الأمراض الباطنية الأكثر انتشاراً

كتابة:
الأمراض الباطنية الأكثر انتشاراً

الأمراض الباطنية

إنّ الأمراض الباطنية "internal diseases أو visceral diseases" هو وصف طبّي يُطلَق على مجموعة الاعتلالات التي تُصيب أجهزة الجسم المتمركزة حول منطقة البطن، فتعمل على إعاقتها ومنعها من أداء وظائفها الفيزيولوجية الخاصة بها، فتظهر نتيجة لذلك مجموعة من العلامات والأعراض التي تدل على وجودها، كما أنها تختلف بحسب العضو المصاب إضافة إلى حِدَة الإصابة، وفي أغلب الأحيان تقوم بإصابة الجهاز الهضمي وأعضائه وامتداداته، وسيتم من من خلال هذا المقال الحديث عن أبرز الأمراض الباطنية وأعراضها وأسبابها بالإضافة إلى التطرّق حول أبرز طرق تشخيصها.

الأمراض الباطنية الأكثر انتشاراً

إن مصطلح الأمراض الباطنية مصطلح عام وشامل، وكي يتم الإشارة بدقّة أكبر لهذا المصطلح، يتوجّب تقسيم هذه الاعتلالات بحسب المناطق التشريحية في الجسم على طول امتداد القناة الهضمية وما يجاورها من أعضاء، وتتمثّل الأمراض الباطنية على النحو الآتي:

التهابات المعدة

قد يحدث التهاب المعدة بسبب التهيج الناتج عن الإفراط في تناول الكحول، أو التقيؤ المزمن، أو الإجهاد، أو استخدام بعض الأدوية بشكل مفرط مثل: الأسبرين أو الأدوية الأخرى المضادة للالتهاب، وقد يكون ناجمًا أيضًا عن بكتيريا "Helicobacter pylori" والتي تعيش في البطانة المخاطية للمعدة والتي يترافق وجودها مع حدوث قرحة معدية والذي يمكن أن يتطوّر لحدوث سرطان المعدة إذا تُرِكَ دون علاج، إضافة إلى الارتجاع المراري؛ أيّ ارتجاع العصارة الصفراوية إلى المعدة من القناة الصفراوية التي تتصل بالكبد والمرارة، إضافةً إلى أغلب أنواع الفيروسات التي يمكن أن تُنشِئ عدوى.[١]

أمراض الأمعاء الدقيقة والغليظة

وأبرزها الالتهابات المعوية "IBD" وهي مجموعة من الاضطرابات المعوية التي تنشأ على طول القناة الهضمية وتزداد حدة أعراضها في نهايات الأمعاء، ومن المعروف أنّ الجهاز الهضمي أو القناة الهضمية هو المسؤول عن تكسير الطعام، وذلك من خلال أجزائه المختلفة التي تبدأ بالفم والمريء امتدادًا إلى الأمعاء الدقيقة والغليظة، حيث أنّ أيّ التهاب على طول هذه القناة يمكن أن يعطّل عمليات تكسير وهضم الطعام، ويمكن أن يشكّل خطرًا على حياة الإنسان، ومن أشهر هذه الالتهابات المعوية؛ التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.[٢]

أمراض البلعوم

ويُعد التهاب البلعوم من أبرز أمراض البلعوم وأكثرها شيوعًا، وهو عبارة عن عدوى أو تهيج في البلعوم أو اللوزتين، حيث تكون معظم الحالات من أصل فيروسي، ولكن هناك بعض الحالات البكتيرية التي تُعزى إلى المجموعة A من العقديات البكتيرية، ويمكن أن ينتج هذا الالتهاب عن أسباب أخرى مثل: الحساسية أو التسمم أو الأورام. [٣]

أمراض المريء

ومن أبرزها التهابات المريء، والمريء هو الأنبوب الذي يمر عبره الطعام من الفم إلى المعدة، وتشمل الأسباب الشائعة لالتهاب المريء الارتداد المعدي المريئي والآثار الجانبية لبعض الأدوية والأسباب البكتيرية أو الفيروسية. [٤]

أمراض المعدة

إنّ التهابات المعدة -كما تمّ التنويه لذلك سابقًا- ناتجة عن تهيّج أو تآكل في بطانة المعدة، والذي قد يحدث بسبب الإفراط في تناول الكحول أو التقيؤ المزمن أو الإجهاد أو استخدام بعض الأدوية مثل الأسبرين أو الأدوية الأخرى المضادة للالتهابات، أو نتيجة بكتيريا H.pylori التي تُسبّب التقرّحات المعدية أو نتيجة الارتجاع المعدي المريئي، وتختلف أعراض التهاب المعدة من شخص لآخر وتتمثّل الأعراض في الغثيان وانتفاخ البطن والألم البطني والتقيؤ وعسر الهضم والحَرقة وفقدان الشهية وتقيّؤ الدم في بعض الحالات بالإضافة إلى اسوداد البراز.

