الإعجاز العلمي في فرض الصيام

كتابة:
الإعجاز العلمي في فرض الصيام

الصيام

الصيام هي الفريضة التي اشتركت في أدائها أقوام مختلفة ممن تنزلّت عليهم الرسالات السماويّة كما جاء في القرآن الكريم مع اختلاف طرق الصيام، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[١]، فالله -سبحانه وتعالى- فرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، ووضحت الشريعة الإسلامية أركان هذه الفريضة والمتمثلة في النية على الصيام ليلًا قبل طلوع الفجر الصادق والإمساك أي الامتناع عن الجماع وتناول الأطعمة والأشربة من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس مع اختلاف عدد ساعات الصيام من دولةٍ إلى أخرى بحسب موقعها الجغرافي، وهذا المقال يسلط الضوء على الإعجاز العلمي في فرض الصيام على المسلمين.

الحكمة من مشروعية الصيام

شرع الله -سبحانه وتعالى- الصيام كغيره من العبادات لغايةً أوضحها سبحانه في آية فرض الصيام ألا وهي غاية التقوى، فالصيام من أعظم العبادات المعينة على تحقيق معنى التقوى -تنفيذ أوامر الله واجتناب نواهيه مع الاعتقاد الجازم بأنّ الله هو الرقيب على العبد في كل زمانٍ ومكانٍ-، فاستشعار وجود الله ومراقبته في السر والعلانية من أعظم معاني التقوى التي فرض الصيام من أجلها، كما يساعد الصيام على اجتناب المحرمات والنواهي والمكروهات، والقدرة على التحكم في رغبات النفس وشهواتها وملذاتها، والتغلب على الشيطان وقهره بالانصراف إلى عبادة الله التي تكبر هو عنها، كما للصيام دورٌ في الشعور بحاجة الفقراء والمساكين إلى الطعام والشراب، إلى جانب تعويد الصائم على المداومة على الأعمال الصالحة كالإكثار من الاستغفار والدعاء وقراءة القرآن الكريم. [٢]

الإعجاز العلمي في فرض الصيام

فرض الله -سبحانه وتعالى- العبادات على المسلمين للحصول على الثواب والأجر في الآخرة دون إلحاق الضرر أو الأذى به في الدنيا جرّاء تطبيق تعاليم وأحكام أيٍّ من العبادات، بل وعلى العكس أثبتت النظريات الحديثة والآراء الطبية والعلمية أنّ كل فريضةٍ من الفرائض وكل ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية يخفي خلفه إعجازًا بشكلٍّ أو بآخر قد لا تدركه العقول والأبصار، وتتمثل أوجه الإعجاز العلمي في فرض الصيام من خلال فوائده الجمّة على الفرد والمجتمع، ومنها: [٣][٤]

  • زيادة كفاءة الخلايا التائية واللمفاوية بعشر مراتٍ خلال الصيام نتيجة توقف عمل الجهاز الهضمي مما يزيد من قوة جهاز المناعة والمقاومة للأمراض عند الصائم، كما يتزايد عدد الأجسام المضادة للبكتيريا والفيروسات في الجسم.
  • محاربة السمنة وزيادة الوزن والترهلات من طريقيْن أولهما الراحة النفسية والإيمانية المصاحبة للصيام والتي تنعكس على ضبط عملية التمثيل الغذائي في الجسم، ومن الناحية الأخرى استهلاك مخزون الدهون المتراكم في الكبد ومناطق الجسم الأخرى لتزويد الجسم بالطاقة أثناء الصيام وبالتالي إنقاص معامل كتلة الجسم.
  • الوقاية من أمراض ومشاكل الكلى كتكوُّن الحصى بسبب ارتفاع تركيز عنصر الصوديوم في الجسم العائق لتبلور أملاح الكالسيوم على شكل حصواتٍ تترسب في الكلى والمسالك البولية.
  • المقدرة على التحكم في الغريزة الجنسية وضبطها بسبب إنخفاض تركيز هرمون التيستوسترون -هرمون الذكورة-؛ لذا نصح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من لم يستطع الزواج من الشباب بالصيام حفظًا له من الانجرار وراء الشهوات والنزوات الناجمة عن الغريزة الفطرية لدى الرجل.
  • الامتناع عن تناول الطعام والشراب لساعاتٍ طويلةٍ يُسهم في تطهير الجسم من السموم المتراكمة في الكبد والكليتيْن وغيرهما.
  • انخفاض معدل نبضات القلب في الدقيقة الواحدة للشخص البالغ الخالي من الأمراض من 72 إلى 60 نبضة/ الدقيقة بسبب توقف عمل الجهاز الهضمي الذي يحتاج في هضمه للطعام إلى ضخ الدم من القلب باستمرارٍ، ففي الصيام تتوقف عملية الهضم وبالتالي إراحة عضلة القلب.
  • التفكّر في الصيام كعبادةٍ تتكرر سنويًّا لشهرٍ واحدٍ يدفع المسلم إلى الانضباط والصبر وإخلاص العبادة لله والإقبال عليه وترك المعاصي والذنوب والملاهي خلال الصيام، ممّا يؤثر إيجابيًّا ويعزز من الوازع الديني والراحة النفسية والتي قد تنسحب على حياة المسلم بعد رمضان فيواظب على ما كان عليه في رمضان.

