محتويات
- ١ الحياة الأدبية في العصر الأموي
- ٢ العوامل المؤثرة في الأدب في العصر الأموي
- ٣ الشعر في العصر الأموي
- ٤ النثر في العصر الأموي
الحياة الأدبية في العصر الأموي
كيف أثرت طبيعة الحياة في العصر الأموي على الأدب؟
امتدَّ العصر الأمويّ إلى ما يقارب القرن من الزمان (41هـ - 132هـ)، وكانت أرض الدولة يومذاك شاسعة واسعة استتبَّ الحكم فيها لبني أمية، بدءًا من معاوية بن أبي سفيان-رضي الله عنه- إلى مروان بن محمد، آخر خلفاء بني أمية في المشرق، وعلى إثر اتساع أرض الدولة توزع العرب في أرجائها فتعددت البيئات فيها ونشط الأدب بشعره ونثره.[١]
العوامل المؤثرة في الأدب في العصر الأموي
ما هي أهم الأسباب التي دفعت عجلة الأدب في العصر الأموي؟
أسهمت بضعة عوامل في ازدهار الأدب في العصر الأموي، وألهبت قرائح الشعراء بخير ما جادت به حينئذ ومنها:
بيئات الشعر الأموي
ومن أشهر بيئات الأدب شعرًا ونثرًا في العصر الأموي ما يأتي:
الحجاز(مكة والمدينة)
هما مركز الدولة الإسلامية منذ عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فمكة قبلة المسلمين وعاصمتهم الروحيّة، والمدينة كانت حاضرة الخلافة لفترة طويلة من الزمن، وهي وإن فقدت أهميتها السياسية بعد أن نقلت الخلافة إلى الكوفة ثم الشام، إلا أن مكانتها في قلوب المسلمين والعرب لم تقل، وقد شهدتا حركة علمية وثقافية واسعة، وأرض الحجاز كانت أرضًا للخلافات والمعارضات والحركة الزبيريّة وقتذاك لا تخف عن أحد، وظهرت مجموعة من الشعراء غرّتهم حياة الترف واللهو وزهدوا في شعر السياسة إلى شعر الغزل والمجون، وكان إمامهم عمر بن أبي ربيعة.[٢]
نجد وبوادي الحجاز
ضعفت حركة الشعر في أرض نجد وبوادي الحجاز، فالعصبية القبليّة التي أذكت روح الشعر فيما مضى قد ماتت واندثرت مع قدوم الإسلام، فضعف شعر الفخر والهجاء وظهر الشعر الغزليّ العفيف بطريقة أو بأخرى نجده عند بني عذرة وبني عامر، ومن هؤلاء الشعراء: جميل بن معمر، وقيس بن ذريح، وعروة بن حزام، قيس بن الملوح.[٢]
العراق
ازدهر الشعر السياسيَ في العراق أيّما ازدهار، فقد كانت أرض العراق موطنًا للأحزاب السياسيّة المعارضة، واستمرت هذه المعارضات إلى أن وُلّي عليها زياد بن أبيه ثم الحجاج الثقفي، إذ قمعا المعارضين فيها، ووطّدا الحكم، واشتهر شعراء الكوفة في الميل إلى اللهو والخمر مثل الأقيشر الأسدي، أمّا البصرة فتنوعت فيها مذاهب الشعراء، فكان منهم من استأثر بشعر الفخر في عصر بني أمية والعصبية لقبيلته وهجاء من عاداها من القبائل، ومن ذاك شعر النقائض بين جرير والفرزدق، وكان فيها من شعراء الخوارج كثر منهم: عمران بن حطان، ومنهم من ذهب مذهب اللهو والخمرة مثل حارثة بن بدر الغداني.[٢]
الشام
فيها دمشق حاضرة دولة بني أمية، وكانت الأرض التي يطمح إليها الشعراء والأدباء لنيل الأعطيات والمكافآت كجرير والفرزدق والأخطل، ونصيب بن الأحوص، وابن ميادة وغيرهم، وكان الأخطل هو شاعر بني أمية وخلفه عدي بن الرقاع.[٢]
عودة النزاع القبلي
العصبية هي نزاع دار بين عرب الشمال وهم "القيسية" وعرب الجنوب وهم "اليمنية"، وقد أثار الخلفاء والولاة هذه الفتنة، فقد كان الخلفاء الأمويون يفضلون اليمنية مرة والقيسية أخرى ومنهم معاوية بن أبي سفيان، إذ قدّم القبائل اليمنية بالشام وأجزل لهم العطاء حتى تحركت القبائل القيسيّة ففرض لهم العطاء أيضًا حتى قدمهم على اليمنية، كانت هذه العصبية من عوامل سقوطها، وقد اشتدت في عهد سليمان بن عبد الملك بعد أن عزل حلفاء الحجاج وموسى بن نصير وطارق بن زياد على مآثرهم، فقد كان يميل سليمان إلى اليمنية، وأساء إلى القيسية وولاتهم.[٣]
الموالي والثقافة الأجنبية
إنّ الشعر لم يكن مقتصرًا على العرب لأنه قد دخل في الإسلام وفي خدمة السلطان من غير العرب الكثير إثر فتح البلدان خارج الجزيرة العربية ونشر الإسلام فيها، فعاش أبناء غير العرب مع العرب، وتعلّموا لغتهم فقد كانت لغة القرآن ولغة الدولة، وكان هناك الكثير من شعراء الموالي، وتأثرت العربية بكثير من اللغات مثل التأثر الذي ظهر في اللغة الفارسية "أكثر اللغات تأثرًا وتأثيرًا" في كثير من المجالات والأدوات والأطعمة والأشربة، وقد انتقلت بعض هذه الألفاظ إلى شعراء عرب كبار مثل الفرزدق وجرير.[٣]
المجالس الأدبية
اتسعت المجالس الأدبيّة في عهد بني أمية وضمت الخلفاء والولاة، فقد كان من خلفاء بني أميّة من يروي الشعر وينقده، وكان الشعراء يحضرون المجالس مادحين الخليفة أو الأمير متأملين بالأعطيات، وقد كان الخليفة في بعض الأحيان ينقض الشعر فيستحسنه أو يذمه، ومن خصائص النقد في عهد بني أمية:[٤][٥]
- تشعُّب النقد وتعدّد نواحيه: فكان لكل مدينة أسلوبها النقدي الذي اشتهرت واختصت به.
