التخثر المنتثر داخل الأوعية

كتابة:
التخثر المنتثر داخل الأوعية

ما هو التخثر المنتثر داخل الأوعية؟

كما يُشير اسم المرض فإنّ التخثّر المُنتثر في الأوعية Disseminated intravascular coagulation DIC ينجم عن مُشكلة في عمليّة التخثّر أو التجلّط في الدم، إلّا أنّه مُختلف عن باقي الأمراض المُشابهة له؛ إذ إنّ ما يحدث عند الإصابة بهذا المرض هو زيادة تكوّن الجلطات الدمويّة الصغيرة في الأوعية بنسبة أعلى من الحدّ الطبيعيّ، وتنتشر هذه الخثرات عبر الدم لتتسبّب بانسداد بعض الأوعية الصغيرة، ممّا يستنزف طاقة الصفائح الدمويّة وعوامل التخثّر، وتقلّ فاعليّة وجودها في الجسم، وهو ما يُعرّض المُصاب لخطر النزف الشديد، وبذلك تجتمع مُشكلة التجلّط والنزف في آن واحد.

على الرغم من أنّ التخثّر المُنتثر عبر الأوعية قد يبدو غريبًا بعض الشيء، لكنه مُرتبط بالعديد من الأمراض والاضطرابات المُسبّبة له، وبناءً على هذه الأسباب يتطوّر المرض لدى البعض سريعًا أو بصورة تدريجيّة.[١]


ما أعراض الإصابة بالتخثر المنتثر داخل الأوعية؟

تتفاوت طبيعة الأعراض المُصاحبة للإصابة بالتخثّر المُنتثر داخل الأوعية وتختلف شدّتها إذا كان المرض حادًّا أم مُزمنًا، ففي حال أُصيب به الفرد فجأةً تكون الأعراض شديدةً وبتواتر مُتسارع خلال بضع ساعات أو أيام، ويكون النزيف العرََض الأول الذي يشكو منه المُصابون، أمّا إن كان مُزمنًا فقد لا يُلاحظ المُصاب أيّ علامات أو أعراض على الإصابة بالمرض، إذ إنّه يتطوّر ببطء وبالتدريج، وعمومًا فإنّ الأعراض عادةً ما تتضمن الآتي:[٢]

  • ظهور الرضوض على الجلد، والتي قد تكون على شكل بُقع أو نقاط صغيرة، في أماكن مُختلفة من الجسم.
  • مُلاحظة ظهور الدم في البول.
  • النزف من الأنف أو الفم، أو حتى عند تنظيف الأسنان بالفرشاة.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • النزف الشديد على غير المُعتاد خلال الدورة الشهريّة لدى النساء.
  • الصداع.
  • الشعور بالارتباك، أو الدوار، والمُعاناة من صعوبة التحدّث، أو حتّى الإصابة بنوبات الصرع.
  • النزف من الأماكن التي تتعرّض للإصابات أو الجروح، أو عند الخضوع للعمليات الجراحيّة.
  • ألم وتورّم في الرجلين من الأسفل، والشعور بالدفء فيهما مع احمرارهما.
  • مُلاحظة ظهور الدم في البُراز، أو تغيّر لون البُراز إلى الأحمر القاني، الذي يُشير إلى وجود نزف في الأمعاء أو في المعدة.
  • ألم في الصدر، مع صعوبة في التنفس أو قصور في الأنفاس.


ما أسباب الإصابة التخثر المنتثر داخل الأوعية؟

كما تختلف الأعراض المُرتبطة بالتخثّر المُنتثر داخل الأوعية فإنّ الأسباب المؤدية إليه تختلف أيضًا، ففي حال كان المرض حادًّا يعدّ ناجمًا عن أحد الأسباب الآتية:[٣]

  • الإصابة بتعفّن الدم الناجم عن عدوى ببكتيريا موجبة الغرام أو سالبة الغرام.
  • الإصابة بُحمّى التيفوئيد.
  • الإصابة بالحُمّى الزرقاء أو ما يُعرف بحُمّى الجبال الصخريّة المُبقّعة.
  • الإصابة بعدوى من أحد الطفيليات.
  • الإصابة بالتهاب السحايا الناجم عن المكوّرات السحائيّة.
  • الإصابة بعدوى فيروسات مُعيّنة في الدم.
  • التعرّض لجروح أو إصابات حادّة في أنسجة الجسم، كضربة الحر، وإصابات الدماغ، أو بعد الغرَق في المياه العذبة، ولدغات الأفاعيّ، أو الإصابة بالالتهاب المعويّ القولونيّ الناخر (Necrotising enterocolitis).
  • إصابة النساء الحوامل بأحد المُضاعفات عند الولادة، مثل: احتماليّة انفصال المشيمة المُبكّر، أو الإصابة بتسمّم الحمل، أو الإصابة بانصمام السائل السلويّ (Amniotic fluid embolism).

