اكتشاف جديد حول كيفية انتقال سرطان الثدي إلى العظام

كتابة:
اكتشاف جديد حول كيفية انتقال سرطان الثدي إلى العظام

في الدراسة الاتية اكتشاف جديد حول كيفية انتقال سرطان الثدي إلى العظام:

"بعض سرطانات الثدي امتدت  إلى العظام عن طريق انزيم  يساهم في عمل "ثقوب" تنبت أورام جديدة، وقد أظهرت الأبحاث"من خلال تقارير صحيفة الجارديان " أن  الأمل في  العقاقير المتاحة حاليا - أو ربما تعديل الإصدارات منها – حيث يمكنها منع آثار هذا الانزيم.


وقد حددت هذه الدراسة الحيوانية إلى حد كبير والقائمة على المختبر كيف  أن نوعا من البروتين يسمى الليزيل أوكسيديز، الذي  يفرز بعض أورام سرطان الثدي، يساعد على انتشار السرطان إلى العظام.

وأوضح  تحليل البيانات التي تم جمعها على الأورام البشرية التي في سرطانات الثدي أنها لا تستجيب لهرمون الاستروجين، وترتبط بالمستويات العالية لإفراز الليزيل أوكسيديز مع زيادة خطر انتشاره للعظام. قد تنطبق النتائج على بعض سرطانات الثدي الإنسان كذلك

كما أن منع بروتين  الليزيل أوكسيديز في الفئران قد قلل من  انتشار السرطان إلى العظام. و عمل على الحد من قدرة البروتين في خلق "ثقوب" في العظام باستخدام دواء يسمي " البايفوسفونيت "، والذي أوقف أيضا دفع الخلايا السرطانية  في العظام.

وقد استخدم عقار البايفوسفونيت بالفعل لعلاج هشاشة العظام (ضعف العظام) والحد من مخاطر الاصابة بكسور في الأشخاص الذين يعانون من أمراض السرطان التي تؤثر على عظامهم. ويأمل الباحثون  ايضا في امكانية استخدام هذه الأدوية في علاج  الأشخاص الذين يعانون من سرطان الثدي للحد من انتشاره للعظام.

وسوف تحتاج هذه الأدوية للفحص قبل أن نكون على يقين من أنها ذات فاعلية، ولكن في الواقع  تستخدم هذه الأدوية بالفعل مع البشر، لذا  يجب الإسراع في بدء عملية الاختبار.
 

من اين نشأت القصة؟

  أجري باحثون من جامعة كوبنهاجن والمراكز البحثية الأخرى في الدنمارك والمملكة المتحدة هذه الدراسة، بما في ذلك جامعة شيفيلد.

 تم تمويلها من قبل معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، ومركز البحوث والابتكار في مجال التكنولوجيا الحيوية، وجامعة شيفيلد، والمعهد الوطني للبحوث الصحية، و مرفق البحوث السريرية بشيفيلد، حملة سرطان الثدي، وجمعية السرطان الدنمركية، ومؤسسة وندبيك، ومؤسسة فيلوكس، و مؤسسة نوفو نورديسك.

وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة استعراض الأقران، وكانت متاحة علي قاعدة الوصول المفتوح - يمكنك أن تقرأها على الإنترنت ولكن لا يمكنك طباعتها أو تحميلها.

قامت  وسائل الإعلام البريطانية بتغطية  هذه القصة  بعقلانية، على الرغم من ان عناوينها الرئيسية لم توضح أن هذا الدواء
علي وجه التحديد من المتوقع ان يوقف انتشار الورم الي العظام ،ولكن ليس بالضرورة إلي المناطق الأخرى من الجسم.

وليس من المتوقع ان يكون  لهذا الدواء أي تأثير على ورم الثدي نفسه، لذلك سيكون من الضروري ان يكون جنبا إلى جنب مع العلاجات الأخرى.



ماذا كان نوع هذا البحث؟

تبحث هذه الدراسة المختبرية والحيوانية  في كيفية تأثير سرطان الثدي علي العظام. يمكن لسرطان الثدي  أن ينتشر إلى العظام ويتسبب في تدمير العظام المحيطة بها (الآفات). يمكن أن يسبب ذلك مضاعفات خطيرة، وانتشاره أيضا يجعل من الصعب ان تتم عملية العلاج بنجاح.

