التخلص من هرمون الحليب

كتابة:
التخلص من هرمون الحليب

هرمون الحليب

هرمون الحليب أو هرمون البرولاكتين هو هرمون يُفرَز من الغدة النخامية في الدّماغ، لكنّه يُفرَز كذلك من عدّة مناطق في الجسم؛ فهو يفرز من مناطق متعدّدة من الدماغ، ومن منطقة تحت المهاد في الدّماغ، ومن المشيمة والرحم والغشاء الأمنيوسي في المرأة، ويُفرَز كذلك من الثديين، ولأنّ هرمون الحليب له أدوار مناعية مهمّة فإنّ الخلايا الليمفاوية تفرز جزءًا منه.

لهذا الهرمون وظائف كثيرة في الجسم، لكنّ الوظيفة الأشهر لهذا الهرمون هي أنّه يتحكّم بإفراز الحليب من الثديين في فترة الحمل والرضاعة وزيادة حجمهما، لكن ما يجهله أغلب الناس أنّ لهذا الهرمون أكثر من 300 وظيفة حيوية، مع التنويه أن هذا الهرمون لم تُكتشف جميع وظائفه بعد، وهو قيد الدراسة الدائمة من قِبَل العلماء والباحثين، ومن هذه الوظائف[١]:

  • يملك هرمون البرولاكتين تأثيرًا على خصوبة المرأة؛ إذ يتحكّم بإفرازات الجسم الأصفر بعد خروج البويضة منه، كما يعزّز الشّعور بالأمومة والسلوك الأبوي والرّعاية لدى الرّجل والمرأة، خاصّةً لدى الأمّهات، وله دور في الترابط العاطفي خلال العملية الجنسية.
  • يحفّز هرمون البرولاكتين الغدد الثديية للنمو والاستعداد للرضاعة الطبيعية، والتي يجري تحفيزها بعملية المص التي يفعلها الطفل بصورة تلقائية عند وضعه على الثدي.
  • يتحكّم هرمون البرولاكتين بالسلوك الجنسي لدى الإناث، والتفاعل النفسي والجسدي مع المؤثرات الجنسية، كما له دور في دخول بعض السيدات في حالة الحمل الكاذب، بينما أوضحت دراسة أجريت على الفئران أن هرمون البرولاكتين يثبط الرغبة الجنسية لدى الذكور.
  • يحفز هرمون البرولاكتين السلوك الأبوي، الذي يتضمن تهيئة بيت مناسب للأطفال، وتوفير الأمان الغذائي لهم، وحمايتهم ورعايتهم، وتفقدهم باستمرار، فهو معزز للسلوك الذي ينتهجه الآباء بعد أن يرزقوا بأطفال.
  • يلعب الهرمون دورًا في عمليّة تولّد أوعية دموية جديدة عند حاجة الجسم إلى ذلك، وفي المحافظة على التوازن الأسموزي، كما يعد هرمون البرولاكتين حلقة الوصل بين الغدد الصماء والجهاز العصبي وجهاز المناعة، ونظم ردود الفعل المناعية، ويحمي من أمراض المناعة الذاتية التي تحدث حين يهاجم الجسم نفسه.


التخلص من زيادة هرمون الحليب

عندما يزيد مستوى هرمون البرولاكتين عن الحد الطبيعي تنتج عن ذلك عدّة مشكلات في الجسم، سواءً لدى الرّجال أم النّساء، ومن المشكلات التي يسبّبها هرمون الحليب حين يزداد ما يأتي[٢]:

