محتويات
- ١ أدم عليه السلام
- ٢ إدريس عليه السلام
- ٣ نوح عليه السلام
- ٤ هود عليه السلام
- ٥ صالح عليه السلام
- ٦ لوط عليه السلام
- ٧ إبراهيم عليه السلام
- ٨ إسماعيل عليه السلام
- ٩ إسحاق عليه السلام
- ١٠ يعقوب عليه السلام
- ١١ يوسف عليه السلام
- ١٢ شعيب عليه السلام
- ١٣ أيوب عليه السلام
- ١٤ ذو الكفل عليه السلام
- ١٥ يونس عليه السلام
- ١٦ موسى عليه السلام
- ١٧ هارون عليه السلام
- ١٨ إلياس عليه السلام
- ١٩ اليسع عليه السلام
- ٢٠ داود عليه السلام
- ٢١ سليمان عليه السلام
- ٢٢ زكريا عليه السلام
- ٢٣ يحيى عليه السلام
- ٢٤ عيسى عليه السلام
- ٢٥ محمد صلى الله عليه وسلم
- ٢٦ من هم أهل الفترة؟
أدم عليه السلام
النَّبي آدم -عليه السَّلام- هو أبو البشر وخلقه الله -سبحانه وتعالى- من تراب ونفخ فيه من روحه، ولقد سخَّر الله -سبحانه وتعالى- كل خيرات الكرة الأرضية وكنوزها وطاقتها لخدمته عليه السَّلام، وبما أنَّ النَّبي آدم هو أبو البشر وأول إنسان فقد علَّمه الله جميع الأسماء الموجودة في الحياة، وقد أمر الله -سبحانه وتعالى- الملائكة أن تسجد له، وهذه خاصية له.[١]
إلَّا أنَّ إبليس رفض أن يسجد له وتوعَّد بأنَّه سيغوي جنس آدم وسيقف لهم حاجزًا في طريق الهداية، وخلق الله لآدم -عليه السَّلام- زوجةً من ضلعه اسمها حوَّاء، فاستطاع إبليس أن يوسوس لهما ليأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عنها، فكان السَّبب بإنزال آدم وحواء إلى الأرض بعد مخالفتهما لأوامر رب العالمين، واستمرَّ النَّبي آدم بالاستغفار حتَّى تاب الله عليه، ورُزق بالعديد من الأولاد فكانَ لهذه الذُّرية الوالد والرَّسول الذي يدلهم على طريق الهداية والخير.[١]
وللاستزادة حول النبي آدم ومجريات حياته بمكنك الاطلاع على هذا المقال: قصة سيدنا آدم عليه السلام
إدريس عليه السلام
وقيل إنَّ اسمه أخنوخ، وإنَّما سمي بإدريس لأنَّه يدرس الصُّحف، وقد أنزل الله عليه ثلاثين صحيفة فأصبحت الصٌّحف في زمنه ثمانين صحيفةً، وهو أول من نزلت عليه النُّبوة بعد أدم عليه السَّلام، وأوَّل من خطَّ بالقلم، وكانت النَّاس قبله تلبس جلود الحيوانات، فعلمه الله صنعة الخياطة فكان يحيك ما يريد لبسه، وقد قيل في النََّبي إدريس إنَّه أول من جاهد في سبيل الله واتَّخذ من ولد قابيل عبيدًا، وهو أوَّل من اطَّلع على علم الفلك والنُّجوم وحركة الكواكب، وقد رفعه الله مكانًا عليًّا إلى السَّماء الرَّابعة وقيل إن روحه قًبضت هناك.[٢]
كما ويمكنك قراءة المزيد حول حياة النبي إدريس بالاطلاع على هذا المقال: قصة إدريس عليه السلام
نوح عليه السلام
سُمي النَّبي نوح بهذا الاسم لكثرة نواحه وبكائه، ويٌقال إنَّه أبو البشرية الثَّاني بعد النَّبي أدم، ويعدُّ الرَّسول الأول بعد آدم عليه السَّلام، وقد بعثه الله لقومه بعد أن عاثوا في الأرض فسادًا وكفرًا، وذلك بصنع تماثيل لبعض الرِّجال الصَّالحين فيهم مثل ود ويغوث ويعوق.[٣]