أراد الباحثون ان يفحصوا بدقة  كيف أن  خلايا سرطان الثدي تمتد الى العظام وما يحدث داخل العظام عندما يحدث ذلك. انه ويأملون من خلال ذلك  فهم هذه العملية بشكل أفضل ، وأنهم قد يكونوا قادرين علي اكتشاف طريقة لوقفه. هذا النوع من البحث هو الطريقة المناسبة لدراسة هذا النوع من الأسئلة.

 

 ما الذي يتضمنه هذا البحث ؟

وتشير الأبحاث السابقة الي ان  ال مستويات الأقل من الأوكسجين داخل أورام سرطان الثدي يرتبط مع النتائج الأكثر فقرا للمريض. أجري الباحثون  مجموعة واسعة من التجارب للنظر لماذا هذا قد يكون صحيحا وكشف البيولوجيا وراء ذلك .

ودرس الباحثون للمرة الأولى في البيانات الخاصة ب  344 امرأة بمعلومات  النشاط الجيني في أورام الثدي بها، وأيضا معلومات حول ما إذا كان الورم قد انتشر في وقت لاحق الي  العظام أو في أي مكان آخر في الجسم .

نظر الباحثون في ما إذا كان نمط نشاط جينات معينة التي تشير إلى انخفاض مستويات الاوكسجين في الورم مع انتشاره . تم استخدام مجموعة إضافية من البيانات من 295 امرأة أخرى لتأكيد النتائج الأولية.

ثم  درس الباحثون  أي من البروتينات  تفرز من خلايا سرطان الثدي عندما  تعرضوا لظروف الأوكسجين المنخفضة في المختبر. هذه البروتينات قد تلعب دورا في مساعدة السرطان أن ينتشر عن طريق "إعداد" الأنسجة الأخرى للسرطان.

. ثم استمروا في دراسة هذا البروتين في تجارب مختلفة علي  الفئران. تم حقن  هذه الفئران  بالثدي (الغدة الثديية) خلايا السرطان الذي انتشرت إلى العظام والأنسجة الأخرى.

 درس الباحثون ما أثر زيادة مستويات هذا البروتين و منع ذلك كان له تأثير فعال  على وقف انتشاره للعظام.

ودائما تتلف العظام وغالبا ما تصلح الخلايا بداخلها، لذلك درس الباحثون تأثير البروتين على توازن هذه الإجراءات داخل العظام.

نظروا أيضا في تأثير عقار البايفوسفونيت على تكوين الآفات. البايفوسفونيت هو العقار المستخدم  لعلاج مرض هشاشة العظام (ترقق العظام). انهم يفعلون ذلك عن طريق تقليل عدد الخلايا هضم العظام، مما يسمح لخلايا بناء العظام لتتولي  عملية التوازن.

 

ماذا كانت النتائج الأساسية؟

وجد الباحثون أن الحالات المنخفضة من الاوكسجين المنخفضة  ترتبط بانتشار ورم الثدي (نمو ثانوي) في النساء مع نموذج واحد من سرطان الثدي (الاستروجين السلبي لمستقبلات سرطان الثدي)
وارتبط ذلك بشدة مع انتشاره في العظام. لم  تري هذه العلاقة في مستقبلات هرمون الاستروجين الإيجابية لسرطان الثدي.
 وبعد ذلك لاحظوا أن  خلايا سرطان الثدي من هرمون الاستروجين لمستقبلات  الورم السلبية في المختبر،  تشمل بما في ذلك الخلايا التي قد تنتشر إلى العظام. ووجد الباحثون أن  بروتين يسمى الليزيل أوكسيديز  ينتشر في مستويات عالية من ظروف الأكسجين المنخفضة، وخاصة في الخلايا التي تنتشر في العظام.

عندما اعادوا النظر في البيانات التي كانت عن ورم سرطان الثدي ونشاطه الجيني ونتيجته ،وان النشاط العالي لجينات  الليزيل اوكسيديز  تكون مرتبطة مع الورم الثانوي في العظام لهرمون الاستروجين السلبي لسرطان الثدي .

