سنتعرف من خلال المقال الآتي عن التدخين وضعف الانتصاب، وما العلاقة التي قد تربط بينهما؟
هل هناك علاقة مباشرة بين التدخين وضعف الانتصاب (Erectile dysfunction)؟ هذا ما سيتم الإجابة عنه من خلال المقال الآتي:
التدخين وضعف الانتصاب
التدخين يشكل واحد من العوامل الرئيسة للمعاناة من أمراض الأوعية الدموية، وإلحاق الضرر بجهاز الأوعية الدموية ينجم عنه الإصابة بضعف الانتصاب (ED)، وبهذا نجد أن هناك علاقة بين التدخين وضعف الانتصاب، أيّ أن التدخين يتسبب بضعف الانتصاب، كما أنه من الممكن أن تكون العلاقة بين التدخين وضعف الانتصاب بسبب مرض تصلب الأوعية الدموية (Atherosclerosis) في بعض الحالات.
اضطراب الأداء الجنسي أحيانًا قد يشكل العلامة السريرية الوحيدة للإصابة بمرض الأوعية الدموية، أيّ أنه يمكن القول أن العجز الجنسي (ED) هو مؤشر محتمل لمرض الأوعية الدموية الصامت لدى المدخنين الذين ليس لديهم حتى الآن علامات واضحة أخرى لهذا المرض.
كيف يتسبب التدخين بضعف الانتصاب؟
آلية أو طريقة العمل التي يتسبب بها التدخين بانخفاض الأداء الجنسي غير واضحة، أيّ أن التساؤل لا زال جاري حول هل التدخين هو المسبب لمرض الأوعية الدموية النظامية؟ والأوعية الدموية المتضررة تسبب ضعف الانتصاب؟ أو أن التدخين يزيد من تفاقم تصلب الشرايين (Atherosclerosis) الذي يؤدي بدوره إلى الضعف الجنسي والأداء الجنسي؟
1. تأثير الأوعية الدموية على ضعف الانتصاب
إن عامل الأوعية الدموية هو العامل الأكثر شيوعًا لاضطرابات الأداء الجنسي، وعدم القدرة على الانتصاب بسبب تضرر الأوعية الدموية يحدث نتيجة لخلل في استرخاء العضلات الملساء الموجودة في الأوعية الدموية في الجسم الإسفنجي الذي في القضيب (Penile corpora cavernosa).
الجدير بالمعرفة أن فحص تورم القضيب الليلي (Nocturnal penile tumescence) مسؤول عن فحص صلابة وانتفاخ القضيب في الليل غير السليم، حيث يظهر أكثر لدى المدخنين مقارنة بغير المدخنين، ونتائج هذا الفحص من الممكن أن تتحسن قليلًا بعد إقلاع المدخن عن التدخين.
فمن هنا يمكن أن نستنتج أن هناك صلة مباشرة بين التدخين وضعف الانتصاب، وهذا ما يثبت أن العجز الجنسي لدى المدخنين سببه بالأساس عضوي.
2. تأثير الشرايين على ضعف الانتصاب
تصلب الشرايين من الممكن أن يلعب دورًا هامًا في تطور ضعف الانتصاب لدى المدخنين، إذ أن تدخين السجائر من الممكن أن يقلل من تدفق الدم إلى القضيب.
فكلما استمر بالتدخين أكثر كلما حدث ضرر أكبر للأنسجة الإسفنجية في القضيب مما يشكل أرضًا خصبة لتطور آفات تصلب الشرايين المبكرة في شرايين الجسم الإسفنجي في القضيب، نتيجة لذلك يحدث المزيد من الانخفاض في تدفق الدم إلى قضيب الرجل الذي يعاني من العجز الجنسي.
تصلب الشرايين التاجية (شرايين القلب) هي أكثر حدة لدى من يعانون من ضعف الانتصاب بسبب الأوعية الدموية، كما أن ضعف الانتصاب (ED) هذا هو مؤشر على وجود ترسبات متصلبة في الأوعية الدموية، ومن هنا فالعجز الجنسي يشير إلى وجود مرض تصلب الشرايين العام الذي لم يتم بعد تشخيصه سريريًا (Subclinical atherosclerosis).
3. تأثير أوكسيد النيتريك وضعف الانتصاب
الضعف الجنسي من الممكن أن يحدث لدى المدخنين نتيجة التأثر بأوكسيد النيتريك (Nitric oxide)، حيت أن أوكسيد النيتريك هو المسؤول عن الانتصاب بواسطة نقل الإشارات العصبية إلى نهايات الأعصاب التي تؤدي لارتخاء العضلات الملساء في الجسم الإسفنجي للقضيب.
بسبب انخفاض مستوى أوكسيد النيتريك من الممكن أن يحدث خلل في عمل العضلات الملساء الضرورية لحدوث الانتصاب.
مضاعفات التدخين
التدخين يزيد من تضرر الطبقة الداخلية (البطانة) لجدران الشرايين، والضرر المستمر لهذه الأنسجة من الممكن أن يؤدي إلى تطور بطيء لمرض الأوعية الدموية.
كما تبين أن هناك حالات تحدث فيها نوبة قلبية (احتشاء عضلة القلب) رغم عدم وجود انسداد كامل لشريان القلب، والجدير بالبيان أن تضرر الأنسجة البطانية الموجودة داخل شريان القلب هو الذي يؤدي لخلل في تدفق الدم الذي بدوره يؤدي إلى الإصابة باحتشاء عضلة القلب.
المدخنون الذين لديهم تطور في مرض الأوعية الدموية لديهم نسبة انتشار في ضعف الانتصاب أكثر بثلاث مرات مقارنة مع غير المدخنين الذين لم يظهر لديهم مرض الأوعية الدموية، وأما بالنسبة إلى المدخنين الذين لم يتطور لديهم مرض الأوعية الدموية فليس لديهم خطر كبير لتطور ضعف الانتصاب.
الرجال الذين لم يدخنوا على الإطلاق أو دخنوا وتوقفوا منذ سنوات عديدة ولم يظهر لديهم إحدى أمراض الأوعية الدموية، فقد يكونوا غير معرضين لخطر تطور العجز الجنسي، وبالتالي فإن الجنس يتأثر بسبب تدخين السجائر مما يسبب العجز الجنسي، وبذلك تم توضيح علاقة التدخين وضعف الانتصاب.