- رسم النقد لبعض أغراض الشعر طريقه: وألمّ بجوانب مهمّة من أدبها، فالنقاد الحجازيون مثلًا وضعوا للغزل رسومًا.
- اتساع نطاق النقد: في هذه الفترة كثر الخائضون في النقد حتى شمل الشعراء والأدباء والعامة والملوك والرجال والنساء، من هذا ما حدث مع الأخطل عند مدحه لعبد الملك بن مروان في قصيدته خفَّ القطين، فقد أعجب بها عبد الملك وأجزل لها العطاء والثناء وأطلق عليه شاعر بني أمية.
الأسواق
للعرب في قديم عصورهم أسواق يجتمعون فيها للبيع والشراء وأشهرها سوق عكاظ، إلا أن وظيفة هذه الأسواق لم تقتصر على البيع والشراء وحسب، بل كانت أيضًا ملتقى للشعراء والخطباء، يقرضون الشعر ويلقون الخطب، وقد أنشئت الكثير من الأسواق في العراق وغيرها في عهد بني أمية شبيهة بالأسواق التي كانت موجودة في الجاهلية، ومنها سوق المربد في البصرة، إذ أخذ الشعراء يتوافدون إلى الأسواق الأدبية للمفاخرة وللمهاجاة، وأخذ الناس يتقادمون إلى الأسواق للاستماع إلى فحول الشعراء وإلى ما يحدث بين جرير والفرزدق خاصة، وقد ساعدت هذه الأسواق على ازدهار الحركة الشعرية، وانطلقت من هذه الأسواق أيضًا حركة جمع الشعر من الرواة والشعراء.[٣]
الشعر في العصر الأموي
ما أهم أغراض وخصائص واتجاهات الشعر في العصر الأموي؟
وللشعر في عهد بني أمية اتجاهات وأغراض وخصائص وأسباب ازدهار.
اتجاهات الشعر في العصر الأموي
نشط الشعر في عهد بني أمية على مختلف الاتجاهات السياسيّة والحربيّة والعقديّة؛ فقد كثرت الأحزاب في هذا العهد منها الموالية وكثير منها معارضة كالشيعة ، وحزب الزبيرية وهم كالآتي:[٦]
- بنو أمية: فقد نجحوا بتأسيس دولتهم والقضاء على معارضيهم وكان شعراؤهم كثر، والأشعار التي قيلت في مدحهم والثناء عليهم من عيون الشعر العربي.
- الشيعة: وهم الذين يرون أن تنحصر الخلافة في أبناء علي رضي الله عنه وحدهم وكانت العراق هي مركز تواجدهم وموطن قوتهم، وهم فرق منهم الزيدية والكيسانية والاثناعشرية وغيرهم، ومن شعرائهم: كثير عزة، الكميت الأسدي صاحب الهاشمية المشهورة.
- الخوارج: وهم الذين خرجوا على الإمام علي لأنه قبل مبدأ التحكيم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان، وهم الذي قتلوا علياً- رضي الله عنه- على يد عبد الرحمن بن ملجم، وهم أيضًا فرق منهم الأزارقة والصفريّة والإباضيّة. ومن أشهر شعرائهم: قطريّ بن الفجاءة، عمران بن حطّان، والطرماح بن حكيم.
أغراض الشعر الأموي
تنوعت أغراض الشعر في العصر الأمويّ وتعددت، ونشأت هذه الأغراض تبعًا لعوامل ومؤثرات، ألهمت الشعراء وأثارت قريحتهم، كان منها ما أُلّف في العصر الجاهليَ وعصر صدر الإسلام، ومنها ما استجد في هذا العصر، ومن هذه الأغراض:
المديح
هو ذكر أوصاف الممدوح الخلقية والخلقية بالإضافة إلى تصوير فضائله وذكر مناقبه وتقواه وعدالته، وقد شاع هذا الغرض بين الخلفاء والأمراء والولاة، فأخذ الشاعر يتحدث عن عدالة الخليفة وكرمه وجوده على الناس، ووصف بعض الخلفاء أيضًا بالتقى والورع والزهد بمتاع الدنيا كعمر بن عبد العزيز، ولم يختص الخلفاء وحدهم بالمديح بل كان أيضًا للولاة وأمراء الجيوش وقادته نصيب من المديح[٧]، يقول كثيّر:[٨]
وصدَّقت بالفعل المقالَ مع الذي
- أتيتَ فأمسى راضيًا كلُّ مسلم
لقراءة المزيد، انظر هنا: المدح في العصر الأموي.
