محتويات
اقتباسات من كتاب لأنك الله
فيما يأتي اقتباسات من كتاب لأنك الله:
مقتطفات في ظلال الصمد
فيما يأتي مقتطفات في ظلال الصمد:
- تنقطع الأمطار، وتصبح الدنيا قاحلة على عهد موسى -عليه السلام-، فيخرج هو وقومه وهم آلاف من الرجال والنساء والولدان، فيرى موسى نملة خرجت رافعة يدها إلى السماء صامدة إلى رب السحاب، فعلم موسى أن هذا الصمود، وهذا الذل لن يعقبه إلا هطول السماء بماء منهمر، فقال لقومه: ارجعوا فقد كُفيتم، فعادوا على صوت الرعود، ورذاذ المطر!
- أنصت إلى أولئك الذين تعبث بهم سفينة، أو يرون الموت وهو مقبل عليهم، وتعصف بهم رياح التقلبات سوف تسمعهم بجميع أديانهم يلهجون باسمه: يا الله!
- ولهذا تصمد إليه.. لترتاح، ليهدأ لهاثك، لأنك بدونه تركض وتلهث وتتوتر، جعل في داخلك حاجة لأن تقول اسمه، هناك أمن يعم كيانك إن قلت يا الله، فإذا لم تقلها اختياراً، قلتها اضطراراً، وإن لم تذكرها إيماناً ذكرتها قهراً، وإذا لم تكن كلمتك في الرخاء، كانت صرختك في الشدة!
- لماذا ننتظر حائجة تردنا إليه؟ ومصيبة تذكرنا باسمه؟ وكارثة نعود بها إلى المسجد؟
- ألا يستحق أن نخضع ونلتجئ إليه دون جوائح وكوارث ومصائب؟
- عدل بوصلة قلبك باتجاهه، ثم سر إليه ولو حبواً على ركبتيك، ستصل: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ).
- إذا طلبت من غيره قد لا يجيبك، أو يجيبك ولكن يتأخر في تلبية طلبك، أو يلبيه مع إهانة، وقد لا يهينك ولكن نفسك تنكسر له.. أما الله فيعطي بالليل والنهار، ينصرك على الجميع إن كنت مظلومًا، لا يغلق بابه، يده سحاء الليل والنهار، أكرم الأكرمين، لذلك تصمد إليه كل الخلائق، فكل عارض يعرض إنما هو رسالة تقول لك: لديك رب فالتجئ إليه.
مقتطفات في ظلال الحفيظ
مقتطفات في ظلال الحفيظ فيما يأتي:
- إذا شعرت أنّ حياتك في خطر، أو أن المرض يهدد صحتك، أو كان ابنك بعيداً عنك وقد خشيت عليه من الضياع أو رفقاء السوء، أو أن مالك الذي جمعته قد بات قاب قوسين أو أدنى من التبدد والتلف فاعلم أنك بحاجة إلى أن تعلم أن من أسماء ربك سبحانه "الحفيظ" وأنه ينبغي عليك أن تجدد إيمانك بهذا الاسم العظيم، وأنه قد جاء الوقت المناسب لتتفكر فيه وتتأمل..
- فهو وحده من يحفظ حياتك، ويحفظ صحتك، ويحفظ أبناءك ويحفظ مالك، ويحفظ كل شيء في هذه الحياة!
- يحفظ سمعك وبصرك، لذلك ندعوه في الصباح والمساء أن: اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري.
- الحفيظ هو من يحفظ سمعك، الذي تسمع به الحرام، ولو شاء لأذهبه في لحظة.
- ويحفظ بصرك الذي تنظر به للحرام، ولو شاء لأذهبه في لحظة.
- لو لم يثبت قلبك على دينه لتناوشتك الشبهات، وتخطفتك الأهواء.
- علماء أفنوا أعمارهم بين الكتب والمحابر لم يرد الله أن يحفظ عقائدهم: فكفروا به سبحانه، وبعضهم صار مبتدعاً في الدين، وأنت بعلمك القليل ما زلت تسجد له، لقد حفظ الحفيظ دينك!
- الحفيظ هو من يحفظ دينك، لا مجموعة المعلومات التي في رأسك، لا تغتر بعلمك، ولا بحفظك لكتاب الله، ولا باستظهارك لشيء من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، والله ستزيغ إن لم يحفظ الله دينك!
- لأجلك أنت يأمر الحفيظ سبحانه أربعة ملائكة أن يحيطوا بك حتى يحفظوك بأمره من كل ما لم يقدّره عليك.
- كيف لا يكون حفيظاً وقد أوكل بك هذا العدد من ملائكته الكرام حتى يصدوا عنك أي طلقة لم يشأ سبحانه أن تخترق جسدك، وأي صخرة لم يرد سبحانه أن تنهي حياتك، بل وأي بعوضة لم يشأ سبحانه أن تؤذي بشرتك!
