التهاب البروستاتا الغير بكتيري

كتابة:
التهاب البروستاتا الغير بكتيري

البروستاتا

تعدّ غدة البروستاتا من الغدد التناسلية المهمة لدى الرجل، وتقع أمام القناة الشرجية مباشرةً وخلف المثانة أسفل الحوض، وتزن هذه الغدة نحو ثلاثين غرامًا، ويساهم السائل الموجود فيها في إبقاء الحيوانات المنوية حيّةً، والحفاظ على التركيبة الجينة التي تحملها، وتتكوّن من الجزء الغدّي والجزء الليفي العضلي، ونظرًا لموقعها بين المثانة والشرج وأنها تحيط الإحليل -وهو أنبوب يحمل البول من المثانة إلى القضيب- فإنّ لها دورًا كبيرًا في عملية الإخراج والتبوّل خاصّةً.

من أكثر الأمراض الشائعة التي تصيبها احتقان البروستاتا، الذي يشكل الحالة الأولية من التهاب البروستاتا غير البكتيري، كما يوجد تضخم البروستاتا، والتهاب البروستاتا بسبب الجراثيم والبكتيريا، ويمكن أن تتعرض للإصابة بسرطان البروستاتا، وتعد أمراض غدة البروستاتا من أكثر الأمراض شيوعًا وانتشارًا لدى الرجال.[١]  


التهاب البروستاتا غير البكتيري

يعرف التهاب البروستاتا غير البكتيري بأنه حالة طبية يعاني فيها الشخص المصاب من ألم مستمر في المنطقة المحيطة بغدة البروستاتا، ويمكن أن تسمى هذه الحالة أيضًا التهاب البروستات المزمن أو متلازمة آلام الحوض المزمنة، وعلى الرغم من أن الحالة تسمى التهاب البروستات إلّا أنّه من غير المؤكّد إذا ما كانت هي المكان الحقيقي للألم، ولم يُكشَف إلى الوقت الحالي السبب الدقيق لهذه الحالة الطبية، لكن ما هو مؤكّد أنّ هذا الالتهاب لا ينجم عن البكتيريا.

يعدّ التهاب البروستاتا غير البكتيري أكثر شيوعًا عند كبار السن الذين يعانون من تضخم البروستاتا، ويمكن أن تشمل الأعراض الشائعة الألم في المنطقة الواقعة بين كيس الصفن والشرج، والألم عند القذف، كما يمكن أن يظهر الدم في البول أو السائل المنوي أحيانًا، ويمكن أن يساهم تخفيف شدّ عضلات غدة البروستاتا في تخفيف معاناة المريض، ويمكن أن يكون علاج هذا الالتهاب صعبًا في بعض الأحيان، وقد يجد كثير من الأشخاص أنهم في أفضل الظروف يمكن أن يسيطروا جزئيًّا فقط على الأعراض التي يعانون منها، حتى بعد تجربة العديد من العلاجات.[٢]


أسباب التهاب البروستاتا غير البكتيري

يمكن أن يكون سبب التهاب البروستاتا غير البكتيري الإصابة بالتهاب عن طريق الكائنات الحية التي لا يمكن زرعها روتينيًّامن عينة البول، وتكون نتيجة هذه العينة سلبيّةً بعد الزراعة الروتينية، وتشمل هذه الكائنات الحية المتدثرة الحثرية، وجرثومة اليوريا، والتريكوموناس، والنسرية البنية، والفيروسات، والفطريات، والبكتيريا اللاهوائية، ولم تثبت إلى الآن الأسباب غير الجرثومية لالتهاب البروستاتا بصورة قاطعة، لكن يمكن لكل من الحساسية وأمراض المناعة الذاتية كمرض رايتر أن تعدّ من الأسباب المفترضة لهذا المرض.

كما توجد بعض الأسباب التي يُعتقَد أنها يمكن أن تسبب التهاب البروستاتا غير البكتيري، كتشنّج عنق المثانة أو الإحليل، ونوع من أنواع التهاب المثانة الخلالي، أو الألم العضلي التوتّري في الحوض الذي يعرف أيضًا باسم متلازمة العضلة الرافعة الشرجية، وغالبًا ما يشخّص الطبيب هذه المتلازمة اعتمادًا على أعراض ألم مجهول في منطقة المستقيم، يزداد سوءًا عند الجلوس أو الاستلقاء، ويمكن أن تستمرّ الأعراض لساعات أو أيام، كما يمكن أن يحدث ألم عضلي في قاع الحوض ناتج عن عضلات قاع الحوض المتقلصة بصورة مفرطة بسبب التوتر النفسي والقلق، كما يجب الانتباه إلى أن سرطان المثانة يمكن أن يسبّب أعراض تهيّج المسالك البولية تشبه أعراض التهاب البروستاتا غير البكتيري.[٣]


التشابه بين التهاب البروستاتا البكتيري وغير البكتيري

تتشابه الأعراض في التهاب البروستاتا البكتيري وغير البكتيري، تتلخص بالآتي:[٤][٥]

  • آلام في منطقة أسفل الظهر والحوض لدى المريض، وفوق عظمة العانة، وفي المنطقة بين الأعضاء التناسلية وفتحة الشرج، وعلى طرف القضيب، أو في مجرى البول.
  • الشعور بالحرقان أثناء التبوّل والألم عند التبرّز.
  • ظهور إفرازات شفافة قبل التبوّل أو بعده مباشرةً، ونزول قطرات من البول بعد انتهاء التبوّل.
  • الشّعور بعدم الارتياح حتى بعد التبوّل، وأنّه لم يقضِ حاجته تمامًا.
  • ظهور الدّم في السائل المنوي.
  • زيادة في عدد مرات التبوّل، والحاجة الملحّة والمتكرّرة إلى التبوّل.
  • الضعف الجنسي.
  • ألم عند القذف.


