الإهمال العاطفي والعنف ضد الاطفال!

كتابة:
الإهمال العاطفي والعنف ضد الاطفال!

سوء المعاملة العاطفية للأطفال من اكثر أشكال العنف العاطفي الذي يمارسه الاهل ضد الأطفال وهي الاكثر سرية والاقل تقديراً. للمزيداليكم هذا المقال:

يوجد العديد من اشكال العنف ضد الاطفال. حيث تتاثر الاعتداءات بعوامل اجتماعية وبيئية تحيط بالطفل مثل الفقر، والاضطرابات النفسية عند الاهل التي تنعكس على الطفل، بيئة المدرسة، والاصدقاء. ويلعب الاهل دورا رئيسيا في انكار الحالة او معالجتها. فان الاهل الذين يعانون من مشاكل نفسية كانوا قد تعرضوا لها في مرحلة الطفولة هم اكثر اساءة من غيرهم في معاملة اطفالهم، وكذلك  الحال اذا كان احد افراد العائلة مدمن على المخدرات او الكحول.

وتعرف منظمة الصحة العالمية العنف ضد الطفل والاعتداء عليهم على انه :  " اي استغلال للطفل او سوء معاملة له بجميع اشكالها: الجسدي ، والعاطفي، والجنسي او الاهمال، او المعاملة المنطوية على الاهمال، او الاستغلال  التجاري او اي استغلال اخر مسبباً لأذى فعلي او محتمل على صحة الطفل، او تعايشه، او تطوره، وكرامته في سياق المسؤولية والثقة والسلطة " .

وفي هذا المقال سنتطرق للحديث عن الاعتداء العاطفي كاحد اشكال العنف ضد الأطفال والاعتداءات الممارسة عليهم، و طرق الحماية التي يجب اتخاذها من قبل الاهل. 

ويتميز الاعتداء العاطفي الذ يمارسه الاهل ضد اطفالهم بعلامات تظهرعلى الطفل تمكننا من تعريف الحالة وتتميز باضطرابات سلوكية على الاهل معرفتها ليصبحوا قادرون على حماية اطفالهم منها.

ما هو العنف العاطفي ضد الاطفال؟

هو إساءة معاملة الأطفال عاطفيا اي عدم احترام لذات الطفل أو الاساءة العاطفية له. ويشمل الاعتداء اللفظي والعاطفي - مثل التقليل باستمرار من شأن الطفل، وتوجيه اللوم له ، وكذلك عزل، وتجاهل الطفل أو رفضه.

علامات العنف العاطفي :

  • الانسحاب من  الأنشطة المعتادة والابتعاد عن الاصدقاء.

  • تغييرات في السلوك - مثل العدوانية والغضب و فرط النشاط - أو التغيرات في الأداء المدرسي

  • الاكتئاب والقلق أو حالة مفاجئة من فقدان الثقة بالنفس 

  • قصور واضح في تنفيذ المهام

  • الغياب المتكرر عن المدرسة أو عدم الرغبة في ركوب الحافلة المدرسية

  • التردد في ترك الأنشطة المدرسية

  • محاولات الهروب

  • السلوك المتمرد أو المتحدي

  • محاولات الانتحار وتظهر اكثرعند المراهقين

ان ظاهرة العنف ضد الاطفال منتشرة في جميع المجتمعات ويتاثر بها الذكور والاناث ولكن لا نعترف بوجودها او لا ننتبه لها في حالة اساءة المعاملة او التوبيخ مثلا، وبعض الاهل يعتبرها من الامور العائلية الخاصة ولا يجب البوح بها ويفضلون الكتمان وضمان السرية. اذ ان الاهانات الكلامية والتجريح للطفل تترك في نفسه التقليل من الذات او احتقار الذات ويكبر معه هذا الشعور مسببا اضطرابات نفسية تنعكس على علاقاته مع عائلته او مع اصدقائه وتؤثر على ادائه الدراسي والحياتي. 

ومن اجل توضيح اهمية الموضوع وواقعيته نستعرض دراسة اجريت عام 2012  في جدة / المملكة العربية السعودية حول سوء المعاملة العاطفية للأطفال، والتي نشرت على موقع منظمة الصحة العالمية. واوضحت الدراسة ان سوء المعاملة العاطفية من اكثر أشكال الاعتداءات سرية وأقلها تقديراً. وقد شملت العينة 60 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 12-18 عاماً من ثلاثة مراكز تسوّق في جدة، حيث تم جمع البيانات من خلال استبيان شمل عدة اسئلة. واظهرت النتائج ان:

  • ٪90 من المشاركين اعرب عن تعرضهم لشكل واحد على الأقل من أشكال سوء المعاملة العاطفية.
  • 61.7% تعرضوا لشكلا واحداً على الأقل من أشكال سوء المعاملة القائم على التجاهل أو الترويع.
  • ارتبطت الأمراض المزمنة لدى الآباء والأمهات ارتباطاً وثيقا مع سوء المعاملة العاطفية المثير للترويع، وبينت ان هذه الفئة من الاهل تتميز بضغوطات نفسية اسبابها المرض.
  • وكان هناك نتائج سلبية بين علاقة الأم مع الطفل وأنواع سوء المعاملة العاطفية القائمة على التجاهل والترويع ايضا.

ويرى الباحثان انه مازال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث حول معدَّل انتشارهذه الظاهرة، وعواقب سوء المعاملة العاطفية للأطفال في المملكة العربية السعودية، اذ انه من الصعب جمع بيانات حول هذه الظاهرة لانها تتسم بالسرية والخصوصية العائلية بالرغم من اهميتها في نمو وتطور شخصية الاطفال.

طرق حماية الطفل من قبل الاهل وانهاء سوء المعاملة :

  • اظهروا الحنان والاهتمام لطفلكم وكونوا مستمعين جيدين  لشكواهم دون الاستخفاف بما يقولون. اعطوهم الثقة والامان وعززوا التواصل فيما بينكما حيث تستطيعون التحدث مع طفلكم بهدوء وفي مكان يشعره بالامان.

  • ابتعدوا عن الانفعال في ردودكم اتجاه ما يقوله طفلكم واذا شعرتم بالضغط وعدم القدرة على تحمل ما يقول، حاولوا تركه بهدف مراجعة همومه، لاعادة ضبط النفس. في هذه الحالة يمكن الاستعانة بمرشد نفسي او طبيب نفسي لارشادكم حول كيفية التعامل.

  • لا تتركوا طفلكم وحده دون ايجاد حلول او التوصل الى اتفاق والتزام. ويكون الالتزام متبادل في احترام البعض والاستماع للبعض دون مقاطعة، ودون القاء الالفاظ المهينة اتجاه بعضكم البعض .

  • ينصح الانتباه لاطفالكم اذا كانوا مع مربية اطفال، ويفضل وضع قوانين تلزمها على اتباع التزامكم العائلي بعدم المساس عاطفيا او معنويا بالطفل.

4711 مشاهدة
للأعلى للسفل
×