، والتأمل، والتغذية السليمة؛ إذ أظهرت نتائج الدراسات أنّ الأحماض الدهنية أوميجا 3 الموجودة في زيت السمك قد يساعد في علاج مرضى الفصام وإدارة الأعراض بسبب قدرة الأوميجا 3 في المساعدة في تجديد الخلايا العصبية والوصلات في المناطق المصابة من الدماغ.
هل يوقى من مرض شيزوفرينيا؟
لا توجد طريقة مؤكدة يوقى فيها من مرض الفصام، لكن من المهم الالتزام بالعلاج المناسب الذي يساعد في التقليل من منع الانتكاسات أو تفاقم الأعراض، فما زالت الأبحاث قائمة للبحث عن مزيد من عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الفصام؛ مما يساعدهم في تلاشيها والوقاية منه.[٦]
مضاعفات مرض شيزوفرينيا
في حال عدم علاج مرضى شيزوفرينيا يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة، ومن أهمها:[٦]
- الانتحار أو محاولات الانتحار أو أفكار الانتحار.
- اضطرابات القلق والوسواس القهري.
- الاكتئاب.
- تعاطي الكحول أو المخدرات.
- عدم القدرة على العمل أو الذهاب إلى المدرسة.
- المشكلات المالية.
- الانعزال الاجتماعي.
- الإصابة بالأمراض.
- السلوك العدواني.
المعتقدات الخاطئة عن مرض شيزوفرينيا
هناك بعض الخرافات أو المعتقدات الخاطئة المتعلقة بالفصام؛ مثل:[٧]
- الفصام يعني أنّ الشخص مصاب بتعدد الشخصيات: حيث الخرافة الشائعة المتعلقة بالفصام أنّ الأشخاص المصابين به قد يكونون مصابين بتعدد الشخصيات أو لديهم شخصيات منقسمة، فقد يأتي هذا المُعتقد الخاطئ من حقيقة أنّ اسم "شيزوفرينيا" يأتي من كلمتين يونانيتين تعنيان (الانقسام) و (العقل).
- الفصام قد يزيد العنف عند الأشخاص: أثبتت نتائج الأبحاث أنّ عددًا قليلًا من المصابين بالفصام قد يزيد لديهم خطر العنف، لكنّ العنف عند الأشخاص المصابين قد يشكّل خطرًا على أنفسهم أكثر من الآخرين.
المراجع
- ↑ "Diagnosing Schizophrenia", nyulangone, Retrieved 23-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Valencia Higuera, "What Do You Want to Know About Schizophrenia?"، healthline, Retrieved 23-5-2020. Edited.
- ↑ "Schizophrenia", nhs, Retrieved 23-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Schizophrenia", nami, Retrieved 23-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Tim Newman, "Understanding the symptoms of schizophrenia"، medicalnewstoday, Retrieved 23-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Schizophrenia", mayoclinic, Retrieved 23-5-2020. Edited.
- ↑ "Schizophrenia", rethink, Retrieved 24-5-2020. Edited.