الطمث
يمر جسم المرأة كل شهر بسلسلة من التغييرات استعدادًا لاحتمال حدوث الحمل، فتحدث الإباضة التي فيها يطلق أحد المبيضين البويضة، ويتجهز الرحم عن طريق تغييرات هرمونية لاحتضان البويضة المخصبة خلال فترة الحمل وتتكوّن بطانة الرحم، فإذا حدثت عملية الإباضة ولم يحدث تخصيب للبويضة تنخفض مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون لتبدأ فترة الطمث، وهي فترة تُعرف بتدفق الدم والأنسجة من الرحم عبر عنقه إلى المهبل خارج الجسم بسبب سقوط بطانة الرحم، وتمتد هذه الفترة من يومين إلى سبعة أيام.
يتم حساب الدورة الشهرية من أول يوم في فترة الطمث إلى أول يوم في الفترة التي تليها، وتحدث عادةً كل 21-35 يومًا، وتختلف هذه الفترة بين النساء، وقد تكون منتظمةً أو غير منتظمةً، وقد تكون خفيفةً، أو ثقيلةً، أو مؤلمةً، أو لا تسبب الشعور بالألم.[١][٢]
آلام الطمث
يُعدّ الشعور بالألم والتشنج وعدم الراحة أمرًا طبيعيًّا خلال فترة الطمث، لكن عندما يصبح الألم مسببًا لعدم القدرة على ممارسة المهام اليومية فذلك يستدعي القلق، ويُعرف هذا الألم أيضًا بعسر الطمث، ويقسم إلى قسمين؛ عسر الطمث الأولي، الذي يسبب الألم قبل الطمث وخلاله، وعسر الطمث الثانوي الذي يحدث بعد المرور بفترات طمث طبيعية، وفي وقت لاحق من العمر يمكن الشعور بالألم في تلك الفترة، وقد يكون سبب ذلك إصابة الرحم أو أحد أعضاء الحوض بحالة معينة، منها: أورام ليفية رحمية، أو الانتباذ البطاني الرحمي. ومن الجدير بالذكر أن هرمون البروستاغلاندين يرتفع قبل بداية فترة الطمث مباشرةً، وهو الهرمون الذي يسبب التقلصات في عضلات الرحم لطرد بطانته، ويمكن أن تسبب هذه التقلصات الألم والالتهابات.[٣]
علاج آلام الطمث
يمكن علاج آلام الطمث دون الحاجة إلى وصفة طبية في معظم حالات تقلصات الدورة الشهرية، وذلك باستخدام كمادات ساخنة على منطقة الحوض أو على منطقة الظهر، وتدليك منطقة البطن، وأخذ حمام دافئ، وتناول الوجبات المغذية والخفيفة، أو يمكن تناول مضادات البروستاغلاندين التي تقلل من تقلصات الرحم، وتخفف الإزعاج، وتخفف من كمية الدم المتدفق، ويمكن تناول مسكنات الألم من أنواع مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، مثل: الأيبوبروفين، والنابروكسين، لكن في حال عدم استجابة الجسم للمسكنات يجب مراجعة الطبيب.
تساعد حبوب منع الحمل على تخفيف الحالة، فمن الممكن أن يصفها الطبيب لمنع حدوث الإباضة، وتقليل شدة تقلصات الطمث والنزيف، بالإضافة إلى أنواع أخرى من موانع الحمل التي تساعد على تقليل هذه التشنجات، مثل: اللولب الرحمي، والحلقات المهبلية، والحقن، أما في حال وجود مشكلة طبية حقيقية مثل الأورام الليفية أو التهاب بطانة الرحم فيجب اللجوء إلى الإجراء الجراحي لإزالة هذه الأنسجة غير الطبيعية.[٤][٣]
كما يمكن أن تساعد بعض الإجراءات الوقائية في تقليل الآلام والتقلصات في فترة الطمث، ومنها ما يأتي:[٤]
- التوقف عن التدخين.
- التقليل من التوتر.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تناول الخضراوات والفواكه، وتجنب تناول الدهون والكحول والكافيين والملح والحلويات.
