محتويات
ما هو الإجهاد التأكسدي؟ ما هي أعراضه وأسبابه؟ كيف من الممكن علاجه؟ وهل هو مشكلة صحية خطيرة؟ معلومات هامة نطرحها في هذا المقال.
سوف نعرفك في ما يأتي على حالة الإجهاد التأكسدي (Oxidative stress):
ما المقصود بالإجهاد التأكسدي؟
الإجهاد التأكسدي هو مصطلح يطلق على اختلال الاتزان بين مستويات مضادات الأكسدة ومستويات الشوارد الحرة، حيث تصبح كمية الشوارد الحرة الموجودة في الجسم أعلى من كمية مضادات الأكسدة، مما يعني أن الجسم يصبح أقل قدرة على التعامل مع الشوارد الحرة وتحييدها أو التخلص منها.
تعرف الشوارد الحرة كذلك باسم الأنواع المتفاعلة من الأكسجين (Reactive oxygen species - ROS)، وهي جزيئات على درجة عالية من التفاعل يتم إنتاجها بشكل رئيس في داخل المتقدرات (Mitochondria) الخلوية أثناء عمليات الأيض، لا سيما في الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية والأنسجة العضلية والأنسجة الضامة تحديدًا. لهذه الجزيئات أنواع مختلفة، مثل فوق الأكسيد (Superoxide) والهيدروكسيل (Hydroxyl).
في الحالات الطبيعية، تقوم خلايا الجسم بإنتاج الشوارد الحرة، وتعمل هذه الشوارد على دعم جهاز المناعة وتسهيل عمليات التواصل بين الخلايا، ولكن قد تتسبب زيادة كميتها عن المستويات الطبيعية في إحداث تلف في الأنسجة، بسبب تأثيرها الضار على الجسم، فقد يرفع الإجهاد التأكسدي من فرص الإصابة بالعديد من الأمراض.
من الممكن تشخيص الإصابة بالإجهاد التأكسدي من خلال فحص مستويات مضادات الأكسدة في بلازما الدم، وقد لا يكفي تزويد الجسم بعد ذلك بمضادات الأكسدة في مقاومة الضرر الذي أحدثه الإجهاد التأكسدي في أنسجة الجسم، فالإجهاد التأكسدي ينطوي على خلل قد يكون أكثر تعقيدًا مما يبدو.
-
نبذة عن مضادات الأكسدة
تعمل مضادات الأكسدة (Antioxidants) على تحييد الشوارد الحرة أو طردها خارج الجسم لحماية أنسجة الجسم المختلفة من التأثير الضار لهذه الشوارد وللتقليل من فرص نشأة الإجهاد التأكسدي.
مصادر مضادات الأكسدة عديدة، مثل:
- خلايا الجسم، إذ تعمل هذه على إنتاج بعض أنواع مضادات الأكسدة، مثل الغلُوتاثَيون (Glutathione).
- بعض المصادر الغذائية، مثل: الفواكه والخضراوات، فهذه قد تساعد على تزويد الجسم بمضادات أكسدة على هيئة فيتامينات ومعادن بعضها لا يمكن تصنيعه في الجسم. ومن الأمثلة على مضادات الأكسدة ما يأتي: فيتامين أ، وفيتامين ج، وفيتامين هـ.
أسباب ارتفاع كمية الشوارد الحرة في الجسم
هذه بعض العوامل التي قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات الشوارد الحرة وتحفيز الإصابة بالإجهاد التأكسدي:
- التعرض للإشعاعات بأنواعها المختلفة، مثل: الأشعة السينية، والأشعة فوق الصوتية.
- فرط التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
- تناول أنواع معينة من الأدوية.
- التعرض للملوثات المختلفة.
- شرب الكحول واستخدام التبغ.
- التعرض لبعض المواد الكيميائية المستخدمة في الصناعات أو التعرض للمبيدات الحشرية.
- عوامل أخرى، مثل: اتباع حمية غنية بالسكريات والدهون، والإصابة ببعض المشكلات الصحية مثل السمنة.
