التهاب الشريان الصدغي

كتابة:
التهاب الشريان الصدغي

التهاب الشريان الصدغي

يعدّ الشريان الصدغي (Temporal artery) أحد أكبر الشرايين الموجودة في منطقة العنق، ويرجع أصلهُ إلى الشريان السُباتي الظاهر الذي يتفرع إلى الشريان الصدغي والشريان الفكي العلوي.[١] ويُعرَّف التهاب الشريان الصدغي بأنَّه؛ اضطراب التهابي يصيب الشرايين الصدغية الممتدة على جانبي الرأس أمام الأذن، ويرافق الإصابة به العديد من الأعراض كآلام في الرأس، وفقدان مُفاجئ للرؤية، والحمى، ويُسمى أيضًا بالتهاب الشريان ذي الخلايا الضخمة (العرطلة)؛ وهو من الأمراض الوعائية التي لا يوجد لها سبب مُعروف حتى الآن، ويصيب الأشخاص الكبار في السن.[٢] ويعود سبب تسميته بالتهاب الشرايين ذي الخلايا الضخمة؛ إلى أنّ خلايا هذه الشرايين الملتهبة تبدو ضخمة تحت المجهر.

يرتبط التهاب الشريان الصدغي بألم العضلات الروماتيزمي؛ وهو مرض يُصيب العضلات والمفاصل، يُسبب آلامًا وتيبسًا في العضلات في حوالي 50% من الأشخاص المُصابين بهذا الالتهاب، ولا يُعرَف إلى الآن سبب ارتباط هذين الاضطرابين معًا.[٣]


أعراض التهاب الشريان الصدغي

يعد ألم الراس الشديد الذي يصيب الصدغين غالبًا أكثر أعراض التهاب الشريان الصدغي شيوعًا، وقد يتفاقم الصداع تدريجيًا، أو قد يظهر على شكل نوبات، أو يختفي مؤقتًا، وتتضمن أعراض التهاب الشريان الصدغي الشائعة ما يأتي:[٤]

  • الصداع الشديد.
  • ظهور بعض الآلام عند المضغ أو فتح الفم.
  • قفدان الوزن غير المبرر.
  • الحمى.
  • فقدان البصر المفاجئ والدائم في واحدة من العينين.
  • آلام في فروة الرأس، بالأخص عند القيام بلمسها أو حكها.
  • الإعياء.
  • ضبابية الرؤية أو فقدان الرؤية خصوصًا لدى المصابون بآلام في الفك.


أسباب التهاب الشريان الصدغي

أسباب الإصابة بالتهاب الشرايين الصدغية غير معروفة حتى وقتنا هذا، لكنه يمكن أن ينتج عن ردة فعل مناعية شاذة، تحدث داخل جدران الشرايين، إذ يُسبِّب التهاب الأغشية المبطِّنة للشرايين تورُّمها وتضيُّق الأوعية الدموية؛ ممّا يقلِّل من التروية الدموية المحملة بالأكسجين والمواد الغذائية إلى أنسجة الجسم، وذلك بالإضافة إلى أنّ الإصابة بألم العضلات الروماتيزمي يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث الالتهاب، ومن العوامل الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الشريان الصدغي، نذكر ما يلي: [٤]

  • العوامل الوراثية: قد تؤدي الوراثة إلى الإصابة بهذا الالتهاب؛ إذ تشيع الإصابة بالتهاب الشريان الصدغي في بعض الأجناس والعائلات.
  • العمر: يمكن أن يكون للسن دورًا في الإصابة بالتهاب الشريان الصدغي؛ إذ إنّه عادةً ما يصيب الاشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 70-80 عام، وفي حالات نادرة يمكن أن يصيب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
  • الجنس: يصيب التهاب الشريان الصدغي الإناث بدرجة أكبر من الذكور؛ فالنساء أكثر عرضة من الذكور بالإصابة بهذا الاضطراب حوالي مرتين.

