الاصفرار عند الاطفال حديثي الولادة

كتابة:
الاصفرار عند الاطفال حديثي الولادة

الاصفرار

يعرف الاصفرار أو ما يسمى باليرقان بأنّه اصفرار لون الجلد والأغشية المخاطية وبياض العين بسبب ارتفاع مستويات مركب البيليروبين في الدم، وهو ما يسمى بفرط البيليروبين، وعادةً ما يحدث عندما يتجاوز مستوى البيليروبين في الدم 2.5-3 ملليغرام لكل ديسيلتر. يمكن أن يكون سبب الاصفرار لدى البالغين مجموعةً مختلفةً من الحالات الطبية، بعضها خطير ويحتمل أن يهدد الحياة، إذ يحتاج أي شخص بالغ يصاب به إلى الخضوع لتقييم طبي شامل لتحديد سببه، بخلاف اليرقان الوليدي الذي يصاب به الأطفال حديثو الولادة، وغالبًا ما يزول دون آثار خطيرة.[١]


الاصفرار عند الأطفال حديثي الولادة

يُعدّ الاصفرار عند الأطفال حديثي الولادة شائعًا جدًا؛ لأن الكبد لم يكتمل نموه بعد، إذ يتراكم البيليروبين في كثير من الأحيان بصورة أسرع مما يستطيع الكبد غير مكتمل النمو التخلص منه، مما يسبب اليرقان. وبغض النظر عن اصفرار الجلد فإن أوضح علامة لليرقان عند الرضيع هي اصفرار العينين، ويجب على الطبيب فحص أي مولود جديد تظهر عليه بعض الأعراض على الفور، ومنها ما يأتي:[٢]

يتراوح الاصفرار من خفيف إلى متوسط، وقد يصل إلى حالات شديدة في بعض الأحيان، وقد لا تحتاج الحالات الخفيفة إلى علاج، بينما تعالج الحالات المتوسطة بالعلاج الضوئي، ويلجأ الطبيب إلى نقل الدم في الحالات الشديدة، ويتم تحديد حالة الاصفرار للرضيع عند أول فحص طبي له. وتوجد عدة أسباب لهذه الحالة عند الاطفال حديثي الولادة، يذكر منها ما يأتي:[٢]

  • الاصفرار الفسيولوجي: يعاني العديد من المواليد الجدد من هذا النوع من الاصفرار، ويعود ذلك إلى مرحلة نمو الكبد المبكرة، ويظهر عادةً في عمر بين يومين وأربعة أيام.
  • الرضاعة الطبيعية: يمكن أن تسبب الرضاعة الطبيعية الاصفرار في حال عدم تلقي الرضيع ما يكفي من حليب الثدي للتخلص من البيليروبين، وغالبًا ما يُعالج هذا النوع من الاصفرارعند إرضاع الطفل الكمية المناسبة من حليب الأم.
  • حليب الأم: تؤدي المواد الموجودة في حليب الأم إلى احتفاظ أمعاء الطفل بالبيليروبين بدلًا من إفرازه في البراز، وهذا النوع من الاصفرار ينتهي في عمر 12 أسبوعًا.

توجد أسباب أخرى للاصفرار تتطلب المزيد من العلاج، ويذكر منها ما يأتي:[٢]

  • الاصفرار بسبب عدم توافق الدم: عند عدم توافق فصائل الدم بين الأم والجنين فقد يهاجم جسم الأم خلايا الدم الحمراء للجنين أثناء وجوده في الرحم، ولأن الأجسام المضادة تحطِّم خلايا الدم الحمراء للجنين قبل ولادته فقد يحدث هذا النوع من الاصفرار منذ اليوم الأول للولادة.
  • الولادة المبكرة: الأطفال المولودون ولادةً مبكرةً معرضون لخطر أكبر للإصابة باليرقان؛ لأن كبدهم غير متطور كفايةً.
  • الإصابة بالعدوى: بسبب بعض أنواع العدوى البكتيرية، مثل تعفن الدم.
  • النزيف: يمكن أن يسبب النزيف الداخلي اليرقان، إذ يواجه الأطفال الخدّج خطرًا كبيرًا للنزف.


علاج أبو صفار للاطفال حديثي الولادة

تختفي حالة أبو صفار البسيطة عند الأطفال حديثي الولادة من تلقاء نفسها خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وفي حالات أبو صفار المتوسّطة أو الشّديدة قد يحتاج الطفل إلى المكوث في حضّانة المستشفى أو العودة إليها للعلاج، ومن أساليب العلاج المُستخدمَة للتقليل من مستويات البيلروبين في الدّم للأطفال حديثي الولادة ما يأتي[٣]:

  • المعالجة الضوئية: يوضع المولود تحت مصباحٍ خاصّ تنبعث منه أشعّة ضوء الطيف الأخضر-الأزرق، إذ يغيّر هذا الضوء من تركيب جزيء البيلروبين وشكله بطريقةٍ لتساعد الجسم على التخلّص منه عن طريق البول والبراز، وأثناء العلاج يرتدي المولود حفاضًا ورقع حمايةٍ للعينين فقط.
  • حقن الغلوبولين المناعي وريديًّا: قد يكون أبو صفار عند الأطفال حديثي الولادة مرتبطًا باختلاف فئات زمر الدّم بين كلّ من الأم والطفل، وفي هذه الحالة تتكوّن في جسد الطفل أجسام مضادّة من جسد الأم تسبّب تحطيم كريات الدم الحمراء لديه سريعًا، لذلك يخفّف حقن جسد الطّفل وريديًّا ببطءٍ بالغلوبولين المناعي -وهو بروتين موجود طبيعيًا في الدّم يقلّل من نسبة الأجسام المضادة فيه- من الصفار عند الأطفال حديثي الولادة، ويقلّل من احتياج الطفل إلى نقل الدّم واستبداله.
  • نقل الدم لاستبداله: قد لا تستجيب حالات أبو صفار الشّديدة عند الأطفال حديثي الولادة للعلاج في بعض الحالات النادرة، وممّا يستلزم استبدال دم الطّفل كله بنقل دمٍ جديد إليه، ويكون ذلك في وحدة العناية المركّزة للأطفال حديثي الولادة، وفي هذه العملية تُسحب كميّات صغيرة من دم الطفل لتستبدَل بعيناتٍ أخرى جديدة من الدم المنقول إليه، وبهذا يُخفّف تركيز وجود البيلروبين والأجسام المضادة في الدم.

