التشنج الليلي عند الأطفال

كتابة:
التشنج الليلي عند الأطفال


ما هي الحالات المرضية التي تسبب تشنج الطفل ليلًا؟

يعاني بعض الأطفال من نوبات تشنج أثناء النوم، وقد يخلط العديد من الأهل بين هذه النوبات وبين نوبات الصرع، وعلى الرغم من التشابه بينهما إلا أنّ أسباباً مرضية أخرى بجانب الصرع قد تؤدي إلى حدوث هذه التشنجات، من أهمها:


الصرع (Epilepsy)

يعرف الصرع بأنّه اضطراب عصبي يصيب الدماغ والجهاز العصبي يتسبب بحدوث نوبات تبدأ من الدماغ. يتكون الدماغ من ملايين الخلايا العصبية التي تنقل الإشارات الكهربائية لمختلف أنحاء الجسم للقيام بالوظائف الحيوية المطلوبة، وأي تعطل في مسار هذه السيالات العصبية قد ينتج عنه ما يسمى بنوبة الصرع. وقد تحدث هذه النوبات عند الأطفال بسبب إصابة في الدماغ قد تكون نتيجة:[١]

  • مشاكل في الولادة.
  • حدوث ضربة قوية للرأس.
  • حدوث التهاب شديد في الدماغ مثل السحايا.
  • في بعض الحالات قد يكون ناجم عن عوامل وراثية.


الرمع العضلي أثناء النوم (Sleep myoclonus)

يمكن وصف الرمع العضلي بحدوث رعشة أو اهتزاز غير إرادي في العضلات (وعادة لا تشمل عضلات الوجه)، وعندما تصيب هذه الحالة الأطفال الرضع أثناء النوم فهي طبيعية تمامًا ولا تؤدي إلى إيقاظ الرضيع من نومه. وتحدث عادة في بداية مرحلة النوم وقد تستمر لفترة 30 دقيقة بعد ذلك، وتختلف في حدتها أو تكرارها بين طفل أو أخر لكنها لا تدعو إلى القلق ويمكن إجراء فحص بسيط للتأكد من أنها لا تنطوي على نوبات صرع وذلك عن طريق إيقاظ الطفل أثناء الرعشة، فإذا توقفت تلك الرعشة هذا دليل أنها ليست نوبة صرع.[٢]


الخطل النومي (Parasomnias)

ويعرفالخطل النومي بأنه أحد اضطرابات النوم التي تُحدِّث تصرفات غير طبيعية أثناء النوم ويكثر حدوثه عند الأطفال أكثر من الكبار، ويحدث في أي مرحلة من مراحل النوم المختلفة وحتى مرحلة الاستعداد للنوم أو الاستيقاظ. ويحدث عادة عند الأطفال لأن دورة النوم والاستيقاظ لديهم تكون غير مكتملة، مما يعني أن الحدود بين مرحلتي النوم والاستيقاظ لا تزال في مرحلة التطوُّر، مما ينتج عنه دمج بين حالتي الادراك وعدمه. وتتلاشى هذه الحالة عند معظم الأطفال عند استمرار نموه ووصوله لمرحلة المراهقة. وعلى الأباء الانتباه أن مثل هذه الاضطرابات تحدث عند الإطفال دون قصد أو وعي، مما يلزم البحث عن علاج عند طبيب مختص والتعامل مع الطفل دون عصبية مع عدم وضع ضغط نفسي على الطفل لما له من تأثير سلبي على الحالة.[٣]


ضرب الرأس (Head banging)

تظهر هذه الحالة عند الأطفال الرضع عند الشعور بالنعاس أو حتى الإستغراق بالنوم وتعتبر من الأمور المعتادة وغير مؤذية عند الأطفال بشكل عام وعادة ما تختفي خلال سنوات الطفل الأولى، ولا تعدّ مؤشر لمشكلة إلا في حالات نادرة. وتتميز الحالة بحركات متكررة ومتتابعة للرأس وقت النوم أو خلال النوم تعتمد على وضعية الطفل فإذا كان مستلقيًا على السرير يبدأ بلف الرأس لوحده أو مع الجزء العلوي من الجذع وضربه مجددًا بالسرير، أما إذا كان جالسًا فقد يبدأ بضرب رأسه في حافة السرير أو الحائط. وقد تدوم هذه الحالة لفترة 15 دقيقة أو أقل بحيث يفصل لحظات بين كل ضربة. ويمكن للطفل أثناء النوبة الاستماع للأهل والتوقف إذا طُلب منه، لكن سرعان ما يعود إذا توقف الصوت. ولكن كما أسلفنا سابقا لا تعدّ نوبات ضرب الرأس مشكلة بحد ذاتها إذ إنّها تختفي مع مرور الوقت، ويقتصر دور الأهل على الانتباه من عدم حدوث أضرار أو جروح عند الطفل، ومحاولة الكلام معه عند بدء النوبة مما يساعده على التوقف.[٤]