الهجاء
وهو ذكر الصفات الذميمة في المهجوّ وقد وظف هذا الهجاء في أغراض السياسة، فكان يقال لبيان ضلال الفئة المعارضة وثبوت ضلالها وانحرافها عن الدين، ومن أسباب الهجاء أيضًا ما قيل بدافع العصبية القبليّة: "ولم يكد ينجُ منه خليفة ولا والٍ ولا شريف بل حتى القراء، كان يتعرض لهم الشعراء"[٩]، وفي هذا قال جرير في هجاءه لآل المهلب:[١٠]
آل المهلَّب فرَّطوا في دينهم
- وطغوا كما فعلت ثمودُ فباروا
لقراءة المزيد، انظر هنا: الهجاء في العصر الأموي.
الغزل
صريحه وعذريه، أما صريحه: وسمّاه بهذا شوقي ضيف، لأنَّ الشاعر يصف مغامراته مع فتيات نبيلات لا يتعدى لقاؤه بهن المتعة بالحديث، وقد نشأ هذا الغزل في حاضرتي الحجاز مكة والمدينة، وأشهر شعراء هذا العزل هو عمر بن أبي ربيعة[١١]، ومثل ذلك قوله:[١٢]
خوذٌ تضيء ظلام البيتِ صورتها
- كما يضيء ظلامَ الحِندسِ القمرُ
أما عذريه، فهو الذي ينسب إلى قبيلة عذرة، وشاع في بوادي نجد والحجاز، ويعود السبب في نشوء هذا الغزل هو ما أدخله الإسلام في نفوس أهل البادية فزكاها وأبعدها عمّا يلوثها من الآثام والمعاصي، وارتباطه بالعفة كان السبب في شيوعه ورواجه[١١]، يروي جميل بثينة:[١٣]
هبي لي نسمةً من ريحِ بثنٍ
- ومُنِّي بالهبوبِ على جميلِ
وقولي يا بُثينةُ حسبُ نفسي
- قليلُك، أو أقلُّ من القليل
الرثاء
الرثاء هو غرض من الأغراض التقليدية يذكر فيها الشاعر صفات المرثي ومحاسنه وأخلاقه ومآثره التي بقيت وإن مات هو، ويظهر فيه مقدار التفجع والحب الذي يكنه له، وفي العصر الأموي كثرت الحروب وكثر من يقتلون على إثرها، ورثى شعراء كل فرقة أمواتهم رثاء صادقًا مليئًا بالعاطفة وقد كانت هذه المراثي تتسم بالتأثر بالروح الدينية وذكر ما ينتظرهم من نعيم مقيم في دار الخلد، والتسليم لقضاء الله وقدره[١٤]، قال الجرير في رثاء عمر بن عبد العزيز:[١٥]
حُمِّلتَ أمرًا عظيمًا فاصطبرتَ له
- وقمتَ فيه بأمر الله يا عمرا
لقراءة المزيد، انظر هنا: الرثاء في العصر الأموي.
الزهد
كان عصر بني أمية عصر فتوحات وغنائم، وأصبحت العرب تملك القرى والضياع وشيدوا القصور والبيوت، شاع الترف ومال الناس إلى اللهو والمجون، إلا أنَّ هذا لم يكن شأن الناس جميعًا، ففيهم القرَّاء الأتقياء الأنقياء، مَن رغبوا عن الدنيا وزهدوا في متاعها واتجهوا إلى التنسك والعبادة، وكان أثر الإسلام في شعرهم واضحًا[١٦]، ومن هذا قول ذي الرمة يناجي ربه:[١٧]
يا ربِّ قد أشرفت نفسي وقد علمت
- علمًا يقينًا لقد أحصيتَ آثاري
يا مخرجَ الروحِ من جسمي إذا احتضرت
- وفارج الكرب زحزحني عن النار
الحنين إلى الوطن
دار هذا الشعر حول الحروب والفتوحات، ووصف ما شاهده العرب أثناء هذه الرحلات، وهناك في تلك البلاد البعيدة حنَّ الشعراء لأوطانهم واشتاقت نفوسهم لأهليهم وأحبابهم، وكان هذا الحنين يزيد ويتضاعف إذا أحسّ الشاعر باقتراب الموت أو إذا مرض مرضًا شديدًا، أو أنه قد تذكر طيف محبوبته والمواطن التي تلاقى فيها وإياها، وقد باعدت الأيام بينهما مسافات طويلة[١٨]، وأشهر مَن قال في هذا الغرض مالك بن الريب في مرثيةٍ له شهيرة رثى بها نفسه:[١٩]
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً
- بجنب الغضَى أُزجي القلاصَ النواجيا
الوصف
اتخذَّ الشعراء الأمويون من وصف الطبيعة الجديدة والعمارة الجميلة وسيلة للتعبير عمّا يخالج أنفسهم من المشاعر والأحاسيس، وهو شعر جديد في هذا العصر لم يكن من قبل في العصر الجاهليّ[٢٠]، ووصف جرير في بعض مدائحه نهيرات شقها هشام بن عبد الملك في نهر الفرات، وما نبت على ضفافها من ورود وشجيرات قائلًا:
بها الزيتون غي غَلَلِ ومالت
- عناقيدُ الكروم فهُنَّ سودُ
لقراءة المزيد، انظر هنا: أغراض الشعر الأموي.