إذا لم يكن أبو صفار عند الأطفال حديثي الولادة شديدًا فقد يُوصِي الطبيب بإجراء بعض التغييرات في أساليب التّغذية التي يمكن لها أن تقلّل من مستويات البيليروبين، وقد تساعد الخطوات الآتية على تخفيف أبو صفار عند الأطفال حديثي الولادة:

  • التغذية بجرعاتٍ أكثر تواترًا وتكرارًا: يُسبِّب تكرار تناول جرعات الحليب التّكرار في حركات الأمعاء، ممّا يُؤدِّي إلى الزيادة في كمية البيليروبين المطروحة في بُراز الطفل، إذ يجب أن يرضع الأطفال الرُّضَّع ممّن يستندون على الرضاعة الطبيعية كاملةً في تغذيتهم ما يُقارِب 8-12 رضعةً يوميًا على مدار الأيام الأولى في حياتهم، وعادةً يجب على الأطفال ممن يَستندون في تغذيتهم على الرّضاعة الصناعية تَناوُل ما يُقارِب 30-60 مليلترًا من الحليب الصناعي كلّ ساعتين إلى ثلاث ساعات طوال الأسبوع الأول.
  • التغذية التكميلية: إذا كان المولود يواجه مشكلةً مع الرضاعة الطبيعيّة أو يَفقِد الوزن أو مصابًا بالجفاف فقد يقترح الطّبيب إعطاء المولود الحليب المشفوط من ثدي الأم أو الحليب الصّناعي كمكمِّلٍ للرضاعة الطبيعية، وقد يُوصِي الطبيب لدى البعض باستخدام الحليب الصناعي منفردًا لعدّة أيام، ثمّ استئناف الرّضاعة الطبيعيّة.


مضاعفات الاصفرار عند حديثي الولادة

يمكن أن تؤدي المستويات العالية من البيليروبين التي تسبب الاصفرار إلى حدوث مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجها، ويذكر منها ما يأتي:[٣]

  • اعتلال الدماغ الحاد الناجم عن البيليروبين: البيليروبين مادة سامة لخلايا الدماغ، فإذا كان الطفل يعاني من اليرقان الشديد يوجد خطر من انتقال البيليروبين إلى المخ مسببًا اعتلال الدماغ، والعلاج الفوري قد يمنع حدوث أضرار دائمة كبيرة، وتتضمن علامات اعتلال الدماغ بسبب البيليروبين الحاد لدى الطفل المصاب ما يلي:
    • الكسل.
    • صعوبة الاستيقاظ.
    • بكاء عالي النبرة.
    • سوء التغذية.
    • تقوس الرقبة والجسم.
    • الحمى.
  • اليرقان النووي: هو متلازمة تحدث إذا تسبب اعتلال الدماغ الحاد الناجم عن البيليروبين بتلف دائم في الدماغ، وقد ينتج عن اليرقان النووي ما يلي:
    • الحركات اللاإرادية، ويسمى الشلل الدماغي الكنعي.
    • تحديق دائم للأعلى.
    • فقدان السمع.
    • تطور غير صحيح في مينا الأسنان.


الوقاية من الاصفرار عند الأطفال حديثي الولادة

يتم اختبار فصيلة دم الطفل بعد الولادة، إذ لا توجد طريقة لمنع اليرقان الوليدي أثناء الحمل، ويتم اللجوء إلى فحص الدم لاستبعاد احتمال عدم توافق فصيلة الدم التي يمكن أن تؤدي إلى هذه الحالة، وإذا كان الطفل يعاني من الاصفرار فهناك عدة طرق يمكن أن تساعد في منع تطور الحالة، منها ما يأتي:[٤]

  • التركيز على الرضاعة الطبيعية.
  • إذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة الصناعية فيسمح بإعطائه مقدار 30-50 ملليلترًا من حليب الأطفال كل ساعتين إلى 3 ساعات في الأسبوع الأول، وقد يأخذ الأطفال الخدج كميات أقل من الحليب الصناعي.
  • مراقبة الطفل بعناية خلال الأيام الخمسة الأولى من العمر لملاحظة أعراض اليرقان، فعند ظهورها يجب الاتصال بالطبيب على الفور.


مراجع

  1. Steven Doerr, "(Jaundice in Adults (Hyperbilirubinemia"، www.medicinenet.com, Retrieved 10-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت Jenna Fletcher (25-7-2018), "Why are my eyes yellow?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Infant jaundice", www.mayoclinic.org, Retrieved 22-09-2019. Edited.
  4. Danielle Moores (13-10-2015), "Understanding Newborn Jaundice"، www.healthline.com, Retrieved 12-11-2019. Edited.
5588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×