محبة الله
يسعى المسلم في الحياة الدّنيا إلى رضا الله سبحانه وتعالى ونيل محبّته، فالذي يحبّه الله تعالى يضعه في كنفه ورعايته، ويشمله برحمته وفضله، فيستشعر الأنس بقرب الله تعالى منه، ويتلذّذ بعبادته وخلوته مع الله فلا يظنّ أنّ أحدًا على هذه الأرض هو أسعد منه لما يجد من الفرحة والسّرور والسّعادة التي تغمر قلبه وتسري في أركانه.
الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى
ولا شكّ في أنّ محبّة الله تعالى لا تنال إلاّ بإتيان عددٍ من الأسباب التي تؤدّي إليها، وسلوك الطّريق التي توصل إليها، فقد ضرب الصّحابة والسّلف الصالح المثل في ذلك، فقد كانوا خير من سعى إلى الأخذ بالأسباب التي تؤدّي إلى نيل محبة الله تعالى ببذل نفوسهم وأموالهم رخيصة في سبيل الله تعالى، ففي غزوة خيبر وعندما استعصى على المسلمين فتح حصن خيبر وقف النّبي عليه الصّلاة والسّلام بين جموع الصّحابة رضوان الله عليهم قائلًا لأعطينّ الرّاية غدًا رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله يفتح الله على يده، فنادى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في اليوم التّالي وأعطاه الرّاية ففتح الله على يده حصن خيبر، وما نال علي رضي الله عنه محبّة الله تعالى إلاّ بعد وصوله إلى مرتبةٍ ودرجةٍ عالية من التّقوى والصّلاح.
- وإنّ من الأسباب الجالبة لمحبّة الله تعالى:
- اتباع أمر الله تعالى في كافّة جوانب الحياة واجتناب نواهيه، فالله سبحانه وتعالى وضع الشّريعة الكاملة والمنهاج الواضح في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المطهّرة التي تشتمل على الأوامر والنّواهي التي تضمن للمسلم أن يعيش وفق ما يرضي الله تعالى ويحقّق محّبته، قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم).
- لزوم الدّعاء، فالله سبحانه وتعالى يحبّ العبد اللّحوح في الدّعاء، والذي يلتجئ إلى الله تعالى في السّراء والضّراء يدعوه منيبًا إليه ومتوكّلًا عليه، ومفوضًا أمره إليه.
- ذكر الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى يحبّ العبد الذي يذكره في العشيّ والإبكار، في القيام وفي القعود، في السّفر وفي الحضر وعلى كلّ حال.
- طهارة البدن والرّوح، فالمسلم الحريص على طهارة بدنه يحبّه الله، وكذلك المسلم الذي يحرص على التّوبة لتطهير نفسه من الذّنوب والأخطاء يحبّه الله، قال تعالى (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).
- الإحسان إلى الخلق بالعمل الصّالح والبرّ، فالمسلم الذي يكون محسنًا في حياته هو أقرب إلى الله تعالى وأقرب إلى قلوب عباده، قال تعالى: (وأحسنوا، إنّ الله يُحِبُّ المحسنين).