تشخيص التهاب البروستاتا غير البكتيري

يمكن أن يبدأ الطبيب لتشخيص التهاب البروستاتا غير البكتيري بمراجعة التاريخ المرضي الشامل للمريض، إذ يمكن أن يطلب منه أن يملأ استبيانًا حول الأعراض، ثمّ يمكن أن يُجري الفحص السريري لغدة البروستاتا، كما أنّه من المحتمل أن يطلب عيّنةً من البول لفحصها، والتأكّد من خلوها من البكتيريا التي يمكن أن تكون سبب هذا الالتهاب، وأثناء الفحص السريري لغدّة البروستاتا يُدخِل الطبيب إصبعه مغطّى بالقفاز المشحّم في فتحة الشرج وصولًا إلى المستقيم، ويهدف هذا الفحص إلى الشعور بملمس غدة البروستاتا؛ إذ يمكن أن تكون ناعمةً أو منتفخةً ومتورّمةً، ممّا يشير إلى إصابتها بالالتهاب، واعتمادًا على نتائج الاختبار يمكن أن يقوم الطبيب بما يأتي:[٤]

  • إجراء التصوير بالموجات فوق الصّوتية لغدة البروستاتا.
  • اختبارات لاستبعاد احتمالية الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا.
  • إجراء دراسات لتقييم تدفّق البول.
  • دراسات لتقييم صحة المسالك البولية وأجزائها المختلفة.


علاج التهاب البروستاتا غير البكتيري

يعدّ علاج التهاب البروستاتا غير البكتيري أمرًا صعبًا للغاية، ولأنّه من الصعب علاج هذه المشكلة فإنّ الهدف منه هو السيطرة على الأعراض، ويمكن استخدام عدّة أنواع من الأدوية لعلاج التهاب البروستاتا غير البكتيري، تتضمن ما يأتي:[٦]

  • المضادات الحيوية على المدى الطويل؛ للتأكّد من أنّ التهاب البروستاتا لا تسبّبه البكتيريا، لكن يجب على الأشخاص الذين لا تساعدهم المضادات الحيوية التوقّف عن تناولها؛ وذلك لأنّ المضادات الحيوية التي قد يأخذها المريض على المدى الطويل والتي لا تكون بطبيعة الحال العلاج الطبي الصحيح في حالته قد تؤدّي إلى الإضرار بالبكتيريا غير الضارة الموجودة في غدة البروستاتا والتهابها.
  • الأدوية التي تسمّى حاصرات ألفا، إذ تساعد على استرخاء عضلات غدة البروستاتا، وغالبًا ما يستغرق بدء عملها حوالي ستّة أسابيع، كما أنّ الكثير من الأشخاص لا يستفيدون من استخدام هذا النوع من الأدوية.
  • الأسبرين، والإيبوبروفين، والعقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، التي يمكن أن تساهم في تخفيف الأعراض في بعض الحالات.
  • الأدوية المرخّية للعضلات، كالديازيبام، أو السيكلوبنزابرين؛ إذ يمكن أن تساهم هذه الأدوية في تقليل التشنّجات في قاع الحوض.

وجد بعض الأشخاص أنّهم يمكن أن يشعروا ببعض الراحة عند استخدام خلاصة حبوب اللقاح والوبيورينول، لكن الأبحاث الحديثة لا تؤكّد صحّة هذه المعلومة، ويمكن أن تساعد أدوية تليين البراز على تقليل الشعور بعدم الراحة عند التبرز، وقد يلجأ المريض إلى إجراء العملية الجراحية، التي تسمى استئصال البروستاتا عبر الإحليل، وذلك إذا لم يساعد استخدام أيّ من الأدوية السابقة في التخفيف من الأعراض التي يعاني منها، وفي معظم الحالات لا تجرى هذه الجراحة للرجال الأصغر سنًا؛ لأنّها يمكن أن تؤثّر على القذف، ويمكن أن تؤدّي هذه المضاعفات إلى العقم، أو العجز الجنسي، أو سلس البول.[٦]

تشمل العلاجات الأخرى التي يمكن تجربتها ما يأتي:[٦]

  • الحمامات الدافئة التي تخفّف من الألم.
  • تدليك البروستاتا، أو الوخز بالإبر، أو تمارين الاسترخاء.
  • التغييرات الغذائية؛ وذلك لتجنّب تهيّج كلّ من المثانة والمسالك البولية.
  • العلاج الطبيعي لقاع الحوض.


المراجع

  1. Tim Newman (11-1-2018), "What is the prostate gland?"، medicalnewstoday, Retrieved 30-9-2019. Edited.
  2. "Nonbacterial Prostatitis", ada, Retrieved 30-9-2019. Edited.
  3. Sunil K Ahuja, MD (20-2-2016), "Nonbacterial Prostatitis"، medscape, Retrieved 30-9-2019. Edited.
  4. ^ أ ب Julie Roddick and Valencia Higuera (25-8-2017), "Chronic Nonbacterial Prostatitis"، healthline, Retrieved 30-9-2019. Edited.
  5. Sunil K Ahuja, MD (20-2-2016), "Nonbacterial Prostatitis Clinical Presentation"، medscape, Retrieved 30-9-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Prostatitis - nonbacterial", medlineplus,26-8-2017، Retrieved 30-9-2019. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×