الإعجاز في قوله واقصد في مشيك واغضض من صوتك

كتابة:
الإعجاز في قوله واقصد في مشيك واغضض من صوتك

الإعجاز التشريعي والتربوي في قوله واقصد في مشيك واغضض من صوتك

ما التشريعات الأخلاقية الواردة في الآية؟

تتعلق مسألة الإعجاز التشريعي في الآية الكريمة بمسألة مكارم الأخلاق، وفيما يأتي بيان مكارم الأخلاق المتضمنة في الآية الكريمة:[١]

  • التَّوسط في المشي: يكون بين الإسراع والإبطاء، فيكون مستويًا في مشيته، لا اختلال فيها، حتى لا يكون فيها شيء من الاستعلاء والتكبّر.
  • الخفض من درجة الصوت: بحيث تكون درجة الصوت في حدود حاجة السائل، فلا يكون فيه من التّكلّف بحيث يؤذي السامع، حيث إنّ الجاهليّة كانوا يتفاخرون برفع الصوت.


الإعجاز العلمي في قوله: "إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير" عند القائلين به

هل تعرّض الإنسان للأصوات الشديدة، أثر على أذن الإنسان؟

قد جعل الله تعالى للأذن غشاء الطبل، وهذا الغشاء رقيق، لا تزيد سماكته عن نصف مليميتر، وأما قطره لا يزيد على تسع ميليميترات، مرن كالمطاط، حيوي يقوم بنقل الأصوات، فلو تعطل هذا الغشاء، لفقد الإنسان سمعه، فلأجل ذلك جعل الله تعالى الأذن الوسطى، فإذا ما جاء ضغط كبير وصوت مرتفع إلى الأذن، فتقوم الأذن الوسطى بتلقّي جزء من هذا الضغط، فيتوازن الضغطان، وتسلم الأذن حينها من أن تفقد حاسة السمع.[٢]


وهذا الغشاء مربوط بأربع عظمات من شأنها أن ترفع الأصوات المنخفضة وتقوم بتخفيض الأصوات الضخمة، وقد يتعرض الإنسان للصمم إذا ما تعرض لسماع الكثير من هذه الأصوات الشديدة الضخمة، علاوة على ما قد يصيبة من الأعراض العصبية والمرضيّة، فالأصوات الّتي تجاوز المائة ديسيبل تحتاج إلى آلية عصبية معقدة للأذن لتقوم بتخفيض شدة الصوت، فحين لا يسمع الإنسان صوتًا ما لضخامته، يقوم بالطلب حينها من القائل بإعادة ما قد قاله، فيصدر حينها من الوجه بعض حركات قد تؤثر على عصب مشترك ما بين الوجه وعضلة متعلقة بعظم من شأنها أن تؤثّر في حساسية الأذن.[٢]


ووجه الأعجاز العلمي تحديدًا في الآية الكريمة، أنّ شدة صوت الحمار تتجاوز المائة ديسيبل، ويصل تردده لثلاثمائة وخمسين هيرتز، وهو أعلى صوت تردد من بين جميع حيوانات اليابسة والبحر،[٣] والأصوات التي تتجاوز شدتها المائة ديسيبل من شأنها أن تلحق الأذى بالأذن.[٢]


معاني المفردات في آية: واقصد في مشيك واغضض من صوتك

فيما يأتي بيان معاني المفردات والتراكيب ودلالتها للآية الكريمة من سورة لقمان، قال الله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}،[٤] وبيان ذلك كما يأتي:


  • اقصد: اقتصد واعتدل فتكون ما بين العلو والتقصير.[٥]
  • اقصد في مشيك: دلالة هذا التركيب، على كون المشي المطلوب من الإنسان، أن لا يكون من البطء شبيهًا بدبيب المتماوتين، وبعيدًا في سرعته عن ثوب الشطّار، فيذهب من المؤمن ما يجب أن يكون له من وقار وسكينة.[٦]
  • اغضض مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأصوات لصوت الحمير: أي اجعل صوتك في الخطاب والكلام معتدلًا مناسبًا لمقام المقال، وقدر الإمكان لا تجعله عاليًا فاخفض منه، لئلّا تتشبه بصوت الحمير، فصوتها منكر، يشبه صوت أهل النار، وذلك لكونه في أوله الزفير ثم يأت بعد ذلك الشهيق.[٦]


المراجع

  1. صديق خان، فتح البيان في مقاصد القرآن، صفحة 288. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمد النابلسي، كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، صفحة 130. بتصرّف.
  3. علي الصلابي، المعجزة الخالدة الإعجاز العلمي، صفحة 190. بتصرّف.
  4. سورة لقمان، آية:19
  5. احمد الخراط، كتاب المجتبى من مشكل إعراب القرآن، صفحة 948. بتصرّف.
  6. ^ أ ب النسفي، تفسير النسفي، صفحة 716. بتصرّف.
4456 مشاهدة
للأعلى للسفل
×