التهاب السبلة الشحمية

كتابة:
التهاب السبلة الشحمية

التهاب السبلة الشحمية

التهاب السبلة الشحمية (Panniculitis) اضطراب جلدي غير شائع نسبيًا يتميّز بظهور عقيدات ونتوءات كبيرة تحت الجلد تظهر بسبب حدوث التهاب في الطبقة الدهنية تحت الجلد، والتي تُستخدم للحفاظ على درجة حرارة الجسم، وبقاء الجسم دافئًا، وتُصيب أسفل الساقين، لكنّها تؤثر في أجزاء أخرى من الجسم، وتُسبب مجموعة من العوارض المؤلمة والمزعجة للمصاب.[١][٢]


ما أنواع التهاب السبلة الشحمية

بالرغم من وجود مجموعة واسعة من الأنواع المختلفة لالتهاب السبلة الشحمية، لكنّ هذه الأنواع كلها غير شائعة ونادرة الحدوث، وتشمل أنواع هذا الالتهاب الآتي:[٢]

  • الحمامي العقدي (Erythema nodosum): هذا النوع الأكثر شيوعًا بين الأنواع الأخرى لالتهاب السبلة الشحمية، ويشير إلى ظهور العقيدات والكدمات على الساقين، ويتسبب في العديد من العوارض الأخرى؛ مثل: الحمى والتعب الجسدي.
  • الحمامى الجاسية (Erythema induratum): يتميّز بظهور النتوءات والعقيدات على الجزء الخلفي من الساق، وغالبًا ما يرتبط هذا النوع بـداء السل.
  • التهاب الأوعية العقدي (Nodular vasculitis): يسبّب هذا النوع التهاب الأوعية الدموية، وغالبًا ما يؤثر في الأجزاء الخلفية من الساقين.
  • البلى الحيوي الشحماني السكري (Necrobiosis lipoidica): يؤثّر هذا النوع بشكلٍ عام في النساء المصابات بداء السكري، ويتسبب في ظهور نتوءات وقروح في أسفل الساقين.
  • تصلب الجلد الدهني (Lipodermatosclerosis): ينتج هذا النوع من ضعف الأوردة الدموية في الساقين، وغالبًا ما يرتبط بزيادة الوزن والسمنة، ويبدو أكثر شيوعًا عند النساء وكبار السن.
  • داء ويبر كريسشان (Weber-Christian disease): يعدّ شكلًا شديد الحدية نسبيًا من التهاب السبلة الشحمية، إذ يُسبّب التهابات عامة ومشكلات في الأعضاء المختلفة.
  • التهاب الذئبة الحمامية (Lupus erythematosus panniculitis): يحدث بسبب مرض الذئبة، وغالبًا ما يؤثر في الجبهة والخدود والردفين، لكنّه نادرًا ما يؤثر في الساقين.
  • التهاب السلى البارد (Cold panniculitis): هو الأكثر شيوعًا لدى الأطفال الرضع، والذي يُعزى حدوثه عند تعرّض الجلد لدرجات حرارة منخفضة.
  • التهاب السبلة الشحمية النقرسي: يحدث بسبب الإصابة بداء النقرس نتيجة تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل، وغالبًا ما يؤثر هذا النوع في أسفل الساقين والقدمين.


ما علامات التهاب السبلة الشحمية

على الرغم من وجود أنواع مختلفة من التهاب السبلة الشحمية، لكنها تسبّب ظهور عوارض مرضيّة متشابهة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه العوارض تأتي على هيئة نوبات متفرقة؛ فقد تظهر وتستمر لعدّة أيام أو أسابيع وتتلاشى بعد ذلك، كما تأتي وتذهب، وقد تتلاشى الكتل بعد بضعة أيام وأسابيع ، لكنّها قد تعود بعد عدّة شهور أو حتى سنوات، ومن أهم هذه العوارض الآتي:[١][٣]

  • النتوءات والعقيدات المؤلمة أو التي تؤلم عند لمسها التي تتكوّن في طبقة الدهون تحت الجلد، وقد تظهر هذه النتوءات بأحجام وأشكال مختلفة، وغالبًا ما تظهر على الساقين والقدمين، لكنّها قد تظهر أحيانًا على الوجه أو الذراعين، كما تظهر على الصدر، أو البطن، والردفين، ويتغيّر لون الجلد فوق هذه النتوءات، وقد تترك ورائها ندوبًا أو ثقوبًا في الجلد.
  • النخر والتقرّح، هو ما يحدث نتيجة تحلّل الأنسجة المحيطة بالعقيدات الكبيرة والعميقة، وقد تستنزف مادة زيتية من هذه التقرحات.
  • التعب الجسدي العام، والشعور بالمرض والتوعك، والإعياء.
  • نوبات الحمّى المتكررة.
  • آلام المفاصل والعضلات.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • ألم البطن.
  • نقص الوزن.
  • انتفاخ العين وبروزها؛ نتيجة التهاب الجلد بالقرب من العين.
  • تلف بعض الأعضاء الداخلية؛ مثل: الكبد، والبنكرياس، والرئتان، ونخاع العظام.
  • الانصباب الجنبي في الرئة، والذي يتمثّل في تراكم السوائل في الغشاء المحيط بالرئتين.
  • فقر الدم.
  • تضخّم الكبد.