أسباب آلام الطمث
قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة بآلام الطمث عند التدخين، أو البلوغ قبل سن 11 عامًا، أو وجود تاريخ عائلي من حدوث فترات طمث مؤلمة، أو عدم انتظامها، وح\وث نزيف حاد في تلك الفترة، أو إذا كان العمر أقل من 20 عامًا، أو عدم حدوث حمل وولادة من قبل، وقد يكون سبب آلام الطمث وجود مشكلة طبية حقيقية، منها ما يأتي:[٣]
- الانتباذ البطاني الرحمي: يعدّ حالةً طبيةً مؤلمةً يحدث فيها نمو لخلايا بطانة الرحم في أجزاء أخرى من الجسم، مثل: في قناة فالوب، أو في المبايض، أو في الأنسجة التي تبطن الحوض عادةً.
- الأورام الليفية في الرحم: تُعدّ الأورام الليفية أورامًا غير سرطانية يمكن أن تسبب الضغط على الرحم، أو الشعور بألم وحدوث طمث غير طبيعي، وعادةً لا تصاحبها أعراض.
- تضيق عنق الرحم: إذ يكون عنق الرحم صغيرًا أو ضيقًا جدًا، مما يسبب بطء التدفق في فترة الطمث، فيزيد الضغط داخل الرحم مسببًا الألم، ويُعدّ ذلك نادر الحدوث.
- مرض التهاب الحوض: يسبب حدوث مرض التهاب الحوض البكتيريا المنقولة جنسيًا عادةً، والتي تسبب الالتهاب والألم في الأعضاء التناسلية، ويُعدّ التهابًا في الرحم، أو في قناة فالوب، أو في المبايض.
- العضال الغدي الرحمي: تنمو فيه بطانة الرحم داخل جدار العضلات في الرحم، مما يسبب الضغط والألم، وقد يسبب حدوث فترة طمث أطول وأثقل، ويُعدّ ذلك حالةً نادرةً.
- متلازمة سابقة للحيض: تحدث بسبب التغييرات الهرمونية التي تحدث قبل أسبوع إلى أسبوعين في الجسم من بدء الطمث، وهي حالة شائعة تزول بعد حدوث النزيف.
انقطاع الطمث
يُعرف غياب فترات الطمث بانقطاعه، ويقسم إلى نوعين؛ انقطاع الطمث الأولي الذي يحدث عند عدم مرور الفتاة المراهقة بفترة الدورة الأولى حتى سن السادسة عشرة، إذ تبدأ معظم الفتيات فترة الحيض لديهن في عمر ما بين 9-18 عامًا، وفي المتوسط في عمر 12 عامًا، بينما يعرف انقطاع الطمث الثانوي أنه الأكثر شيوعًا، فيتوقف حيض المرأة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ومن أسباب انقطاع الطمث ما يأتي:[٥]
- الأسباب الطبيعية التي من المحتمل أن تسبب انقطاع الطمث، مثل: الحمل، والرضاعة الطبيعية، وسن اليأس.
- عوامل نمط الحياة، كممارسة الرياضة بكثرة، والتوتر، ووجود الكثير من الدهون أو القليل منها في الجسم يمكن أن يسبب تأخير فترة الحيض أو توقفها.
- الاختلالات الهرمونية التي عادةً ما تنجم عن وجود أورام في الغدة الدرقية أو في الغدة النخامية، وانخفاض مستويات هرمون الإستروجين، أو ارتفاع مستويات التستوستيرون.
- الاضطرابات الوراثية أو اضطرابات الكروموسومات، مثل: متلازمة تيرنر، ومتلازمة سوير، فقد تسبب تأخير فترة الطمث.
- استخدام مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان.
- استخدام بعض أنواع الأدوية قد يسبب انقطاع الطمث عند بعض النساء.
- إيقاف تناول حبوب منع الحمل فجأةً قد يسبب غياب الطمث لعدة أشهر قبل أن يعود إلى طبيعته.
- أدوية العلاج الكيميائي والأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم قد تسبب مشاكل في الطمث.
- العيوب الجسدية مثل المشاكل الهيكلية في الأعضاء التناسلية الأنثوية قد تكون مسؤولةً عن غياب أو تأخر فترة الطمث.
- متلازمة أشرمان التي تحدث بسبب حدوث ندبة في الرحم بعد الجراحة، والتي من أعراضها غياب الطمث، لكن في حالات نادرة.
- عيوب خلقية أو أورام أو عدوى في الرحم أو بعد الولادة بفترة قصيرة قد تسبب غياب الطمث.
المراجع
- ↑ "Menstrual Cycle", www.womenshealth.gov, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Menstrual cycle: What's normal, what's not", www.mayoclinic.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "What Causes Painful Menstrual Periods and How Do I Treat Them?", www.healthline.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "What to know about menstrual cramps", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "No Menstruation (Absent Menstruation)", www.healthline.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.