 وجد الباحثون أن الخلايا السرطانية  في الفئران أكثر عرضة لانتشار الي العظام  و أنها تشكل اضرار عند وجود مستويات عالية من الليزيل أوكسيديز. حقن الفئران التي تنتج كميات أقل من الليزيل أوكسيديز بخلايا سرطانية، أو حظر نشاط أكسيداز الليزيل مع الأجسام المضادة، وانخفاض قدرة الخلايا السرطانية على شكل تقرحات في العظام.

وجد الباحثون ان مستويات عالية من الليزيل اوكسيديز تخل بالتوازن الطبيعي لتكوين العظام و "الهضم".هي تساعد في تشكيل الخلايا المكونة للعظام.هي تربك عمل الخلايا المكونة للعظام ،وتسبب تقرحات تدمر العظام لتبدأ في التكوين ، ومن ثم فأن هذه الافات تحاط بخلايا سرطانية ،وتسمح بتكوين ورم ثانوي في العظام .

وجد الباحثون انه بإعطاء الفئران البايفوسفونيت ،يتوقف تكوين التقرحات ،ولكنه لم يؤثر علي نمو الورم الاصلي. كما خفض البايفوسفونيت قدرة الخلايا السرطانية لتستقر في العظام وفي ظهور  الورم الثانوي في  العظام إذا ما أعطيت للفئران في وقت الحقن.

كيف فسر الباحثون النتائج ؟

ولخص الباحثون انهم اكتشفوا معلومات جديدة حول الطريقة التي تشكل الورم الثانوي في  العظام من أورام الثدي. يقولون  ان هذا يمنح إمكانية تطوير علاجات جديدة لسرطان الثدي. ويشيرون إلى أن: "علاج البايفوسفونيت للمرضى الذين يعانون من ارتفاع الليزيل- الأورام أوكسيديز بعد الجراحة يمكن أن تمنع إنشاء ونمو الخلايا السرطانية المنتشرة داخل العظام".

الخاتمة

وقد حددت هذه الدراسة كيف ان  أورام الثدي تخلق الظروف التي تسمح لها بأن تنتشر في العظام. وكان معظم هذا البحث على الفئران، ولكن تشير التجارب الأولية الي انه قد يتم تطبيق هذه النتائج على البشر أيضا. من المرجح إجراء مزيد من الدراسة للتأكد من ذلك.

كجزء من بحثهم، وجد الباحثون أن  البايفوسفونيت –هو العقار الذي  يمكن أن يقلل من انهيار العظام - كان قادرا على الحد من الورم الثانوي في عظام  الفئران.

وتستخدم هذه العقاقير بالفعل لعلاج هشاشة العظام، وكذلك بالنسبة لهؤلاء الاشخاص  الذين تؤثر الأورام الخبيثة على عظامهم. وهذا يعني أن الحصول على الموافقة على الدراسات الإنسانية لاختبار تأثير هذه العقاقير على انتشار سرطان الثدي إلى العظام يجب ان يكون  أسهل من اجراء الاختبار لدواء جديد .

ومع ذلك، فإننا لن نعرف على وجه اليقين ما إذا كان فعالا مع الانسان  حتى تكتمل هذه التجارب. إذا كانت ذات فاعلية، انه لا يزال هناك الكثير للتحقق - على سبيل المثال، ما هي أفضل جرعة وما  طول مدة العلاج المناسبة، أو متى يكون من الافضل اعطائها.

قد يحاول الباحثون أيضا تطوير طرق بديلة لعرقلة هذا المسار ووقف أو الحد من انتشار الورم إلى العظام. وأن العلاجات الجديدة تتطلب وقتا أطول لتتطور ولتصل إلى مرحلة اختبار الإنسان.

وينبغي توجيه هذه العلاجات في الحد من انتشاره إلي  العظم، ولكن لا يتوقع أن يكون له أي تأثير على ورم الثدي الرئيسي نفسه أو على الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الدماغ أو الرئتين. هذا يعني أنه سيكون من الضروري جنبا إلى جنب مع العلاجات الأخرى، مثل العلاج الكيميائي والجراحة.

 وتضيف هذه الدراسة  نموذج اخر من المعرفة إلى الصورة العامة لدينا لسرطان الثدي البيولوجي، ويفتح سبيلا آخر للبحث عن أساليب جديدة للعلاج.

3564 مشاهدة
للأعلى للسفل
×