ما أسباب التهاب السبلة الشحمية؟

ما تزال الأسباب الدقيقة الكامنة وراء حدوث التهاب السبلة الشحمية غير واضحة تمامًا، لكن هناك مجموعة واسعة من الحالات والأمراض المختلفة التي ارتبطت بحدوث هذه الالتهاب، ومن ضمن هذه الحالات الآتي:[١][٣]

  • الإصابات المختلفة: ومنها الإصابات الرياضية الناتجة من التمارين المكثفة، أو الإصابات الناتجة من التعرّض لدرجات حرارة شديدة البرودة، أو حقن الدواء في الطبقة الدهنية تحت الجلد.
  • نقص مضاد التريبسين ألفا -1: هو اضطراب وراثي يُسبّب ظهور مجموعة من الأمراض؛ كأمراض الرئة، وأمراض الكبد.
  • الأمراض الالتهابية: وتشمل داء كرون، أو التهاب القولون التقرحي، أو التهاب البنكرياس.
  • العدوى: بما في ذلك العدوى البكتيرية؛ كداء السل، والمكورات العقدية، والعدوى الفيروسية، إضافةً إلى العدوى الفطرية والطفيلية.
  • اضطرابات النسيج الضام: وتتضمن الذئبة الحمامية الجهازية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتصلّب الجلد.
  • الساركويد: حالة تؤدي إلى تكوين كتل من الخلايا الالتهابية في أجزاء مختلفة من الجسم.
  • مرض السرطان: بما فيها سرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية.
  • الأدوية: توجد بعض الأنواع من الأدوية التي ترفع من خطر الإصابة بالتهاب السبلة الشحمية، بما في ذلك بعض أنواع المضادات الحيوية، والجرعات العالية من الكورتيكوستيرويدات.
  • الأمراض الأخرى:
    • النقرس.
    • السكري.


تشخيص الإصابة بالتهاب السبلة الشحمية

يجرى تشخيص حالات الإصابة بهذا النوع من الالتهاب عن طريق إجراء فحوصات التشخيص الآتية:[٤][٥]

  • الفحص السريري: الذي يتضمّن الفحص البدني، والبحث عن مجموعة من السمات السريرية، وتقييم العوارض التي يُعاني منها المريض.
  • الخزعة: تؤخذ عينة من النتوءات والعقيدات لفحصها في المختبر وتأكيد التشخيص الأولي.
  • الزراعات الميكروبيولوجية: هي اختبارات مخبرية تتضمّن زراعة عينات من العقيدات للبحث عن وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية أو أي نوع آخر من العدوى.
  • فحوصات إضافية: في بعض الأحيان يصبح من الضروري إجراء بعض الفحوصات الإضافية لتأكيد التشخيص؛ بما في ذلك التصوير بالأشعة السينية للصدر، وفحص مستويات مضاد التريبسين ألفا -1.


علاج مرضى التهاب السبلة الشحمية

يهدف العلاج إلى التخلص من الأسباب والأمراض الكامنة وراء حدوثه؛ كإيقاف تناول الأدوية المسببة للالتهاب، أو معالجة المصابين بالعدوى والأمراض الأخرى، بالإضافة إلى العديد من خيارات العلاج التي تهدف إلى تخفيف عوارض التهاب السبلة الشحمية، وتسريع عملية الشفاء، ومن أهمها الآتي:[٣][٥]

  • الأدوية: وتشمل الآتي ذكره:
    • الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية؛ مثل: الأسبرين، والأيبوبروفين؛ لتقليل الالتهاب وتخفيف الألم.
    • الأدوية الستيرويدية الفموية، أو التي تُؤخذ بمنزلة حقن لتقليل الالتهاب، وتخفيف الألم.
    • المضادات الحيوية؛ لعلاج العدوى البكتيرية.
    • دواء الهيدروكسي كلوروكين، وهو دواء مضاد للملاريا يُساعد في تقليل الالتهاب.
    • يوديد البوتاسيوم؛ لتخفيف الألم وتهدئة العوارض.
  • العلاجات المنزلية: يوجد العديد من التدابير المنزلية التي تساعد في تخفيف الالتهاب والألم، ومن ضمنها:
    • الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة.
    • رفع الجزء المصاب من الجسم.
    • ارتداء الجوارب الضاغطة.
  • الجراحة: يُلجَأ إلى الجراحة في حال عدم نجاح العلاجات السابقة في معالجة الالتهاب أو تخفيف العوارض، وتتضمّن هذه الجراحة استئصال المناطق المصابة من الجلد.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Panniculitis, Idiopathic Nodular", rarediseases, Retrieved 2020-7-29. Edited.
  2. ^ أ ب Amy Smith (2018-1-19), "What is panniculitis? Causes and treatment"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-29. Edited.
  3. ^ أ ب ت Stephanie Watson (2020-3-23), "What Is Panniculitis and How Is It Treated?"، healthline, Retrieved 2020-7-29. Edited.
  4. Mercedes E. Gonzalez, "Panniculitis "، msdmanuals, Retrieved 2020-7-29. Edited.
  5. ^ أ ب "Panniculitis", dermnetnz, Retrieved 2020-7-29. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×