وكان أحد الرسل أولي العزم؛ فقد كان قومه يشتدون عليه بالضَّرب حتَّى يُغشى عليه ويتركونه بلا حراكٍ ظانين أنَّه قد مات، فلمَّا أوحى الله إليه أنَّ قومه لن يؤمنوا معه ولن يزيد عدد المؤمنين الذين التَّفوا حوله الذين كان أكثرهم من الفقراء دعا عليهم؛ لأنَّهم لا يزدادوا إلا فسادًا وظلمًا، فأوحى إليه الله -تعالى- بأن يبني السَّفينة، لأنَّه سيُغرق القوم الكفرين، فكانت معجزته هي التنور الذي يفور منه الماء فيُغرِقَ القوم الكافرين.[٣]
ويمكنك معرفة المزيد حول النبي نوح وذلك بالاطلاع على هذا المقال: قصة نوح عليه السلام
هود عليه السلام
بعد انقضاء دعوة نوح -عليه السَّلام- وتباعد الزَّمن عاد النَّاس للكفر والضَّلال ونسو وحدانية الله وعبوديته، فبعث الله النَّبي هود لقبيلة تدعى عاد، وهي قبيلة عربية وهود -عليه السلام- يتحدَّث بلسانها، وقد أنعم الله على هذه القبيلة بقوة الجَّسد والطٌّول، بالإضافة إلى نعمة الماء، فكانوا يزرعون ويبنون القلاع والحصون، فدعاهم هود إلى الوحدانية وترك عبادة الأصنام، فكذَّبوه واشتدٌّوا في إيذائه، فأمسك الله عنهم المطر ثلاث سنين، وحينما استسقوا للمطر بعث الله عليهم غيمًا أسودَ لا يحمل إلّا العذاب والرِّياح القوية التي استمرت سبع ليالٍ مع أيامها الثَّمانية، فكانت.[٤]
ويمكنك التعرّف على حياة النبي هود بالاطلاع على هذا المقال: قصة هود عليه السلام
صالح عليه السلام
في كل زمان يبعث الله نبيًّا يرشد قومه إلى الهداية، وقد بعث الله نبيّه صالحًا إلى قوم ثمود الذين كانوا يسكنون بين الشَّام والحجاز، في منطقة يطلق عليها اسم الحجر، إلَّا أنَّ قومه جابهوه بالسُّخرية والعناد والاستهزاء به وبدينه.[٥]
وقد بعث الله مع النَّبي صالح معجزةً تؤيد رسالته أمام الكفار، وكانت معجزة صالح هي النَّاقة التي شاء الله أن ينشق الصَّخرٌ وتخرج منه، وكان لبنها يكفي قوم صالح كافَّة، وقد أخبرهم بأن يتركوها في المراعي فهي ليست بحاجة لرعايتهم، ولكن عليهم ألَّا يمسوها بسوء، ولكن قوم صالح -عليه السَّلام- ذبجوها فأمهلهم الله ثلاثة أيامٍ ثُمَّ أخذهم بالصَّاعقة.[٦]
وللتعرّف على النبي صالح وحياته يمكنك الاطلاع على هذا المقال: قصة النبي صالح عليه السلام
لوط عليه السلام
لقد هاجر النَّبي لوط مع إبراهيم -عليهما السلام- ثمَّ استقرَّ في سدوم، فبعثه الله نبيًّا لهم ليدعوهم إلى وحدانية الله وينهاهم عن المنكر الذي يفعلونه، ولكن ما زادهم هذا إلا عنادًا، وقد كان قومه يقطعون الطَّريق، وإذا كان عابر السبيل رجلًا أو رجالًا فإنّهم كانوا يعتدون عليهم، وكانت من الذُّنوب القبيحة التي اشتهر بها قوم لوط أنّهم يأتون الرِّجال من دبرهم ويقترفون هذا المنكر في مجالسهم.[٧]