خصائص الشعر الأموي
تقسم خصائص الشعر الحديث إلى خصائص من حيث الموضوعات ومن حيث المضمون إلى ما يأتي:[٢١]
- النظم وفق الموضوعات القديمة: وكانت امتدادًا للعصر الجاهلي ولم يحدثوا فيها جديدًا، إذ كانت الأشعار وفق هذه الموضوعات تستخدم الطريقة التقليدية وهي المدح والرثاء والفخر والوصف.
- بروز أغراض جديدة: ظهرت على أثر تبدّل الظروف والبيئات واختلاط العرب بغيرهم، ودخول الناس في الإيلام من غير العرب، وهنا يتجلى الفرق في الموضوعات بين العصر الجاهلي والعصر الأموي وهي: الحنين إلى الأوطان، وصف الطبيعة، الخمريات.
- المحافظة على سلامة اللغة العربية: ظلَّ الشعر الأمويّ محافظًا على اللغة العربيّة وسلامتها، وغلبت على هذا الشعر البداوة والتقعر اللغويّ، وهذا اللون من الشعر حظي على استحسان البعض وذم الآخر، ومِن أشهر مَن نظم على هذا النحو الفرزدق.
- الصور والأخيلة: كانت صورهم وأخيلتهم قريبة إلى الشعر الجاهليّ، واعتمدوا في التصوير والتشبيه على الاستعارة والكناية، وقد تأثروا بالقرآن الكريم والحديث الشريف في صورهم، وكان أبرز ذلك عند شعراء الخوارج.
لقراءة المزيد، انظر هنا: خصائص الشعر الأموي.
أسباب ازدهار الشعر في العصر الأموي
قد أدت عدة عوامل إلى ازدهار الشعر في العصر الأموي وتنوع أغراضه وطرق عرضه.[٢٢]
- تنوع البيئات: إذ إنّ تعدد بيئات الشعر في العصر الأموي كان له أكبر الأثر في ازدهار الشعر وتزايد حركته ونشاطه، وكان له أثر في ظهور أغراض شعرية جديدة أغنت الشعر الأموي.
- عودة العصبيّة القبليّة: وتفاخر كل قوم من العرب بمآثرهم ومناقبهم، والمنافسة في ذم القبيلة الأخرى وهجائها، وعن هذه العصبية ظهر لنا شعر النقائض.
- تمازج الثقافات: أي ما أحدثه اتساع أرض الدولة الأموي على أثر الفتوحات الإسلامية من دخول أعداد كبيرة من غير المسلمين إلى الإسلام، وتعرف المسلمين على ثقافات الشعوب الأخرى كالفارسية والهندية واليونانية.
- المجالس الأدبيّة: وما شهدته من مبارايات شعرية في المديح والفخر والرثاء، وقد تهافت الشعراء عليها ابتغاء الحصول على الجوائز والأعطيات من الخليفة أو الأمير الذي كان حاضرًا على رأس هذه المجالس، وقد برز في هذه المجالس النقد الأدبي للأشعار التي تقال فيه.
- الاهتمام برواية الشعر ونقده: فما حفظ على لسان الناس من أشعار العرب في المفاخرة والمهاجاة وغيرها كثير، ما دفع الشعراء في هذا العصر إلى أن يحاولوا أن ينظموا على طريقتها ويعارضونها، وكان عدد من الشعراء يتصدى لنقدها أيضًا وفق معايير وأسس معيّنة.
شعراء العصر الأموي
ينقسم شعراء العصر الأموي بحسب الأغراض الذين اشتهروا بالإبداع فيها كما يأتي:
شعراء المديح
وقد اختصت أشعارهم بالقول في مدح الخلفاء والولاة فقط، ومن شعراء المديح:
- زياد الأعجم: من عبد القيس، كان يحسن فن المديح إحسانًا رائعًا، ويذكر أنه كان يحسن الهجاء أيضًا، إذ كان مولعًا بهجاء الوعاظ والفقهاء والنساك.[٢٣]
- كعب الأزدي: من شعراء خرسان، وهو فارس شجاع له آثار وقصائد كثيرة في حروبه مع المهلب للأزارقة تشبه أن تكون ملحمة، وهو في شعره يحسن حبك الألفاظ والمعنى.[٢٤]
شعراء الهجاء
قد كانوا يتفاوتون في هجائهم فمنهم المقذع اللاذع ومنهم ما هو أقل ذلك، ومن شعراء الهجاء:
- ابن مفرَّغ: من البصرة، وكان يتقن الفارسية، ظهرت موهبته الشعرية مبكرًا، غلب على شعره الهجاء، وقد كان أكثره في زياد بن أبيه وأسرته، وكان شعره في الهجاء من أكثر ما تناقله أهل البصرة في زمانه.[٢٥]
- الحكم بن عبدل: وهو من بني أسد، نشأ بالكوفة يمدح ويهجو، وكان هواه مع بني أمية، وحظي بمنزلة عظيمة عند عبد الملك بن مروان، وكان هجاؤه خبيث اللفظ، وذاعت قصائده على لسان الكوفيين.[٢٦]
شعراء الغزل الصريح
وهو الغزل الحسي الفاحش وقد استقبحه الناس لما فيه من فساد الأخلاق، ومن شعراء الغزل الصريح:
- عمر بن أبي ربيعة: هو من بني مخزوم ولد سنة 23 هـ، وقد رزقه الله جمال الوجه كما رزقه القدرة على الغزل، عاش حياته للغزل الصريح بالنساء، ولم يقل في الأغراض الأخرى إلا على قلة، وكان مغنو مكة يحفلون بشعره، وقد تاب وآب إلى ربه في آخر عمره.[٢٧]
