التكنولوجيا المتقدمة والاكتشاف المبكر لسرطان الثدي

كتابة:
التكنولوجيا المتقدمة والاكتشاف المبكر لسرطان الثدي

وسط الزيادة وارتفاع عدد المصابات بسرطان الثدي الا هناك امل في التقدم التكنولوجي الذي يساعد في التشخيص المبكر وكذلك في العلاج.

التصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام - Mammogram) ثلاثي الأبعاد، والموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد، والخزعة تحت إرشاد الرنين المغناطيسي، وأجهزة التكنولوجيا المتقدمة المطورة في السنوات الأخيرة تساعد على اكتشاف وعلاج سرطان الثدي في مراحله المبكرة لتقدم حلولا كبيرة ومريحة للمرضى!

يتسارع المعدل الذي ينمو به سرطان الثدي كل عام وهو واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا، بالرغم من هذا الجانب المحبط، إلا أن هناك بعض الأخبار الطيبة أيضا؛ فبالرغم من زيادة معدل الإصابة بسرطان الثدي، إلا أن معدل الوفيات المرتبط بسرطان الثدي انخفض، كما أن التشخيص المبكر للمرض يساعد جدًا في العلاج بشكل أفضل.

فالأجهزة التكنولوجية المتقدمة المستخدمة في اكتشاف وعلاج سرطان الثدي تلعب دورًا أساسيًا في هذا التطور الجيد. الدكتور Gül Esen İçTen أخصائي الأشعة بمستشفى Acibadem Maslak يقدم معلومات عن بعض أجهزة التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في اكتشاف وعلاج سرطان الثدي ومميزاتها: 

التصوير الشعاعي للثدي ثلاثي الأبعاد 

التصوير الشعاعي للثدي ثلاثي الأبعاد هو واحد من أحدث وأهم التجهيزات المقدمة من التكنولوجيا المتقدمة، فعليًا هو عبارة عن تصوير شعاعي رقمي، فالجهاز نفسه وطريقة التقاط الصورة متشابه جدًا مع (الماموجرام - Mammogram) العادي. 
كيف يتم تطبيقه؟ أثناء إطلاق الأشعة، تتحرك أنبوبة الأشعة السينية بداخل الجهاز من اليمين إلى اليسار، ويتم أخذ سلسلة من الصور من قطاعات مختلفة للثدي بسمك 1 ملليمتر من خلال استخدام جرعة قليلة جدًا من الإشعاع، الجرعة الكلية للإشعاع التي يتم تلقيها في هذه العملية تكافئ الجرعة التي يتم تلقيها في الماموجرام الطبيعي، ويجب تنفيذ الماموجرام ثلاثي الأبعاد مع الماموجرام الطبيعي.

ما هي ميزات هذا التصوير؟

تشمل الآتي:

  • أصبح من الأسهل اكتشاف السرطان: نسيج الثدي المكون من نسيج داعم من الدهون ونسيج الغدة اللبنية يمكن أن يخفي نسيجا سرطانيا. خاصة إذا كان نسيج الغدة اللبنية والنسيج الداعم زائدا (ثديان كثيفين)، فإن الكتل السرطانية يمكن أن تختفي خلف هذا النوع من النسيج. من الجانب الآخر ، يمكن أن يحدث العكس تماما عندما تتزاحم أنسجة الثدي مع بعضها لتسبب مظهرا يشبه السرطان، ولكنه ليس سرطانا. التصوير الشعاعي للثدي ثلاثي الأبعاد غير محدود على صورة ثابتة واحدة، ولكن يمكنه الحصول على سلسلة من الصور للثدي. لذلك فإن خطر التشخيص الخاطئ يقل كثيرا. 
  • تجنب الإجراءات غير الضرورية: زيادة التشخيص الصحيح يقلل الحاجة إلى التصوير غير الضروري والخزعات والعمليات غير الضرورية.
  • يقدم وضع تصوير أكثر راحة: الجانب الأكثر إزعاجًا في الماموجرام للمرأة هو الضغط على الثدي في الجهاز والألم والضيق الذي يحدث بسبب هذا، في حين أنه لا يتم الضغط على الثدي بنفس القوة في التصوير الشعاعي للثدي ثلاثي الأبعاد، فيكون أقل ألما بالنسبة للمرأة. 

الأخطاء التي تحدث بسبب الأشخاص غير الخبراء تقل إلى الحد الأدنى.

الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد 

وتسمى أيضا الموجات فوق الصوتية التلقائية، والموجات فوق الصوتية الحجمية والموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد، في هذه الطريقة يتم أخذ سلسلة من الصور للثدي، وهذا الجهاز مفيد بشكل خاص للمراكز الطبية التي ليست لديها إمكانية وجود طبيب ليفحص النتائج في كل الأوقات. 

كيف يتم تشغيله؟

يتم تشغيله بواسطة فني، وليس طبيبًا فعملية التطوير التقني الأحدث في الموجات فوق الصوتية على الثدي المعروفة باسم الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد تستغرق 15 – 20 دقيقة، حيث يتم الحصول على صورة كل الثدي بشكل تقليدي ومجموعات الصور يتم تقييمها بواسطة الطبيب على شاشة خاصة. والصور التي يتم الحصول عليها يمكن إعادة تشكيلها في أي مستوى قطاعي ويمكن أخذ القياسات، ويمكن للطبيب أن يعيد تقييم المناطق المشكوك فيها لاحقًا.

ما هي ميزات هذا الفحص؟

تشمل أبرز الميزات ما يأتي:

  • لا يتم إغفال أجزاء من الثدي؛ لذلك فإن الأخطاء تقل إلى الحد الأدنى. 
  • يتم التقاط صور تقليدية للثدي، فمن الأسهل عمل مقارنات عند متابعة المريض. 

يتميز بالتشخيص الدقيق الموجه نحو الهدف.

الخزعة تحت إرشاد الرنين المغناطيسي 

فحص الثدي بالرنين المغناطيسي يُستخدم لدى النساء المشخصات بسرطان الثدي لتحديد وجود أي بؤرة أخرى من عدمه قبل الجراحة وللبحث عن السرطان عند النساء اللواتي لديهن خطر مرتفع. النتائج المشكوك فيها التي لا تكون مرئية مع أي طريقة تصوير أخرى يمكن رؤيتها بالرنين المغناطيسي في العديد من الحالات، الخزعة تحت إرشاد الرنين المغناطيسي لا بد أن تُجرى لتشخيص النتائج المشكوك فيها، والتي تكون مرئية فقط بالرنين المغناطيسي. 

كيف يتم تنفيذه؟

خلال الخزعة تحت إرشاد الرنين المغناطيسي والذي هو إجراء يمكن القيام به فقط في عدد محدود من المراكز اليوم، ترقد المريضة ووجهها لأسفل كما هو الحال مع جميع حالات تصوير الثدي، وبمساعدة الكمبيوتر يتم التحديد الثلاثي الأبعاد للمنطقة المشكوك فيها، ويتم أخذ خزعة بإبرة من هذه المنطقة أو يتم تحديدها للجراحة.

ما هي ميزات هذا الفحص؟

تشمل أبرز الميزات ما يأتي:

  • تجنب العمليات غير الضرورية: في الماضي ليس البعيد لم يكن من الممكن إجراء خزعة على أورام يمكن رؤيتها فقط بالرنين المغناطيسي في تركيا، هؤلاء المريضات إما تتم دعوتهن للفحوصات المتكررة، بينما تنتظرن في قلق أو يتم تعريضهن للجراحات غير الضرورية، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعل الخزعات ممكنة مع جميع الأورام المشكوك فيها.
  •  تمكّن من جراحة الثدي الوقائية: عند وجود كتل لا يمكن التعرف عليها في الثدي، لم يكن من الممكن سابقا القيام بعلاجات وقائية للنساء اللواتي تعانين من سرطان الثدي، وكان من الضروري عادةً إزالة الثدي كله، تم حل هذه المشكلة الآن؛ لأن فحص الثدي بالرنين المغناطيسي يجعل الخزعات ممكنة لجميع الأورام. 

يتم أخذ العينة في 30 ثانية.

الخزعة بالشفط

الخزعة بالشفط هي الأكثر تقدما من بين طرق خزعات الإبرة، وهي تستخدم عامةً في فحص التكلسات الدقيقة التي تكون مرئية فقط في الماموجرام، ويمكن أن تكون هي المؤشر الأول لسرطان الثدي. بالإضافة إلى التكلسات الدقيقة، فإن الخزعة بالشفط بارزة كالطريقة المفضلة في خزعات جميع النتائج المرئية المشكوك فيها في الماموجرام والرنين المغناطيسي، حيث من غير الممكن استئصال كل القطاع المشكوك فيه باستخدام هذه الطريقة.

