التعلم التعاوني من منظور إسلامي

كتابة:
التعلم التعاوني من منظور إسلامي

مفهوم التعلم التعاوني

إنَّ معنى التَّعلُّم حسب معجم المعاني في اللغة العربية هو المعرفة والإتقان، ويُقال فلانٌ تعلَّمَ علومًا جديدةً أي اكتسبها وفهمها وأتقنها،[١] وأمَّا التَّعلم التعاوني فهو أحد طرائق التَّعليم الحديثة المُتَّبعة في التَّحصيل العلميِّ مع مُختَلف الأعمار، ويهدف التَّعلم التَّعاونيُّ إلى وصول الطُّلاب إلى مراحل متقدمة في سَلَّم التَّعليم، والتي تتمثل بالتَّحليل والتركيب والتقييم والتقويم، وغالبًا ما يترك التَّعلم التَّعاونيُّ أثرًا طيبًا في الطلاب من خلال نتائجهم العمليَّة وسلوكيَّاتهم، وغاية الفرد حينها ليست فقط السعي لنجاحه وحده وإنّما السعي لنجاحه مع رفاقه؛ لأنَّ لذلك أثر في نجاح المجموعة بأكملها، والتَّعاون في التَّعليم أو غيره ليس وليد الدِّراسات الحديثة فقط، بل حضَّ الإسلام على ذلك في غير ما مقامٍ، وسيقف هذا المقال للتفصيل في التعلم التعاوني من منظور إسلامي.[٢]

التعلم التعاوني من منظور إسلامي

وبعد الوقوف على التعلم التَّعاوني من النَّاحية التَّعليميَّة التَّربوية، لا بدَّ من الوقوف عليه من النَّاحية الشَّرعيَّة الإسلاميَّة، وأمَّا التَّعاون من المنظور الإسلاميِّ فهو من الأمور المُحبَّبة في الشَّريعة والتي حُضَّ عليها في الكتاب والسُّنة وأقوال العلماء، وقد بيَّن ابن عثيمين -رحمه الله- أنَّ التَّعاون هو المساعدة والتَّعاضد في سبيل إقامة الخيرات والتَّحذير من الشرِّ والمُنكرات، وقد قال تعالى في كتابه العزيز في سورة التوبة: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[٣] فحضَّ الدين على التَّعاون في الخيرات ومن أهمِّها تعاون المسلمُ مع أخيه المُسلمِ على طلب العلم؛ إذ في ذلك رقيُّ المُجتمع وتقدمه والنُّهوض به، وقد حذَّر النَّبي -عليه الصلاة والسلام من كتم العلم فقال عليه الصلاة والسلام فيما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه: "من سُئِل عن علمٍ يعلمُه فكتمَهُ ألجمَهُ اللهُ بلِجامٍ من نارٍ"[٤] وتتجلَّى صور التَّعاون بين الصحابة -رضوان الله عليهم- في طلب العلم واكتسابه في مقامات كثيرة، فذاك عمر بن الخطَّاب يتحدَّث عن تعاونه مع الصَّحابي الجليل أوس بن الخولي في تبادلهما للعلم فكان لا يسمع أوسٌ شيئًا في غياب عمر إلا ويُحدِّث عمرًا به، ولا يسمع عمرٌ شيئًا في غياب أوس إلا كان مثل ذلك، إذ من حقِّ المُسلم على أخيه المُسلم أن يسعى في حاجته ويُساعده ويكون عونًا له سواءٌ في التَّعليم أو في مختلف قضايا الحياة، وفي ذلك بيانٌ لأهمية التعاون والتعلم التعاوني من ناحية الشريعة الإسلامية، والله هو أعلى وأعلم.[٥]

أهمية التعلم التعاوني

وبعد أن تبيَّن معنى التعلم التعاوني وكيف تجلَّى ذلك المفهوم من المنظور الإسلاميِّ، لا بدَّ من الوقوف على أهميَّته، وما الآثار التي من الممكن أن يتركها بالنسبة إلى الفرد والجماعة، خاصَّةً أنَّه واحدٌ من أهمِّ استراتيجيَّات التَّعليم في العصر الحالي، وفيما يأتي سيكون ذلك:[٦]

  • إنَّ من أهمِّ ما تمتاز به طريقة التَّعلم التَّعاوني هو تمليك الطُّلاب القدرة على الحوار والمُناقشة واتخاذ القرارات ضمن إطار العمل الجماعي.
  • تمنح الطّريقة التعاونية في التَّعليم القدرة على الانسجام مع الآخرين والاستماع إلى آرائهم وأفكارهم وتبادل الخبرات معهم.
  • من أهم الفوائد التي يحملها التعلم التعاوني على الطلاب هو رؤية الأمور من منظور الآخرين، وليس فقط من منظور المرء وحده.

المراجع

  1. "تعريف و معنى تعلم في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
  2. "التعلم التعاوني وطرائق تطبيقه"، www.researchgate.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
  3. سورة التوبة، آية:71
  4. رواه السفاريني الحنبلي، في شرح كتاب الشهاب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:62، حديث صحيح.
  5. "خطبة عن فضل التعاون في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
  6. "المحاضرة الثامنة"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-26. بتصرّف.
3819 مشاهدة
للأعلى للسفل
×