[١]نسب البراق بن روحان
هو أبو النصر بن روحان بن أسد التميمي من شعراء الطبقة الثانية وهو جاهلي قديم، من أقارب كليب والمهلهل، أصله من اليمن وشهرته وإقامته في البحرين، ويعد من شجعان الجاهليين، ومن ذوي السيادة فيهم، وكان في صغره يتبع رعاة الإبل ويحلب اللبن.[٢]
شجاعة البراق ونصرته لقومه
نشبت حرب بين قبيلة بني ربيعة وطيء وقظاعة بعد رحيل البراق عن قومه، فلجأ الكثير من الفرسان إلى البراق بن روحان لكي يقف إلى جانب قبيلته ويقف معهم فقال له وائل بن ربيعه يستنجده:[٣]
لقد طما الخطب ولا قرار لنا عليه
- إليك أتينا مستجيرين للنصر
فشمر وبادر للقتال أبا نصر
- وما الناس إلا تابعون لواحد
إذا كان في آلة المجد والفخر
- فناد تجبك الصدى من آل وائل
فرد عليه البراق بن روحان وقد كان حزينا لما فعله عمه معه قائلًا:[٣]
وهل أنا إلا واحد من ربيعة
- أعز إذا عزوا وفخرهم فخري
سأمنحكم مني الذي تعرفونه
- أشمر عن ساقي وأعلو على مهري
وأدعو بني عمي جميعا وإخوتي
- إلى موطني الهيجاء أو مرتع الكر
وحاولت قبيلة بنو طيء أن يستميلوا البراق بن روحان ليقف إلى صفهم فأبى أن يخدع قومه، فلبّ نداء قومه وسار يجهز فرسه وسلاحه وحث قومه على أن يجهزوا خيولهم ليستعدوا للهجوم، حيث تصدى للبراق نصير الطائي وقد عرف بقوته وبأسه لكنه لم يقوى على البراق بن روحان فقال البراق شعرًا :
داعني سيد الحيين فينا
- بنو أسد السميذع للمغار
فيممت السنان لصدر عمرو
- فطاح مجندلا بالصف عايي
إنقاذ البراق لمحبوبته ليلى
حينما سمع أمير الفرس ما قيل عن ليلى بنت لكيز ابنة عم البراق بن روحان، أراد أن يتزوجها لكنه يعلم بأن العرب لا تزوج فتياتها للأعاجم، فعلم بوجود ليلى ووالدها في إحدى المرات بالقرب من بلاد فارس، فأرسل جنوده ليهجموا على قافلتها واختطفوا ليلى، فحاول الأمير في أن يجعل منها زوجة له في شتى الطرق حتى أنه قام بتعذيبها إلا أنها تعففت وأنشدت تقول:[١]
لَيتَ للِبَرّاقِ عَـينـاً فَتَـرى
- ما أُقاسي مِـن بَلاءٍ وَعَنا
يا كُلَيـبـاً يـا عُـقَـيـلاً وَيلَكُم
- يا جُنَـيداً ساعِدوني بِالبُكا
عُذِّبَـت أُختُكُمُ يا وَيلَكُـم
- بِعذابِ النُكرِ صُبحاً وَمَسا
يَكذِبُ الأَعجَمُ ما يَقرُبني
- وَمعي بَعضُ حِساساتِ الحَيا
قَيِّدوني غَـلّلِوني وَاِفعَلوا
- كُلَّ ما شئتُم جَمـيعاً مِن بَلا
فَأَنا كارِهَةٌ بُـغيَتُكُم
- وَمَريرُ المَوتِ عِندي قَد حَلا
أَتَدُلّونَ عَلَينا فارِسـاً
- يا بَني أَنمارَ يا أَهلَ الخـنا
يـا إِيـادُ خَـسِـرَت صَفقَتُكُم
- وَرَمى المَنظَرَ مـن بَـرد العَمى
يا بَني الأَعماصِ إِمّا تَقطَعوا
- لِبَني عَدنانَ أَسبابَ الرَجا
وعندما بلغ البراق ما حل بمحبوبته ليلى استمع إلى ندائها وتوجه إلى بلاد فارس وتمكن من إنقاذ ليلى من الأسر وإعادتها إلى بيتها وقيل في حينها أي في ذلك الوقت قبل والد ليلى تزويجها من البراق ابن عمها فاجتمعا معًا في نهاية المطاف وتزوجا.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت بشير يموت، شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام، صفحة 32. بتصرّف.
- ↑ "البراق بن روحان"، تراجم. بتصرّف.
- ^ أ ب لويس شيخو، مجاني الأدب في حدائق العرب، صفحة 282-283. بتصرّف.