حجة الوداع
تعريفها
حجة الوداع التي خطب فيها الرسول -عليه الصلاة والسلام- بخطبة الوداع، وكانت في العام العاشر من الهجرة.
سبب تسميتها
- سميت حجة الوداع؛ لأنها كانت آخر حجة للنبي -عليه الصلاة والسلام- قبل موته.
- وسميت حجة الإسلام؛ لأنها كانت الحجة الوحيدة التي قصد فيها الرسول -عليه الصلاة والسلام- بيت الله الحرام من المدينة بعد الهجرة، وكان قد حج وهو بمكة قبل الهجرة.
- وسميت حجة البلاغ؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- بلغ وبين للناس أهم دعائم وقواعد الإسلام في هذه الحجة.
- فلما بين لهم شريعة الحج ووضحه وشرحه، أنزل الله -عز وجل- عليه وهو واقف بعرفة: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).[١]
الأفكار الرئيسية في خطبة الوداع
كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يحرص على تعليم أمته كل أنواع الخيرات، لينتفعوا بها ويحذرهم من الشرور التي قد تصيبهم، ليعتصموا بالله منها، فأوصى الرسول -عليه الصلاة والسلام- الناس بعدة وصايا قبل وفاته في خطبة الوداع.
حيث جاء في نص خطبته: (كُنَّا نَتَحَدَّثُ بحَجَّةِ الوَداعِ والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أظْهُرِنا، ولا نَدْرِي ما حَجَّةُ الوَداعِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، ثُمَّ ذَكَرَ المَسِيحَ الدَّجَّالَ فأطْنَبَ في ذِكْرِهِ، وقالَ: ما بَعَثَ اللَّهُ مِن نَبِيٍّ إلَّا أنْذَرَ أُمَّتَهُ؛ أنْذَرَهُ نُوحٌ والنَّبِيُّونَ مِن بَعْدِهِ، وإنَّه يَخْرُجُ فِيكُمْ، فَما خَفِيَ علَيْكُم مِن شَأْنِهِ فليسَ يَخْفَى علَيْكُم: أنَّ رَبَّكُمْ ليسَ علَى ما يَخْفَى علَيْكُم، ثَلاثًا، إنَّ رَبَّكُمْ ليسَ بأَعْوَرَ، وإنَّه أعْوَرُ عَيْنِ اليُمْنَى، كَأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طافِيَةٌ. ألَا إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ علَيْكُم دِماءَكُمْ وأَمْوالَكُمْ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، ألَا هلْ بَلَّغْتُ؟ قالوا: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ -ثَلاثًا- وَيْلَكُمْ! -أوْ ويْحَكُمْ- انْظُرُوا، لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ)،[٢] وفيما يلي بيان أهم وصاياه:[٣]
- أعظم فتنة على وجه الأرض المسيح الدجال، وذلك بأن كل أنبياء الله -تعالى- قد أنذروا أقوامهم من فتنته، وحذر الرسول -عليه الصلاة والسلام- منه.
- بيانٌ لصفة الدجال التي خلقه الله عليها، وتنزيه الله -تعالى- عن كل صفات النقص والتي لا تليق بكمال الله -تعالى وعظمته.
- تحريم الدماء والأعراض والأموال، كحرمة يوم الحج الأكبر يوم النحر، وحرمة الشهر الحرام، وحرمة مكة المكرمة، والحض على ترك أكل أموال الناس بالباطل والتنزه عنها.
- أشهدهم النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته أنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، ونحن نشهد بتبليغه الرسالة تمام التبيلغ، وفضله باق فينا ما حيينا -عليه الصلاة والسلام-.[٤]
- وقد حذرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمعاداة والبغضاء فيما بينهم، والارتداد عن الكفر، والرجوع إلى الكفر، واستحلال واستباحة دماء بعضهم البعض، بقوله: "وَيْلَكُمْ! -أوْ ويْحَكُمْ- انْظُرُوا، لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ".[٥]
المراجع
- ↑ سورة المائدة، آية:3
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4402، صحيح.
- ↑ "شروح الأحاديث"، الدرر السنية الموسوعة الحديثية، اطّلع عليه بتاريخ 29/3/2022. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير ، الفصول في السيرة، صفحة 219. بتصرّف.
- ↑ المقريزي، إمتاع الأسماع، صفحة 264. بتصرّف.