مفهوم الأخبار الغيبية
القرآن الكريم هو كتاب الله-تعالى- المعجز في لغته وبيانه، والذي لا يستطيع أحدُ الإيتان بمثله؛ لإعجازه وقد اشتمل على الكثير من الأمور الغيبيّة التي اختصّ بها الله-تعالى- لنفسه وأخبر بها ممّا زادت من إعجازه فلا يتمكن أيُّ عقلٍ بشريّ أن يأتي ولو بنصف آية فعالم الغيب هو العلم الذي حُصر به علم الله-تعالى- المطلق، والذي لا يستطيع بشر أن يدركه، تجلّت عظمته عليهم، فالذي يميز القرآن الكريم عن غيره هو احتواءه على الأمور الغيبيّة، فمهوم الأخبار الغيبيّة هي الأحداث، والتّفاصيل المتعلقة بالماضي أو الحاضر أو المستقبل التي وردت في القرآن [١] والتي تدلّ على أن القرآن الكريم من عند الله -تعالى- أنزله على خير البشر-صلى الله عليه وسلم- وسيذكر هذا المقال الأخبار الغيبية في القرآن.
الأخبار الغيبية في القرآن
الأمور الغيبيّة هي من الأمور التي اختصّ بها الله-تعالى- لنفسه، حيث قال تعالى: { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [٢] وحتى النّبي- عليه الصّلاة والسّلام- كباقي البشر لا يعلم من الغيب شيئًا فإذا أخبر به نبيه -عليه السّلام- فهذا دليلٌ على صدق نبوته ورسالته، بدليل ما قاله تعالى: { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا*إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِنْ رَسُولٍ}[٣] لذلك جاءت الأخبار الغيبيّة في القرآن تُخبر النّبي-عليه السّلام- وتَطلعه على الغيب بكل أنواعه من ماضٍ وحاضر ومستقبلٍ لتؤيد رسالته وتُصدّق دعوته.[٤]
أمثلة على أخبار غيبية في القرآن
جاءت الأخبار الغيبيّة في القرآن الكريم، لتؤكد على أنّ القرآن الكريم هو كتاب الله المعجز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حتى يكون دليلًا على صدق نبوة الرّسول عليه السّلام فجاءت الأخبار مناسبة للوقائع التي حدثت فمنها أخبار غيبيّة ماضية ومنها غيب الحاضر وكذلك الأمور المستقبليّة، وفيما يأتي تفصيلّ للأمثلة:
- الأخبار الغيبية الماضيّة: هي الأخبار التي تحدثت عن خلق السّماوات والأرض وخلق آدم وقصصالأنبياء السّابقة فوجه الإعجاز الغيبيّ فيها أنّ الرّسول -عليه السّلام- كان أميًّا لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولم يطّلع على كتب أهل الكتاب،[٥] فآيات القرآن الكريم تشهد له-عليه السّلام- بذلك، ففي قصة موسى -عليه السّلام- قال الله تعالى:{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ}[٦] فلم يكن النّبي-عليه السّلام- يعلم عن ذلك، لولا إخبار الله-تعالى- له.[٧]
- أخبار غيب الحاضر: وهي الحوادث والوقائع التي لم يشهدها النّبي-عليه السّلام- ولم يخبرها لأصحابه، حتى ينزل الوحي جبريل -عليه الّسّلام- يخبرها به، كما هو حال المنافقين، والكفار التي جاءت الآيات تكشف ما يخفونه بينهم،[٨] حيث قال الله تعالى:{يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا}.[٩]
- الأخبار الغيبيّة المستقبليّة: جاءت أخبار غيب المستقبل مقسّمة على ثلاثة أنواع حسب تحققها، فمنها أخبار تحققت في حياة الرّسول -عليه السّلام- كإخبار الله-تعالى- عن انتصار الروم على الفرس، حيث قال تعالى: {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}[١٠]، وأمّا القسم الثّاني فهي أخبار تحققت بعد وفاة الرّسول-عليه السّلام- كما في قوله تعالى :{قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}[١١]، فهذه الآية تحقق الخبر في مشاركة الأعراب في القتال في زمن أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- وأمّا بالنّسبة للنوع الأخير فهي أخبار غيبيّة مستقبليّة لم تقع إلى الآن، وستقع ولا بدّ منها، وهي أحداث يوم القيامة،[١٢] كما في قوله تعالى: {ذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ}.[١٣]
المراجع
- ↑ " الإعجاز في القرآن الكريم هو الأخبار الغيبية فيه"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام، آية:59
- ↑ سورة الجن، آية:26 27
- ↑ "معجزات نبوية في الإخبار عن أمور مستقبلية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-14. بتصرّف.
- ↑ "أنواع الأخبار الغيبية الواردة في القرآن"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-14. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:44
- ↑ "الأخبار الغيبية"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-14. بتصرّف.
- ↑ " أنواع الأخبار الغيبية الواردة في القرآن"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-14. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:74
- ↑ سورة الروم، آية:1 2 3 4
- ↑ سورة الفتح، آية:16
- ↑ " إعجاز القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-14. بتصرّف.
- ↑ سورة الإنفطار، آية:1