- الأحوص: أوسيّ من الأنصار، اسمه عبد الله بن محمد، وهو مثل محمد بن أبي ربيعة عاش للحب والغزل غير أنَّه لم يكن ثريًّا، ومن ثم كان يرتحل كثيرًا إلى دمشق يمدح الخلفاء وينال العطايا.[٢٨]
- العرجيّ: لُقّب بهذا اللقب نسبة إلى ضيعة له قرب الطائف، وهو عبد الله بن عمر حفيد عثمان -رضي الله عنه- كان جميل الوجه، كان شغوفًا باللهو والصيد، وكانت فيه فتوة وفروسية.[٢٩]
شعراء الغزل العذري
وهو غزل عفيفٌ طاهر حفظه الناس وشاع بينهم، ومن شعراء الغزل العذري:
- قيس بن ذريح: من قبيلة كنانة، كانت عشيرته تسكن في ضواحي المدينة، تذكر قصة حبه كأنّها قصة حياته، وأشعاره في لبنى الخزاعية من عيون الشعر العربي.[٣٠]
- جميل بن معمر: وقصته من أكثر القصص شهرة بين قصص الشعراء العذريين، وحياته أوضح حياة بين الشعراء العذريين، وقد روى شعره رفيقه كثيّر، لذلك مشهور بين الناس موثوق بنسبته إليه، وقد حظي شعره باهتمام العشاق لجمال عباراته والمغنيين في مكة بمناسبة إيقاعاته للغناء.[٣١]
شعراء النقائض
وهو الشعر الذي قام في الأساس على العصبية القبيلة والفخر والهجاء، ومن شعرائه:
- الأخطل: وهو من تغلب، كان يكثر من هجاء الناس، ولقب بالأخطل لسفه لسانه وجرأته، وهو شاعر بني أمية في زمانه، كان شعره بين المديح والهجاء والفخر والوصف.[٣٢]
- الفرزدق: من تميم، لقب بالفرزدق لجهامة وجهه، كان عميق الإحساس بتفوقه وامتيازه، شعره ذو قيمة أدبية تاريخية، لحديثه عن أيام العرب ومناقبهم، وحديثه عن أخبار عصره، وكما قيل: " لولا الفرزدق لذهب نصف أخبار الناس".[٣٣]
- جرير: شاعر تميمي من كليب اليربوعية، لم يكن لآبائه وعشيرته ما للفرزدق من مآثر وأمجاد، يتمتع بنفس شعري خصب أعجب النقاد، وقالوا إنّه نظم أحسن بيت في الغزل والمدح والهجاء والفخر.[٣٤]
شعراء الزهد
وهو الشعر الذي جاء ردًا على ميل الناس إلى اللهو والمجون والابتعاد عن الله، ومن شعراء الزهد:
- أبو الأسود الدؤليّ: ولي البصرة، وهو أول من وضع النقط "حركات الإعراب" في المصحف، يعد من وجوه التابعين ومحدثيهم، كان تقيًّا صالحًا وله أشعار كثيرة في الزهد.[٣٥]
- سابق البربري: عمل قاضيًا في الموصل وإمامًا لمسجدها، وكان يعظ عمر بن عبد العزيز، وشعره يفيض بالتقوى والورع والدعوة إلى التقشف والزهد في الدنيا ومتاعها الزائل.[٣٦]
نماذج من الشعر الأموي
قد قال الشعراء في العصر الأموي الكثير من الأشعار، لكن بعضها كان أجود من بعض، وذاع بين الناس أكثر.
يقول جرير:[٣٧]
يا أمَّ عمروٍ جزاكِ اللهُ مغفرةً
- رُدي عليَّ فؤادي كالذي كانا
إنَّ العيون التي في طَرفِها حَوَرٌ
- قتلنَنا ثُمَّ لم يُحيينَ قتلانا
يَصرعن ذا اللُبِّ حتى لا حراكَ به
- وهُنَّ أضعفُ خلق الله أركانا
يقول الفرزدق:[٣٨]
إنَّ الذي سمك السماء بنى لنا
- بيتًا دعائمه أعزُّ وأطولُ
أحلامنا تزِنُ الجبالَ رزانةً
- وتخالُنا جنًّا إذا ما نجهلُ
يقول قيس بن الملوح:[٣٩]
وقد زعموا أنَّ المُحبَّ إذا دنا
- يملُّ وأنَّ النأيَ يشفي من الوجدِ
بكُلٍّ تداوينا فلم يُشفَ مابنا
- على أنَّ قُربَ الدار خيرٌ من البُعد
النثر في العصر الأموي
هل كان النثر في العصر الأموي بقوة الشعر؟
كان الشعر في العصر الأموي هو الأكثر ازدهارًا والذي استأثر بعقول الناس وقلوبهم، إلا أنّ النثر قد ازدهر بصور كبيرة أيضًا، فكما أنَّ للشعر ميدانًا وأثرًا بين الناس، فالأمر كذلك بالنسبة للنثر، فهناك أوقات يكون فيها النثر أبلغ من الشعر، ومقتضى الحال لا يستوعب أن يقال فيه الشعر، بل يحتاج إلى كلام منثور بليغ، يفهمه عامة الناس وخاصتهم، وهذا ما ظهر في النثر الأموي من ألوان النثر المتنوعة والمتعدّدة، فهناك الخطابة والرسائل والمناظرات وغيرها، كما أنّ للنثر عوامل قوة وضعف وخصائص وسمات.[٤٠]
أثر الامتزاج الثقافي في النثر الأموي
وهو ما أحدثه تلاقي الثقافة الإسلامية مع غيرها من أثر على النثر من خطابة ورسائل ومناظرات وغيرها.