أما في إطار الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالتخثّر المُنتثر داخل الأوعية المُزمن فهي تتضمن الآتي:[٣]

  • الإصابة بأمراض الكلى المُزمنة.
  • الإصابة بأحد أنواع العدوى المُزمنة، كالسلّ، أو التهاب العظم والنقي، وغيرهما.
  • الإصابة بأحد أمراض الأنسجة الضامّة في الجسم.
  • الإصابة بالانصمام الرئويّ (جلطة في الرئة)، أو الخثار الوريديّ.
  • الإصابة بمُتلازمة كاسباك ميريت، أو التي تُسمّى الورم الوعائي مع نقص الصفائح.

كما وتزداد احتماليّة إصابة بعض الأشخاص أكثر من غيرهم إن كان لديهم واحد أو أكثر من عوامل الإصابة الآتية:[٤]

  • من يخضعون لنقل الدم من الأفراد.
  • من يُعانون من أمراض في الكبد.
  • من يخضعون للتخدير.
  • النساء اللواتي يجهضن حملهنّ بصورة غير كاملة تمامًا.
  • من يخضعون للعمليات الجراحيّة.


كيف يُشخّص التخثر المنتثر داخل الأوعية؟

تجدر الإشارة إلى أنّ تشخيص مرض التخثّر المُنتثر خلال الأوعية الدمويّة لا يكون بخطوات مُحدّدة بالضبط أو بطرق معياريّة لجميع الحالات؛ إذ توجد مجموعة من الفحوصات التي تُساعد الطبيب في إثبات إصابة الأفراد به في حال شكّه بأنّ التخثّر المُنتثر داخل الأوعية هو المسؤول عمّا يُعانيه المُصاب من أعراض، ويُذكر من هذه الإجراءات والفحوصات ما يأتي:[٤]

  • تعداد الصفائح الدمويّة.
  • فحص العدّ الدمويّ الشامل (CBC)، الذي يُجرى من خلال أخذ عيّنة من الدم.
  • فحص العدّ الدمويّ الشامل، الذي يُجرى من خلال مسحة الدم.
  • فحص زمن البروثرومبين (PT).
  • فحص مُنتجات تحلّل مادة الفيبرين.
  • فحص زمن الثرومبوبلاستين الجزئيّ.
  • فحص نسبة الفيبرينوجين في الدم.
  • فحص مادة الدي دايمر (D-dimer test).


كيف يُعالج التخثر المنتثر داخل الأوعية؟

في إطار الخيارات العلاجية المتوفرة والمعتمدة في التعامل مع المُصابين بالتخثر المُنتثر داخل الأوعية فهي تهدف في الحقيقة إلى الكشف عن السبب الرئيس للإصابة بالمرض، وعلاج كلّ حالة على حدة حسب ما يقتضيه وضعها، وحتى معرفة ذلك من خلال الفحوصات وطُرق التشخيص المُختلفة يلجأ الأطباء إلى علاجات مُساندة ومُساعِدة إلى حين معرفة السبب وعلاجه، وتتضمن هذه العلاجات ما يأتي:[٥]

  • مميعات الدم: التي تُصرف في حال كانت نسبة التخثّر وتكوّن الجلطات لدى المُصاب عاليةً جدًا، ومن أبرز الأمثلة على هذه الأدوية الهيبارين (Heparin).
  • نقل البلازما إلى المُصاب: هو عملية مُشابهة للغاية بعملية نقل الدم، إلا أنّه في هذه الحالة يكون فقط لجزء البلازما، ويهدف ذلك إلى تعويض الجسم عن النقص الحاصل في عوامل التخثّر المناسبة، للحالات التي يُعاني فيها المُصابون من فرط التخثّر.

من ناحية أُخرى يجب الانتباه إلى أهمية تشخيص الإصابة، ومُتابعة حالة المُصاب الصحيّة واختيار العلاج الأفضل له؛ وذلك لتفادي تفاقم الوضع وإصابته ببعض المُضاعفات والمخاطر، التي تتضمن ارتفاع احتماليّة إصابته بالنزف، أو الإصابة بالسكتة الدماغيّة، أو نقص تدفق الدم في الأعضاء الحيوية واليدين أو الرجلَين.[٥]


المراجع

  1. Joel L. Moake (1-2020), "Disseminated Intravascular Coagulation (DIC)"، msdmanuals, Retrieved 1-8-2020. Edited.
  2. "Disseminated Intravascular Coagulation", nhlbi,8-10-2019، Retrieved 1-8-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Vanessa Ngan (2005), "Disseminated intravascular coagulation"، dermnetnz, Retrieved 1-8-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Disseminated Intravascular Coagulation (DIC)", healthline,26-2-2018، Retrieved 1-8-2020. Edited.
  5. ^ أ ب Todd Gersten, David Zieve (24-9-2019), "Disseminated intravascular coagulation (DIC)"، medlineplus, Retrieved 1-8-2020. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×