نقدم لكم في هذه المقدمة تلخيص لكل ما يتعلق بالاسهال عند الاطفال، الاسباب العلاج والوقاية من الاسهال
الإسهال مشكلة شائعة جداً عند الأطفال، وهو السبب الأول للمراضة والوفيات عند الأطفال في الدول النامية ويسبب سنوياً وفاة حوالي 3-6 مليون طفل. تكون معظم حالات الإسهال خفيفة وتشفى وحدها وتنبع أهمية وخطورة الإسهال من المضاعفات التي قد يسببها خاصة التجفاف وسوء التغذية.
وللإسهال أسباب عديدة أهمها التهاب المعدة والأمعاء الخمجي الذي ينجم غالباً عن الفيروسات خاصة فيروس الروتا (Rotavirus) المسؤول عن 30-50% من حالات الإسهال عند الأطفال كذلك الفيروسات الغدية، وقد ينجم الإسهال أيضاً عن الجراثيم مثل السالمونيلا والشيغلا أو عن الطفيليات مثل الجيارديا والمتحول الزحاري.
تدخل العوامل الممرضة عادة عن طريق الفم (الطعام أو الشراب الملوثان) وتؤدي لتخريب الزغابات المعوية المسؤولة عن الامتصاص أو قد تفرز ذيفانات سامة تحرض الخلايا المعوية على طرح الشوارد والماء.
يترافق الإسهال غالباً مع الحمى، الم البطن، الغثيان والتقيؤ وأحياناً الزحار.
تشفى معظم حالات الإسهال وحدها خلال عدة أيام ولا ضرورة للمعالجة إلا في الحالات التي يحددها الطبيب، ويعتمد تدبير الإسهال بشكل رئيسي على إعاضة السوائل ومنع حدوث التجفاف والاهتمام بالتغذية أثناء الإسهال.
قد يتطور التجفاف نتيجة للإسهال خاصة إذا ترافق مع التقيؤ أو رفض الرضاعة أو نقص الشهية، وهناك ثلاث درجات للتجفاف هي التجفاف الخفيف، المتوسط والشديد. يمكن تدبير التجفاف الخفيف والمتوسط بواسطة أملاح الإماهة الفموية المتوفرة في الصيدليات والمراكز الصحية أما التجفاف الشديد فلابد لإصلاحه من إعطاء السوائل الوريدية في المشفى تحت إشراف طبي.
يجب الاهتمام بتغذية الطفل أثناء الإسهال ولا يجوز إيقاف الرضاعة الطبيعية لما له من أهمية كبيرة وفوائد عديدة ومن الأغذية التي يمكن استخدامها عند الطفل المصاب بالإسهال الجزر، التفاح، الرز المسلوق، البطاطا المسلوقة، اللبن، اللبنة والموز.
إن الوقاية من الإسهال هي أساس التدبير وتعتمد هذه الوقاية على اتباع القواعد الصحية في المنزل، المدرسة، المجتمع والاهتمام بالنظافة الشخصية وتعويد الطفل على غسل اليدين بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد الخروج من المرحاض، إضافة إلى ضرورة العناية بنظافة الطعام والشراب وغسل الخضار جيداً قبل تناولها والانتباه عند تحضير زجاجة الإرضاع عند الأطفال الذين يتناولون الحليب الاصطناعي. أما على مستوى المجتمع فلا بد من تأمين مياه الشرب النظيفة وتصريف مياه الصرف الصحي بشكل جيد وعدم ري الخضروات بهذه المياه إضافة إلى نشر الوعي الصحي عند الأمهات وتثقيفهن حول الإسهال، التجفاف والإماهة الفموية.