الثقافة الإسلامية
إنّ الإسلام بعد انقضاء الجاهلية أصبح دين العرب كافة، وأصبحت الجزيرة العربية تدين بدين الإسلام عن آخرها، لما كان للإسلام سمت خاص وطبع ظاهرأضفى على النثر ما أضفاه على النثر من روحٍ دينيّة، ومدَّه كما مدَّ النَّثر بالألفاظ المستمدة من القرآن الكريم والحديث الشريف، وقيَّده عن الحديث بالموضوعات المذمومة، بالإضافة إلى القوة التي بعثها في الخطب وقد سمت على فنون النثر الأخرى.[٤١]
الثقافة الأجنبية (الفارسية واليونانية)
ذلك أنّ أبناء غير العرب عاشوا معه وتعلّموا لغتهم بوصفها لغة القرآن واللغة الرسمية في الدولة الإسلامية، وكان هؤلاء يطمحون إلى بلوغ مراتب عالية في الدولة، فسرعان ما امتزج غير العرب بالعرب، ومن هذه الثقافات النبطية والسريانية والقبطية والبربرية، إلا أن تأثر العرب بالفرس كان تأثرًا واسعًا، فأدخلوا فيها مفردات فارسّية، وأكثرها يتصل بأسماء الأطعمة والأشربة ومجالس اللهو وأدواته، كما أدخلوا بعض القواعد الفارسيَّة في النحو، وشاع اللحن واللكنة في العرب أنفسهم.[٤١]
سمات النثر في العصر الأموي
طُبع النثر في هذا العصر بسمات خاصّة ميزته عن النثر في بقية العصور، منها ما يأتي:[٤٢]
- الطابع العام إسلامي: إذ تبدأ بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله، وسموا الخطب التي لم تبدأ بالتحميد بالبتراء -كخطبة زياد بن أبيه- وختمها بما يناسب المقام من الدعاء للمخاطبين، وحرص الخطيب على الاقتباس من القرآن الكريم.
- انتقاء الألفاظ القوية: حرص الكاتب على اختيار الألفاظ التي تخاطب العقول فتؤثر فيها، وتستثير القلوب فتستميلها، فكلما أجاد الكاتب في انتقاء الألفاظ كلما زاد مقدار التأثير.
- انتقاء الأساليب المؤثرة والقويّة: فالأساليب هي التي تقدم الألفاظ والعبارات في إطارات محددة، وينبغي أن يتناسب الأسلوب مع مقتضى الحال والمقال، فيتراوح الكاتب بين الأساليب الإنشائية في مكان، وفي مكان آخر يستخدم الأساليب الخبرية.
- المراوحة بين الطول والقصر: تتسم بعض الرسائل بالطول كما في الرسائل السياسيّة، وبعضها بالقصر والإيجاز كما في الرسائل الإخوانيّة، لكن دون إيجاز مخل أو إسهاب مُملّ.
فنون النثر في العصر الأموي
إنّ الشعر له أغراض ومضامين وأساليب عرض، فالأمر متماثل بالنسبة للنثر، فقد كان من فنون النثر الخطابة التي اشتهر بها العرب قديمًا والتي تستدعي وجود مقدار كبير عند الخطيب من الفصاحة والبلاغة، ومنها أيضًا الرسائل التي تتطلب وجود ذائقة فنية جميلة لدى الكاتب تزين بها العبارات في طيات الرسائل، ومنها أيضًا المناظرات التي يتصف الخصم فيها بالقدرة العقلية العظيمة والقدرة على المقارعة بالحجة والبرهان.[٤٣]
فن الخطابة
الخطابة هي كلام منثور مسجوع أو غير مسجوع يُلقى أمام جمهور من الناس بهدف استمالتهم لرأي ما، أو الحديث عن أمر مهم، وقد ازدهرت الخطابة في العصر الأمويّ ازدهارًا كبيرًا وكان ذلك لكثرة الأحزاب السياسية والمذاهب الدينية، بالإضافة إلى انتشار خطب الوعظ الدينيّ، وموهبة العرب وفصاحتهم، وأنواع هذه الخطب هي:[٤٤]
- الخطب السياسية: وقد استنَّها الخلفاء الراشدون وسار على نهجها بني أمية وخطباؤهم ودعاتهم وولاتهم، وتكون وسيلة للتعبير عن الآراء وشرح الأهداف والغايات، وغالبًا ما تكون لهجتها قاسية تهز القلوب كخطب زياد بن أبيه والحجاج.
- الخطب الدينية: وهي التي تلقى في صلاة العيدين والجمعة والمناسبات الأخرى للتوجيه والإرشاد والوعظ، وقد ازدهرت في العصر الإسلامي واستمرَّ ازدهارها في العصر الأموي، ومن الخطب المشهورة في هذا المجال خطبة عمر بن عبد العزيز، وخطبة واصل بن عطاء.