أمّا بالنسبة لتشخيص الأمراض الباطنية المعدية فتشمل أخذ التاريخ المرضي للمريض والفحص الجسدي الأوّل بالإضافة لعدة فحوصات تتمثّل في التنظير العلوي من خلال إدخال منظار داخلي يحمل كاميرا من خلال الفم وصولًا للمعدة وأخذ خزعة ودراستها، وهناك فحوصات روتينية أخرى مثل تحليل الدم للتأكد من وجود فقر دم أو وجود حالات من الأورام الخبيثة أو الحميدة، وأخيرًا، يمكن أن يطلب الطبيب إجراء اختبار البراز لرؤية إن كان يحتوي البراز على دم أم لا.[١]

أمراض الأمعاء الدقيقة والغليظة

إن أبرز الأمراض المعوية -كما تمّ التنويه لذلك آنفًا- هو التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، وبالنسبة لمرض كرون فيمكن أن يحدث في أي جزء من الأمعاء وخصوصًا نهايات الأمعاء الدقيقة، وتُشبه أعراضه أعراض أيّ التهاب معوي اعتيادي، لكنّ حدّة الأعراض تكون أشدّ، أمّا بالنسبة لالتهاب القولون التقرحي، فهو يتركّز في الأمعاء الغليظة.

وتُعزَى أمراض الأمعاء عادةً لأسباب وراثية أو مشاكل مرتبطة بجهاز المناعة، حيث لُوحِظ أنّ الشخص يمكن أن يكون عُرضة بشكل أكبر لإصابته إذا كان في عائلته شخص مصاب، وخصوصًا الأقرباء من الدرجة الأولى كالشقيق أو الوالدين، وبالنسبة لدور جهاز المناعة في هذه الأمراض، فيجدر التنويه إلى أنّ جهاز المناعة القوي يكون أكثر تصديًا للعوامل الممرضة كالعوامل البكتيرية أو الفيروسية، وبالتالي فإن ضعف جهاز المناعة وقلة استجابته الدفاعية قد تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة بالاضطرابات المعوية كونه يسمح للعوامل الممرضة بدخول الجسم دون أدنى قدرة على مقاومتها، وبالنسبة لأعراض اضطرابات الأمعاء الدقيقة والغليظة فتشمل:[٢]

  • الإسهال.
  • نزيف القرحة، مما قد يؤدي إلى ظهور الدم في البراز.
  • آلام في المعدة وتشنجات وانتفاخ بسبب انسداد الأمعاء.
  • فقدان الوزن وفقر الدم.
  • قد يصاب الأشخاص المصابون بداء كرون أيضًا بتقرحات حول الفم، وفي بعض الأحيان تقد ظهر التقرحات والشقوق حول المنطقة التناسلية أو الشرج.

تشخيص أمراض الأمعاء الدقيقة والغليظة

يتم تشخيص اضطرابات الأمعاء -كحال الأمراض الباطنية عمومًا- بأخذ التاريخ الطبي المعتاد للمريض وإجراء الفحوصات البدنية الروتينية لبناء تشخيص تفريقي سليم، ويمكن أن يطلب الطبيب عدة فحوصات من مثيلات تحليل عينة براز وتحليل دم، وهناك فحوصات أخرى من مثيلات:[٢]

  • حقنة الباريوم: وهو فحص يتم إجراؤه بالأشعة السينية للقولون والأمعاء الدقيقة.
  • التنظير السيني: "بالأشعة السينية" للقولون، حيث يتم إدخال كاميرا من خلال فتحة الشرج وذلك من أجل البحث عن أيّة تقرّحات في منطقة القولون والأمعاء الدقيقة، ويمكن أن يتم أحيانًا أخذ خزعة لدراستها مجهريًا.
  • تنظير الكبسولة: يقوم هذا الاختبار بتفقد الأمعاء الدقيقة والتي هي أكثر صعوبة في الفحص من الأمعاء الغليظة، تحتوي الكبسولة -التي يتم ابتلاعها من قبل المريض- على كاميرا تُساعد الطبيب في الفحص والتشخيص.
  • التصوير بالأشعة السينية.
  • التصوير المقطعي بالكمبيوتر CT والتصوير بالرنين المغناطيسي "MRI".

أمّا بالنسبة لطرق العلاج، فهناك العديد من الأدوية المضادة للالتهابات والتي تُساعد من التخفيف من حدّة التهابات الجهاز الهضمي، ومن مثيلات هذه الأدوية "sulfasalazine"، إضافةً إلى الستيرويدات القشرية ومثبطات المناعة.

