التشريح العضلي للجسم
يُكوّن جسم الإنسان من مجموعة من العضلات التي تدعمه في أداء العديد من وظائفه الحركيّة، إذ يُكوّن الجسم ممّا يُقارب 650 عضلة تُقدّم الدِعامة، وتُشارك في العديد من الأفعال الأُخرى؛ مثل: المشي، والتكلم، والوقوف، والأكل، والكثير من الأعمال الأُخرى اليوميّة التي يُمارسها أي شخص، وهي أيضًا إضافةً إلى كُلّ ما سبَق تُساهم في الحفاظ على دورة الدم، والمواد الأُخرى الضروريّة للجسم بشكل مُنتظم، وترتبط العضلات بالعِظام وتُساهم بشكلٍ واضح في أداء حركات الأطراف؛ كالذراعين والساقين ممّا يُتيح لكّل منها أداء وظائفها بشكل سليم.[١][٢]
أنواع العضلات في الجسم
يُمكن تصنيف العضلات في الجسم إلى ثلاثة أنواع رئيسة:[٣]
- العضلات الهيكليّة، إذ يصِل تِعداد هذا النوع من العضلات إلى ما يُقارب 600 عضلة؛ أي إنّها تُعادل 40% من وزن الجسم، وهي مسؤولة بشكل رئيس عن الحركة في الجسم، ويرتكز مبدأ عملها على إرسال الجهاز العصبي سلسلة من السيّلات العصبيّة إلى العضلة المعنيّة بالحركة، ليؤدّي ذلك إلى انقباضها ثمّ تحريك الهيكل العظمي باتجاه الهدف، وتُعدّ هذه الإشارات العصبيّة لا إراديّة، وعلى الرغم من ذلك فهي تحتاج إلى جُهد ووعي عند تنفيذها.
- عضلة القلب، إذ تُعدّ هذه العضلة لا إراديّة الحركة على الإطلاق، ويُكوّن هذا النوع من العضلات جُدران القلب ليوّفر نبضات دوريّة مُنتظمة لضّخ الدم في كافّة أنحاء الجسم نتيجة استقبال الإشارات العصيّة من الدماغ، إضافةً إلى أنّ هذا النوع من العضلات يتميّز بقدرته على خَلق نبضات كهربائيّة في جدران القلب، وهي المسؤولة عن الانقباضات في عضلة القلب، إلّا أنّ انقباضات القلب لا تقع تحت تأثير هذه العضلات فقط، فمن الممكن أن تؤثّر الهرمونات والمُحفّزات العصبيّة القادمة من الجهاز العصبي في نبضات القلب، ومن الأدلّة على ذلك تسارُع نبضات القلب عند الشعور بالخوف.
- العضلات الملساء، إذ تُشكّل العضلات الملساء الجُزء الداخلي للأعضاء المُجوّفة الموجودة في الجسم؛ مثل: تجاويف الممرّات التنفسيُّة، والأوعية الدمويّة، وتتميّز بحركتها المموّجة لتتناسب مع وظيفتها في سحب الأشياء عبر هذه التجاويف؛ كقطَع الطعام داخل المعدة، أو البَول داخل المثانة. وتُشبه العضلات الملساء تلك القلبيّة في طبيعة حركتها، إذ إنّها تُعدّ لا إراديّة الحركة، وتستجيب للإشارات والمُحفّزات العصبيّة.
وتتحرّك العضلات بشكل عام نتيجة إحداث الإشارات العصبيّة تغييرًا كهربيًّا على جدران الخلايا العضليّة.
وظائف العضلات في الجسم
تُساهم عضلات الجسم في أداء العديد من الوظائف في الجسم، ومن أهمّها:[٤]
- الحركة، تؤمّن العضلات حريّة الحركة للجسم من خلال انقباضها، وتلاحَظ هذه الحركات من خلال العضلات الكبيرة في الجسم، وتشتمل على المشي، والركض، والسباحة، إضافة إلى بعض الحركات الأُخرى التي تتطلّب جهدًا أقل من العضلات؛ مثل: الكتابة، والتكلُّم، وأداء تعابير الوجه.
- الثبات، تُعزّز الأوتار التي تربط العضلات بمعظم المفاصل ثباتها، إذ يُعدّ كُل من مفصلي الركبة والكتف من أكثر المفاصل التي تلعب أوتار العضلات فيهما دورًا مهمًّا وحسّاسًا في الثبات. إضافة إلى أنّ بعض العضلات المحوريّة الأٌخرى كتلك الموجودة في البطن، والظهر، والحوض تُساعد في تثبيت الجسم أثناء أداء بعض الواجبات؛ مثل: رفع الأوزان.
- الحِفاظ على وضعيّة ثابتة للجسم أثناء الجلوس أو الوقوف.
- المُساهمة في الحِفاظ على الدورة الدمويّة من خلال العضلات القلبيّة التي تُؤمّن انقباض القلب المستمر، ممّا يسمح بضّخ الدم إلى الجسم بشكل مُنتظم، إضافةً إلى أنّ العضلات الملساء التي تُغلّف الأوعية الدموية -كالشرايين والأوردة- تلعب دورًا مهمًّا آخر في تسهيل إيصال الدم إلى مختلف أنحاء الجسم.
- التنفُّس، إذ يشتمل التنفُّس على استخدام عضلة الحجاب الحاجز الواقعة إلى الأسفل من الرئتين، التي يساعد انقباضها في ملء الرئتين بالهواء ثم دفعه خارجهما بعد انبساطهما.
- الهضم، إذ تساهم العضلات الملساء الموجودة في التجويف المَعدي المعوي في التحكُّم بمرور قطع الطعام أثناء انقباضها بدءًا من الحنجرة انتهاءً بفتحة الشّرج، ذلك من خلال حركة موجيّة، ممّا يدفع بالطعام باتجّاه المعدة بعد دخوله من الفم.
- التبوُّل، يُكوّن جهاز التبول من العضلات الملساء والهيكليّة، بما في ذلك الأعضاء التالية: المثانة، والكُلى، والقضيب، أو المهبل، والبروستات، والحالب، أو الإحليل. وغالبًا ما تعمل العضلات والأعصاب سويًّة في جهاز التبول لإمساك البَول وإطلاقه.
- الولادة، تُساعد العضلات الملساء الموجودة في الرحم أثناء انقباضها وانبساطها في عمليّة الولادة عبر دفع الطفل من المهبل.
- النَظَر، تُساهم العضلات المُحيطة في العين في التحكم بحركات العين، بالتالي الحِفاظ على صورة ثابتة، وتتبُّع الأشياء المُتحرّكة، وإتاحة تغطية جيّدة لمدى الرؤية في المناطق المُحيطة بمحور العين.
- حماية الأعضاء الداخليّة.
- تنظيم درجة حرارة الجسم، إذ تُساعد في توليد حرارة الجسم من خلال انقباض العضلات، وغالبًا ما تزيد العضلات الهيكليّة من درجة حرارة الجسم عند انخفاضها لدرجة أقل من الحدّ الطبيعي.
المَراجع
- ↑ Kim Ann Zimmermann (2016-3-11), "Muscular System: Facts, Functions & Diseases"، livescience, Retrieved 2019-4-23. Edited.
- ↑ "Muscular System", biologydictionary, Retrieved 2019-5-7. Edited.
- ↑ Healthline's Medical Network (2015-2-4), "Muscular"، healthline, Retrieved 2019-5-7. Edited.
- ↑ Lana Burgess (2018-4-25), "What are the main functions of the muscular system?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-5-7. Edited.