- خطب الوفود: اشتهرت في العصر الجاهليّ في المصاهرة والمنافرة والمصالحة وعند لقاء الملوك والأمراء، وقد اشتهرت أيضًا في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- عند لقائه في الوفود التي أتت لإعلان إسلامها ومبايعة النبي، وفي العصر الأموي فتح الخلفاء لبني أمية الباب للوفود لإلقاء الخطب بين أيديهم، ومن هؤلاء الخطباء: الأحنف بن قيس.
فن المناظرة
تدور بين طرفين مختصمين حول موضوع معين بالدفاع من طرف والهجوم من طرف آخر، وقد تكون بغرض الترويج للأحزاب السياسية والدفاع عنها، وللهجوم على الأحزاب المعادية وبيان ضلالها وبعدها عن الصواب والحق، وقد تكون في الدفاع عن شخصية مهمة كشخصية خليفة أو أمير أو حتى شاعر من الشعراء، ويبذل كلا الطرفين جهدهم في هدم مزاعم الآخر وإثبات رأيه بالحجة والبرهان والدليل، ويذكر في العصر الأموي مناظرات قامت بين الشعراء والنحاة، كالتي قامت بين الفرزدق وابن إسحق.[٤٥]
فن الرسائل
هي من فنون الكتابات التي انتشرت في العصر الأموي وكانت تدور بين الخلفاء وولاتهم أو أعدائهم "الديوانية" كرسائل عبد الملك بن مروان إلى ولاته، أو بين الأصدقاء والرفاق "الإخوانية" وتدور حول موضوعات شخصية كعتاب أو تهنئة أو تعزية أو شكوى، كرسائل سالم مولى هشام إلى بعض إخوانه، وكثرت التي دونت في هذا العصر، وقد وضع قواعدها وأصولها عبد الحميد الكاتب الذي عني بتجويد عباراته وبنائها بناءً أنيقًا، وكانت معانيه تسير في نسق مرتب مستقل في مضمونه متصل في عباراته.[٤٦]
الموعظة التقوية
نوع من النثر كتب لموضوع الوعظ والتوجيه الديني، والإرشاد والحث على التمسك بالدين واتباع أوامره واجتناب نواهيه، والعودة لأحكام الشرع الحنيف، بالابتعاد عمّا حرّم الله، وكانت تُقال هذه المواعظ في أوقات محددة كشهر رمضان ودخول العشر من ذي الحجة، وعند الحج أو العمرة، وقد لا يكون لها أوقات محددة فتقال على وجه العموم دون تحديدها بمناسبة معينة، وقد كان أسلوبها يتراوح بين الترغيب والترهيب ومخاطبة القلوب بكلام مؤثر معبر، واشتهر بها الحسن البصري، فكان يعظ الخلفاء والولاة ويعظ العامة في المساجد والطرقات، وتُكتب بالأسلوب الإنشائي.[٤٧]
أعلام النثر في العصر الأموي
وهم أشعر من قالوا في فنون النثر في العصر الأموي.
عبد الحميد الكاتب
وهو عبد الحميد بن يحيى بن سعد الكاتب، التحق بديوان هشام ين عبد الملك وتعرّف إلى مولاه سالم وأعجب به ودرّبه، وأصبح كاتب مروان بن محمد، عُرف بالورع والتقى والإخلاص في عمله، وكان واسع الثقافة عميق الفهم، ثقافته أخذت من العربية والدينيّة والفارسية التي اطلع عليها مع غيرها من الثقافات الأخرى، وكان له نظرة سياسية خبيرة، بلغ منزلة عالية في الحديث عن الأمور العسكرية، عُني بتجويد عباراته معتمدًا على حُسن التقسيم وتوازن الجمل والألفاظ.[٤٨]
زياد بن أبيه
وهو أبو المغيرة زياد بن سمية، نُسب إلى أمه لأنّ الناس اختلفوا في نسبه إلى أبيه، ظهرت علامات الذكاء والنجابة منذ الصغر وهو من أهل الطائف، ولي العراق أيام الفتنة التي شاعت فيه حينئذ فكان واليًا لعلي ثم لمعاوية، حارب العصبية القبلية، اشتهرت خطبه بحسن العبارة والتقسيم والتأثر العميق بأساليب وألفاظ القرآن، والسجع غير المتكلف، وكان كثير الاستشهاد بالأمثال العربية، وهو قد اشتهر أيضًا بسفك الدماء ليجبر الناس على أن يلتزموا بالطاعة، وشدد العقاب في حق المذنبين وأعاد الاستقرار للعراق.[٤٩]
الحجاج بن يوسف الثقفي
هو أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي، وُلد بالطائف ونشأ نشأة فقيرة، كان طموحًا يتطلع إلى المجد، ترك التعليم وانضم إلى جيش معاوية، ولما رأى عبد الملك شجاعته وقوته وجّهه لقتال عبد الله بن الزبير في مكة، ولمّا عاد تولّى العراق عشرين سنة فأخذ الناس بالشدة وأرجع الأمن إلى نصابه، وقضى الفتنة فيها، كان خطيبًا بارعًا لا يشق له غبار، إلا أنه كثير القتل في المسلمين مستبيحًا لدمهم.[٥٠]
نماذج من النثر في العصر الأموي
ذاعت فنون من النثر بين الناس وحفظوها كما لو أنها شعرًا، ومن النماذج عليها ما يأتي:
قال الحجاج في خطبته الشهيرة لأهل الكوفة:[٥١]
"أما والله إني لأحمل الشر بثقله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله، والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوسًا قد أينعت وحان قطافها، وإنّي لصاحبها، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى".