أمراض البلعوم

تُعتبَر أمراض البلعوم من أكثر الأمراض الباطنية شيوعًا، وخصوصًا التهابات البلعوم التي تظهر على شكل تهيّج في البلعوم أو المناطق المجاورة للوزتين، وتكون المسببات المرضية عادةً مُعدية وذلك من مثيلات البكتيريا من المجموعة A والتي تسمَّى العقيدات البكتيريّة "GAS"، وقد تشمل الأسباب أيضًا الفيروسات والحساسية والسموم أو الأورام، ويجدر التنويه إلى أنّه من الصعب التمييز بين الأسباب الفيروسية والأسباب البكتيرية من خلال التاريخ المرضي والفحص البدني، كما الحال في غالبية الأمراض الباطنية، ويجب إجراء عدّة فحوصات مختلفة سيتم الحديث عنها لاحقًا، وتشمل أعراض أمراض البلعوم الآتي:[٣]

  • السعال وسيلان الأنف وخصوصًا في الحالات الفيروسية.
  • صداع مستمر.
  • التقيؤ.
  • تاريخ مرضي من الحمى الروماتيزمية.

تشخيص أمراض البلعوم

أمّا بالنسبة للتشخيص، فيجدر التنويه إلى أنّ المجموعة البكتيرية A سالفة الذكر يتم الكشف عنها من خلال اختبار الحالة المستضدية السريعة والتي تكشف عنها الأجسام المستضادة الانحلالية، وتُعتبَر هذه الطريقة من الطرق الأكثر استعمالًا في الطوارئ، وهناك طُرق أخرى تتمثّل في أخذ عينة من الحلق وزراعتها مجهريًا لدراسة نوع البكتيريا، بالإضافة إلى طريقة النقطة الأُحادية والتي تكشف عن الحساسية المُسببة لمشاكل البلعوم والتي تصل عند الأطفال إلى نسبة 95% بينما تبلغ عند الرضّع أقل من 60%، وهناك أيضًا اللطخة المحيطية المخبرية ومسحة الحلق والعينات النسيجية العنقودية المقطعية في حالات وجود خرّاج أو أيّة عدوى أخرى.[٣]

أمراض المريء

إنّ أمراض المريء من الأمراض الباطنية التي تُعتبَر أمراضًا مزمنة كون أعراضها تستمر فترة طويلة ويمكن أن تتحوّل إلى أورام حميدة أو خبيثة إذا لم يتم علاجها على نحو مناسب وبسرعة كبيرة، ومن أبرز هذه الأمراض هو التهاب المريء والذي يأتي على شكل تهيّج في الأنبوب المريئي المَعديّ وذلك نتيجة التهابات بكتيرية أو فيروسية أو بسبب الارتداد المريئي المعدي أو كنتيجة بعض الآثار الجانبية لبعض الأدوية، وتترافق عادةً أمراض المريء مع صعوبات البلع والتهابات الحلق وحَرقة المَعدة والتقرّحات المريئيّة، والصوت الأجش وألم البلع والغثيان والتقيؤ وآلام البطن وانخفاض الشهية والسعال، أمّا بالنسبة للأعراض عند الأطفال فتشمل ضيق في التنفس وألم في الصدر، وتشتد الأعراض عند الأطفال لأكثر من بضعة أيام وتترافق مع الحمى وآلام العضلات والصداع المستمر.[٤]

تشخيص أمراض المريء

أمّا بالنسبة لتشخيص أمراض المريء، فكما الحال مع الأمراض الباطنية سالفة الذكر، فيجب أخذ التاريخ المرضي للمريض وإجراء الفحوصات البدنية الروتينية، بالإضافة إلى فحوصات أخرى تشمل:[٤]

  • التنظير وإجراء الخزعات ودراستها.
  • استخدام فحوصات الأشعة السينية مع حقنة الباريوم.
  • اختبار الحساسية والتي تشمل اختبارات حساسية الجلد.

يعتمد علاج أمراض المريء وخصوصًا التهابات المريء على شدّة الأعراض ومدى استمرارها وتفاقمها، وتشمل الأدوية؛ المضادات الفيروسية والمضادات الفطرية ومضادات الحموضة ومسكنات الألم ومثبطات مضخات البروتون والتي تُستخدَم في حالات الحموضة الشديدة والارتجاع المريئي المَعدي.

المراجع

  1. ^ أ ب What Is Gastritis, , “www.webmd.com”, Retrieved in 02-05-2019, Edited
  2. ^ أ ب ت Inflammatory Bowel Disease (IBD), , “www.healthline.com”, Retrieved in 02-05-2019, Edited
  3. ^ أ ب ت Pharyngitis, , “www.emedicine.medscape.com”, Retrieved in 02-05-2019, Edited
  4. ^ أ ب ت Esophagitis, , “www.healthline.com”, Retrieved in 02-05-2019, Edited
5724 مشاهدة
للأعلى للسفل
×