وعندما حانت لحظة عذابهم جاء الملك جبريل وإسرافيل وميكائيل ليخسفوا بهم الأرض، ورفع جبريل القرية على جناحه حتَّى سمع أهل السَّماء صوت حيواناتهم، ونجَّى الله -سبحانه وتعالى- النَّبي لوط مع أهل بيته باستثناء زوجته التي كانت عينًا لقومها عليه.[٧]
ولمعرفة المزيد حول قصة النبي لوط يمكنك الاطلاع على هذا المقال: قصة لوط عليه السلام
إبراهيم عليه السلام
بعث الله النَّبي إبراهيم للنمروذ وكان عمره أربعين سنة، وقد جرى بينهما حوارٌ طويلٌ عن رب العالمين أنكر فيه النمروذ وجود الله وزعَمَ أنَّه هو الإله، وعندما ألجم إبراهيم النمروذ بالحجة أمر به بأن يُزج بالسِّجن، ومن ثمَّ خرج من السِّجن ليدخل مع أبيه تارح بنقاشٍ عن الآلهة التي عبدها والتي لا تضرُّ ولا تنفع، وقد آذى ألهتهم وحطَّم أصنامه فأمرهم الملك أن يحرقوه، فكانت معجزة الله له بأن النَّار لم تحرقه وكانت بردًا وسلامًا،[٨] والكتاب الذي أنزله الله -سبحانه وتعالى- على إبراهيم هو صحفٌ في متنها الكثير من الحكمة والموعظة وغير ذلك.[٩]
ولقراءة المزيد حول قصة النبي إبراهيم يمكنك الاطلاع على هذا المقال: قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام
إسماعيل عليه السلام
إنَّ إسماعيل هو ابن النَّبي إبراهيم -عليهما السلام- من زوجته هاجر التي أهدته إياه سارة، وذلك حينما يئست من الإنجاب، وقد أخذه إبراهيم -عليه السلام- مع أمَّه هاجر ووضعهما في منطقة مكة، والتي كانت عبارة عن صحراء مع قليل من الزَّاد والماء، وما لبث أن انتهى هذا الزَّاد، وفي تلك الأثناء فجَّر الله -تعالى- نبع ماء زمزم عند قدمي إسماعيل عليه السلام، وجاءت على إثر تلك المياه قبيلة جرهم واستوطنت معهم، وهي من القبائل القحطانيَّة، وقد ثبتت نبوة إسماعيل -عليه السَّلام في كثير من آيات القرآن الكريم.[١٠]
إسحاق عليه السلام
لقد وُلد النَّبي إسحاق من سارة زوجة النَّبي إبراهيم عليهما السلام، وقد ولدته في الشَّام بين الكنعانين، وقيل إنَّ ما بينه وبين أخيه إسماعيل ثلاثين سنة، في حين أنَّ هناك من قال إنّها أقل.[١١]
يعقوب عليه السلام
ويُطلق على يعقوب اسم إسرئيل، ومعنى إسرائيل هو العابد لله تعالى، ويعقوب هو ابن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وهو أبو الأسباط الذين جعل الله -تعالى- فيهم النًّبوة، وهم أتباع النَّبي موسى،[١٢] ولقد ابتلي يعقوب -عليه السَّلام- ببعده عن ابنه يوسف وفقده إياه، وقيل إن السَّبب وراء عذابه ذلك أنَّه ذبح حملًا صغيرًا أمام أمه، فلم يرضِ هذا الفعل الله تعالى، فابتلاه ببعد يوسف عنه.[١٣]
ويمكنك معرفة المزيد حول النبي يعقوب وذلك بالاطلاع على هذا المقال: قصة يعقوب عليه السلام
يوسف عليه السلام