وبالطبع إذا تم تشخيص المريضة بالسرطان، فربما تبقى بحاجة إلى إجراء جراحة عادية لتنظيف المنطقة بنطاق أوسع؛ لأنه ربما تكون هناك تركيزات صغيرة من السرطان المتبقي التي لا يمكن رؤيتها بالتصوير، وهذه الطريقة تجعل من الممكن إزالة الأورام الحميدة الصغيرة تمامًا دون الحاجة إلى إجراء جراحة. 

كيف يتم تنفيذ الخزعة بالشفط؟

الخزعة بالشفط تتم على طاولة خاصة مصنوعة خصيصًا لهذا الإجراء، بها ثقب في المنتصف من خلاله يتم تعليق الثدي، يوجد أنبوب أشعة سينية في هذه الطاولة، والذي يلتقط صورًا للمنطقة المشكوك فيها مشابها للماموجرام من زوايا مختلفة.

هذه الصور تساعد على تحديد الأبعاد الثلاثة للمنطقة المشكوك فيها، وإجراء الخزعة يتم بواسطة طبيب أشعة من أسفل الطاولة، ويتم استخدام جهاز شفط وإبرة خزعة تُستخدم لمرة واحدة من أجل الخزعة بالشفط، حيث يتم وضع الإبرة حسب الأبعاد المحسوبة بالحاسوب، وخلال الإجراء يتم سحب المنطقة المشكوك فيها بشكل مستمر داخل الإبرة حيث يتم أخذ العديد من عينات النسيج. 

ما هي ميزات هذا الفحص؟

تشمل ميزات الفحص ما يأتي:

  1. المريضة لا ترى الإجراء أو تشعر بأي ألم. 
  2. من الممكن استخلاص العديد من عينات النسيج في نصف دقيقة على خلاف الطرق الأخرى؛ لذلك فإن معدل التشخيص الصحيح يكون 97 - 99%.
  3. من الممكن استئصال أي مناطق صغيرة مشكوك فيها، إنها طريقة يمكن وضعها في الاعتبار خاصة كبديل للعمليات المخصصة للأورام الحميدة.

العلاج الإشعاعي بجرعة واحدة أثناء الجراحة.

الجهاز LIAC

يتم تقديم العلاج الإشعاعي لمريضات سرطان الثدي في غرفة محمية بشكل خاص تقع في أقسام إشعاع الأورام بواسطة أجهزة خاصة تنتج فوتونات وإلكترونات تسمى المسرعات الخطية (linear accelerators)، ويستمر العلاج الإشعاعي لمدة 5 – 7 أسابيع وفقًا لحالة المريضة.

تأتي المريضات للعلاج كل يوم فيما عدا السبت والأحد، فالجهاز المستخدَم هو جهاز منتج للإلكترونات فقط يتواجد في غرف العمليات، ويكتمل العلاج الإشعاعي في جرعة واحدة أثناء العملية.

كيف يتم التنفيذ؟

بعد استئصال الورم من الثدي بالجراحة، يتم وضع الجزء الخاص من الجهاز على منطقة الورم، وبعد أخذ القياسات اللازمة، يتم تركيز الجرعة المرتفعة من الإشعاع على هذه المنطقة فقط مع حماية كاملة للنسيج السليم.

وبالرغم من أن هذه الطريقة التي تعتمد على الجرعة الواحدة يتم تطبيقها بشكل كبير في كل العالم خلال السنوات الأخيرة، إلا أنها غير مناسبة لكل مريضة، فطبيب إشعاع الأورام، والجراح، وأخصائي الأشعة، وأخصائي الباثولوجي، المسؤولون مباشرة عن رعاية المريضة لا بد أن يقرروا معًا فيما إذا كانت هذه الطريقة مناسبة للمريضة. 

ما هي ميزات هذا العلاج؟

تشمل أبرز الميزات:

  1. العلاج الإشعاعي يتم بشكل كامل أثناء الجراحة. 
  2. الجرعة المرتفعة من الإشعاع تُعطى فقط للمنطقة المصابة بالورم، فإن النسيج السليم يكون محميًا.
  3. ليس من الضروري الذهاب للمستشفى كل يوم بعد الجراحة، ويكون هناك وقت لكي يلتئم الجرح ومن أجل التخطيط للخطوات التالية، وهذا يقدم ميزة مهمة للمريضة.
4707 مشاهدة
للأعلى للسفل
×