محتويات
التعريف بالإمام أبي داود
نسب الإمام أبي داود
هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شدّاد بن عمرو بن عمران الأزديّ السجستاني، وُلد أبو داود بسجستان سنة اثنتين ومئتين من الهجرة، كان إمام أهل الحديث في عصره، وهو صاحب كتاب السنن في الحديث أحد الكتب الستة المعتمدة في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، قال الإمام الذهبي في كتاب سير أعلام النبلاء واصفاً أبي داوود: "الإمام، شيخ السنة، مقدّم الحفّاظ، مُحدّث البصرة".[١][٢]
طلبه للعلم والحديث
كان الإمام أبو داود محبًّا للعلم، نشأ منذ صغره على طلب الحديث الشريف وتدوينه، فكان صبياً نجيباً، تتلّمذ على يد الإمام البخاري وتأثّر به وبأسلوبه؛ فأفاد منه ومن مسلكه في طريق العلم، وأخذ العلم أيضاً عن الإمام أحمد بن حنبل، فكان يتشبّه به وبهديه وسِمته، رحل في طلب العلم والحديث إلى الحجاز والعراق وخراسان والشام ومصر وغيرها من البلاد، وكان متّبعاً للسنة والهدي النبوي الشريف في حياته؛ فكان ورعًا ناسكًا، قال ابن خلكان عنه: "كان في الدرجة العالية من النُّسك والصلاح".[٣][١]
شيوخ الإمام أبي داود
تتلّمذ الإمام أبو داود على يد كثيرٍ من علماء الحديث في الحجاز والشام ومصر والعراق والجزيرة والثغر وخراسان وغيرها من البلدان آنذاك، وسمع منهم وروى عنهم حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، يُذكر منهم:[٣]
- مسلم بن إبراهيم.
- عبد الله بن مسلمة القعنبي.
- عبد الله بن رجاء.
- أبو الوليد الطيالسي.
- أحمد بن يونس.
- أبو جعفر النفيلي.
- أبو توبة الحلبي.
- سليمان بن حرب.
تلاميذ الإمام أبي داود
كان للإمام أبي داود تلاميذ كثر تتلّمذوا على يديه ورووا عنه حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، أشهرهم: الإمام الترمذي، والإمام النسائي، وابنه الإمام أبو بكر بن أبي داود، ويُذكر من تلاميذه أيضًا:[٣]
- أبو عوانة.
- أبو بشر الدولابي.
- علي بن الحسن بن العبد.
- أبو أسامة محمد بن عبد الملك.
- أبو سعيد بن الأعرابي.
- أبو علي اللؤلؤي.
- أبو بكر بن داسه.
- أبو سالم محمد بن سعيد الجلودي.
- أبو عمرو أحمد بن علي.
سنن أبي داود
سنن أبي داود من أهم كتب الحديث؛ فهو أحد الكتب الستة المعتمدة عند أهل العلم والحديث، وقد أطلق بعض العلماء على كتاب السنن لفظ الصحاح، ومن ذلك ما قاله ابن السبكي عن سنن أبي داود: "وهي من دواوين الإسلام، والفقهاء لا يتحاشون من إطلاق لفظ الصحاح عليها وعلى سنن الترمذي، ولا سيما سنن أبي داود"، وتقتصر سنن أبي داود على ذكر أحاديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كما هو منهج كتب السنن الأخرى، ولا يذكر فيها شيءٌ من الآثار، وتتعلّق مواضيع تلك الأحاديث بالأحكام، وقد رتّبت على أبواب الفقه، قال الإمام أبو داود في رسالته التي كتبها لأهل مكة واصفًا كتابه السنن: "وإنّما لم أصنف في كتاب السنن إلّا الأحكام، ولم أصنف كتب الزهد وفضائل الأعمال وغيرها"، وقد أثنى كثيرون من العلماء على السنن، ومن ذلك الثناء قول الإمام أبو حامد الغزالي عن السنن: "إنّها تكفي المجتهد في أحاديث الأحكام"، وكذلك ما قاله ابن القيم: "لما كان كتاب السنن لأبي داود -رحمه الله- من الإسلام بالموضع الذي خصّه الله به، بحيث صار حكماً بين أهل الإسلام، وفصلاً في موارد النزاع والخصام، فإليه يتحاكم المنصفون، وبحكمه يرضى المحققون، فإنّه جمع شمل أحاديث الأحكام، ورتّبها أحسن ترتيبٍ ونظمها أحسن نظامٍ، مع انتقائها أحسن انتقاء، واطراحه منها أحاديث المجروحين والضعفاء".[٤]
شروح السنن
اعتنى الكثير من العلماء بشرح ودراسة سنن الإمام أبي داود والتعليق عليها، يُذكر من تلك الشروحات:[٤]
- معالم السنن لأبي سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي.
- مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود لجلال الدين السيوطي.
- فتح الودود على سنن أبي داود لأبي الحسن السندي.
- العد المودود في حواشي أبي داود للمنذري.
مصنفاته
لم يقتصر الإمام أبو داود في تصنيفه ومؤلفاته على السنن، بل كانت له عدة مصنفاتٍ وكتبٍ جُلّها في الحديث الشريف وعلومه، وصنف- رحمه الله- في علوم القرآن كالناسخ والمنسوخ، وكذلك في الزهد والفقه، والعقيدة وغيرها من العلوم، وفيما يأتي ذكر بعضٍ من مؤلفاته -رحمه الله-:[٤]
- المراسيل.
- مسائل الإمام أحمد.
- الناسخ والمنسوخ، ونقله البغدادي بمسمّى: ناسخ القرآن ومنسوخه.
- كتاب الزهد.
- كتاب القدر.
- دلائل النبوة.
- أخبار الخوارج.
- فضائل الأنصار.
المراجع
- ^ أ ب الشيخ صلاح نجيب الدق (23/3/2016)، "الإمام الحافظ أبو داود السجستاني"، الالوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
- ↑ [الذهبي، شمس الدين]، كتاب سير أعلام النبلاء ط الرسالة، صفحة 203. بتصرّف.
- ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين (2017\3\22)، "ترجمة الإمام أبو داود "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت د. محمد بن لطفي الصباغ (26/1/2007)، "أبو داود - حياته وسننه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.