إن اسم يوسف مأخوذ من الأسف والحزن، وهو اسم يدلُّ عى حياة الحزن والامتحان التي عاشها يوسف -عليه السَّلام، وهو ابن النَّبي يعقوب الثَّاني عشر من زوجته راحيل، والتي توفيت بعد فترة وجيزة من ولادته، وهو أحد الرُّسل الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى، وكانت رؤياه بشارة بذلك، أحبه أبوه لسعة عقله وكرم خلقه، وقد ذكر الله عزوجل قصته كاملةً في سورة يوسف منذ نشأته إلى أن بيع في مصر، ومن ثمَّ توليه منصب العزيز في مصر، وكان يحكم مصر حينها الهكسوس الذين لم يعرفوا الوحدانية.[١٤]
وللاستزادة حول النبي يوسف ومجريات حياته بمكنك الاطلاع على هذا المقال: قصة يوسف عليه السلام
شعيب عليه السلام
إنَّ شعيب -عليه السَّلام- نبيٌّ عربيٌّ، وقد تميَّز بفصاحته وبلغته، حتَّى إنَّه لُقب بخطيب الأنبياء، والمدّة التي بعث فيها النَّبي شعيب -عليه السلام- ليست بعيدة عن مبعث النَّبي لوط عليه السلام، فقد قال -تعالى- على لسان نبيّه شعيب عليه السلام: {وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ}،[١٥] وقيل إن والدة شعيب هي ابنة لوط، ولقد أُرسل النَّبي شعيب إلى مدين الذين يسكنون معان بين الشام والحجاز، وقيل عنه إنَّ الله أخذ بصره في وقتٍ ما ومن ثَمَّ أعاده إليه، وقد دعا قومه كثيرًا إلَّا أنَّهم كذَّبوه، فرحل هو والمؤمنون به واستقروا في مكة إلى أن ماتوا هناك.[١٦]
أيوب عليه السلام
النَّبي أيوب يرجع نسبه إلى النَّبي إبراهيم -عليه السلام- عن طريق إسحاق، وقد تزَّوج رحمة بنت يوسف، وقد بُعث في حران في الشام، وكان رحيمًا بأهلها معروفًا بحسن الخلق ورأفته بالمساكين، واستمرَّ بدعوتهم سبعين عامًا، ولقد ابتلاه الله -سبحانه وتعالى- بفقد المال والولد والأمراض، إلَّا أنَّه بقي محتسبًا صابرًا، وقد امتدحه الله -تعالى- في القرآن الكريم بصبره.[١٧]
ذو الكفل عليه السلام
قال قتادة وغيره بأنَّ ذا الكفل رجلٌ صالحٌ ولم يكن نبيًّا، وإنَّما سمي بهذا الاسم لأنَّه تكفل لقومه مؤنتهم وحاجاتهم، وكان يحكم بينهم بالعدل، في حين قال الحسن البصري والرازي وابن تيمية وغيرهم بل هو نبيٌّ مستدلّين بأدلّة كثيرة، وقد ورد ذكره مرتين في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ}.[١٨][١٩]
يونس عليه السلام
وهو من نسل النَّبي يعقوب عليه السلام، وقد بعثه الله للآشوريين في آشور ونينوى وأريلا وغيرها من مدن الحضارة الآشوريّة المشهورة، فهو مبعوث لغير الإسرائيليين، وقد استمرَّ بدعوة قومه زمنًا طويلًا لكنهم لم يؤمنوا له وازدادوا كفرًا، فيئس منهم وتركهم مسافرًا على ظهر سفينة، ولكنَّ الله -تعالى- أراد للنَّبي يونس أن يُلقى في البحر ويبتلعه الحوت من غير أن يؤذى، ليلبث في الظلمات زمنًا، وكان قومه في هذه الأثناء قد آمنوا وصاروا يبحثون عنه، وقيل إنَّ الله أمره بالدَّعوة بعدها لقومٍ غيرهم وقيل لقومه، فالله أعلم.[٢٠]
موسى عليه السلام
