البردقوش لعلاج هرمون الحليب

كتابة:
البردقوش لعلاج هرمون الحليب

كيف يؤثر البردقوش في هرمون الحليب؟

لم تتضمّن الكثير من الدراسات والأبحاث الخصائص الطبيّة والعلاجيّة للبردقوش عمومًا، وكذلك الحال بالنسبة لتأثيره المُحتمل في هرمون الحليب، ولكن سنذكر فيما يأتي دراسةً بحثت تأثير البردقوش مع أعشاب أخرى:[١]

  • دراسة حول تأثير البردقوش مع أعشاب أخرى في هرمون الحليب: تناولت دراسة أُجريت عام 2020 ونشرت في مجلة Arab Universities Journal of Agricultural Sciences، والتي درست تأثير المُستخلص الكحوليّ لكلّ من البردقوش وبذور الكرفس وأوراق الميرميّة، وليس البردقوش وحده، وتمّ إجراء هذه الدراسة على الجرذان، وقد أظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في مستويات البرولاكتين (هرمون الحليب) لدى الجرذان، بالإضافة إلى تأثيرات أُخرى في هرمونات مُختلفة في الجسم، وذلك بعد استهلاك 250 مليغراماً لكلّ كيلوغرام من وزن الجسم يوميًّا، ولمدّة 30 يومًا.
وقد أشار الباحثون إلى أنّ هذا التأثير قد يكون ناجمًا عن ارتباط الموادّ الفعّالة الموجودة في مستخلص البردقوش والكرفس والميرمية مع مُستقبلات الإستروجين أو الدوبامين أو كليهما.
  • هل تأثير البردقوش ينطبق على البشر أيضاً؟ يجدر التنبيه هنا إلى أنّ هذه الدراسة أُجريت على الحيونات، ومن غير المعروف ما إذا كان هذا التأثير ينطبق على البشر، كما أنّه ما زالت هناك حاجةٌ لدراساتٍ أخرى لمعرفة مدى أمان هذه استهلاك المستخلصات على البشر، بالإضافة إلى أنّ هذه الدراسة لم تبحث تأثير البردقوش وحده في هرمون الحليب، ولذا لا يُوصى بتجربته في علاج أيّ مُشكلة مُتعلّقة بهرمون الحليب إلا بعد استشارة الطبيب ومُناقشته بالأمر.


هل للبردقوش تأثير على هرمونات أخرى؟

من المُحتمل أن يكون للبردقوش تأثير في هرمونات أُخرى بالجسم، إذ تضمّنت دراسة منشورة عام 2015 في مجلة التغذية البشرية وعلم التغذية (Journal of Human Nutrition and Dietetics)، والتي بيّنت تأثير شاي البردقوش على 25 من النساء؛ ممّن تمّ تشخيصهنّ بالإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض، وأظهرت النتائج انخفاضًا في نسبة الهرمونات الأندروجينيّة، وتحسّنًا في حساسيّة الجسم لهرمون الإنسولين، ولكن ما زال تعميم دور البردقوش في السيطرة على هذه الهرمونات مُبكّرًا، إلى حين تحديد آلية عمله بالضبط، والموادّ الفعّالة الموجودة فيه والمسؤولة عن تأثيره.[٢]


ما موانع ومحاذير استخدام البردقوش؟

على خلاف المُعتقد السائد بين العديد من فئات المُجتمع بأنّ العلاج بالأعشاب يعني بالضرورة درجة عالية من الأمان؛ فإنّ هنالك العديد من المحاذير والموانع التي تحدّ من تجربتها واستعمالها، وينطبق ذلك على البردقوش، إذ يُوصى بأخذ الحيطة والحذر عند استعماله في حالات مُعيّنة، وتفادي استعماله تمامًا في حالات أُخرى، وينصح أيضًا باستشارة الطبيب قبل استخدامه لعلاج حالة معينة، وفيما يأتي ذكر لموانع ومحاذير استخدام البردقوش:[٣]

