محتويات
هل شعرت بالغثيان أو التقيؤ، وظهرت عليك أعراض الإصابة بالتسمم الغذائي؟ ما هي أسبابه؟ وما هي طرق علاجه؟ إليك التفاصيل.
من منا لا تجذبه رائحة الطعام الشهي، والأطباق المتنوعة، والغنية بالمأكولات اللذيذة. ولكن هل يتوقف الإستمتاع هنا؟ بضع ساعات كانت كفيلة بتغير الموازين، والشعور بالغثيان، مسبوقاً بالتعرق، وإنخفاض ضغط الدم، بجانب زيادة إفراز اللعاب.
حينها يحدث التقيوء بطرد محتويات المعدة قسراً، عن طريق الفم وأحيانا الأنف. فهل ما حدث هو نتيجة الإصابة بالتسمم الغذائي الذي تبع تناول بعض الأطعمة الفاسدة؟
التسمم الغذائي يمكن ان يحدث بسبب عدم تحمل بعض الأطعمة والشعور بالحساسية تجاه أصناف معينة. فكيف ستعرفون انكم مصابين بالتسمم الغذائي؟
وفق مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها، فإن الولايات المتحدة الأمريكية، تسجل سنوياً ما يقارب 76 مليون مريض، ويعود مصدر المرض لطبيعة الأغذية المتناولة، وكما يدخل المستشفى أكثر من 300,000 مريض.
وعلى الرغم من الأمراض المتعلقة بالأغذية، عادة ما تكون قصيرة وسهلة، فإنه يمكنها في بعض الأحيان، أن تشكل خطراً على الحياة.
إذ أن نحو 5000 شخص في الولايات المتحدة، يموتون كل عام بسبب الأمراض المنقولة إليهم عن طريق الأطعمة.
وليس من السهل دائماُ معرفة ما إذا كانت المشاكل المتعلقة بالأغذية، هي فعلاً بسبب التسمم الغذائي. فما مدى معرفتك بالتسمم الغذائي؟
ما هو التسمم الغذائي؟
التسمم الغذائي، هو مصطلح غير طبي، حسب ما ذكر بروفيسور الطب، والإختصاصي في الأمراض التلوثية في كلية الطب في جامعة كاليفورنيا في ديفيز، الدكتور جاي سولنيك.
إذ أشار بأن البكتيريا التي تواجدت في الطعام، هي التي سببت المرض. غير أن أكثر من 200 نوع من الكائنات الحية والسموم، يمكن أن تسبب التسمم الغذائي.
ومن الطبيعي أن نميز بين نوعين من التسمم وهما:
- التسمم الغذائي الناجم عن تناول الأغذية، التي تحتوي على السموم، والتي تنتجها بكتيريا معينة، بعد أن لوثت الطعام وتكاثرت فيه.
- النوع الثاني، التسمم الناجم عن الأمراض، والتي تحدث بسبب تناول طعام ملوث بالبكتيريا.
أطعمة توصف بأنها " عالية المخاطر"، وهي من تسبب التسمم الغذائي، حسب ما قال الدكتور دفيد بركهارت، من المركز الطبي في جامعة إنديانا في بلومنغتون.
حيث نشر مقالة علمية تتحدث عن هذا الموضوع. إذ أشار في المقالة المنشورة، بأن أطعمة "عالية المخاطر" تضم منتجات الألبان، والمأكولات البحرية النيئة، والبيض النيء، ولحم البقر، واللحم غير المطبوخ ولحوم الطيور.
إذ كثيراً ما تكون بعض هذه الأطعمة ملوثة، لتصيب متناوليها بالتسمم الغذائي.
ولمعرفة ما إن كنت قد أصبت بالتسمم الغذائي، لا بد ان تظهر عليك أعراض كمؤشرات لحدوث التسمم.
يذكر أن أعراض التسمم الغذائي متنوعة، لكنها عادة ما تشمل القيء، والإسهال وآلام البطن.
وقد يصاحب المريض ظهور الحمى، ولكن ليس دائماً، فبعض الأشخاص أحياناً قد تظهر لديهم الحمى، والبعض الآخر لا تظهر لديهم. غير أن آلام البطن الناتجة عن التسمم، يمكن أن تكون خفيفة أو شديدة.
ما الذي يسبب الغثيان والقيء؟
يقول الدكتور جاي سولنيك، بجانب عدد من الخبراء، بأن البكتيريا احياناً تتهم بأنها هي المسبب للإصابة بالتسمم الغذائي.
إذ علل سولنيك ذلك قائلاً: " يمكن للإنسان أن يعاني من عدم تحمل شيء معين" وعلى سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، يجدون صعوبة في هضم سكر اللاكتوز الموجود في الحليب. ولمن لديهم حساسية اتجاه مادة الجلوتين Gluten لا يمكنهم تحمل القمح.