مكروهات الصيام

الصيام كغيره من العبادات التي يجب على المسلم مراقبة الله كي لا يقع في المكروه والذي قد يفسد عليه أجر الصيام إن اقترفه خاصةً إن كان متعمدًا، ومن تلك المكروهات والتي يُستحسن الابتعاد عنها منعًا من الوقوع في المحذور: [٥][٦]

  • المبالغة أثناء الوضوء في المضمضة والاستنشقاء كي لا يندفع جزءٌ من الماء إلى المعدة.
  • تذوق الطعام لمعرفة نكهته أو ما شابه ولو كان على طرف اللسان كي لا يندفع جزءٌ من الطعام إلى المعدة على الرغم من أنه لا يفطر بحسب ابن تيمية -رحمه الله- لكن يُكره الإتيان به.
  • الإقدام على كل فعلٍ يُحرك الشهوة لدى الرجل كتقبيل الزوجة أو ضمها كي لا يفسد صيامه ويتوجب عليه الكفارة بسبب الجماع في نهار رمضان أو إنزال المني.
  • جمع الريق أو اللعاب في الفم ثم ابتلاعه.
  • مضغ العلكة الخالية من السكر والمنكهات.
  • الفصد والحجامة.
  • استعمال السواك عند الشافعية.
  • الإكثار من النوم في النهار وشمّ الطِّيب والعطور في النهار عند المالكية.

مستحبات الصيام

يُستحبّ للمسلم بمجرّد الإعلان عن دخول شهر رمضان وبعد عقد النية على صيامه واحتساب أجره عند الله أن يُقبل بقلبه وجوارحه على صيام هذا الشهر الفضيل مستعينًا على ذلك بفعل الواجبات والمستحبات من الأقوال والأفعال والابتعاد عن المحرمات والمكروهات منهما، ومن مستحبات الصيام: [٧]

  • السحور؛ ففي السحور بركة، فمن المستحب تناولها يوميًّا مع تأخيرها إلى ما قبل طلوع الفجر الصادق بوقتٍ قصيرٍ.
  • تعجيل الفِطر بمجرد التحقق مع غروب الشمس أو سماع آذان المغرب، ويُستحب الإفطار على الرطب وإن لم يوجد فعلى التمر وإن لم يوجد فعلى الماء.
  • الإكثار من العبادات التطوعية القولية والفعلية كقراءة القرآن الكريم والاستغفار والذكر وآداء الصلوات النافلة والرواتب والسُّنن وصلاة التراويح والتهجد.
  • حفظ اللسان من الغيبة والنميمة وفحش القول وضبط النفس.
  • الدعاء عند الإفطار؛ فالإفطار من مواطن الدعوات المُستجابة.

المراجع

  1. {البقرة: الآية 183}
  2. الحكمة من مشروعية الصيام،,  "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 05-02-2019، بتصرف
  3. الإعجاز العلمي في الصيام،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 05-02-2019، بتصرف
  4. فوائد الصيام الصحية،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 05-02-2019، بتصرف
  5. مكروهات الصيام،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 05-02-2019، بتصرف
  6. مكروهات الصيام،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 05-02-2019، بتصرف
  7. مختصر أحكام الصيام،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 05-02-2019، بتصرف
4840 مشاهدة
للأعلى للسفل
×