[٥]


تشخيص التهاب الشريان الصدغي

يبدأ التشخيص عادةً بالفحص السريري للرأس، ويولي الأطباء اهتمامًا خاصًا بالشرايين الموجودة في الرأس، كما يمكن أن تكون العديد من فحوصات الدم مفيدة في تشخيص التهاب الشريان الصدغي، وتشمل هذه الفحوصات على ما يلي: [٦]

  • فحص الهيموغلوبين لقياس كمية الهيموغلوبين أو البروتين الحامل للأكسجين في الدم.
  • فحص الهيماتوكريت لقياس نسبة خلايا الدم الحمراء في الدم.
  • فحص وظائف الكبد لفحص كفاءة عمل الكبد أحيانًا
  • فحص سرعة ترسب أو تثفل كريات الدم الحمراء، لفحص مدى سرعة تجمع خلايا الدم الحمراء في أسفل أنبوب الاختبار على مدار ساعة واحدة، وتشير السرعة العالية للتثفل وجود التهاب في الجسم.
  • تحليل البروتين المتفاعل C؛ وهو بروتين يصنعه الكبد، ويطلق في الدم بعد إصابة الأنسجة، وتشير المستويات المرتفعة لهذا البروتين إلى وجود التهاب في الجسم.

على الرغم من أن هذه الفحوصات يمكن أن تكون مفيدة، إلّا أن فحوصات الدم وحدها ليست كافية للتشخيص، وعادةً ما يجري الطبيب خزعة من الشريان الذي يشتبه في إصابته بالالتهاب لإجراء التشخيص النهائي، ويمكن أن تجرى الخزعة تحت تأثير التخدير الموضعي، كما وقد يوفر الفحص بالموجات الصوتية فكرة إضافية حول وجود الإصابة بالتهاب الشريان الصدغي، أمّا التصوير بالأشعة المقطعية وبالرنين المغناطيسي، فلا يفيدان في كثير من الأحيان.[٦]


علاج التهاب الشريان الصدغي

يتضمن علاج التهاب الشريان الصدغي، تناول جرعات عالية من الستيرويدات التي تتجاوب معها شرايين الخلايا العملاقة أكثر خلال عدة أيام من تلقي العلاج، ويفضل أغلب الأطباء إعطاء جرعات الستيرويدات بالوريد قبل ظهور نتائج الخزعة النهائية للوقاية من الإصابة بفقدان البصر؛ إذ أنَّ البدء بتناول العلاج بعد تأثُّر حاسة البصر لن يحسِّن منه في معظم الأحيان، وقد يحتاج المُصاب تناول هذه الأدوية ما يُقارب السنة إلى سنتين وأحيانًا مدة أطول. وتترواح الجرعات ما بين 40- 60 ميلليغرام على الأقل من البردنيزون عن طريق الفم، عند ظهور أيّ أعراض بصرية؛ يقوم الطبيب عندها بنصح المصاب بتناول جرعات يومية بالفم.[٤][٢] ويمكن أن يزيد استخدام الستيرويدات من خطر الإصابة ببعض الحالات الطبية، وتتضمن هذه الحالات ما يلي:[٦]


مضاعفات التهاب الشريان الصدغي

يمكن أن تشمل مضاعفات التهاب الشريان الصدغي على ما يلي:[٤]

  • نقص التروية الدموية للعين المُسبِّب لفقدان البصر المفاجئ وغير المؤلم، والذي عادةً ما يكون دائمًا، ونادرًا ما يُصيب كلتا العينين.
  • تمدد الأوعية الدموية الأبهري؛ وهو انتفاخ يحدث في الجزء الضعيف من الوعاء الدموي، وعادةً ما يصيب الشريان الأبهري الذي يمر خلال الصدر والبطن، وقد ينفجر التمدد في هذه الأوعية مسببًا نزيفًا يهدد حياة المصاب.
  • السكتة الدماغية وتعد أحد المضاعفات غير الشائعة لالتهاب الشريان الصدغي.


المراجع

  1. "Superficial temporal artery", healthline,17-2-2015، Retrieved 30-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Giant Cell Arteritis", hopkinsvasculitis, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  3. "Temporal Arteritis", webmd, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Giant cell arteritis", mayoclinic, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  5. Mythili Seetharaman, "Giant Cell Arteritis (Temporal Arteritis)"، emedicine.medscape, Retrieved 30-10-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت Jaime Herndon and Megan McCrea, "Temporal Arteritis"، healthline, Retrieved 30-10-2019. Edited.
5461 مشاهدة
للأعلى للسفل
×