ويمكن أن يكون هناك فيروس قد أصاب المعدة أوالجهاز الهضمي، مما أحدث تهيج، وإلتهاب في المعدة والأمعاء الناجمة عن التلوث.
ويقول عضو مجلس الإدارة الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة في مسيسيبي، الدكتور جيسون ديس: " أن التسمم الغذائي، والفيروسي في الجهاز الهضمي، لديهم نفس الأعراض، ولذا من الصعب التميز بين الحالتين".
كيف يمكنك معرفة الإصابة بالتسمم الغذائي؟
" في الكثير من الاحيان لا يمكن التأكد من الإصابة فعلاً بالتسمم الغذائي". هذا ما أكده الدكتور دفيد بركهارت، من المركز الطبي في جامعة إنديانا في بلومنغتون.
ولكن الأطباء حاولوا جاهدين، معرفة طريقة لفحص الإصابة بالتسمم الغذائي، ومعرفة المسبب الأول للإصابة.
على سبيل المثال، إذا بدأت الأعراض تظهر قبل الإنتهاء من تناول وجبة الطعام، وشعرتم بعدم الراحة في المعدة، سيكون من التخمين الجيد، بأن تفترضوا أنكم مصابون بتلوث جرثومي، نتيجة تناول أطعمة ملوثة.
ولكن إذا مرض فجأة كل الأشخاص الذين تناولوا الطعام من نفس المكان، فإن هذا يدلل على حدوث التسمم الغذائي.
كيف تعالج نفسك من التسمم؟
إذ أصبتم بالمرض أو الإسهال، بعد تناول أطعمة خفيفة، يمكنكم علاج أنفسكم بأنفسكم ، والإنتظار حتى تزول الأعراض، وهذا ما أكده الخبراء.
إذ يمكنكم خفض درجة حرارة أجسامكم من خلال تناول المسكنات.
ولكن ان كانت درجة حرارتكم عالية فينصح بالتوجه إلى الطبيب.
كما يجب تجنب إصابتكم بالجفاف، والإكثار من شرب السوائل. كما ينصح بأخذ رشفات متكررة من الماء، والحساء، والصودا غير المحلاة، أو العصير المخفف بالماء.
ويمكنكم أيضا شراء محاليل لمنع الجفاف دون وصفة طبية. والتي تحتوي على المزيج الصحيح من السكر، والملح، والمواد المغذية الأخرى، والتي يفقدها الجسم في حالة الإسهال أو التقيؤ.
وفي المقابل، يجب تجنب تناول المشروبات الرياضية، لعدم إحتوائها على توازن سليم من الشوارد.
متى يجب التوجه الى الطبيب؟
يجب التوجه للطبيب، في حال شعرتم بآلام في البطن الشديد، أو لم يتوقف القيء بعد تناول الطعام.
ومن يتعرض لخطر الإصابة بالجفاف عليه زيارة الطبيب، بما في ذلك كبار السن، والاطفال، وذوي الحالات الصحية الخاصة ممن يعانون مشاكل في القلب، والأمراض المزمنة.
وإذا كنتم تعانون من القيء والإسهال، بجانب شعوركم بالدوران أثناء محاولتكم الوقوف، حينها يجب زيارة الطبيب.
وهناك أسباب أخرى تستدعي التوجه الى الطبيب:
- ظهور أعراض عصبية، مثل الخدر.
- اذا أصبتم بحمى، ووصلت درجة حرارتكم 40 درجة، ولا يمكنكم تخفيض الحرارة بواسطة المسكنات.
- وجود الدم في اللعاب، أو البراز، أو القيء، والذي يستمر لأكثر من بضعة أيام.
- الإسهال الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام أو أكثر.
التسمم الغذائي هو خطر حقيقي يجابه الصحة العامة. فإن كنتم من الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض بعد رحلة، أوزيارة إلى مطعم، أو تناول الطعام المشوي، أخبروا الطبيب بذلك، ومن المهم إبلاغ وزارة الصحة، لتتمكن من فحص المطعم، أو موردي المواد الغذائية.
وقد يطلب الطبيب منكم عينة من البراز، لفهم ما هي الكائنات المسؤولة عن إحداث التسمم لديكم.
وإذا أصبتم بالتلوث البكتيري، وحالتكم توصف بالخطيرة، فقد يصف لكم الطبيب المضادات الحيوية.
ولكن في كثير من الأحيان، فإن الطبيب لا يقدم لكم المضادات الحيوية، لأنه يمكنكم التعافي في غضون بضعة أيام دون علاج. ومعظم أنواع التسمم الغذائي تشفى من تلقاء نفسها، ويمكنكم أن تتوقعوا حدوث الشفاء في غضون أيام قليلة.