الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الكريم
يمكن تعريف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم على أنَّه إخبار القرآن عن حقائق علميّة في الكون أو في جسم الإنسان أو في أي علم من العلوم، وهذه الحقائق اكتشفها العلم الحديث في بعد أن تحدَّث عنها القرآن الكريم بقرون طويلة، وهذه الحقائق وهذا الإعجاز يعدُّ من الأشياء التي تؤكِّد صدق الرسالة المحمدية التي أرسلها الله تعالى إلى الناس أجمعين، وهي دليل قطعيٌّ على أنّ هذا الكتاب كتابٌ مُعجز وهو معجزة باقية حتَّى يرث الله الأرض ومن عليها، وأنَّ الإسلام هو الدين الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهذا المقال سيتناول الحديث عن الإعجاز العلمي في قوله والسماء والطارق. [١]
سورة الطارق
تعدّ سورة الطارق من السور المكية التي نزلت على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مكة المكرمة، بواسطة الوحي جبريل -عليه السلام- وهي واحدة من سور المفصل، يلغ عدد آياتها سبعة عشر آية، وقد نزلت على رسول الله بعد سورة البلد مباشرة، وهي السورة السادسة والثمانون من سور المصحف الشريف وفقًا لترتيب المصحف حيث تقع في الجزء الثلاثين والحزب التاسع والخمسين، وتعتبر سورة الطارق من السور القرآنية التي يم يذكر فيها لفظ الجلالة أبدًا، ومن السور التي تبدأ بقسم "والسماء والطارق" حيث أقسم الله -سبحانه وتعالى- بالمساء والطارق.
وتدور معظم مواضيع سورة الطارق حول العقيدة الإسلامية والأمور المتعلقة بها، وهي تتحدث أيضًا عن مسألة الإيمان بالبعث والنشور وهي واحدة من السور أيضًا التي تبرهن على قدرة الله تعالى على البعث وإحياء العظام من الرميم، وفيها إعجاز علمي يتعلَّق بمسألة القسم في الآية الأولى، في قوله تعالى: "والسماء والطارق * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ" [٢]، والله تعالى أعلم. [٣]
الإعجاز العلمي في قوله والسماء والطارق
عبر تاريخ الإنسانية الطويل، ظلَّت السماء والكواكب هاجسًا كبيرًا ومكانًا مجهولًا، يحاول الإنسان ويسعى بكلِّ ما لديه من إمكانيات أن يبحث في خضم الكون ليكشف شيئًا من الأسرار التي لم يجد لها حلًّا لسنين طويلة، فاستخدم الإنسان العدسات والتليسكوبات في سبيل رؤية النجوم وتتبُّعِ حركتها ومعرفة خصائصها وأشكالها وأحجامها، حتَّى وصل الإنسان بعقله إلى ما وصل إليه العلم الحديث فاستطاع أن يرسل الأقمار الصناعية ويصوِّر بالكاميرات أدق الصور لحركة الكون المحيطة بالكوكب، واكتشف المجرات والنجوم والكواكب، ومع تقدم التطور العلمي في العالم استطاع الفلكيون رصد أصوات دقات منتظمة تخرج من بعض النجوم في السماء، وهي أصوات وإشارات قادمة من الفضاء البعيد، تشبه صوت طرق، والطرق في اللغة العربية هو الضرب بالمطرقة على شيءٍ ما طرقات منتظمة، وهذا الصوت يمكن للإنسان أن يسمعه بالأذن ولكنَّه يحتاج إلى وسط مادي قابلٍ للانتشار فيه، وهذه كلُّها حقائق علمية اكتشفها علماء الفلك في القرن الماضي، ومنها ما تم اكتشافه في نهايات القرن العشرين.
ومن هنا يأتي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الكريم، فقد تحدَّث كتاب الله تعالى وأقسم رب العزِّة -تبارك وتعالى- قبل قرون بعيدة بالسماء وبالطارق والنجم الثاقب، أقسم بنجم يصدر أصواتًا تشبه أصوات الطرق، هذه الأصوات التي احتاج الإنسان مدة زمنية طويلة جدًا حتَّى استطاع أن يسمعها، أخبر عنها القرآن الكريم في سورة الطارق حيث قال تعالى: "والسماء والطارق * والنجم الثاقب" [٤]، ومن هنا تظهر قيمة كتاب الله العظيمة، وتظهر أهميته وعظمته وصدقه، ومن هنا يمكن دحض كلِّ أفكار الكاذبين المفترين على الله، والمدعين على كتابه ما ليس فيه من النقص، والله أعلم. [٥]
المراجع
- ↑ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الكريم, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 18-02-2019، بتصرّف
- ↑ {الطارق: الآية 1-2-3}
- ↑ سورة الطارق, ، "www.al-eman.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 18-02-2019، بتصرّف
- ↑ {الطارق: الآية 1-2}
- ↑ في ظلال القرآن, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 18-02-2019، بتصرّف