  • الأعراض لدى النّساء: تسبّب زيادة هرمون الحليب لدى النساء قلّة الخصوبة والعقم، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وذلك في مدة الدورة أو موعدها أو غزارة الدّم، وقد تنقطع الدورة نهائيًّا، كما يسبّب الهرمون انخفاض الرغبة الجنسية، وألم واحتقان في الثديين، وقد ينزل منهما الحليب حتى لو لم تكن المرأة مرضِعًا، وتعاني المرأة كذلك من جفاف المهبل حين يكون هرمون الحليب مرتفعًا.
  • الأعراض لدى الرجال: تتضمّن الأعراض التي يعاني منها الرجال حين يزداد هرمون الحليب لديهم قلّة الخصوبة والعقم، ومشكلات في القدرات الجنسية، وانخفاض الرغبة بالجنس، وظاهرة التثَدّي؛ أي نمو الثديين بصورة محرجة للرّجل، وقد يتسرب منهما الحليب، كما يؤثر الهرمون على العينين ويسبّب مشكلات في الرّؤية،وصداع متكرّر.

يمكن التخلّص من الزيادة في هرمون الحليب بعدّة طرق؛ منها الطبّية ومنها الطبيعّية، حسب السبب الأساسي الذي نتجت عنه هذه الزيادة، ففي بعض الحالات لا تجدي العلاجات الطبيعية ولا الدوائية، كحالات الورم في الغدة النخامية والذي لم يتجاوب مع الأدوية، فيضطر الأطباء إلى إجراء جراحة للسّيطرة على إفراز الهرمون، لكن خطة العلاج عادة تسير على النّحو الآتي[٢]:

  • العلاج بالأدوية للسيّطرة على الورم.
  • استئصال الورم بالجراحة.
  • العلاج بالأشعّة للسّيطرة على نمو الورم.
  • في حال كان سبب خلل الهرمون ناتجًا عن خلل في هرمونات الغدة الدرقية يجري التّعامل مع مشكلة الغدة الدرقية التي تسببت كعرض ثانوي بزيادة هرمون الحليب.

في العموم هو مرض قابل للعلاج بسهولة في معظم الحالات بالأدوية فقط دون الانتقال إلى ما بعدها من إجراءات طبية.


أسباب ارتفاع هرمون الحليب

في الغالب تحدث الزيادة في هرمون البرولاكتين خلال فترة الحمل والرضاعة؛ لأنّه الهرمون المسؤول عن تحفيز الرضاعة الطبيعية، كما قد ينتج ارتفاع هرمون الحليب عن عدّة أمراض عضويّة، منها ورم الغدّة النخاميّة، وهو المكان الذي يُفرَز منه الهرمون، فيصبح إنتاج الغدّة للهرمون زائدًا عن الحد الطبيعي بسبب الورم غير السّرطاني، وهذا الورم الحميد مسؤول عن 50% من حالات فرط البرولاكتين.

كما أنّ قصور الغدّة الدرقيّة يسبّب زيادةً في هرمون الحليب، وداء القوباء المنطقية، وتليف الكبد ، ومتلازمة كوشينغ، والتوتر المزمن، وأي خلل يصيب منطقة تحت المهاد الموجودة في الدماغ من ورم أو عدوى أو صدمة، كما يمكن لبعض الأدوية أن تسبّب زيادةً في هرمون الحليب كعَرَض جانبي للدواء، كأدوية الضغط، ومضادات الاكتئاب، وبعض الأدوية النفسيّة، وتُسبِّب بعض الأعشاب ارتفاع هرمون الحليب، مثل: الحلبة، والشّومر، والنفل الأحمر، كذلك تملك بعض الأغذية المفعول ذاته في رفع مستويات الهرمون[٢]، [٣].


المراجع

  1. Marc E. Freeman, Béla Kanyicska, Anna Lerant, and György Nagy* (2000-1-1), "Prolactin: Structure, Function, and Regulation of Secretion"، physiology, Retrieved 2019-6-30. Edited.
  2. ^ أ ب ت Tessa Sawyers (2018-11-20), "What Is Hyperprolactinemia?"، healthline, Retrieved 2019-6-30. Edited.
  3. reproductivefacts staff (2014-1-1), "Hyperprolactinemia (High Prolactin Levels)"، reproductivefacts, Retrieved 2019-6-30.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×