  • تقليل استعمال البردقوش للنساء الحوامل، خاصّةً في حال تناوله أو استهلاكه بكميّات كبيرة بهدف العلاج؛ إذ إنّه قد يُسبّب مُشكلات للحامل، يمكنك استخدام البردقوش بكميات بسيطة خلال الحمل.
  • تقليل استعمال البردقوش للنساء المُرضعات؛ لعدم وجود أدلّة كافية على أمان استعماله لهنّ، وخاصّةً عند استهلاكه بكميّاتٍ كبيرةٍ بهدف العلاج.
  • تجنّب استعمال البردقوش لمن يُعانون من حساسيّة تجاه أيّ من أصناف أعشاب الفصيلة الشفويّة (Lamiaceae)، مثل: النعناع، أو الميرميّة، أو الأورغانو (الزعتر البرّي)، والريحان، واللافندر، وعشبة أسنان داود (الزوفا)، فقد يتسبّب استهلاك البردقوش في الإصابة بردّ فعل تحسّسيّ شديد لهؤلاء الأفراد.
  • استخدام البردقوش بحذر شديد للمُصابين بقُرحة المعدة، وفقط بعد استشارة الطبيب؛ فقد يتسبّب استهلاك البرودقوش بتفاقم أعراض القُرحة وشدّتها.
  • تجنّب استعمال البردقوش بكميات علاجيّة كبيرة في حال الخضوع لعمليّة جراحيّة بعد أسبوعين أو أكثر؛ وذلك لتأثير البردقوش في زيادة سيولة الدم، مما يُعرّض الفرد لخطر النزيف خلال العملية الجراحية.
  • تجنّب استعمال البردقوش لمن يُعانون من اضطرابات في النزف؛ نظرًا لتأثيره في عملية التخثّر وزيادته لسيولة الدم، مما يُعرّض الفرد لخطر النزف.
  • استخدام البردقوش بحذر شديد للمُصابين بانسداد في الجهاز الهضميّ، وفقط بعد استشارة الطبيب؛ إذ إنّ البردقوش يزيد من إفراز الموادّ المُخاطيّة والسوائل في الأمعاء، مما يزيد من سوء حالة المُصاب.
  • استشارة الطبيب قبل البدء باستهلاك البردقوش للمُصابين بالصّرع أو نوبات التشنّج؛ نظرًا لاحتماليّة تأثيره على الموادّ الكيميائيّة في الدّماغ.
  • استشارة الطبيب قبل البدء باستهلاك البردقوش، واستخدامه بحذر شديد من يعانون من بطءٍ في ضربات القلب؛ إذ أنّ البردقوش قد يبطئ ضربات القلب.
  • استشارة الطبيب قبل البدء باستهلاك البردقوش واستخدامه بحذر شديد للمُصابين بانسداد في المسالك البوليّة أو الجهاز التناسليّ؛ نظرًا لزيادة إفراز السوائل والموادّ المُخاطيّة في هذه الأعضاء بفعل البردقوش، مما قد يزيد الحالة سوءًا.
  • استخدام البردقوش بحذر شديد للمُصابين بأمراض أو مشاكل صحيّة في الرئتين؛ مثل الربو أو الانسداد الرئويّ المُزمن (COPD)، وفقط بعد إعلام الطبيب المسؤول وبإشارفه؛ نظرًا لزيادة إفراز السوائل والموادّ المُخاطيّة في الرئتين بفعل البردقوش، ما قد يكون سببًا في تفاقم حالة المُصابين.


ما تأثير البردقوش على الأدوية والعلاجات؟

من أهمّ الأمور الواجب أخذها بعين الاعتبار عند تجربة البردقوش أو استهلاكه بكميات علاجيّة كبيرة؛ هو إعلام الطبيب أو الصيدلانيّ بجميع الأدوية والعلاجات التي يتناولها الشخص المصاب، إذ قد تتداخل في فعاليّتها مع البردقوش، مما يتطلّب تعديلها أو استبدالها أو إيقافها وفق ما يراه الطبيب مُناسبًا، وفيما يأتي ذكر لأهمّ الأدوية التي يُحتمل تفاعلها مع البردقوش:[٤]

  • أدوية السكّري: إذ إنّها تُخفّض من نسبة السكّر في الدم، وكذلك البردقوش في حال استهلاكه بكميّات كبيرة، مما قد يُعرّض الفرد لانخفاض شديد في نسبة السكّر في الدم.
  • مُضادّات الكولين (Anticholinergic drugs): مثل بعض مُضادّات الهيستامين، وبعض مُضادّات الاكتئاب، والأتروبين (Atropine)، إذ أنّ هذه الأدوية والبردقوش يتسبّبان في تغييرات في الموادّ الكيميائيّة في الدماغ، ما قد يُقلّل من فعاليّتهما، خاصّة عند استهلاك البردقوش بكميّات علاجيّة كبيرة.
  • مُميّعات الدم ومُضادّات التخثّر: مثل الوارفارين (Warfarin)، والأسبرين (ِ Aspirin)، والآيبوبروفين (Ibuprofen)، والنابروكسين (Naproxen)، إذ أنّ استهلاك البردقوش بكميّات علاجيّة قد يزيد من سيولة الدم، مما يُعرّض الفرد لخطر النزف في حال تزامن استعماله مع الأدوية المُميّعة.


ملخص

يُعتقد أنّ للبردقوش تأثيراً يساهم في التقليل من هرمون الحليب، ممّا يقلل إدرار الحليب عند الأم المرضع، إلا أنّ هذا التأثير غير مؤكد بعد، ولذلك فإنّ من الأفضل استشارة الطبيب قبل البدء باستخدامه، إذ إنّ الأشخاص الذيني عانون من حالاتٍ صحية معينة، أو يتناولون بعض الأدوية قد يُنصحون بتقليل استهلاكه، أو تجنبه.


المراجع

  1. Anan Mohamed, Magde F Tawfik, Hemmat A Ibrahim and others. (2020), "Effect of Some Plant Extracts on Hyperprolactinemia in Experimental Animals", ekb, Retrieved 6/6/2021. Edited.
  2. I Haj-Husein, S Tukan, F Alkazaleh (9/2/2015), "The effect of marjoram (Origanum majorana) tea on the hormonal profile of women with polycystic ovary syndrome: a randomised controlled pilot study", pubmed, Retrieved 6/6/2021. Edited.
  3. "Marjoram", webmd, Retrieved 6/6/2021. Edited.
  4. "MARJORAM", rxlist, 17/9/2019, Retrieved 6/6/2021. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×