الإسلام في الصين

كتابة:
الإسلام في الصين


دخول الإسلام إلى الصين 

وصل الإسلام إلى بلاد الصين في وقتٍ مُبكر، وجاء في الروايات أنّ الإسلام دخل إلى الصين من خلالٍ رَجُلٍ من أُسرة سعد بن أبي وقاص -رضيَ الله عنه-، وقيل: إنّ اسمه وقاص، وصل إلى بلاد الصين في وقتٍ مُبكرٍ جداً، وقام بدعوة أهلها إلى الإسلام، وله ضريحٌ هُناك يُسمّى باسمه ضريح وقاص.[١]


وقيل: إنّ الإسلام وصل إلى بلاد الصين في القرن الأول الهجريّ، وكان ذلك بطريقين، الأولى: كانت عن طريق البرّ من مُقاطعة سينكيانج، وأمّا الطريقة الثانية فكانت عن طريق البحر؛ بسبب وُجود بعض الجاليات العربية التي تعمل بالتجارة على الساحل.[٢]


عدد المسلمين في الصين

كان لأخلاق التُجار المُسلمين في بلاد الصين الفضل الكبير في دُخول أعدادٍ كبيرة منهم في الإسلام، مما اضطر دُعاة المِلل الأُخرى، كالتّبشيريّين، إلى الاعتراف بالحُبوط، فبلغ عدد المُسلمين في بلاد الصين أكثر من عشرين مليوناً.[٣]


وبلغ عددُهم في مدينة بكين لوحدها قُرابة مئة ألف مُسلم، وذكر الأُستاذ وازيلياف سُرعة دُخول أهل الصين في الإسلام، الأمر الذي يُشكل خطراً على النصرانيّة من وجهه نظره، حيثُ أنّ الصين تُمثل ثُلث سُكان الكُرة الأرضية.[٣]


يسكن المُسلمون في الصين في كافة أرجائها، ولكن العدد الأكبر منهم يسكنون في إقليم سينكيانج أو المستعمرة الجديدة باللّغة الصينية، ويرجع المُسلمون فيها إلى ما يُسمّى بالإيغور، وتذكر الروايات أنّ علاقة الصين مع الإسلام بدأت في القرن التاسع والعشرين للهجرة، في عهد الخليفة عُثمان بن عفان -رضيَ الله عنه-.[٤]


حيثُ قام بإرسال وفد مُمثلاً برئاسة سعد بن أبي وقاص إلى إمبراطور الصين وكان يُسمّى وي؛ ليدعوه إلى الدُخول في الإسلام، وقام المُسلمون بالعديد من الثورات ضد الحُكم الصيني في القُرون المُمتدة من القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين، ولكنّها قُمعت جميعُها.[٤]


المساجد في الصين 

تبلغ نسبة المُسلمون في الصين بين الواحد والاثنين بالمئة من عدد سُكانها، وكان لهم الكثير من المساجد والمراكز الإسلاميّة، وبسبب الحُكم الشيوعي فقد قاموا بإزالة أكثرها، ويوجد في مدينة بكين العاصمة أربعون مسجداً، وهُناك أحد هذه المساجد يُسمّى بالمسجد الأعظم، وفي عهد السُلطان العُثماني عبد الحميد قام بإرسال بعثةٍ علميّة إليه، وأمر بإقامة مدرسة، وكان ذلك في العام ألف وثمانِ مئةٍ وتسعين.[٥]


كما يوجد في الصين بعض الجمعيات الإسلاميّة والتي تقوم على وحدة وترابط المُسلمين هُناك، كجمعية تقدم مٌسلميّ الصين، والتي تضمُ ثلاثُ مئة فرع، والتي تم تأسيسها في عام ألف وتسعُ مئة وتسعةٍ للميلاد، وجمعية الأدب الإسلاميّ ودار المُعلمين، وكانتا في العاصمة بكين، ولمّا تولّى الشيوعون الحُكم في الصين قاموا بإغلاق المعاهد والمراكز فيها، وحاولوا طمس كُل الآثار والأعمال التي تتعلّق بالإسلام والمُسلمين.[٥]


وأمّا في الوقت الحالي فتبلُغ عدد المساجد في الصين أكثر من ثلاثين ألف مسجد، مع ازدياد أعداد هذه المساجد؛ بسبب زيادة أعداد الصينين الذين يدخُلون في الإسلام.[٦]

المراجع

  1. أحمد معمور العسيري (1996)، موجز التاريخ الإسلامي منذ عهد آدم عليه السلام إلى عصرنا الحاضر (الطبعة 1)، صفحة 302. بتصرّف.
  2. عطية صقر (1988)، الدين العالمي ومنهج الدعوة إليه، القاهرة:مجمع البحوث الإسلامية، صفحة 76. بتصرّف.
  3. ^ أ ب غوستاف لوبون (2012)، حضارة العرب، القاهرة:مؤسسة هنداوي للنشر والثقافة ، صفحة 641-642. بتصرّف.
  4. ^ أ ب الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 249. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد يسري إبراهيم (2013)، فقه النوازل للأقليات المسلمة (الطبعة 1)، القاهرة:دار اليسر، صفحة 99-100، جزء 1. بتصرّف.
  6. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 248. بتصرّف.
11590 مشاهدة
للأعلى للسفل
×