كتب عبد الحميد في رسالة له إلى الكتاب:[٥٢]
"أمّا بعد، فإنَّ أمير المؤمنين عندما تحزَّم إلى عدو الله الجلف الجافي، الأعرابي المتسكع في حيرة الجهالة، وظلم الفتنة، ومهاوي رعاعه الذين عاثوا في أرض الله فسادًا، وانتهكوا حرمة الإسلام استخفافًا، وبدلوا نعمة الله كفرًا".
المراجع
- ↑ سامي يوسف أبو زيد، الأدب الإسلامي والأموي، صفحة 131. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث شوقي ضيف ، العصر الإسلامي، صفحة 165. بتصرّف.
- ^ أ ب ت سامي يوسف أبو زيد، الأدب الإسلامي والأموي، صفحة 148-150. بتصرّف.
- ↑ مصطفى إبراهيم، تاريخ النقد الأجنبي القديم عند العرب، صفحة 124-125. بتصرّف.
- ↑ مصطفى إبراهيم ، في النقد الأدبي القديم، صفحة 127-126. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف ، الأدب الإسلامي، صفحة 182. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف ، الأدب الإسلامي، صفحة 178. بتصرّف.
- ↑ كثير ، ديوان كثير، صفحة 123، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي العصر الإسلامي، صفحة 179. بتصرّف.
- ↑ جرير ، ديوان جرير، صفحة 219. بتصرّف.
- ^ أ ب سامي يوسف أبو زيد ، الأدب الإسلامي والأموي، صفحة 276-279. بتصرّف.
- ↑ "قف بالديار "، بوابة الشعراء ، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
- ↑ أبو الفرج الأصفهاني ، الأغاني، صفحة 81، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف ، الأدب الإسلامي، صفحة 181. بتصرّف.
- ↑ "تنعى النعاة أمير المؤمنين"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف ، الأدب الإسلامي، صفحة 329. بتصرّف.
- ↑ "يارب قد أشرفت نفسي "، الديوان . بتصرّف.
- ↑ سامي يوسف أبو زيد، الإسلامي والأموي، صفحة 293. بتصرّف.
- ↑ أبو زيد القرشي، جمهرة أشعار العرب، صفحة 957. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف ، الأدب الإسلامي، صفحة 182. بتصرّف.
- ↑ زكريا عبد المجيد، الأدب الأموي، صفحة 125-127. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف ، الأدب الإسلامي، صفحة 169. بتصرّف.
- ↑ ابن قتيبة ، الشعراء والشعراء، صفحة 395. بتصرّف.
- ↑ ابن قتيبة ، الشعر والشعراء، صفحة 397، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن قتيبة ، الشعر والشعراء، صفحة 319. بتصرّف.
- ↑ ياقوت الحموي ، معجم الأدباء، صفحة 228، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ ابن قتيبة ، الشعر والشعراء، صفحة 535، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ ابن قتيبة ، الشعر والشعراء، صفحة 499. بتصرّف.
- ↑ أبو الفرج الأصفهاني ، الأغاني، صفحة 383، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن قتيبة ، الشعر والشعراء، صفحة 180، جزء 9. بتصرّف.
- ↑ طه حسين، حديث الأربعاء، صفحة 378-394، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن قتيبة ، الشعر والشعراء، صفحة 198، جزء 12. بتصرّف.
- ↑ الجاحظ، البيان والتبيين، صفحة 321، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن قتيبة ، الشعراء والشعراء، صفحة 435، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن قتيبة ، الشعر والشعراء، صفحة 707، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ المبرد، الكامل، صفحة 253. بتصرّف.
- ↑ "بان الخليط "، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "إن الذي سمك السماء"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "خليلي مرا بي "، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2021. بتصرّف.
- ↑ سامي يوسف ألو زيد، الأدب الإيلامي والأموي، صفحة 310. بتصرّف.
- ^ أ ب شوقي ضيف ، الأدب الإسلامي، صفحة 201-204. بتصرّف.
- ↑ سامي يوسف أبو زيد، الأدب الإسلامي والأموي، صفحة 313-354. بتصرّف.
- ↑ شوق ضيف ، الأدب الإسلامي، صفحة 405. بتصرّف.
- ↑ سامي يوسف أيو زيد ، الأدب الإسلامي والأموي، صفحة 313. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، الأدب الإسلامي، صفحة 242. بتصرّف.
- ↑ أحمد زكي صفوت، جمهرة رسائل العرب، صفحة 416، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سامي يوسف أبو زيد ، الأدب الإسلامي والأموي، صفحة 318. بتصرّف.
- ↑ ابن النديم ، الفهرست، صفحة 170. بتصرّف.
- ↑ سامي يوسف أبو زيد ، الأدب الإسلامي والأموي، صفحة 324. بتصرّف.
- ↑ سامي يوسف أبو زيد ، الأدب الإسلامي والأموي، صفحة 329-331. بتصرّف.
- ↑ الجاحظ، البيان واتبيين، صفحة 246، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ القلقشندي ، صبح الأعشى، صفحة 195، جزء 10. بتصرّف.