إغماء متشنج (Convulsive syncope)

ويتميز بحدوث فقدان للوعي يتبعه تشنجات واضطرابات حركية أخرى مثل حركة سريعة في العينين أو دوران الرأس أو ثني للأطراف العلوية، وقد يعض بعض الأطفال طرف اللسان، وقد يفقدوا السيطرة على المثانة. وقد يعاني الطفل من أعراض بعد النوبة تتمثل في ذهول وارتباك. ولمعرفة أسباب الإغماء المتشنج يجب مراقبة الطفل للتأكد من حدوث أعراض سابقة للحالة كالدوخة، أو ضبابية وعدم وضوح الرؤية، أو التعرق، أو اضطرابات في السمع، أو ضعف في الأطراف السفلية. كما يجب التأكد من عدم ارتباط الحالة بممارسة التمارين الرياضية قبل النوم لاستبعاد مشاكل أخرى مثل عدم انتظام دقات القلب أو متلازمة كيو تي الطويلة (long QT syndrome).[٢]


نوبات حبس النفس (Breath-holding spells)

قد تتشابه نوباتحبس النفس مع حالات الإغماء المتشنج، إلا أنها قد تؤدي إلى نوبة من فقدان الأكسجين عند بعض الأطفال والرضع خصوصًا بعد البكاء المستمر، لذلك ينصح الأطباء بإجراء فحص دم للطفل الذي يعاني من هذه الحالة لاستبعاد فقر الدم بسبب نقص الحديد.[٢]


ما هي مخاطر تشنج الطفل ليلًا؟

على الرغم من الخوف الذي قد يتملك الأهل عند حدوث تشنج ليلي للطفل، إلا أن الحالات قد لا تكون مؤلمة أو ينطوي عليها خطر حقيقي، إلا أن أكثر المخاطر التي قد ترتبط بها:[٥]

  • حدوث النوبات بشكل مفاجئ مما قد يولد إحساس بالرعب أو الخوف الشديد لدى الطفل أو الوالدين.
  • قد ينتج عن بعض النوبات عدم السيطرة على الطفل مما قد يؤدي إلى مشاكل أخرى كسقوط الطفل أو إحداث ضربات أو جروح.
  • في بعض الأحيان قد تكون النوبات لها أثر نفسي غير محبب لدى الطفل لما قد يشعر به من خجل في حال وجود أشخاص اخرين وقت حدوث النوبة.
  • قد تحمل بعض نوبات الصرع مخاطر على الطفل خصوصًا إذا كانت متتابعة ومتكررة بشكل كبير، لذلك يُنصح بمراجعة طبيب مختص عند زيادة عدد النوبات وعدم القدرة على السيطرة عليها.



كيف يمكن التعامل مع تشنج الطفل ليلًا؟

يعتمد التعامل الصحيح مع نوبات التشنج الليلي عند الأطفال بمعرفة السبب لهذه النوبات ونوعها والعوامل الصحية الأخرى للطفل، حيث يختلف العلاج باختلاف نوع النوبة، ومن أهم الإجراءات التي قد يقوم بها الوالدين:[٦]

  • الابتعاد عن محفزات النوبات كاضطرابات النوم.
  • الحفاظ على نوعية غذاء صحية قليلة الكربوهيدرات.
  • في حال كانت النوبة بسبب الصرع أو الرمع العضلي يجب استشارة الطبيب لإعطاء دواء مناسب لعلاج التشنجات.




المراجع

  1. "Epilepsy in childhood", epilepsysociety.org.uk, 1/1/2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت Brain Center, D. Jurriaan M. Peters, "Seizure or not? Non-epileptic paroxysmal events in pediatrics", notes.childrenshospital.org, Retrieved 16/3/2021. Edited.
  3. Kirsten Nunez (10/2/2020), "What You Need to Know About Parasomnias", www.healthline.com, Retrieved 16/3/2021. Edited.
  4. Eric Suni (9/10/2020), "Babies and Head Banging at Night", www.sleepfoundation.org, Retrieved 16/3/2021. Edited.
  5. Dan Brennan, (19/7/2019), "Seizures in Children", www.webmd.com, Retrieved 16/3/2021. Edited.
  6. Zawn Villines (31/10/2019), "Nocturnal seizures: Everything you need to know", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 16/3/2021. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×