وهو موسى بن عمران وقد حملت به أمُّه بعد أن تنبَّأ سحرة فرعون له بأنَّ نجم طفلٍ سيقتله قد أطل، وعندما ولدته أمُه أوحى الله لها أن تضعه في التَّابوت وترميه في النِّيل، وقد ربَّته آسية زوجة فرعون بعد أن تعلقت به، وقد أرسله الله -تعالى- إلى فرعون، وأمدّه بكثير من المعجزات أبرزها العصا، وقد أنزلَ الله -تعالى- عليه التوراة.[٢١]
هارون عليه السلام
وهو النَّبي الذي كلفه الله بالدَّعوة حينما بعث أخيه موسى نبيًا ليكون عونًا له بناءً على طلب موسى عليه السَّلام، وهو أكبر من النَّبي موسى بثلاث سنوات، ومعنى اسمه النَّشاط ويُنطق بالعبريّة آرون، اتّصف باللين والهدوء الذي وبدا جليًّا عندما جذبه أخوه من لحيته فاستطاع أن يبثَّ السَّكينة في روحه نتيجة لحكمته ولين طبعه، ومن الصِّفات التي عُرفت عنه فصاحة اللِّسان والبلاغة بالإضافة للقوة والبأس في حماية أخيه موسى عليهما السلام.[٢٢]
إلياس عليه السلام
وقيل في اسمه آل ياسين وقيل ياسين وقيل الياسين، ولقد بعثه الله للإسرائيليين، وقال النووي إنَّه نشأ في بيئة حسنة على صورة موسى وقد أحبَّه الإسرائيليون، وذات مرة رفع صوته عليهم وكاد أن يهلكهم، فلحقوا به وأرادوا قتله ففلق الله له الجبل وبقي هناك يتعبّد الله حتى بلغ أربعين سنة، فبعثه الله -تعالى- بعدها نبيًّا إلى سبعين مدينة من بينها بعلبك، وقد إيَّده الله بالمعجزات الحسيَّة كإحياء الموتى وإشعال النَّار وأمرها بعدم الإحراق، بالإضافة لنزول الغيث بأمره بقدرة الله تعالى.[٢٣]
اليسع عليه السلام
لقد اختُلف في النَّبي اليسع -عليه السلام- فمنهم من قال هو إلياس ومنهم من قال هو إدريس، ولكن الصَّحيح أنَّه بُعث بعد إدريس، وقيل كان ابن عم إلياس عليهما السلام، وقد بُعث في الإسرائيلين يدعوهم إلى وحدانية الله تعالى، وقد امتاز -عليه السَّلام- بالرَّشَد والحفظ منذ صغره، فقد كان يبيِّن لقومه خطأهم ويدعوهم لتركه، فآمَنَ به من آمن، ولكنّهم ارتدّوا بعد وفاته.[٢٤]
داود عليه السلام
إن النَّبي داود -عليه السلام- من سلالة النَّبي إبراهيم فهو ابن يعقوب، وعيَّنه طالوت مستشارًا له بعد أن مكَّنه الله من جالوت وقتله، ومن ثمَّ بعثه الله نبيًا ليكون قد اجتمعت به النُّبوة والملك، وقد آتاه الله الحكمة في الفصل بين النَّاس، ومن معجزاته أنَّ الله ألان له الحديد وسخَّر الله له الجبال والطِّير فكانت تسبّح معه، وقد أنزلَ الله -تعالى- عليه الزّبور.[٢٥]
سليمان عليه السلام
وهو نبي ابن نبي فهو ابن داود عليهما السَّلام، ورث عن أبيه الحكمة وكان يمتاز بالحُكمِ بالحق، وقد توفي والده وعمر 22 عامًا، ولقد علَّمه الله -تعالى- لغة الحيوانات والكائنات أجمعها بما فيها الجماد، ولقد كان ملك سليمان عظيمًا جدًا وقد مدحه الله -تعالى- في القرآن بإخلاصه، وقد بنى -عليه السَّلام- المسجد الأقصى بحسب وصية والده، وبنى كذلك مدينة تدمر، ومن معجزاته تسخير الريح له والجن وإسالة النحاس والحديث مع غير البشر.[٢٦]
زكريا عليه السلام
