الإسلام والعلم

كتابة:
الإسلام والعلم

مفهوم العلم في الإسلام

عرّف العلماء العلم لغة واصطلاحًا، وقد تعددت التعريفات لذلك، وفيما يلي بيان أبرزها:

  • العلم لغةً

يعبر العلم في اللغة عن إدراك الشيء على حقيقته، إدراكًا جازمًا، وقد قيل أنه صفة ينكشف بها المطلوب، وإدراك الشيء على ما هو عليه.[١]

  • العلم اصطلاحًا

اختلف التعريف الاصطلاحي باختلاف العلم المراد التحديث عنه، ولكن مفهومه الاصطلاحي عمومًا هو معرفة الشيء على ما هو به، وهذا يقصد بع علم المخلوقين، أما علم الخالق فهو الإحاطة والخبر على ما هو به، كما أن طلب العلم أي: محاولة إيجاده على حقيقته.[٢]

الحث على طلب العلم في الإسلام

حث الإسلام على طلب العلم والسعي في تحصيله، كما وذكر ما يدعم ذلك في كتاب الله وسنة نبيه، لأن العلم شرف وفخر للإنسان في الدنيا والآخرة، ففي قوله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب)،[٣] وفي ذلك بيان على تفضلي أهل العلم ومن يسعون للوصول إلى المعرفة على غيرهم ممن لا علم لديهم الجاهلون في أمور دينهم ودنياهم، وقد ذكر الآية فيها نهايتها (أولو الألباب) أي: أصحاب العقول الزكية الذكية.[٤]

كما وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سلَك طريقًا يطلُبُ فيه عِلْمًا، سلَك اللهُ به طريقًا مِن طُرُقِ الجَنَّةِ، وإنَّ الملائكةَ لَتضَعُ أجنحتَها رِضًا لطالبِ العِلْمِ)،[٥] وفي ذلك حث على طلب العلم، لما يناله في طلب كافة أنواع العلوم النافعة، وعلم الدين تحديدًا، كما ويندرج تحت لفظ العلم في الحديث كثير العلم وقليله.[٦]

وفي نصه (إن الملائكة لتضع أجنحتها...) فأراد به رسولنا الكريم تليين الجانب والانقياد بالرحمة والعطف على طالب علم، كما يحمل تفسير ذلك على توقير الملائكة لطالب العلم وتوقيره، والنظر إليه بمهابة وإجلال.[٦]

أهمية العلم في الإسلام

للعلم في الإسلام أهمية كبيرة، وتظهر هذه الأهمية على كافة جوانب الحياة، وفيما يلي بيان ذلك:[٧]

  • يسهم العلم في معرفة أحكام الله -عز وجل- وواجباته.
  • محاربة الأفكار الهدامة، وإظهار الحق ودرء الباطل.
  • يعد العلم مفتاحاً إلى كل خير.
  • كشف الحقائق الموجودة في كتاب الله وسنة نبيه وتوضيح مقاصدها.

طريق تحصيل العلم في الإسلام

يوجد بعض الطرق المعينة على تحصيل العلم، وحصول المنفعة منه، وفيما يلي بيان بعض هذه الطرق على النحو الآتي:[٨]

  • سؤال الله -تعالى- العلم النافع، والانتفاع به، والإلحاح بالدعاء لطلبه.
  • الاجتهاد وبذل السعة في تحصيل العلم، والرغبة الصادقة في بذل جميع الأسباب لطلب علم الكتاب والسنة.
  • اجتناب المعاصي والذنوب، كما ويعد من أعظم الوسائل التي تتحقق بها المنفعة من طلب العلم.
  • عدم الكبر والحياء في طلب العلم والسؤال كلما دعت الحاجة لذلك، لأن العلم لا يأخذه مستكبراً ولا مستحي.
  • الإخلاص لله -عز وجل- في طلب العلم والعمل به، والسير على نهج النبي في ذلك.

المراجع

  1. أسامة سليمان، تفسير القرآن الكريم، صفحة 3، جزء 2. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية، مصر:مطابع دار الصفوة، صفحة 77، جزء 29. بتصرّف.
  3. سورة الزمر، آية:9
  4. عبد الرحمن السعدي (2000)، تفسير السعدي (الطبعة 1)، صفحة 720.
  5. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:3641، أخرجه في صحيحه.
  6. ^ أ ب فضل الله التُّورِبِشْتِي (2008)، الميسر في شرح مصابيح السنة (الطبعة 2)، صفحة 103، جزء 1. بتصرّف.
  7. عبد العزيز بن باز، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، السعوية: رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، صفحة 392-395، جزء 23. بتصرّف.
  8. سعيد القحطاني، مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة، الرياض:مطبعة سفير، صفحة 21-30. بتصرّف.
4206 مشاهدة
للأعلى للسفل
×