كما يجب التنويه إلى أن ردود فعل جهاز المناعة من الممكن أن تحفز الإصابة بالإجهاد التأكسدي، ولكن غالبًا ما يكون هذا النوع من الإجهاد التأكسدي مؤقتًا، ليزول بعد انتهاء الجسم من مقاومة العدوى أو الالتهاب.
تأثير الإجهاد التأكسدي على الجسم: الجانب السلبي
هذه أبرز المشكلات الصحية التي يعتقد أن الإجهاد التأكسدي قد يلعب دورًا في نشأتها، لا سيما الإجهاد التأكسدي طويل الأمد:
1. أمراض القلب والشرايين
مثل الآتي:
-
ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم هو مشكلة صحية شائعة قد يكون الإجهاد التأكسدي أحد أسبابها، فعندما يتم تعطيل أنزيم الأُكسيداز (Oxidase) الذي يحمي عادة من هذا النوع من الإجهاد، ترتفع فرص نشأة ارتفاع ضغط الدم.
-
التصلب العصيدي
عند الإصابة بحالة الإجهاد التأكسدي قد تنخفض مستويات مضادات الأكسدة مقابل ارتفاع مستويات الالتهاب في بعض أنحاء الجسم مثل الأوعية الدموية، مما قد يؤدي لبدء اللويحات بالتراكم في داخل الأوعية الدموية لتنشأ حالة التصلب العصيدي.
-
فشل القلب
تعمل مضادات الأكسدة في الحالات الطبيعية على حماية القلب من العديد من المشكلات، ولكن وفي ظل تناقصها تنخفض مستويات الحماية هذه، مما قد يرفع من فرص الإصابة بفشل مزمن في القلب.
2. أمراض واضطرابات عصبية
قد يتسبب الإجهاد التأكسدي في تحفيز حدوث أمور الآتية التي قد ترفع من فرص نشأة بعض الأمراض العصبية: تلف في أنسجة الجسم، وتكون بعض المواد السامة في الجسم.
من الأمثلة على الاضطرابات والأمراض العصبية التي ترتبط بالإجهاد التأكسدي ما يأتي: مرض الزهايمر، والخرف، وفقدان الذاكرة، والتصلب المتعدد (Multiple sclerosis).
3. مشكلات أخرى
مثل المشكلات الآتية:
- مرض السرطان، إذ قد يحفز الإجهاد التأكسدي حصول تغييرات سلبية على المستوى الخلوي وتلف في الحمض النووي للخلايا، مما قد يؤدي لتحفيز نمو الأورام السرطانية.
- مشكلات صحية أخرى، مثل: مشكلات الشيخوخة، ومتلازمة التعب المزمن، والربو، والعقم عند الرجال.
تأثير الإجهاد التأكسدي على الجسم: الجانب الإيجابي
يجب التنويه إلى أن تأثير الإجهاد التأكسدي على الجسم قد لا يكون سلبيًّا دومًا، فعلى سبيل المثال قد يساعد الإجهاد التأكسدي:
- المؤقت الذي قد ينشأ في الأنسجة العضلية خلال ممارسة الرياضة على تحفيز نمو الأنسجة العضلية وتحفيز تكون مضادات الأكسدة.
- الخفيف على حماية الجسم من بعض الأمراض أو إبطاء وتيرة تقدمها، مثل مرض الميلانومة (Melanoma).
مقاومة الإجهاد التأكسدي
هذه بعض الطرق التي قد تساعد على مقاومة هذا النوع من الإجهاد:
- اتباع حمية غذائية غنية بمصادر مضادات الأكسدة، مثل: الخضراوات، والفواكه، والحبوب.
- تجنب الأغذية التي قد تحفز الالتهابات، مثل: الكربوهيدرات المعالجة، واللحوم الحمراء، واللحوم المعالجة.
- الابتعاد قدر الإمكان عن مسببات التوتر.
- طرق أخرى، مثل: استخدام واقيات الشمس، والحصول على ساعات كافية من النوم.