بعد أن تشتَّت اليهود وتفرقوا في الأرض أراد الله أن يبعث فيهم رسولًا من صلب داود فكان ذلك النبي هو زكريا عليهما السلام، فتزوَّج ابنة عمران شقيقة مريم والدة المسيح عليهما السلام، وأنجب منها النَّبي يحيى، وذلك بعد أن كبر النَّبي زكريا ورأى نفسه وحيدًا، ولكنّه لم يقنط من رحمة الله تعالى، فأدركته تلك الرَّحمة، ولم يذكر عنه القرآن سوى حادثتين هما كفالته لمريم ولجوئه لله من أجل أن يرزقه الله -تعالى- ولدًا، وكان -عليه السلام- يعمل نجارًا.[٢٧]
يحيى عليه السلام
النَّبي يحيى ابن النَّبي زكريا عليهما السلام، وهو أكبر من النَّبي عيسى بستة أشهر، وقد أرسل في بني إسرائيل، والتقى رسول الله محمّد -صلى الله عليه وسلم- بعيسى ويحيى -عليهما السلام- في حادثة الإسراء والمعراج في السَّماء الثَّانية، ولقد عُرف عن يحيى الصَّلاح والعفاف وطاعة الله، وقد قُتل بأمرٍ من هيردوس، ووضع رأسه بعد أن قطع في قصعة ودُفن في دمشق.[٢٨]
ويمكنك معرفة المزيد حول النبي يحيى بالاطلاع على هذا المقال: قصة سيدنا يحيى عليه السلام
عيسى عليه السلام
يعدُّ النَّبي عيسى من أولي العزم من الرُّسل، وهو آخر نبيٍّ قبل محمد -عليهما الصلاة والسَّلام، وكان من نسل داود عليه السلام، كانت أمَّه مريم -عليها السَّلام- تقيَّة نقيِّة وقد بشَّرها الله -تعالى- بعيسى مولودًا من غير أب، وقد تحدَّث في المهد فأخبر قومه بأنَّه نبي الله، وآتاه الإنجيل وهو مباركٌ أينما حل، وبالإضافة إلى ذلك فقد أيّده بالمعجزات؛ فكان يُبرئ الأبرص وينفخ الرُّوح في الأجساد المصنوعة من الطِّين لتصبح كائناتٍ حيَّةٍ، وقد أنزل الله عليه مائدة من السَّماء.[٢٩]
محمد صلى الله عليه وسلم
إنَّ النَّبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- هو ابن عبد الله الذي يتَّصل نسبه بالنَّبي إبراهيم، وأمُّه آمنة بنت وهب، وقد كانت ولادته في عام الفيل سنة 571م، توفيت أمُّه فكفله جده ومن ثمَّ عمه، ولمَّا صار شابًا تزوج بخديجة -رضي الله عنها- ولم يتزوج عليها في حياتها أبدًا، ولقد آتاه الوحي وعمره أربعين سنة، ومن معجزاته عليه السَّلام نزول القرآن عليه، وقد أُرسلَ للنّاس كافّة.[٣٠]
كما يمكنك التعرّف على سيرة حياة سيد الخلق النبي محمد بالاطلاع على هذا المقال: حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
من هم أهل الفترة؟
أهل الفترة هم الذين لم يأتيهم نبي ولم يتبلغوا رسالة أو دعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى.[٣١]
حكم أهل الفترة
أمّأ في الحديث عن أهل الفترة فقد اختلف العلماء على قولين اثنين:[٣٢]
- القول الأول نجاة أهل الفترة: فقد قال بعض العلماء إن أهل الفترة معذورون أمام الله تعالى، فهم ليسوا من أصحاب النَّار وذلك لأنَّ الله -تعالى- قال: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا}،[٣٣] وعلى هذا من لم يُنذر ويتبلَّغ الرِّسالة فلا عقاب له.
