الإسلام والحياة

كتابة:
الإسلام والحياة

الإسلام والحياة

جاءِ الإسلام بمنهجٍ وشريعة تدعمُ الروح والجسد معاً، وهيَ بذلك تُعطي الدُنيا حقّها والآخرة الباقية بلا شكّ حقّها؛ فلم ينظر الإسلام للحياة الدنيا على أنّها فقط دارٌ فانية؛ وبالتالي فلا نهضة ولا عُمران ولا حياة، بل وصفها الإسلام بأنّها مزرعةٌ للآخرة، وهي ميدانٌ للتنافس والبذل، والإعمار وقيامِ العدل فيها.[١]

كما أنّ من صِفات الإسلام ومزاياه التي لا تنقضي: شموليته وصلاحه لكلّ زمانٍ ومكان؛ فنُصوص الدين ومصادره الأصيلة من الكتاب والسُنّة؛ تتسع لتشمل كافّة مناحي الحياة.[١]

حيث لم ينظر للإنسان على أنه مخلوق مجرد من المشاعر القلبية، وأنه لا يميل إلى الترفيه عن نفسه وروحه، ولا يحب الفرح والضحك والمتعة؛ بل راعى كل ذلك ووضع له ضوابط مناسبة، وحدوداً بينة؛ لا إفراط ولا تفريط فيها.[١]

الإسلام والحياة الاجتماعية

ليس لشأن من شؤون حياتنا إلا ولله -سبحانه وتعالى- له فيه حكم؛ فحياتنا الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، قد وضع الله لنا أصول التعامل فيها؛ فهو يحُضّ على صِلة الأرحام، والإحسان إلى الجِوار ولو كانَ بعيداً.[٢]

كما ويضعُ لنا الحُقوق الاجتماعيّة والواجبات؛ فللوالدين حقٌّ على الأبناء، وعليهما -في الوقت ذاته- واجبات تجاههم، وكذلك الزوج تجاه زوجته والعكس؛ فهي كُلّها أمورٌ اجتماعيّة نظّمها الدين وأوضحَها بكافّة تفاصيلها.[٢]

الإسلام والاقتصاد

نرى الإسلام في الاقتصاد يتخذ موقفاً واضحاً في حفظ المال، وبيان حقوق الناس فيه، وطرق كسبه وادخاره وصرفه؛ حيث يمنع الإسلام الرِبا ويعتبره جريمةً اقتصادية كُبرى؛ لما له من آثار ماليّة واضحة وخطيرة، وبالمُقابل يُشجّع على الصدقة.[٣]

ويفرض الزكاة التي تكون في أموال الأغنياء للفُقراء، كما حرم اكتناز المال واحتكاره، وشدد في أداء حقوق الآخرين المالية في الميراث والوصية؛ كل ذلك يظهر ما في هذا الدين من بر وتعاون، وعدالة في التوزيع، وبعدٍ عن تكديس الأموال، وتركيز الثروة واحتكارها لفئة من الناس دون غيرهم.[٣]

الإسلام والسياسة

وفي الشأن السياسيّ نرى الإسلام قد حكمَ العالم قُروناً طويلة، وخُصوصاً تلكَ التي طُبّقَ فيها الإسلام كما ينبغي؛ حيث ترجمت الأنظمة الإسلاميّة واقعاً نموذجيّاً ما زالَ العالَم يذكرهُ ولا يجحدهُ، لذا فالإسلام هوَ منهج حياة، ولا يتعارض مع حاجات الحياة النافعة التي ترتقي بالحياة ولا تضعها؛ فهو عبارة عن شريعة وعقيدة، لا ينفصل عن السياسة ولا تضر به؛ لأنه صمام الأمن والأمان لها.[٤]

الإسلام ومصالح الناس

إن الناظر في تعاليم الإسلام السمحة يجد أنها قامت على مبدأ جلب المصلحة للناس جميعاً، ودرء المفسدة عنهم جميعاً كذلك، فوضع الحدود والزواجر التي تحفظ النفس، والعقل، والمال، والنسب، وتكفل حفظ الدين وحرية الاعتقاد؛ فالدين الإسلامي كله محاسن ومصالح؛ فهو دين اليسر والسماحة والسهولة.[٥]

دين العدالة والمساواة، دين الألفة والمحبة والإخاء، دين العلم والعمل، دين يهدي للتي هي أقوم، دين الكمال والشمول، دين الوفاء والصدق والأمانة، دين العزة والقوة والمنعة.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت [سعود الشريم]، دروس للشيخ سعود الشريم، صفحة 3. بتصرّف.
  2. ^ أ ب [عبد الرحمن بن عبد الخالق]، أضواء على أوضاعنا السياسية، صفحة 8. بتصرّف.
  3. ^ أ ب [نبيل السمالوطي]، بناء المجتمع الإسلامي، صفحة 195. بتصرّف.
  4. [شحاتة صقر]، شريعة الله لا شريعة البشر، صفحة 3. بتصرّف.
  5. ^ أ ب [عبد الله آل جار الله]، كمال الدين الإسلامي وحقيقته ومزاياه، صفحة 57. بتصرّف.
4712 مشاهدة
للأعلى للسفل
×