مقتطفات في ظلال اللطيف
مقتطفات في ظلال اللطيف فيما يأتي:
- إذا أراد اللطيف أن يصرف عنك السوء.. جعلك لا ترى السوء، أو جعل السوء لا يعرف إليك طريقاً.. أو جعلكما تلتقيان وتنصرفان عن بعضكما وما مسّك منه شيء!
- اسم اللطيف.. ستكتشف لو تأملته أن لا مستحيل في هذه الحياة، وأن الله قادر على كل شيء، وأن أحلامك المستحيلة ستغدو ممكنة التحقق إذا ما طرقت باب اللطيف!
- واللطف أصله خفاء المسلك ودقة المذهب، فلن يوصل إليك إحسانه برفق إلا من يصل علمه إلى دقائق الأمور وخفايا النفوس، فالله سبحانه "هو المحسن إلى عباده في خفاء وستر من حيث لا يعلمون، ويسبب لهم أسباب معيشتهم من حيث لا يحتسبون".
- فإذا أراد اللطيف أن يكرمك جعل من لا ترجو الخير منه هو سبب أعظم العطايا التي تنالك!
- وإذا أراد اللطيف أن يعصمك من معصية جعلك تبغضها، أو جعلها صعبة المنال منك، أو أوحشك منها، أو جعلك تقدم عليها فيعرض لك عارض يصرفك به عنها!
- وعباد الله يرقبون تلك الألطاف من اللطيف، ويبصرونها ببصائرهم، وكأن كل قضاء ينالهم به بصمة لطفٍ يدركونها وحدهم.
- عندما أراد اللطيف أن يخرج يوسف عليه السلام من السجن، لم يدكدك جدران السجن، لم يأمر مَلَكَاً أن ينزع الحياة من أجساد الظَلَمة، لم يأذن لصاعقة من السماء أن تقتلع القفل الحديدي، فقط.. جعل الملك يرى رؤيا في المنام تكون سبباً خفياً لطيفاً يستنقذ به يوسف الصديق من أصفاد الظلم!
- ولما شاء اللطيف أن يعيد موسى عليه السلام إلى أمه لم يجعل حرباً تقوم يتزعمها ثوار بني إسرائيل ضد طغيان فرعون يعود بعدها المظلومون إلى سابق عهدهم، لا.. بل جعل فم موسى لا يستسيغ حليب المرضعات!
- بهذا الأمر الخفي يعود موسى إلى أمه بعد أن صار فؤادها فارغاً!
- ولما شاء اللطيف أن يخرج رسولنا عليه الصلاة والسلام ومن معه من عذابات شِعب بني هاشم لم يرسل صيحة تزلزل ظلم قريش، فقط أرسل الأرَضَة تأكل أطراف وثيقة الظلم وعبارات التحالف الخبيث! فيصبحون وقد تكسرت من الظلم العُرى، بحشرة لا تكاد ترى!
مقتطفات في ظلال الشافي
فيما يأتي مقتطفات في ظلال الشافي:
- هل رضّتك الأوجاع؟ وأتعبتك الآلام؟ وأشعرك المرض أن الحياة رمادية اللون؟
- ما رأيك أن أطلعك على شيء يغسل روحك من أوصابها وأتعابها؟
- إنه اسم الله الشافي.. اسم لنفسك المنهكة أن تلتقط أنفاسها قليلاً، لتقرأ عن هذا الاسم الرحيم، هذا الاسم الذي ستعلم بعد أن تتفيأ ظلاله مقدار حاجتك إليه، ومقدار بعدك عنه أيضاً!
- الشافي من أسمائه سبحانه التي نحمده عليها، نحمده أن تسمى بهذا الاسم، واتصف بصفة الشفاء، وإن كان هو وحده من يشفي ويعافي أجساد عباده، وهو اسم يفصح عن معناه، ويعكس ظاهره خبايا باطنه.
- الحياة حقل أمراض، وأوجاع، وتنهدات، لذلك فقد سمى الله نفسه بالشافي، لتسجد آلامك في محراب رحمته، وتنكس أوجاعك رأسها عند عتبة قدرته.
- المرض فضيحة كبرى تُبتلى بها غطرسة البشر! ذبول مفاجئ يفقد فيه الإنسان ازدهاره! نكسة لحيوية ذلك الهَلوع المَنوع.
- قدّر الله على هذا الجسد أن تنطفئ نضارته مؤقتاً، حتى يقتنع الإنسان بضعفه، وبأنه لا حول له ولا قوة.
- أيها الإنسان، إن حقيقتك الموت، وإن كل شيء فيك يشبه الموت، نومك موت، مرضك موت، انتقالك إلى مرحلة عمرية موت للمرحلة السابقة، فالشباب موت الطفولة، والكهولة موت الشباب، ومع ذلك فإن الوهم يجعلنا نعتقد أننا مخلدون ولهذا يصرخ المرض بأجسادنا، أنها إلى زوال!