- القول الثَّاني بأنَّهم من أصحاب النَّار: وبهذا قال جماعة من أهل العلم ورجَّحه النَّووي وذلك استنادًا إلى حديث رسول الله "أنَّ رجُلًا قام إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: أين أبي ؟ قال: (في النَّارِ) فلمَّا قفَّى دعاه فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إنَّ أبي وأباك في النَّارِ)"،[٣٤] وقيل أنَّ النَّبي استأذن الله أن يستغفر لأمِّه ولكن الله لم يأذن له لأنها من أهل الشِّرك.
- وهناك من قال بل هم معذرون في الدُّنيا والله يمتحنهم في الآخرة، فإن أطاعوا فهم من أهل الجنة وإلَّا فهم من أهل النَّار.
مدة أهل الفترة
وقيل إنّ مدِّة فتور الوحي ما بين النَّبي محمد -عليه الصلاة والسلام- ودعوته وما بين عيسى -عليه السلام- ودعوته ستمئة سنة، وبهذا قال سلمان، في حين رجَّح الضَّحاك أنَّها أربعمئة سنة ونصف وثلاثين سنة، وقد اختُلف في هذه المدَّة على عدة أقوال يطول سردها.[٣٥]
أمثلة على أشخاص من أهل الفترة
ومن الأشخاص الذين وصل ذكرهم من أهل الفترة وقد أشاد بهم رسول الله وبأخلاقهم:
- حاتم الطائي الشاعر المشهور.[٣٦]
- قس بن ساعدة الذي اشتُهر بفصاحة اللسان.[٣٧]
- وبحيرا الرَّاهب الذي رأى النَّبوة في وجه النَّبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وكان عمره آنذاك اثنا عشر سنة.[٣٨]
المراجع
- ^ أ ب أحمد معمور العسيري، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إل عصرنا الحالي، صفحة 11-12. بتصرّف.
- ↑ ابن الدَّواداري، كنز الدرر وجامع الغرر، صفحة 66-67. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 59-67. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش ، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 78-85. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط للزحيلي، صفحة 1053. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط للزحيلي، صفحة 1056-1057. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن الأثير أبو الحسن، كتاب الكامل في التاريخ، صفحة 106-108. بتصرّف.
- ↑ النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، صفحة 107-113. بتصرّف.
- ↑ صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 167. بتصرّف.
- ↑ صالح المغامسي، تآملات قرآنية المغامسي، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ المقدسي المطهر بن طاهر، البدء والتاريخ، صفحة 63. بتصرّف.
- ↑ عبد الله بن محمد الغنيمان، شرح فتح المجيد للغنيمان، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ محمد الأمين الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي القرآن، صفحة 336. بتصرّف.
- ↑ حمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 187-192. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:89
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 158-159. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 240-241. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء، آية:85
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 252. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 254-260. بتصرّف.
- ↑ النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، صفحة 178-186. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 387-388. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 391-392. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 395. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 404-406. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 419-422. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 459-461. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 464- 465. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 466-478. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم الحمد، الطريق إلى الإسلام، صفحة 13-16. بتصرّف.
- ↑ محمد حسن عبد الغفار، شرح أصول اعتقاد أهل السنة للألكائي، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ محمد حسن عبد الغفار، شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، صفحة 13-16. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:15
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:578، أخرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه.
- ↑ صديق حسن خان، فتح البيان في مقاصد القرآن، صفحة 383. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 252. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 299. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية ط هجر، صفحة 298-299. بتصرّف.