التغلب على القلق لدى النساء أفضل من الرجال

كتابة:
التغلب على القلق لدى النساء أفضل من الرجال

هناك اشخاص يظهرون قدرة سريعة على التكيف لحالات الضغط والتغلب على القلق، في حين أن البعض الآخر يرد بخوف كبير الذي قد يسبب له اضطرابات بدنية ونفسية.

هل طريقة تعامل الناس مع حالات التوتر والتغلب على القلق والضغط ترتبط أيضا بجيناتهم؟ وهل للجينات المختلفة تأثيرات مختلفة على الرجال والنساء؟ بحث أجري مؤخرا يشير إلى أن الجواب على كلا السؤالين هو نعم.

هناك اشخاص يظهرون قدرة سريعة على التكيف لحالات الضغط والتغلب على القلق، في حين أن البعض الآخر يرد بخوف كبير الذي قد يسبب لهم اضطرابات بدنية ونفسية. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن طريقة رد الدماغ والجسم وتكيفهما لحالات التوتر الحاد هي أمر بالغ الأهمية على الصحة. يدعي تقرير منظمة الصحة العالمية الذي نشر مؤخرا  أنه في السنوات ال 20 المقبلة سوف يكون التوتر هو مسبب الوفاة الثاني في جميع أنحاء العالم.

يعتقد أن للشفرة الوراثية دور مركزي في تكوين ردود الفعل المختلفة عند الانسان لحالات التوتر. يقدر الباحثون أن العامل الوراثي يحدد بنسبة 62٪ مستوى هرمون التوتر (الكورتيزول) في الجسم. ولكن حتى الآن فقط عدد قليل من الدراسات أظهر دور لعوامل جينية معينة في ردود الانسان على حالات التوتر. والتغلب على القلق.

في محاولة للكشف عن القاعدة الجينية للتعامل مع التوتر، أجرى الباحثون تجربة مخبريه - اجتماعية التي تم وضع المشاركين فيها أمام مواقف واختبارات مجهدة التي صممت لتسبب لهم التوتر. في التجربة، فحص الباحثون مستوى الكورتيزول في الغدة اللعابية لدى حوالي 100 طالب وطالبة. لهذا الغرض، استخدم الباحثون اختبار الذي يقيس التغيرات في هرمون الكورتيزول ويسمح للباحثين بتقييم رد فعل الجسم لحالات الإجهاد المتغيرة.

في هذه التجربة طلب من الطلاب لعب دور شخص متقدم لمقابلة للحصول على وظيفة والذي يوجد لديه خمس دقائق فقط لإقناع الشخص المشغل بقبوله للوظيفة. وقد أجريت المقابلة أمام الميكروفون والكاميرا وأمام ثلاثة قضاة صارمين. في المرحلة الثانية من التجربة، طلب من المشاركين العد التنازلي بصوت عال من -1687 بمضاعفات ال- 13، بسرعة وبدقة. في حال أخطأ المشارك فيطلب منه البدء بالعد مرة أخرى من جديد.

بالإضافة إلى قياس مستوى الكورتيزول، فقد تم أخذ عينات لعاب من المشاركين للتعرف على الجين BDNF (عامل تَغْذَوِيٌّ عَصَبِيّ Neurotrophic الذي يتم انتاجه في الدماغ). هذا الجين يشارك في نمو وتمايز خلايا المخ. وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات كيف انه في حالات التوتر والإجهاد الشديدين يقل نشاط هذا الجين في الجسم وكيف يعود الى مستوى نشاطه الأصلي بواسطة أخذ الدواء المضادة للاكتئاب للتغلب على القلق.

من نتائج الدراسة التي نشرت مؤخرا في مجلة Psychoneuroendocrinology يتبين أنه لدى الرجال الذين يحملون متغير معين للجين (Val/Va بدلا من Val/Met)  تم قياس مستويات أعلى من الكورتيزول ولذا فهم أظهروا رد فعل أقوى للضغط الاجتماعي. على نحو مفاجئ، فلدى النساء اللاتي حملن نفس المتغير تم قياس مستويات أقل من الكورتيزول. وفقا للنتائج، يمكننا القول أن الرجال عموما أظهروا في التجربة توترا أكبر من النساء.

تظهر الدراسة أهمية معرفة التركيب الجيني للفرد في حل المسائل المتعلقة بالاختلافات بين الجنسين. تساهم الدراسة أيضا في رؤى جديدة حول كيف أن الاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية - العصبية قد ينجم عن مزيج من الحياة المليئة بالتوتر والعوامل الوراثية. باختصار, يقول الباحثون أن الدراسة تشير إلى أن النساء مع الجين BDNF بصيغة Val/Met والرجال مع Val/Va قد يتضررون بشكل أكبر نتيجة للتوتر الاجتماعي.

4075 مشاهدة
للأعلى للسفل
×