الأسماء الموصولة المشتركة

كتابة:
الأسماء الموصولة المشتركة


الأسماء الموصولة المشتركة

الاسم الموصول؛ هو اسم معرفة يدل على معين من خلال جملة تُذْكر بعده، بحيث يكون موصولًا بها دائمًا؛ أيّ لا تتم الجملة دونها، ولهذا سُمّي موصولًا، وتُسمّى هذه الجملة صلة الموصول، وعندما نقول: (غلبتُ الذي غلبني) فيكون لفظ (الذي) هو الاسم الموصول، وتدل الجملة الفعلية (غلبني) على صلة الموصول، ولو قلنا (غلبتُ الذي) ولم نكمل، ستكون الجملة غير تامة المعنى.[١]



تُشير الأسماءُ الموصولةُ المشتركة أو العامة إلى الأسماء الموصلة التي يُمكن استعمالها كما هي (أيّ بنفس اللفظ) في حالات المفرد والمثنى والجمع، المذكر منها والمؤنث، فجميع الحالات لها نفس اللفظ، حيث يتحدد المقصود منه من سياق الكلام والضمير العائد عليه.[٢]


ففي الجمل التالية: (إن من يحترمُ نفسَه لا يفعَلُ الأمورَ الرّخيصة)، وجملة (إن من تحترمُ نفسها لا تُعَرِّضُ أنوثَتَها للمهانة)، وجملة (إن من يحترمون أنفسهم ينقدونها)، يُلاحظ أنّ الاسم الموصول (من) استخدم فيها للدلالة على المفرد المذكر في الجملة الأولى بمعنى "الذي"، وللدلالة على المفرد المؤنث في الجملة التالية، بمعنى "التي"، وعلى جماعة الذكور في الجملة الثالثة بمعنى "الذين"، إذ إنّ سياق الكلام هو ما حدّد معناها.[٢]


أقسام الأسماء الموصلة المشتركة

الأسماء الموصلة المشتركة، هي: (منْ، ما، أيّ، ذا، ذو)، ويُمكن تقسيم تلك الأسماء إلى مجموعتين، وهما كما يأتي:[٣]


المجموعة الأولى

هي الأكثر استخدامًا، ويُمكن استخدامها مطلقًا ودون شروط، وهي كما في الجدول الآتي:[٣]
الاسم الموصول
مثال
من (تُستخدم للعاقل)
إن من قصَّر به عمله، لم يسرعْ به نسبه.
أحسن إلى من أحسنَا إليك.
أخلص لمن يحبّونك واحذرْ منْ يعادونك.
ما (تُستخدم لغير العاقل)
قيمتُك بما تعملُه لا بما تقولُه.
فتذكَّرْ مِن تجاربِ حياتك ما نفعتْكَ لا ما آلمتْك.
ذاكرت ما كلفني به المعلم.
أي (تستخدم للعاقل وغير العاقل)
ابدَأْ بالصدقة على أيِّ الناسِ هو أقربُ إليك.
ابدَأْ بالصدقة على أيِّ المحتاجين هم أقربُ إليك.


المجموعة الثانية

وهي الأقل استخداماً، والتي تحتاج لشروط لاستخدامها، وهي كما يبيّنها الجدول الآتي:[٣]
الاسم الموصول
شرط استخدامها
مثال
ذا
يمكن استخدامها كاسم موصول إذا تحقّقت الشروط الآتية:
*أن يتقدّم عليها أحد اسمي الاستفهام التاليين: (ما، من).
*أن يبقى لكل من الاسم الموصول (ذا)، واسمي الاستفهام (منْ، ما) استقلاله فيُعتبران كلمتين مستقلتين، أمّا في حال دمجهما في كلمة واحدة سيُصبح معناهما على التوالي: (أيّ شخص، أيّ شيء)، وفي هذه الحالة خرجت (إذ) كُليّاً من باب الموصول
*قوله تعالى: {مَنْ ذا الذي يَشفعُ عِندَه إلا بإِذنِهِ؟}[٤] (أي: من الذي يَشفَعُ عندَه؟)
* (ماذا أَنفقتَ؟) إِذْ يجوز أن يكون المعنى "ما أَنفقتَ؟ وأَن يكون "ما الذي أَنفقتَهُ"؟
ذو
ذُكرت (ذو) كاسم موصول فقط في عدّة مواطن (كما في الأمثلة المجاورة)، إذ يُمكن أن يُستخدم (ذو) كاسم موصول مشترك، لكن في أماكن قليلة جدًا.
*قول الشاعر: فإِنَّ الماءَ ماءُ أبي وجَدِّي *** وبِئْري ذُو حَفَرْتُ وذو طَوَيْتُ (أي بئْري التي حَفرتها والتي طويتُها، أي بنيتُها)
*قول الشاعر: فإمّا كرامٌ مُوسِرونَ لَقيتُهُم *** فَحَسْبيَ منْ ذُو عِنْدَهُمْ ماكفانِيا (أي من الذي عندهم).




المراجع

  1. جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والإعراب، صفحة 39-40. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 175-173. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 131-136. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:255
8153 مشاهدة
للأعلى للسفل
×